
18/07/2025
مهرجان زگوطة: تقليدٌ أعمى لا يُنجبُ إلا الفشل
ليس العيب أن تستلهم لجنة مهرجان زگوطة تجربة مهرجان تكنة، التي أثبتت نجاعتها وتميزها وتطورها دورة تلوة أخرى، فالتقليد في حد ذاته قد يكون ذكاءً حين يُستثمر لتطوير الأداء ورفع مستوى التنظيم. لكن العيب، كل العيب، أن تكتفي اللجنة بمجرد النقل دون روح أو ابتكار، والأسوأ أن تفشل حتى في تقليد ما هو ناجح، فتصبح الصورة كاريكاتورية، والمضمون هزيلاً، والنتيجة: خيبة أمل كبيرة في اليوم الأول من مهرجانٍ كان يُفترض أن يحمل بصمة التميز والاعتزاز المحلي.
اليوم الأول من مهرجان زگوطة كان كارثياً بكل المقاييس، ولا شيء أنقذه من السقوط المدوي سوى تدخلات السلطات المحلية ورجال الدرك الملكي، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، دون أن ننسى الدور الحيوي لعناصر الهلال الأحمر. هؤلاء جنّبوا المهرجان الأكثر سوءا ، وقدموا صورة مشرفة عن مؤسسات تشتغل في صمت.
أما الباقي، فكان مجرد استعراض باهت لسربات لا ترقى حتى لمستوى التباري، أرضية المحرك قاصحة وما مرشوشة بالماء، وركاب يسقطون الواحد تلو الآخر . صورة محزنة لا تليق بتاريخ مهرجان زگوطة خصوصا في عهد الرئيس عبد النبي ساليگان، ولا بمستوى التطلعات التي نسجها الساكنة والزوار على حد سواء.
واحد السيد من الزوار، في لحظة صراحة موجعة، اختصر كل شيء حين قال: "كون عرفت مكاينش عبد الله بن بيه، والله مانرگب عليكم". تصريح يحمل بين طياته مرارة خيبة من مهرجان لم يكن في الموعد، وأداء لم يكن بمستوى الاسم.
إن كان هناك بصيص أمل، فهو في ما تبقى من أيام المهرجان. على اللجنة المنظمة أن وتحاول إنقاذ ماء وجه هذا الحدث الثقافي والتاريخي. فربما تستطيع تدارك الأخطاء، وتصحيح المسار، ولو على الأقل من أجل الوفد الرسمي والزوار الذين ينتظرون يوماً مشرفاً يليق بموروث المنطقة.
التقليد ليس عيباً إن كان عن وعي وبهدف التطوير. أما التقليد الأعمى، فهو انتحار تنظيمي يعكس فشلاً ذريعاً في الرؤية والتدبير. على اللجنة أن تستفيق قبل فوات الأوان.