
24/09/2025
أين اختفى مناضلو تفرسيت؟
قبل سنوات قليلة، كانت جماعة تفرسيت بإقليم الدريوش تعرف حضوراً لافتاً لمجموعة من أبنائها، سواء من داخل البلدة أو من الجالية المقيمة بالخارج. أساتذة، طلبة، فاعلون جمعويون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي… كلهم اجتمعوا على كلمة واحدة: الدفاع عن بلدتهم والمطالبة بحقوقها في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
شهدت تفرسيت حينها احتجاجات متكررة ومسيرات سلمية، لفتت انتباه الرأي العام المحلي والوطني، وكان صوتها يصل حتى إلى صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية.
لكن، ومع مرور الوقت، بدأ ذلك الزخم يخفت شيئاً فشيئاً. اختفى الكثير من الوجوه التي كانت في الصفوف الأمامية، حتى على مستوى منصات التواصل الاجتماعي لم يعد يظهر لهم أثر، خصوصاً أبناء الجالية الذين كانوا يشكلون سنداً إعلامياً قوياً.
أسباب محتملة للاختفاء
• العامل النفسي والإرهاق: كثرة الانتظار دون نتائج ملموسة قد تكون دفعت البعض إلى الاستسلام أو الانسحاب.
• الهجرة والالتزامات الشخصية: كثير من الشباب غادروا المنطقة أو انشغلوا بحياتهم المهنية والعائلية، ما قلص من حضورهم الميداني والإعلامي.
• ضعف التنظيم: غياب إطار منظم يؤطر الاحتجاجات ويمنحها الاستمرارية، جعل الحركات التي ظهرت في فترات معينة مرتبطة فقط بالمناسبات أو الظروف الطارئة.
• التضييق أو الخوف: لا يمكن استبعاد أن بعض النشطاء فضّلوا الابتعاد عن الأضواء بسبب الخشية من تبعات قانونية أو اجتماعية.
• تراجع الحماس العام: بمرور الزمن، قد يفقد المجتمع المحلي الثقة في جدوى الاحتجاج إذا لم تتحقق المطالب.
هل انتهت الحكاية؟
رغم هذا الغياب، تبقى تفرسيت في حاجة ماسة لأبنائها، سواء داخل البلدة أو في الخارج. فالمنطقة ما زالت تعاني من نقائص كبيرة في البنية التحتية، النقل، الصحة، والتعليم. السؤال اليوم:
هل يمكن أن تعود موجة جديدة من النضال المحلي؟ أم أن الصمت سيبقى هو العنوان البارز في المرحلة المقبلة