JISRPRESS

JISRPRESS جريدة رقمية مغربية مستقلة | محايدة | متخصصة في تحليل السياسة الخارجية للمملكة المغربية

بين اليد الممدودة والعزلة الدبلوماسية.. المغرب يتقدم والجزائر تتأزم في ملف الصحراءبقلم: محمد أعزوزفي كل عام، تتجدد ذكرى ...
17/08/2025

بين اليد الممدودة والعزلة الدبلوماسية.. المغرب يتقدم والجزائر تتأزم في ملف الصحراء

بقلم: محمد أعزوز
في كل عام، تتجدد ذكرى تربع الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، وتتجدد معها رسالة المملكة المغربية الثابتة تجاه قضاياها الوطنية ومحيطها الإقليمي. لقد شكلت دعوة "اليد الممدودة" التي وجهها جلالة الملك إلى الجزائر ركيزة أساسية في سياسة المغرب الخارجية، مؤكدة على رؤية المملكة الثاقبة نحو إعادة تأسيس جسور الحوار والتفاهم في المنطقة المغاربية. هذه الرؤية لم تنبع من فراغ، بل هي جزء من استراتيجية متكاملة يتبناها المغرب لإنهاء ملف الصحراء المغربية بشكل نهائي، عبر دبلوماسية قوية وواقعية تعزز من مكانته الإقليمية والدولية.

تُجسد خطابات جلالة الملك دبلوماسية متوازنة تجمع بين الحزم في الدفاع عن السيادة الوطنية والانفتاح على حوار مسؤول يقوم على تجاوز الخلافات المفتعلة التي عرقلت مسيرة التعاون المغاربي. إن الدعوة إلى طي صفحة الماضي وبلورة علاقات تستمد قوتها من تاريخ مشترك تُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة برمتها.

تعكس "اليد الممدودة" إرادة قوية لإعادة الثقة بين البلدين، مع التأكيد على اعتماد مقاربات عملية وجدية لتحقيق حلول سلمية شاملة للنزاعات، تلبي طموحات شعوب المنطقة في الأمن والازدهار. ويعبر هذا الموقف عن وعي المغرب العميق بأن استقرار الجزائر ركيزة أساسية للأمن والتنمية الإقليمية، وأن فك التوترات القائمة يمثل خطوة ضرورية نحو تعزيز التعاون المغاربي.

تأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى إحداث ديناميكية إيجابية في العلاقات الثنائية، تشمل تعميق الحوار السياسي، وتطوير التعاون الاقتصادي، وتعزيز التبادل الثقافي، في إطار رؤية ملكية حكيمة ترى أن قوة الجزائر واستقرارها تصب في مصلحة المنطقة بأسرها. وفي ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها الجزائر، تحمل "اليد الممدودة" رسالة سلام ومصالحة حقيقية، تُعيد الاعتبار للمصالح العليا لشعبي البلدين، وترسي أسس مستقبل مشترك مبني على التفاهم والتعاون البناء. هذا النموذج يمثل قمة النضج والواقعية الدبلوماسية التي ميزت مقاربة المغرب في ملف الصحراء.

في المقابل، تشهد الجزائر تصاعداً في عزلة دبلوماسية متراكمة على المستويين الإقليمي والدولي بسبب مواقفها المتصلبة في قضية وحدتنا الترابية وملف الصحراء المغربية. فقد تراجع الدعم السياسي والتأييد الدولي لمطالبها بشكل ملحوظ، على عكس المكاسب الدبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب من خلال استراتيجية متوازنة تستند إلى الحكمة والواقعية، مما عزز مكانته كفاعل إقليمي محترم وشريك دولي موثوق به. هذه العزلة تعكس ضعف الموقف الجزائري وتآكل نفوذه، حيث أصبح الدعم الجزائري محصوراً في دول ذات وزن سياسي واقتصادي محدود، في حين تتسع دائرة الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، بما في ذلك افتتاح قنصليات دولية في الداخل المغربي.

علاوة على ذلك، تتجلى الأزمة الجزائرية في فقدان مصداقيتها الدولية نتيجة تمسكها بأطروحة تصعيدية وعقيمة، ورفضها للقرارات الأممية التي تدعو إلى تسوية سياسية توافقيّة، ما يجعلها تظهر كطرف يعرقل جهود السلام، على عكس المغرب الذي يلتزم بدبلوماسية البناء والحوار. كما أن استمرار الجزائر في دعم جبهة البوليساريو رغم هشاشة هذه التغطية الدولية يعكس إصرار النظام على استثمار القضية في أزمات داخلية، تنطوي على إدارة فاشلة للموارد وتضييع أولويات التنمية الوطنية.

تأتي الرسالة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي جدد فيها اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء ودعمها القوي لمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لتسوية النزاع، كخطوة استراتيجية محورية تعكس تحولات عميقة في المشهد الجيوسياسي. هذا التأكيد الأمريكي المتجدد لا يعد مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل يُظهر واقعية براغماتية تنطلق من أهمية التوافق والحلول العملية التي تضمن الاستقرار والتنمية.

لقد أسقط إعلان ترامب أن مقترح الحكم الذاتي المغربي "جاد وذو مصداقية وواقعي" مبررات جبهة البوليساريو وداعميها، وأضعف جهود التقسيم والتجزئة السياسية. لقد تطور الدعم الأمريكي من تأييد ضمني إلى شراكات واقعية في المجالات الاقتصادية والتنموية في الأقاليم الجنوبية، ما يجعل من الاعتراف ليس ورقة سياسية عابرة، بل التزامًا استراتيجيًا طويل الأمد يُدمج المنطقة ضمن نسق تنموي شامل، ويحولها من ورقة ابتزاز إلى منصة جاذبة للاستثمار وحركية اقتصادية.

