
02/07/2025
مظلمة عمال "صوملك ":صراع من أجل الحقوق والعدالة
إجاز تظلم عمال الشركة الموريتانية للكهرباء "صوملك "يبرز معاناة أكثر من مائة عامل غير دائم قضى بعضهم أكثر من عقد في خدمة هذه المؤسسة دون تمتعهم بأبسط الحقوق المكفولة قانوناً ،مما أثار استياء واستغراب العمال المتضرررين:
في وطن لا تزال فيه الكرامة هي رأس مال البسطاء، وفي جمهورية قيمها
المعلنة تعلي من شأن الإنصاف والعدل ورد الجميل... يتكشف لنا
اليوم جرح نازف، يئن في صمت منذ سنين. جرح اسمه: ”العمال
غير الدائمين في الشركة الموريتانية للكهرباء – صوملك“، الذين
قضى بعضهم أكثر من عقد من الزمن في خدمة هذه المؤسسة
الوطنية، ينجزون المهام األصعب، في الظروف األقسى، وفي
المناطق األكثر بعدا وخطورة.
أكثر من مائة عامل، حرموا من أبسط الحقوق التي تقرها قوانين
العمل وأبجديات اإلنسانية: حق التثبيت، وحق التسوية، وحق المشاركة في االكتتاب.
لكن المصيبة لم تتوقف عند هذا الحد، بل تضاعفت مرارتها حين أدارت إدارتهم – إدارة DCR – ظهرها لهم، وتخلت عنهم في لحظ
يفترض أن تكون لحظة وفاء، ال لحظة تخل.
كيف بدأت القصة؟
بدأت الحكاية منذ سنوات طويلة... رجال وصفوا بـ“غير الدائمين“، لكنهم كانوا أكثر دواما من األبراج والمكاتب. كانوا هم النبض ال
الحقيقي للشركة، العمود الفقري الذي ال يرى في نشرات األخبار وال في بيانات اإلدارة، ولكن يعتمد عليه في األزمات والحرائق واالن
وتسند إليه المهام الشاقة والمناوبات الليلية، بأقل الرواتب، ودون أي ضمان وظيفي.
وفي العام ،2020 أعلن عن مسار لتسوية وضعية هؤالء العمال، وتمت عمليات إحصاء وتقويم دقيقة، استبشر بها الجميع خيرا. وف
البداية، تمت تسوية وضعية 130 عامال، فتفتحت نوافذ األمل، وظن الباقون أن اللحظة قد اقتربت.
لكنهم فوجئوا بعد ذلك بتوقف العملية فجأة، ودون سابق إنذار، ثم أعلنت الشركة دمج 868 فقط من أصل 1534 عامال، دون أي تو
وكأن الباقين ليسوا بشرا، وليسوا ممن سهروا وعرضوا حياتهم للخطر في سبيل خدمة هذا الوطن.
المأساة األشد مرارة: الصمت!
ربما كان أقسى ما في هذه المأساة، هو أن تواجه بالتجاهل من أول من يفترض به أن يكون حليفك... إدارة DCR، لم تحرك ساكنا، لم تراسل جهة، لم تعترض، لم تستفسر، لم تدافع، وكأن هؤالء العمال ال يتبعون لها، وكأنها لم تعرفه
أو لم تتعامل معهم في الميدان وجها لوجه.
هذا الصمت، في عرف المظلومين، ال يقل عن الخيانة اإلدارية. وهو ما دفع هؤالء العمال اليوم إلى أن يقولوا كلمتهم األخيرة، علها ت
واعية وقلوبا عادلة:
”نرفع مظلمتنا إلى رئيس الجمهورية اإلسالمية الموريتانية، السيد محمد الشيخ الغزواني، وإلى معالي الوزير األول، بعد أن ُأغلقت ف
وجوهنا كل األبواب، وخابت فينا كل اآلمال اإلدارية.“
مطالبهم واضحة، عادلة، ومشروعة:1 إعادة النظر في قرار إقصائهم غير المبرر، وتصحيح االختالل الحاصل في اللوائح.
قصوا منه تعسفا، رغم أحقيتهم.2 السماح لهم بالمشاركة في االكتتاب الذي ُأ3 كشف الحقائق للرأي العام: من أقصاهم؟ ولماذا؟ وما المعايير التي اعتمدت في دمج 868 وتهميش البقية؟
بل إنهم يمتلكون وثائق وإثباتات رسمية تؤكد التالعب في اللوائح، واستعدادهم لتقديمها للجهات المعنية متى ما طلبت.
من يعيد الكرامة؟
هؤالء ليسوا طالب صدقات، وال طالب وساطات. هؤالء رجال عمل، وشباب خبرة، وبعضهم أرباب أسر، لم يطالبوا إال بما هو حقهم
المشروع، المكفول قانونا وأخالقيا ووطنيا. وكل ما يأملونه اليوم، هو أن تنصفهم الدولة التي خدموها في صمت، والتي لم يخذلوها ف
رغم شدة الحاجة، وقسوة الظروف.
هل من العدل أن يكافأوا باإلقصاء؟
هل يعقل أن تكافئ شركة الكهرباء إخالصهم بقطع التيار عن مستقبلهم؟
هل يعقل أن نغض الطرف عن كل تلك السنين من العرق والتعب، وكأنها لم تكن؟
إن التاريخ ال يرحم...
وإذا نسي المسؤولون هاؤلاء العمال، فلن ينساهم التاريخ، ولن تنساهم الضمائر الحية في هذا البلد. وسيكتب يوما أن أكثر من مائة ع
تجاهلهم، ألنهم لم يجيدوا لغة الوساطة، ولم تكن لهم ”معارف في األعلى“.
لكن األمل ال يزال قائما، في أن تفتح األبواب، وتراجع اللوائح، ويعطى كل ذي حق حقه، قبل أن تصبح هذه المأساة وصمة في جبين مؤسسة كان يجب أن تكون بيتا لإلنصاف ال للتمييز.
#موريتانيا
#نواكشوط
#تابعونا