23/03/2025
يعتبر قصب السكر من المحاصيل الزراعية التي انتشرت في المغرب والعالم الإسلامي خلال العصور الوسطى، وتشير المصادر التاريخية والعلمية إلى أن وصوله إلى المغرب مرتبط بالتوسع الإسلامي وحركة التبادل الزراعي بين المشرق والمغرب.
و هذه هي أقدم المصادر والمعلومات حول تاريخ قصب السكر في المغرب:
1. المصادر الإسلامية و المغربية الكلاسيكية:
- **القرن 9–10 الميلادي .
- يُذكر أن قصب السكر دخل إلى المغرب عبر التجارة و التبادل المعرفي ، حيث نقل المسلمون زراعته من المشرق (مناطق مثل العراق وفارس) إلى غرب العالم الإسلامي بالتدريج .
- ابن وحشية النبطي(القرن 9–10م) في كتابه **"الفلاحة النبطية"** أشار إلى زراعة قصب السكر في المناطق الدافئة، وقد انتقلت هذه المعرفة إلى المغرب عبر التبادل العلمي.
- بن العوام الإشبيلي (القرن 12م) في كتابه **"الفلاحة الأندلسية"** وصف تقنيات زراعة قصب السكر، مما يدل على انتشاره في غرب البحر المتوسط، بما في ذلك المغرب.
- القرن 11–12 الميلادي (الفترة المرابطية والموحدية):
- البكري(ت. 1094م) في كتابه **"المسالك والممالك"** ذكر مناطق زراعة السكر في المغرب والأندلس، خاصة في مناطق مثل سوس وسهل غرب المغرب.
- الإدريسي (القرن 12م) في كتابه **"نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"** أشار إلى وجود معاصر للسكر (مصانع لاستخراج السكر) في مناطق جنوب المغرب، مما يدل على تطور الصناعة.
- القرن 13–14 الميلادي:
- الرحالة ابن بطوطة (القرن 14م) وصف في رحلته ازدهار زراعة قصب السكر في مناطق مثل فاس ومراكش، مشيرًا إلى تصدير السكر المغربي إلى أوروبا.
3. الدراسات الأثرية والحديثة :
- اكتشفت بقايا معاصر سكر قديمة في مواقع مثل *أغمات* قرب مراكش، تعود إلى القرن 10–12م، مما يؤكد وجود صناعة محلية مبكرة.
- تشير دراسات الباحث **بول بيران** (Paul Berthier) إلى أن المغرب كان من أوائل مناطق إفريقيا التي طورت زراعة قصب السكر بفضل الظروف المناخية والتقنيات المتبادلة مع الأندلس .
**الخلاصة:**
أقدم المصادر هي **الكتابات الزراعية الأندلسية** (مثل ابن العوام) و**الرحالة المغاربة** (كالبكري والإدريسي)، التي تؤكد أن قصب السكر وصل المغرب عبر التجارة و التلاقح مع باقي الشعوب الزراعية في العالم الإسلامي كبلاد فارس و العراق و التي بدورها نقلت هذه المعرفة من الهند و جنوب شرق آسيا الموطن الأصلي لهذه النبتة .