كما يعكس هذا الموقف تطورًا في علاقات المغرب مع الولايات المتحدة التي تقوم على رؤية شاملة للسلام والأمن الإقليميين. وتأتي هذه الخطوة بمثابة دفعة قوية للدبلوماسية المغربية التي وظفت الصبر والحكمة والسياسة الواقعية في طرح سياسة الحكم الذاتي كإطار عقلاني يضمن حقوق سكان الصحراء ويمنحهم هوية وطنية ضمن دولة مغربية موحدة ومتماسكة، كما أنها تؤكد نهاية استغلال ملف الصحراء في الأجندات السياسية التي أدت إلى تأزيم وضع آلاف الصحراويين.

يواجه النظام الجزائري تحدياً نفسياً وسياسياً معقداً يحول دون التراجع عن مواقفه الرافضة، رغم تغير المعطيات الدولية والدبلوماسية التي تؤكد الاعتراف المتزايد بسيادة المغرب على هذا الإقليم.

هذا الحاجز النفسي يتمثل في صعوبة إعلان أي تنازل أمام الرأي العام الجزائري، نظراً لما يمثله النزاع من ملف حيوي للهوية الوطنية والسيادة، ولأن أي إقرار بـ"الانهزام" في هذا الملف قد يهدد تماسك النظام الداخلي، خاصة في ظل الاستقطابات الاجتماعية والسياسية المتزايدة. لا يخفى على الجانب الجزائري أن فشل إدارته لهذه القضية قد يؤدي إلى هبات شعبية أو أزمات قد تصل إلى درجة انهيار النظام، وهو ما تحرص القوى الدولية مثل الولايات المتحدة وفرنسا على منعه لضمان استقرار المنطقة.

في المقابل، يفضل المغرب بقاء النظام الجزائري مستقراً، الأمر الذي يدفعه لاتباع استراتيجية متوازنة تقوم على الحوار والوساطة، متيحاً فرصاً للحفاظ على ماء الوجه للجزائر، بما يقي المنطقة من اهتزازات دراماتيكية ذات تأثير سلبي مشترك. ومع استمرار الضغوط الاقتصادية المتزايدة على الجزائر، الناتجة عن أزمة عميقة تراكمت عبر سنوات علاوة على فقدان الدعم الدولي التقليدي لقضية الانفصال، يتعزز احتمال دخول النظام مرحلة إعادة تقييم لمواقفه، سواء عبر التصعيد للحفاظ على الوحدة الوطنية أو التراجع التدريجي بوساطة دولية ترافقها تسويات اقتصادية وسياسية محتملة.

ينطوي المستقبل على احتمالات متعددة، تبدأ بمناورة سياسية متحفظة تهدف إلى تقليل الانعكاسات الداخلية، وتمتد إلى تغييرات جوهرية في هيكل النظام الجزائري قد تظهر مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. في كل هذه السيناريوهات، يبقى الخيار الأفضل بالنظر إلى مصالح الطرفين والمنطقة هو الحل السلمي الذي يضمن الاستقرار والتنمية، بعيداً عن الانزلاق إلى أزمات مفتوحة قد تعصف بالأمن الإقليمي.

يواجه النظام الجزائري تحديات نفسية وسياسية معقدة تحول دون التراجع عن مواقفه الرافضة، رغم التحولات الكبرى على الساحة الدولية والدبلوماسية التي تُثبت الاعتراف المتزايد بسيادة المغرب على أقاليم الصحراء. يكمن هذا الحاجز النفسي في الصعوبة البالغة التي يواجهها النظام في إعلان أي تنازل أمام الرأي العام، نظراً لما يكتنف النزاع من أبعاد حيوية تتعلق بالهوية الوطنية والسيادة الوطنية. فالإقرار بأي "انهزام" قد يهدد تماسك النظام الداخلي، خاصة في ظل تصاعد الاستقطابات الاجتماعية والسياسية المتعددة.

يعي النظام الجزائري جيداً أن فشله في إدارة هذا الملف قد يؤدي إلى انتفاضات شعبية وأزمات عميقة، قد تصل إلى حد انهيار مؤسسات الدولة. وهو ما تسعى القوى الدولية الكبرى، ومنها الولايات المتحدة وفرنسا، إلى تفاديه حفاظاً على الاستقرار الإقليمي. بالمقابل، يفضل المغرب استقرار النظام الجزائري، ما يدفعه إلى تبني استراتيجية متوازنة ترتكز على الحوار والوساطة، مفسحاً المجال أمام الجزائر لحفظ ماء الوجه، وتفادي زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

ومع تزايد الضغوط الاقتصادية على الجزائر، الناتجة عن أزمات تراكمت عبر سنوات، إضافة إلى فقدان الدعم الدولي التقليدي لقضية الانفصال، تتعزز فرص دخول النظام في مرحلة إعادة تقييمٍ لمواقفه. قد يتم ذلك إما من خلال تصعيد سياسي يهدف إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، أو عبر تراجع تدريجي مدعوم بوساطات دولية وحلول اقتصادية وسياسية توافقية محتملة.

