
01/07/2025
اقتباسات
الباشا الكلاوي
" لیت جشع هذه العصابة اقتصر على خطايا البشر الضعاف وحدها فهي تأخذ العشر عن الخبز نفسه، وعن الأرزاق الهزيلة، بل وحتى عن جوع البؤساء والمعدمين.
فتجار البقالة يبيعون بالتقسيط الزبدة والسمن والزيت والعسل التي تعتبر مواد أساسية في غذاء البسطاء. ويبلغ عدد هؤلاء التجار في مراكش حوالي 5.000 تاجر، وأغلبهم قليلوا الثراء وهم يزاولون عملهم داخل دكاكين وسخة وصغيرة. وذلك لا يمنع أنهم فضلاً عن الضرائب المنتظمة التي يؤدونها، يتوجب عليهم أن يزودوا القصر والقضاء من موادهم. وذلك نتيجة لتعسف لا يعود، على الأرجح، إلى زمن بعيد، بل إلى الوقت الذي جاء فيه الفرنسيون ليمسكوا بقرني البقرة فيما يجرى حلبها ، بالتعبير المحلي .وتتوزع هذه الدكاكين على مختلف الأحياء. ويأتي لامين، ويُدعى المبارك السوسي، في كل أسبوع لاقتطاع تموين الكبار عن كل دكان، وعن كل حي على حدة دون الحديث عن الاقتطاعات التي تتكرر في نفس الأسبوع !
أما أسلوب أمين الجزارين العريف، ويدعى محمد بلحبيب، فهو أكثر تعقيداً. فهو يأتي مرتين في الأسبوع، يرافقه المخازنية والجندرمة الذين يؤمن حضورهم مهمته الرسمية. فيزور سوق الماشية، حيث ينهب ما يوجد فيها بالأثمنة التي تروق له. وينقل اللحوم، على الفور إلى جزاري المدينة، وعددهم 1.500، لكن برسم آخر يحدده بنفسه. وهو يفعل ما يفعل، دائماً باسم معاليه، وفي بلد يقال إنه ألغى الرسم والأسعار الجبرية والحال أنه حدث، في مرات كثيرة، أن الجزارين المذعورين من الأثمنة التي تفرض عليهم، يتفقون في ما بينهم ويرفضون إبرام البيع. وحينئذ تبقى عاصمة الجنوب بدون لحم".ص108- 109