15/07/2025
البحّار العرائشي… بطل في الظل وحقوقه في مهبّ الريح
في مدينة العرائش، حيث يتعانق التاريخ مع البحر، يقف البحّار كل يوم في وجه الموج… لا يُقاتل فقط من أجل لقمة العيش، بل من أجل الكرامة أيضًا.
ورغم أن البحر لا يرحم، فإن الأرض لم تكن أكثر حنانًا عليه.
يُخاطر بحياته في كل خَرجَة إلى عرض البحر. يقضي ساعات طويلة وسط البرد، والرطوبة، والخطر الداهم…
ومع ذلك، لا تأمين صحي حقيقي، ولا تقاعد كريم، ولا حتى اعتراف كافٍ من الجهات المسؤولة بفضل هؤلاء الرجال الذين يطعمون مدناً بأكملها.
غياب الحماية الاجتماعية
كثير من البحّارة يشتغلون دون عقود واضحة.
لا يحصلون على تأمين ضد الحوادث، رغم أنها جزء يومي من حياتهم.
حالات الغرق أو الإصابة غالباً ما تُقابل بالصمت… وكأنها مجرد "قدر".
استغلال في الأجور
الأجر يُحتسب حسب الصيد، لا حسب الجهد.
أحيانًا يعود البحّار خالي الوفاض، ومعه ديون لا تُحصى.
التهميش الإداري والإعلامي
نادرًا ما يُذكر اسم البحّار في الأخبار، إلا حين يموت.
نادراً ما يتم إشراكه في اتخاذ القرارات المتعلقة بالصيد، رغم كونه أساس العملية كلها.
---
البحّار العرائشي يستحق:
تغطية صحية شاملة.
تقاعد يليق بما بذله من عرق وشقاء.
قوانين تحميه من الاستغلال.
صوتًا في الإعلام والمؤسسات، لا مجرد رقم في إحصائيات.
---
هو لا يطلب الكثير… فقط أن يعيش كما يُفترض أن يعيش إنسان، بعد أن قدّم سنوات عمره للبحر.
في زمن تُكافأ فيه الفوضى، يجب أن نُنصف أصحاب الأيادي المتشققة من المِجداف والحبل.