وتأتي سنة 2025 كعام مفصلي وحاسم في هذا الملف، حيث تتجه الأنظار إلى فرص طي النزاع بشكل نهائي عبر مفاوضات ترتكز على مبادرة الحكم الذاتي تحت إشراف الأمم المتحدة، وسط تراجع ملحوظ للدعم الدولي لجبهة البوليساريو، مما يمهد الطريق نحو تحقيق استقرار دائم وسيادة كاملة للمغرب على صحرائه.

يحمل المستقبل احتمالات متعددة، تبدأ بمناورات سياسية تحرص على التخفيف من آثار الأزمة داخلياً، وتمتد إلى تغييرات جوهرية في بنية النظام الجزائري قد تتكشف مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وفي جميع السيناريوهات، يظل الحل السلمي هو الخيار الأمثل، بما يخدم مصالح الأطراف كافة ويضمن استقرار المنطقة وتنميتها، ويجنّبها الانزلاق نحو أزمات مفتوحة قد تعصف بالأمن والسلام الإقليمي.

تؤكد استراتيجية المغرب لإنهاء ملف الصحراء على أن الحل يكمن في الواقعية والتعاون، لا في المواقف المتصلبة والنزاعات المفتعلة. لقد أثبتت المملكة من خلال سياستها الحكيمة أنها فاعل إقليمي موثوق به، وشريك استراتيجي في بناء الأمن والتنمية. وفي ظل هذه التحولات، يبقى الخيار الأمثل هو أن تدرك الجزائر أن مصلحتها الحقيقية تكمن في التعاون مع جيرانها، ووضع مصالح شعبي البلدين فوق كل اعتبار، لبناء مستقبل مغاربي مزدهر يسوده الأمن والاستقرار.

المنتخب الوطني المغربي الأقوى في قارة إفريقيا للسنة الثالثة على التوالي. #المغرب
17/08/2025

المنتخب الوطني المغربي الأقوى في قارة إفريقيا للسنة الثالثة على التوالي.
#المغرب

غياب ثقافة الاحتجاج يُعزز استهتار المسؤولين في تيفلتعز الدين السريفي / جسر بريسفي مشهد بات يتكرّر بشكل مثير للغضب، عاشت ...
17/08/2025

غياب ثقافة الاحتجاج يُعزز استهتار المسؤولين في تيفلت

عز الدين السريفي / جسر بريس
في مشهد بات يتكرّر بشكل مثير للغضب، عاشت مدينة تيفلت مجددًا على وقع انقطاع الماء الصالح للشرب، دون سابق إنذار، ودون أي تواصل يُذكر من الجهات المسؤولة. وفي وقتٍ تعيش فيه ساكنة المدينة تحت وطأة عطشٍ خانق وروائح كريهة تنبعث من مطرح "القريعات"، تتعامل الجهات الوصية بمنطق الصمت المطبق، وكأن الأمر لا يعنيها.
التدوينة الصادمة التي نشرها عز العرب حلمي، أحد أعضاء جماعة تيفلت، أماطت اللثام عن واقع مرير، يتقاطع فيه الإهمال الرسمي مع غياب ثقافة احتجاجية فاعلة داخل المدينة. حلمي، الذي كان شاهدًا وفاعلًا في مجموعة من الوقفات والاحتجاجات التي عرفتها المدينة خلال هذه الولاية، لم يُخفِ إحباطه من هزالة التفاعل الشعبي، رغم حجم السخط الواسع الذي يُعبَّر عنه يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
"أكبر إهانة نعيشها اليوم هي غياب التواصل من طرف المسؤولين مع الساكنة بشكل شفاف"، يقول حلمي، مضيفًا أن ثقافة الانتظارية والاتكالية باتت تُغذي سياسة اللامبالاة التي تنتهجها الجهات المعنية.
لكن هل تتحمل الساكنة وحدها مسؤولية ضعف الضغط الشعبي؟ أم أن المسؤولين استأنسوا هذا الصمت وتطبعوا مع سياسة الهروب إلى الأمام؟
أزمة مركبة: ماء مقطوع، وبيئة موبوءة
الانقطاعات المتكررة للماء، والتي تأتي غالبًا في ذروة الحاجة إليه، ليست إلا جزءًا من أزمة أعمق. ففي الوقت الذي تُصارع فيه الأسر من أجل الحصول على أبسط مقومات الحياة، تطلّ كارثة مطرح القريعات برأسها، ناشرة روائحها الكريهة ليلًا، في مشهد يُخجل أي خطاب تنموي يُرفع في وجه المواطنين.
ورغم مرور سنوات على فتح ملف هذا المطرح، إلا أن الحلول الجذرية غائبة، والتواصل مع الساكنة شبه منعدم، ما يجعل المدينة تعيش تحت وطأة خطر بيئي داهم قد تكون عواقبه الصحية وخيمة.
بين الغضب الصامت والاحتجاج الغائب
تيفلت، المدينة التي يُفترض أن تتحرك بدينامية نضالية في وجه هذا الكم من التردي الخدمي، تبدو اليوم مُنهكة بالصمت. شبكات التواصل الاجتماعي تغلي بالغضب، لكن الشارع ما زال ساكنًا. "الاحتجاج غائب، والاحتقان موجود"، كما جاء في تدوينة حلمي.
فهل نحن أمام مدينة تخاف الاحتجاج؟ أم أمام ساكنة أنهكتها الوعود الكاذبة، فاختارت الصمت كوسيلة بقاء؟
دعوة لليقظة... وصرخة للكرامة
ما يحدث في تيفلت اليوم ليس مجرد خلل في التسيير، بل امتحان لقيمة المواطن وكرامته. حين يُحرم الناس من الماء، ويُتركون يختنقون بروائح مطرح نفايات يجاور بيوتهم، ثم لا يجدون من يُكلمهم أو يُطمئنهم، فإننا أمام فشل أخلاقي قبل أن يكون إداريًا.
رسالة حلمي ليست مجرد تدوينة، بل هي صرخة في وجه كل مسؤول اختار الصمت والهروب، ونداء لكل مواطن في تيفلت بأن الكرامة لا تُستجدى، بل تُنتزع.
فإلى متى سيبقى العطش يُذلّ الناس في بيوتهم، والمطرح يُسمّم أنفاسهم ليلًا، بينما المسؤولون يكتفون بالمشاهدة من الرباط على راسهم رئيس جماعة تيفلت عبد الصمد عرشان ؟
#المغرب

