
12/07/2025
حادثة اعتصام شاطو بني ملال: دروس مأساة لا ينبغي أن تمرّ بصمت
لم تكن نهاية حادثة الاعتصام على شاطئ بني ملال مجرد مأساة عابرة، بل كانت مشهدًا دراميًّا مكثفًا يعكس خللًا متجذرًا في طريقة تدبير الأزمات، وتمنحنا في المقابل جملةً من الدروس البليغة التي يجب التوقف عندها مليًّا:
• أولًا: حين تبدأ المطالب بشعارات مشروعة، ثم تنزلق ـ في غياب الحكمة ـ إلى مسارات عبثية تنتهي بأفعال إجرامية تكاد تلامس حدود الإرهاب.
• ثانيًا: إنّ غياب الإنصات الجاد من طرف السلطات، خاصة في لحظات الغليان الأولى، يجعل من فرص نزع فتيل الأزمة أمرًا بالغ الصعوبة، ويُحوّل المشكلة إلى كارثة.
• ثالثًا: سوء تقدير الموقف من طرف السلطة، حيث استمرّ الاحتجاج لأكثر من أسبوعين دون أن يُقابل بأي حل فعّال، ما زاد الوضع تعقيدًا وأشعل نار التوتر.
• رابعًا: التدخل المرتجل، وغياب التنسيق، والأوامر المرتبكة التي انتهت باعتداء همجي على رجل إطفاء، صدّق ـ في لحظة إنسانية خالصة ـ أنّه بصدد إنقاذ معتصم مغمى عليه، فإذا به يُصبح ضحية لمخطط إجرامي خسيس.
• خامسًا: خطر التراخي في التعامل مع المصابين باضطرابات نفسية حادّة، ممن يجوبون الشوارع دون متابعة أو رقابة، فكلّ المؤشرات تدل على أن الجاني كان يعاني من خلل نفسي خطير يستوجب العلاج لا الإهمال.
• سادسًا: تنامي نزعة التلذذ بالعنف، التي بدأت تستشري في مجتمعنا قولًا وفعلًا، في الواقع كما في العالم الافتراضي، وكأننا أمام ثقافة عنف تتسلل إلى الوعي الجمعي دون رادع.
إنها مأساة لا يجب أن تُنسى، بل ينبغي أن تُستثمر كجرس إنذار للسلطة والمجتمع معًا، حتى لا تتكرّر الفاجعة في هيئة أخرى، وأسماء أخرى.