19/09/2025
يمكن الإشار إلى أن المسح العربي يستخدم مقاربة أدق تميز بين مستويات التدين واللادينية المعلنة، ما يجعل نسبة “غير متدين” فيه أدنى بكثير، كما أن التصريح بالانتماء إلى خانة “غير متدين” قد يتأثر بالسياق السياسي والاجتماعي، ففي مجتمعات محافظة مثل المغرب، يظل إعلان الإلحاد العلني نادرا بالنظر إلى كلفته الاجتماعية والقانونية، بينما يمكن للمرء أن يصف نفسه بغير المتدين دون أن يعني ذلك رفضه للإيمان.
ويضيف السياق المغربي طبقات أخرى للفهم، فالمغرب دولة دينية بامتياز من حيث البنية الدستورية والمؤسساتية، إذ يستمد النظام السياسي جزء كبيرا من شرعيته من مؤسسة إمارة المؤمنين، حيث يعتبر الملك ضامنا لوحدة المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني، هذا الإطار يجعل الهوية الدينية جزء من الانتماء الوطني، ما يفسر أن الفجوة بين التدين المعياري المعلن والتدين الفعلي قد تتسع دون أن يظهر ذلك على السطح في المجال السياسي أو الإعلامي.
دين بريس ـ سعيد الزياني سجلت دراسة جديدة نشرها موقع The African Exponent، استنادا إلى معطيات المسح العالمي للقيم (World Values Survey)، أن المغرب يشكل حالة استثنائية في القارة الإفريق...