المغرب قاد تحولا استراتيجيا في ملف الصحراء حينما جعل من الاقتصاد عقيدة ديبلوماسية فعّالة لترسيخ سيادته على الصحراء المغر...
17/08/2025

المغرب قاد تحولا استراتيجيا في ملف الصحراء حينما جعل من الاقتصاد عقيدة ديبلوماسية فعّالة لترسيخ سيادته على الصحراء المغربية

قالت مجلة وورلد بريس ريفيو (WPR) الأمريكية، إن المشهد الدبلوماسي والاستراتيجي يعكس تحوّلا عميقا في عقيدة المغرب الدبلوماسية وطريقة إدارته لملف الصحراء، حيث برز الاقتصاد خلال السنوات الأخيرة كسلاح فعّال بيد الرباط لترسيخ سيادتها الوطنية، بعدما ظل البعد الأمني هو الإطار المهيمن على النقاشات لعدة عقود.

وهذا التحول، الذي رصدته مجلة وورلد بريس ريفيو (WPR) الأمريكية في تقرير تحليلي موسع، جاء نتيجة قراءة جديدة للواقع الجيوسياسي والاقتصادي حسبها، حيث أدركت المملكة أن المعركة على الصحراء لا تكسب فقط بالتحالفات السياسية والشرعية التاريخية والقانونية، بل أيضا بالحقائق التنموية التي يمكن أن تراها العيون وتلمسها الأيدي على الأرض.

المجلة، أوضحت أن الرباط استفادت إلى أقصى حد من إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في 10 دجنبر 2020، اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء لتحوّل ذلك الاعتراف إلى نقطة انطلاق لهجوم دبلوماسي مضاد هدفه كسب تأييد أوسع لموقفها لكن الجديد في هذه المرحلة هو نقل النقاش من زاوية أمنية ضيقة، ظلت لعقود تُقدَّم فيها الصحراء باعتبارها ملفا يتعلق بالصراع العسكري والسياسي، إلى خطاب جديد يضع التنمية الاقتصادية في صدارة المشهد، باعتبارها دليلا عمليا على قدرة المغرب على إدارة الإقليم وتنميته، وضمان استقراره ودمجه في الاقتصاد العالمي.

وهذا التوجه، وفق المصدر ذاته لم يأتِ من فراغ; بل يرتكز على إرث من المبادرات والمشاريع التي سبقت اعتراف واشنطن مشيرة إلى أن الملك محمد السادس، بتاريخ 7 نونبر 2015، كان قد ترأس بمدينة العيون وفي مناسبة رمزية تمثلت في الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، حفل إطلاق "النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية"، وهو برنامج ضخم بميزانية 77 مليار درهم، يهدف إلى تحويل هذه الأقاليم إلى قطب اقتصادي متكامل من خلال مشاريع في البنية التحتية، الموانئ، الطاقات المتجددة، والربط الطرقي واللوجستي.

محمد لوليشكي، الممثل السابق للمغرب لدى الأمم المتحدة والباحث الرئيسي في" بوليسي سنتر فور ذا نيو ساوث"، أكد للمجلة الأمريكية أن هذا التغيير الاستراتيجي لعب دورا محوريا في تقوية مصداقية مقترح الحكم الذاتي، مشيرا إلى أن مشروع ميناء الداخلة الأطلسي يعد نموذجا لمبادرات البنية التحتية التي "تعزز بشكل ملموس سيادة المغرب، وتقدم رؤية بعيدة المدى للاستقرار، والربط الإقليمي، والتكامل الاقتصادي" فالميناء، إلى جانب دوره التجاري، يمثل رسالة جيو-اقتصادية مفادها أن الصحراء ليست منطقة نزاع جامدة، بل فضاء استثماري متحرك وجاذب.

وهذا التحول في المقاربة المغربية حسب المصدر ذاته، لاقى تجاوبا لدى قوى عالمية وازنة فالمملكة المتحدة، على سبيل المثال، حين أعلنت في يونيو الماضي دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، لم تكتف بإصدار موقف سياسي بل ربطت ذلك، كما تقول وورلد بريس ريفيو، باستراتيجية اقتصادية تهدف إلى تعميق الروابط التجارية مع المغرب، وتوسيع الأسواق أمام الشركات البريطانية الباحثة عن فرص جديدة في إفريقيا وأوروبا.

فرنسا بدورها دخلت على الخط بدعم واضح لهذا التوجه، ففي رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس بتاريخ 30 يناير 2024، وصف الرئيس إيمانويل ماكرون التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية بأنها "أمر حتمي"، متعهدا بأن فرنسا ستواكب المغرب في هذا المسار لفائدة الساكنة المحلية، وهذا الالتزام الفرنسي يعكس وفق المصدر ذاته "وعيا بأن الاستثمار في الصحراء المغربية لا يقتصر على الربح الاقتصادي، بل يسهم في ترسيخ الاستقرار الإقليمي، وهو ما يخدم مصالح باريس كذلك".

