
18/09/2025
حافلات خردة تجوب شوارع المدينة كتوابيت على أربعة عجلات.. بلا مرآة جانبية، بلا زجاج سليم، وبلا ذرة احترام لأرواح المستخدمين. حافلات بيضاء اللون ظاهرياً، لكن سواد العادم غطى مؤخراتها، والصدأ أكل أطرافها، والقماش سدّ مكان الزجاج المكسور. مكتوب عليها "إر دو گان"وكأنها وسيلة نقل عصرية.. لكن فحص تقني بسيط جداً كفيل بكشف حقيقتها المتهالكة….
الأدهى أن الشركة المالكة ليست مجهولة، بل مسجّلة رسمياً برقم تجاري وعنوان، وتحمل توقيع نائب رئيس مجلس. بمعنى آخر : من يُفترض فيه السهر على سلامة المواطنين، يمتلك أسطولاً من الحديد الميت.. فـ كيف لمن يملك الخردة.. أن يصوّت على دفتر تحملات يفرض الجودة…!!!
خردة لا تقل بشاعة عن "الحافلات الجزائرية" بل ربما أسوأ. فإذا كنا نتنمّر على الآخرين بخردتهم، فماذا نقول عن خردة مسؤولينا التي تُستعمل لنقل عمّالنا؟
هنا تبرز الأسئلة الحارقة :
- أين مصالح المراقبة والفحص التقني التي يفرضها قانون السير؟
- أين نقط التفتيش الأمنية؟
- من سمح بخروج حافلة بلا مرآة جانبية إلى الشارع؟
- هل أرواح المستخدمين رخيصة إلى هذا الحد؟
في مدينة يُفترض أنها تسعى إلى “التنمية المستدامة”، تظل مثل هذه الحافلات (مقابر متنقلة) تفضح ازدواجية الخطاب الذي حوّل
التنمية المستدامة… إلى خردة مستدامة.