
29/09/2025
إلى أين تمضي التظاهرات في المغرب؟
#محمدسعودي
في كل مرة يخرج فيها المواطن المغربي إلى الشارع ، نسمع الهتافات باسم جلالة الملك قبل ان تطالب بللإنصاف والإنقاذ. غير أن المشهد سرعان ما ينقلب إلى صدام ، حين تتدخل السلطة بالعنف بدل الحوار. وهنا يطرح السؤال الحارق: هل السلطة جهاز لحماية المواطن وصون كرامته، أم أنها مجرد أداة لتطبيق سياسات حكومية قد يطبعها الفشل أو الفساد؟
وفي دولة الحق والقانون فإن الاحتجاج حق مشروع، والصرخة في الشارع دليل على عمق الأزمة، لكن ما يثير القلق هو أن الحلول ما تزال أمنية أكثر كونها اجتماعية. فالمغاربة حين يهتفون للملك يعبرون عن ثقتهم في المؤسسة الضامنة، لكنهم في الوقت ذاته يواجهون سلطة تتعامل معهم كخصم لا كطرف في معادلة التنمية.
هنا نجد أن استمرار في هذا النهج لا يخدم الاستقرار ولا المستقبل. المغرب بحاجة إلى سلطة تصغي أكثر مما تقمع، وتحاور أكثر مما تفرق، حتى لا تتحول مطالب العيش الكريم إلى بؤر غضب مزمن. السلطة الحقيقية ليست تلك التي تفرض الصمت بالقوة، بل التي تكسب ولاء المواطن بالعدل والإنصاف.
واستمرار التعامل الأمني وحده مع المطالب الاجتماعية المتفاقمة، قد يعمق الفجوة بين الدولة والمجتمع، ويفتح الباب أمام احتقان لا يخدم الاستقرار ولا التنمية.
مغربنا اليوم في حاجة ماسة إلى رؤية جديدة توازن بين حفظ الأمن وصون الكرامة، وبين تطبيق القانون والاستجابة لمطالب الشارع.
وجواب عن السؤال "إلى أين؟" مرهون اليوم بقدرة مؤسسات الدولة على بناء جسور الثقة، وبالتأكيد على أن السلطة وجدت أولا وأخيرا لخدمة الوطن والمواطن بما يرضي الله ، وليس لخدمة المصالح الضيقة و الاشخاص أصحاب السلطة المؤقتة مهما علا شأنهم.