وتشير المجلة الأمريكية إلى أن هذه الدينامية مرشحة للتصاعد في الأشهر المقبلة، خاصة بعد قرار إدارة ترامب تمويل مشاريع لشركات أمريكية في الأقاليم الجنوبية، ما يمنح زخما إضافيا للانخراط الدولي في تنمية المنطقة، ويؤكد أن الرؤية المغربية لم تعد محصورة في الإطار الإقليمي، بل تحولت إلى مشروع تنموي دولي يشارك فيه مستثمرون من عدة قارات.

لكن في مقابل هذا الزخم، تواجه هذه المقاربة حسب المصدر ذاته مقاومة شرسة من جبهة البوليساريو ومنظماتها الموالية في أوروبا، خاصة في بلجيكا وفرنسا وبريطانيا وهذه الجهات لجأت إلى تهديد الشركات الأوروبية التي تستثمر في الصحراء المغربية بمقاضاتها أمام المحاكم، كما أطلقت الجبهة تهديدات مباشرة بتنفيذ هجمات إرهابية ضد المؤسسات الأجنبية التي تنشط في المنطقة.

ورغم هذه التحذيرات، تكشف الوقائع على الأرض أن هذه الحملات لم تحقق أهدافها، إذ واصل مستثمرون عالميون افتتاح مكاتب لهم في مدينتي العيون والداخلة، في إشارة واضحة إلى الثقة التي تحظى بها بيئة الأعمال في الأقاليم الجنوبية.

ولفت المصدر ذاته، أن ما يميز هذا التحول في الخطاب المغربي أنه يجمع بين الواقعية والطموح فبدلا من الاكتفاء بالدفاع عن الموقف التاريخي والسياسي أمام المجتمع الدولي، يضع المغرب بين يدي العالم حقائق اقتصادية تنبض بالحياة وهو طرق سريعة، موانئ، مشاريع طاقة، مناطق لوجستية، واستثمارات أجنبية مباشرة، وهذه الإنجازات تمنح الموقف المغربي قوة إضافية، إذ يصعب المجادلة في شرعية السيادة حين تكون معززة بقدرة فعلية على تنمية الإقليم ودمجه في الاقتصاد العالمي.

إن الاقتصاد، كما تصفه وورلد بريس ريفيو، أصبح السلاح الجديد للمغرب في معركة الصحراء، ليس فقط لإقناع العواصم الكبرى، بل أيضا لتغيير الصورة النمطية التي حاول خصومه تكريسها لعقود، وبينما تستمر المشاريع التنموية في التوسع، يترسخ في أذهان الشركاء الدوليين أن الصحراء المغربية لم تعد ورقة مساومة سياسية، بل قصة نجاح تنموي تُكتب فصولها على مرأى ومسمع من العالم.

في السياق الأوسع للتحولات الجيوسياسية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، يمكن القول وفق المصدر ذاته، إن المقاربة الاقتصادية التي تبناها المغرب في إدارة ملف الصحراء تشكّل عنصرا فاعلا في إعادة تشكيل ميزان القوى الإقليمي فبينما تواصل الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو، الاعتماد على خطاب سياسي-أمني جامد يربط الصحراء حصرا بالنزاع المسلح والمرافعات الدبلوماسية، يراكم المغرب أوراق قوة عملية على الأرض من خلال الاستثمار في البنية التحتية وربط الأقاليم الجنوبية بشبكات التجارة الإقليمية والدولية.

وهذا التحول يُضعف منطق "المناطق المتنازع عليها" الذي سعت الجبهة وأنصارها إلى تثبيته، ويستبدله بصورة "الأقاليم المندمجة" في النسيج الوطني والمحيط الاقتصادي العالمي ومع مرور الوقت، تصبح الاستثمارات الأجنبية والمشاريع الكبرى في الصحراء المغربية وقائع يصعب على أي طرف سياسي أو قانوني تجاهلها، بما يفرض على الفاعلين الدوليين التعامل مع الإقليم كجزء فعلي من الخريطة الاقتصادية للمغرب.

كما أن هذه الاستراتيجية، تمنح الرباط أداة ضغط ناعمة على المستوى الدبلوماسي، إذ تتجاوز لغة المطالبة بالاعتراف إلى لغة المصالح المشتركة، حيث يجد الشركاء الدوليون من باريس إلى لندن وواشنطن أن دعم خطة الحكم الذاتي والانخراط في التنمية المحلية يخدم أيضا مصالحهم التجارية والاستراتيجية في إفريقيا وأوروبا والأطلسي.

في المقابل، فإن غياب مشاريع تنموية بديلة لدى خصوم المغرب، والاكتفاء بخطاب التهديد أو اللجوء إلى المنازعات القضائية، يعمّق الفجوة بين خطابهم والحقائق الميدانية. هذا الواقع يجعل من المقاربة الاقتصادية المغربية ليس فقط استراتيجية لتعزيز السيادة، بل أداة لإعادة صياغة التوازنات الإقليمية، بما يكرس حضور المغرب كقوة استقرار ونمو في منطقة مضطربة جيوسياسيا، ويمهد لإغلاق تدريجي لملف الصحراء على قاعدة الحل الواقعي الذي يطرحه الحكم الذاتي.
#المغرب #الجزائر

مركز حقوقي بتيفلت يدق ناقوس الخطر: أين المسؤولون مما تعانيه الساكنة؟عز الدين السريفي / جسر بريسفي ظل صمت مريب وتجاهل مطب...
17/08/2025

