28/10/2025
#خاطرة ؟
🔴🟠🟡🟢🔵🟣⚫️⚪️
✍️كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلبَس لباس قومه، فلبس القميص، والإزار، والعمامة، والبردة، والخميصة، والمِرط، والقَباء، والعصابة، والنعل، والخف، وغير ذلك مما كان من لباس العرب، مما يدل على أنه لا تشريع في شيء من اللباس، اللهم ما نهى عنه لغيره لا لذاته، كالحرير على الرجال، والطويل خيفة الخيلاء، ولباس الشهرة، وشبه ذلك؛ بل حتى الألوان كان يحب منها بعضا، ولم ينه صلى الله عليه وآله وسلم عن غيره، اللهم خلافٌ وارد في الأحمر، والمرجح جوازه...
✍️ ولذلك تجد المسلمين -عبر التاريخ- طوروا في أنماط الألبسة، إما بما غَلًّبوه من عاداتهم، أو بما غُلبوا عليه من عادات مَن خالطوهم من أهل الأمم الأخرى، كلباس العجم، من بلاد ما وراء النهر، أو البلاد الجاوية، أو البلاد الإفريقية أو غيرها، ولم يثبت عن العلماء المحققين إنكارُهم على هذه الألبسة المحدثة عليهم، أو التي لم يثبت عن نبيهم عليه الصلاة والسلام أنه لبسها ولا عن أحد من أصحابه؛ فبقي الأمر اختيارا وسعة وتيسيرا...
✍️ لكن حينما تنظر بتأملٍ في لباس المغاربة -خصوصا- تجد له خصوصية وميزة بين باقي لباس أهل الإسلام، من حيث مزجُه بين رونق اللباس الأمازيغي الأصيل، وبهجة الملبس الأندلسي الأثيل، وبهاء اللباس العربي الجميل...تجد شرح أسمائه في "القاموس المفصل لأسماء الملابس عند العرب" الذي ألفه المستشرق الهولندي راينهارت بيتر آن دوزي، وهو أوسع -من حيث ذكرُ اللباس المغربي- من كتاب "المعجم العربي لأسماء الملابس" الذي كتبه الدكتور رجب عبد الجواد إبراهيم...
✍️ لكن بالتأمل في فلسفلة المغاربة في فن اللباس من جهة اختيار التفاصيل وأنواع الأقمشة والألوان والأنواع وغير ذلك، لن تحتاج لوقت كثير، لتدرك أن المغاربة راعوا في ما أبدعوه في فن اللباس السنة النبوية العطرة، وتفسير ذلك يطول، ذكرته في بعض محاضراتي قبل سنتين...
✍️ ومن أجمل ألبسة المغاربة -والتي يشاركهم فيها بعض العرب والعجم أيضا- ما يسمونه بـ"السروال القندريسي" أو "القندريسة"؛ وهو سروال فضفاض يستر الجزء السفلي من الرجل والمرأة أيضا، ويشد على وسطه بحزام يسمى "التِّكة"، قبل ظهور الأحزمة العصرية؛ ويبلغ نصف الساق، وربما ضم جيبين، ويصنع من الصوف أو القطن أو غيرهما...
✍️ وقد اختلفوا في سبب تسميته بهذا الاسم الغريب، لكن المتفق عليه أنه ليسَ عربيا، فقيل هو مزجٌ لاسم رجل من اليهود كان متخصصا فيه بمدينة فاس اسمه "أندري عيسى"، أو "أندريس" فصار يقال "قندريس"، وقال البعض: إنه محوَّر من "أندلسي" لأنه كان يلبس عندهم بكثرة، ونزل مع نزولهم بعد سقوط الأندلس، وقيل: إنها كلمة إسبانية "كاندليزا" CANDALIZA، وهو الحبل المستعمل في ربط السفن، شُبِّه به حبلُ السروال فقيل: "القدريسي"...
✍️ وسواء كان هذا أو ذاك، فلباس القندريسي أفضل ألف مرة من أي نوع من اللباس التحتي للرجال وللنساء معا، وخصوصا أفضل من البنتلونات الإفرنجية التي ابتلينا فيها في الأزمنة الأخيرة، والتي من مساوئها:
1- التضييق على الخاصرة والمناطق الحساسة عند الرجل -خصوصا- والفخذين، وفي ذلك متاعب صحية وآثار سلبية؛
2- توصيف العورات
3- كشف العورات، بحيث إن الرجل إذا ركع في صلاته ظهر من تحت البنتلون الشق الأعلى لأليتيه، فربما بطلت صلاته، أو كان موضع سخرية الناس لو حصل مثل ذلك في محل عمومي،
3- تضييق الحركة وتعسيرها،
وغير ذلك من السلبيات التي حمانا منها القندريسي برحابته وسعته وسهولة لبسه وسهولة وضعه وسهولة الحركة به وجماله وبهائه وإبقائه على مروءة لابسه الخ
✍️ سنح لي أن أكتب هذا، بعد أن اضطُررت للبس البنتلون الإفرنجي -بعد مدة من تطليقه- لمشاركة بعض الأحباب فرحَهم الموجب بحكم العادة لباس أهل الوقت...فتذكرت كم كان أجدادنا في سعة ورحمة، وكم راعَوا الشريعة حتى في لُبسهم، وتذكرت أن كل ما أقره النبي فضلا عما أمر به خير للخلائق دينا ودنيا؛ والحمد لله رب العالمين..
منقول