
29/07/2025
زهرة الحجوجي… دماء لا تنشف، وصمتٌ يُدمي الضمير.
بقلم نجلاء الحجوجي.
لقد تعبنا من الصمت، ومللنا الانتظار.
لم نعد نطيق تلك العبارات المكررة: "التحقيق جارٍ"، "نقوم بواجبنا"، "العدالة ستأخذ مجراها"...
فقد مضى الوقت، وتراكمت الأسئلة، وازداد الجرح عمقاً، بينما الحقيقة لا تزال غائبة، والعدالة ضائعة في دهاليز الصمت والتأجيل.
في 31 مارس 2024، ارتُكبت جريمة قتل مروعة في حق امرأة بريئة، مسالمة، لا ذنب لها سوى أنها كانت في مكانٍ كان يجب أن يكون آمناً… بيت ابنها.
هناك، في قلب ذلك البيت، انتهت حياة زهرة الحجوجي بطريقة لا تليق بكرامة الإنسان، ولا بشرف هذا الوطن.
وإلى اليوم، وبعد مرور سنة و أربعة أشهر ، لا نعرف من ق.ت.ل.ها، ولا لماذا، ولا كيف!
ما نعرفه فقط هو أن امرأة قتلت بدم بارد، وملفها لا يزال يراوح مكانه.
ما نعرفه هو أن صوت العدل خفت، وأنّ التحقيقات لم تثمر شيئاً ملموساً، وأننا كعائلة، نُترك نواجه وجعنا وحدنا، نُسائل أنفسنا، ونعيش وسط إشاعات وتكهنات، بينما الجهات المعنية تلتزم الصمت، كأن دماء زهرة لا تعنيها.
أي رسالة تبعث حين تقتل امرأةً داخل بيتها، ثم تترك ملفها دون حسم؟
أي عدالة هذه التي تتباطأ في جريمة واضحة، ولا تُحرّك ساكناً لطمأنة ذوي الضحية أو حتى احترام وجعهم؟
أليس من العار أن يُترك هذا الملف في طيّ التجاهل، دون مصارحة، دون نتيجة، دون عدالة؟
نحن لا نتهم، لكننا نسأل، ونُطالب بحقنا المشروع، كما كفلته القوانين والضمائر الحيّة:
نطالب بكشف الحقيقة.
نطالب بمحاسبة الق.ا تل.
نطالب بإعادة الاعتبار لامرأة قُ.ت.لت بوحشية، وكأنها لا تملك حق الحياة.
زهرة لم تكن مجرّدة من القيمة…
كانت أماً، وجدة، وركناً في عائلتها، ولها تاريخها، وكرامتها، ومكانتها.
هل يُعقل أن نُبقي هذه الجريمة دون حسم؟
هل ترضى أن يُ.ق.تل انسان، ثم يُنسى، وكأن دمه بلا ثمن؟
هذا ليس نداءً للاستعطاف، بل صوت غضبٍ مكموم.
صوت عائلة لم تعد تصبر، ولم تعد تقبل التجاهل.
صوت كل امرأة تخشى أن تلقى نفس المصير، في غياب رادع، وفي ظل هذا التباطؤ المقلق.
نقولها اليوم بوضوح:
قضية زهرة الحجوجي لن تُدفن… ولن نسمح بأن تُطوى بصمت أو تجاهل ممنهج.
وسنستمر في الحديث عنها، في الكتابة، في رفع الصوت، حتى تُردّ الحقوق، ويُقال: هذه هي الحقيقة… وهذا هو الجاني… وهذه هي العدالة...
"نجلاء الحجوجي-حفيدة الضحية-"
#العدالة