مركز حقوقي بتيفلت يدق ناقوس الخطر: أين المسؤولون مما تعانيه الساكنة؟

عز الدين السريفي / جسر بريس
في ظل صمت مريب وتجاهل مطبق من الجهات المسؤولة، أصدر المركز المغربي لحقوق الإنسان فرع تيفلت بيانا عبّر فيه عن استنكاره الشديد لما تتعرض له ساكنة المدينة من معاناة يومية بسبب الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب، وما وصفه بالطامة الكبرى: الروائح الكريهة المنبعثة من "القريعات"، التي أصبحت تقض مضجع المواطنين وتحوّل حياتهم إلى جحيم لا يطاق.
في وقت يُفترض فيه أن يكون الماء حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، وأبسط مقومات العيش الكريم، تعيش شوارع وأحياء تيفلت على وقع عطش مستمر، دون مبرر واضح أو تدخل فعّال من الجهات الوصية. ووسط هذه الأزمة، يطرح المركز تساؤلات مشروعة: أين دور المنتخبين؟ أين هي المجالس المحلية والإقليمية؟ أين هو حسّ المسؤولية؟
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. فـ"روائح القريعات" التي أزكمت الأنوف، وفق تعبير المركز، باتت تهدد السلامة الصحية والبيئية للساكنة، دون أي تدخل يذكر من طرف السلطات المعنية، التي تكتفي بالمراقبة عن بعد، في ضرب صارخ لصراخ المواطنين وحقهم في بيئة سليمة ونظيفة.
وجاء في بيان المركز:
"ما يحدث اليوم في تيفلت جريمة محبوكة في حق المواطن البسيط، الذي يجد نفسه في مواجهة أزمات متلاحقة، بينما يتوارى المسؤولون عن الأنظار. صمتهم جريمة، وتجاهلهم خيانة للأمانة."
وأضاف البيان أن الوضع بات لا يُحتمل، وأن الصبر نفد، وأن المركز لن يبقى مكتوف الأيدي إزاء هذا الاستهتار بمصالح وحقوق المواطنين، معلنًا أنه بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية، قانونية وميدانية، من أجل الدفاع عن حق الساكنة في الماء، وفي بيئة نظيفة، وفي عيش كريم.
دعوة إلى محاسبة المقصرين
وفي ختام بيانه، وجّه المركز المغربي لحقوق الإنسان نداءً عاجلًا إلى الجهات العليا من أجل فتح تحقيق نزيه وشامل حول ما يجري بتيفلت، وتحديد المسؤوليات، ومحاسبة كل من ثبت تقصيره أو تورطه في هذا الوضع الكارثي.
فالساكنة، حسب المركز، لم تعد تحتمل المزيد من الإهمال والتهميش، ورسالتها واضحة: كفى صمتًا، كفى استهتارًا، كفى عبثًا.
#المغرب

عبد اللطيف النحلي.. عامل يغيب حين يحتاجه المواطن!في وقتٍ تعيش فيه مدينة تيفلت إحدى أسوأ أزماتها المعيشية بسبب الانقطاع ا...
17/08/2025

عبد اللطيف النحلي.. عامل يغيب حين يحتاجه المواطن!

في وقتٍ تعيش فيه مدينة تيفلت إحدى أسوأ أزماتها المعيشية بسبب الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب، يخيّم الصمت الرهيب على مقر عمالة إقليم الخميسات، ويبدو أن السيد عبد اللطيف النخلي، عامل الإقليم، قد قرر بدوره أن «يقطع» التواصل مع الساكنة كما قُطع عنهم الماء!
فهل تيفلت خارج خريطة المغرب؟ أم أنها مدينة من الدرجة الثانية لا تستحق الاهتمام والمتابعة والمساءلة؟
أين هي المقاربة التشاركية؟ وأين هو مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، عندما تصرخ الساكنة من العطش ولا تجد أذنًا صاغية في مكاتب الدولة؟
عطشٌ يومي وصمتٌ رسمي
منذ أسابيع، ومدينة تيفلت تعيش تحت وطأة دون قطرة ماء. الأحياء السكنية تُحرم من أبسط حقوقها، الأسر تُجبر على اقتناء الماء المعلب أو التنقل لمسافات لجلب "سطل ماء" وكأننا في قرون خلت.
أين هو دور العامل، باعتباره ممثلاً للملك في الإقليم؟ أين تحركاته الاستباقية؟ لماذا لم يصدر أي بلاغ، ولم تُتخذ أي تدابير استعجالية لمواكبة الأزمة، ولو إعلاميًا؟ هل الصمت هو الحل حين يتعلق الأمر بصحة وكرامة المواطنين؟
تيفلت ليست مدينة منسية!
مدينة تيفلت ليست هامشًا في المغرب، هي مدينة بمواطنين كاملي الحقوق، ينتظرون أن يكون لهم من يُنصت إليهم، يُدافع عنهم، ويضع ملفهم فوق طاولة الجهات المعنية.
فهل ينتظر السيد العامل أن تنفجر احتجاجات الشارع من جديد ليُحرك ساكنًا؟ أم أن مفهوم «القرب من المواطن» لا يسري على سكان تيفلت؟
نطالبك بموقف.. وبحلّ عاجل
نحن لا نكتب من أجل التشهير أو التهييج، بل من منطلق الغيرة على هذه المدينة التي يدفع سكانها ثمن الإهمال وغياب التواصل. نطالب السيد العامل بتحمّل مسؤوليته الكاملة، وبتوضيح الوضعية الحالية بشكل شفاف، مع تقديم خطة عمل فورية لتأمين الماء الصالح للشرب للسكان.
الحق في الماء.. حق دستوري
فلنذكّر من يحتاج التذكير: الحق في الماء هو حق دستوري، وليس منّة من أحد. والمحاسبة قادمة، سواء عبر الصحافة، أو عبر مؤسسات الدولة، أو حتى من خلال التاريخ الذي لا يرحم من يُقصّر في واجبه حينما يكون الشعب في أمسّ الحاجة إليه.
تيفلت تستغيث، فهل من مُجيب؟
#المغرب

