
03/07/2025
●شرقي تطوان: استثناء مناخي (نعمة في باطنها نقمة)
في الوقت الذي تعرف فيه جل مناطق المغرب موجة حر شديدة بسبب ظاهرة الشرڭي القوية، تنفرد مدينة تطوان و شريطها الساحلي(من سبتة الى واد لاو) بمناخ مختلف تماما، سماته الرئيسية سيادة الهواء الرطب و الحرارة المنخفضة (مساء الأمس لم نتمكن من الجلوس بالفضاء الخارجي للمقهى بسبب انخفاض درجة الحرارة)، و #السؤال "علاش شرقي تطوان بارد، وشرقي باقي المدن و المناطق الأخرى شديد الحرارة؟ "
لماذا سجلت مدينة العرائش الساحلية و القريبة جغرافيا من تطوان °42 درجة اليوم بينما سجلت تطوان 27°؟
كما نعلم، تتأثر درجة الحرارة بمجموعة من العوامل الكونية/ الفلكية والمحلية... كالإشعاع الشمسي والموقع العرضي والتضاريس و طول الليل و النهار و القرب أو البعد من البحر و الارتفاع عن سطح البحر و الرياح...
طبعا، كل العوامل المذكورة تؤثر على درجة حرارة الساحل التطواني ولكن ماهي العوامل المسببة في هذا الاستثناء المناخي؟
ــ عامل الرياح:
بالنسبة للرياح في تطوان يمكن تقسيمها الى نوعين رئيسيين:
● الغربي: رياح غربية، مصدرها من المحيط الأطلسي، تكون في الأصل رطبة و منعشة، لكنها تصل تطوان حارة وجافة (تفقد رطوبتها) بعد عبور اليابسة و تخطيها جبال الحوز و غورغيز، يرافقها خلال فصل الصيف جو صحو وحرارة مرتفعة.
● الشرقي: رياح شرقية، أصلها من الصحراء الكبرى (تكون حارة و جافة) لكنها تصل تطوان محملة بنسبة عالية من الرطوبة بسبب مرورها فوق البحر الأبيض المتوسط . (الخريطة)
وبالتالي يمكن التمييز بين نوعين من الشرقي:
• شرقي تطوان: يتميز صيفا برطوبة عالية و حرارة منخفضة وهي الوضعية التي نعيشها خلال هذه الفترة، حيث درجة حرارة مدن الساحل التطواني منخفضة مقارنة مع باقي مدن المغرب و منها المدن القريبة من تطوان، مثل طنجة و أصيلة و وزان و شفشاون والعرائش...التي سجلت بها أرقام استثنائية(حالة العرائش التي حطمت يوم أمس رقمها الخاص بشهر يونيو ب 43.4°)
• شرقي باقي جهات المغرب: يتميز صيفا بحرارة شديدة وهواء جاف (له تسميات مختلفة حسب كل منطقة:الشرڭي، الشرقي، الشاوم، الحومان...) (الخريطة)
ــ عامل التضاريس:
تلعب التضاريس المحلية دورا حاسما في تشكل هذا الاستثناء المناخي، حيث يؤثر ارتفاع وتوجيه السلاسل الجبلية المحيطة بالمدينة(الحوز و غورغيز الى حدود كيلتي) في حرارة الساحل التطواني من خلال العمل على صد حركة الكتل الهوائية و الرياح سواء الغربية او الشرقية و تغيير اتجاهها، من جهة تلعب هذه الجبال دور حاجز يرفع الهواء الشرقي الرطب فيتكاثف على شكل ضباب و غيوم تجعل تطوان تسجل اقل عدد أيام التشميس في المغرب، وفي المقابل تمنع السلاسل الجبلية المحيطة بالمدينة الهواء الغربي الرطب من الوصول مباشرة الى الساحل التطواني (يصل بعد فقدان رطوبته).
سيادة رياح الشرقي خلال اغلب فترات السنة جعلت مناخ تطوان من أصعب المناخات بالنسبة لعيش الانسان بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة (تتجاوز 75/85 % خلال جل فترات السنة) ....
"الشرقي والانسان التطاوني" قصة صراع بين الانسان و بيئته المحلية، فيه منافع، لكن تأثيراته السلبية على صحة الانسان ونمط عيشه يعرفها الاهالي حق المعرفة( يزيد من حدة الربو والأمراض التنفسية و يساهم في ضعف العضلات و التركيز و يسبب الاحساس بالعياء والرغبة في النوم و صعوبة الاستيقاظ صباحا و الشقيقة و الدوخة....) كما يؤثر على المزروعات و أزهار الأشجار المثمرة و البنايات و الممتلكات(السيارات و النوافذ و الأبواب الحديدية....).
منقول من صفحة عز الدين الفغلومي