17/08/2025

الجزائر .. عقوبات تطال قنوات محلية بعد تغطية فاجعة الحافلة

17/08/2025

مذكرات مسؤول أممي سابق تكشف محاولات الجزائر للتدخل وعرقلة المغرب في قضية الصحراء

تيفلت بدون ماء... والكل في صمتٍ مريب!عز الدين السريفي / جسر بريسأين الماء؟ أين المسؤولون؟ وأين صوت الناس؟في زاوية من زوا...
16/08/2025

تيفلت بدون ماء... والكل في صمتٍ مريب!

عز الدين السريفي / جسر بريس

أين الماء؟ أين المسؤولون؟ وأين صوت الناس؟

في زاوية من زوايا الوطن، هناك مدينة تئن تحت وطأة العطش القاتل، ولا أحد يُحرك ساكنًا. لا ماء، لا احتجاج، لا توضيح، لا تدخل... لا شيء! فقط صمت ثقيل، مطبق، رهيب. مدينة تُذبح ببطء، والسكان كأنهم استسلموا للموت، أو تواطؤوا معه بصمتهم.
الساكنة: صمتٌ أشدّ من العطش
أين أنتم؟ سؤال مشروع موجه للساكنة نفسها. من رأى أطفاله بلا ماء، من شاهد والدته العجوز تبكي أمام صنبور جاف، من رأى حيواناته تموت عطشًا ولم يصرخ — فقد تنازل عن حقه، وساهم بصمته في الجريمة.
هل اعتدتم الإهانة؟ هل جُبلتم على الصبر حدّ الموت؟
إن الصمت في حضرة الظلم ليس حكمة، بل خنوع. والخنوع لا يبني أوطانًا، ولا يُصلح أحوالًا.
المجلس الجماعي: غائب... أم مُستفيد؟
هذا المجلس المنتخب، الذي يفترض أنه ممثل الساكنة، يبدو أنه لا يرى أبعد من مصالحه الشخصية. أين البيانات؟ أين الاجتماعات؟ أين الطوارئ؟ أم أن الكراسي الوثيرة أنستهم حرارة الشمس ومرارة العطش؟
أم أن المشكل ببساطة لا يعنيهم لأن صهاريجهم الخاصة لا تعرف الجفاف؟
السلطة المحلية: هل هناك أحد؟
دور السلطة أن تتدخل في الكوارث، أن تفرض حلولًا، أن تستنفر المصالح التقنية والمكاتب الجهوية، لا أن تراقب بصمت.
لكن ما نراه هو حضور شكلي، غياب فعلي.
فهل أصبحت السلطة مجرد ديكور إداري في مشهد عبثي، لا دور له سوى توقيع المحاضر والظهور في المهرجانات؟
الدولة: أين شعار "العدالة المجالية"؟
أليست هذه المدينة جزءًا من "المغرب الكبير" الذي يُروَّج له في الخُطب والمناسبات؟ أليست للمواطنين فيها نفس الحقوق التي يتغنّى بها الإعلام الرسمي؟
ما الفائدة من المراكز الجديدة إذا كان المواطن لا يجد ماءً يشربه؟
ما الجدوى من المخططات الضخمة إذا كانت قرى ومدن بأكملها تُعاني من العطش في صمتٍ يُشبه القبر؟
نهاية مفتوحة...
هل تعلمون ما هو الأخطر من العطش؟
الاعتياد عليه.
أن تتحول الأزمة إلى "وضع عادي"، أن تصبح حياة بدون ماء جزءًا من "الروتين"، أن يسكت الجميع... فهنا تحديدًا تموت المجتمعات.
في هذه المدينة، لا أحد يحتج، لا أحد يكتب، لا أحد يتحرك.
فهل هي مدينة حقًا... أم مقبرة مفتوحة؟
#المغرب الصور من مهرجان العار

زكرياء بلحرش: جماعة الإخوان في المغرب.. بين الأجندة الدولية والحماية الوطنيةفي خضمّ التحوّلات الدولية المعقدة، تضع الولا...
16/08/2025

زكرياء بلحرش: جماعة الإخوان في المغرب.. بين الأجندة الدولية والحماية الوطنية

في خضمّ التحوّلات الدولية المعقدة، تضع الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الإخوان المسلمين تحت مجهر المراجعة الصارمة، في مسار يهدف إلى تصنيفها منظمة إرهابية، ليس باعتبارها مجرّد حركة دينية ـ سياسية، بل كجهاز عابر للحدود، ارتبط تاريخه وحاضره بإنتاج العنف، وتغذية التطرف، وزعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي.
بحيث تؤكد مجموعة من التقارير بأن جماعة الإخوان المسلمين تمول وتدعم مجموعات إرهابية، مما يشكل ذلك تهديدًا للأمن القومي الأمريكي وحلفائها.
وفي إطار سعي الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز استقرار المنطقة ومكافحة التطرف، يأتي قرار تصنيف الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية ضمن خطوة هدفها التنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في باقي الدول التي جعلت أنشطة هذه الجماعة محظورة داخل دائرة نفوذها.
وبالوقوف على العديد من التحولات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة العربية، يبرز المد الإخواني في المغرب كقوة سياسية واجتماعية تسعى إلى فرض نفسها كبديل عن المرجعية الدينية الأصيلة والتاريخية للمغاربة، وهي إمارة المؤمنين. فبعد القرار الأمريكي وتراجع حضور هذه الجماعة في مصر والشرق الأوسط، بدأت محاولة جماعة الإخوان المسلمون النفاذ داخل نسيج المجتمع المغربي وفق خطوات محسوبة مبنية على استغلال المناخ العام بالإضافة إلى الأحداث الإقليمية والدولية التي يشهدها العالم المعاصر.
لأن منظمة الإخوان المسلمون، باعتبارهم جماعة سياسية دينية والتي بدأ تاريخ نشأتها في مصر في العشرينيات من القرن الماضي، لها تاريخ طويل من العمل السياسي والاجتماعي في المنطقة. لكن، بعد الثورات العربية في عام 2011، شهدت الجماعة صعودًا ملحوظًا في بعض الدول العربية، لكنها واجهت أيضًا تحديات كبيرة وتراجعًا في حضورها في بعض البلدان الأخرى.
أما على مستوى المغرب، فإن محاولة جماعة الإخوان المسلمون النفاذ إلى المجتمع تتجسد من خلال استراتجيات محسوبة مستغلة بذلك التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ضمن الفضاء العام وكذلك الاستغلال المفرط الذي تقوم به في التعامل مع الأحداث الإقليمية والدولية، كما يظهرون أنفسهم كقوة سياسية واجتماعية تسعى إلى تعزيز القيم الإسلامية والعمل الخيري، غير أنه في الواقع يسعون إلى تجاوز الثوابت الدستورية والدينية التي تمثلها مؤسسة إمارة المؤمنين.
إن هذا المد الإخواني في المغرب يطرح مجموعة من التحديات الكبيرة للنموذج المغربي الفريد، الذي يقوم على الارتباط بين الشعب والعرش والوحدة الروحية والدينية وفق المرجعية التاريخية لمؤسسة إمارة المؤمنين، الأمر الذي يتطلب بلورة استراتيجيات متعددة الأبعاد لمواجهة هذه التحديات، تشمل اليقظة الأمنية بالأساس وتعزيز الخطاب الديني الوسطي ونشر الوعي المجتمعي في إطار روحي وديني مجتمعي متكامل الأركان.
فمن جانب اليقظة الأمنية، والتي تعتبر أحد الأركان الرئيسية لمواجهة المد الإخواني في المغرب، بحيث تحتاج السلطات المغربية إلى تتبع دقيق لنشاطات الإخوان ورصد تحركاتهم، لمنع أي محاولة لتجاوز الثوابت الدستورية والدينية.
بينما في الشأن المرتبط بتعزيز الخطاب الديني الوسطي الذي يعد جانبا مهما من جوانب مواجهة المد الإخواني، فالأمر يحتاج إلى تعزيز قيم الوسطية والاعتدال ونشر القيم الدينية الصحيحة والمبادئ الحقة، وفق النموذج الديني المغربي السمح المعتدل القائم على أركان مؤسسة إمارة المؤمنين بهدف منع انتشار الأفكار المتطرفة والمتشددة وخطاب العنف.
أما فيما يخص نشر الوعي المجتمعي والذي يعد ركنا أساسيا في مواجهة المد الإخواني، فالأمر يتطلب هنا وضع أسس التوعية لدى المواطنين بخطورة الأجندات الخارجية والمخاطر التي تهدد الوحدة الوطنية والروحية، وفق مقاربة تعتمد على المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي وكذلك الصحافة والإعلام والتكنولوجيا الحديثة.
وتبعا لذلك، يظل المغرب، بفضل تماسك جبهته الداخلية وارتباط شعبه بعرشه ووحدته الروحية تحت لواء مؤسسة إمارة المؤمنين، قادرا على مواجهة ومجابهة التحديات والتهديدات التي يطرحها المد الإخواني. فمن خلال العمل المشترك واليقظة الدائمة، يمكن للمغرب أن يحافظ على استقراره وتماسكه ويضمن استمرارية نموذجه الفريد داخل الوطن وخارجه.
وعليه، فإذا كان قرار الولايات المتحدة الأمريكية يروم نحو تصنيف جماعة الإخوان المسلمون كالتزام أمريكي يرتكز على تعزيز الأمن القومي وحماية المصالح الأمريكية ومصالح حلفائها. فإن المغرب شأنه في ذلك شأن الولايات المتحدة الأمريكية في حفظ مصالح الدولة وتعزيز الأمن القومي وبالتالي فالتصدي لجماعة الإخوان المسلمين والانخراط في منع أنشطتها وتصنيفها جماعة إرهابية تعتبر خطوة تتناسب مع الشريك الاستراتيجي والتحالف التاريخي المغربي الأمريكي.
#المغرب

16/08/2025

السلطة الجزائرية توقف بث ثلاث قنوات تلفزيونية بسبب تغطيتها لحادث سقوط حافلة مهترئة من على إحدى الجسور ووفاة 18 شخصا

16/08/2025

Address


Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when JISRPRESS posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Shortcuts

  • Address
  • Alerts
  • Claim ownership or report listing
  • Want your business to be the top-listed Media Company?

Share