04/10/2024
تلامذة مدرسة علي
محمد حسب
نيوزيلاندا
يقول السموأل:
وما ضرنا انا قليل وجارنا *** عزيز, وجار الأكثرين ذليل
ويقول آخر في مدرسة علي:
فَإِن كُنتَ بِالشورى مَلَكتَ أُمورَهُم
فَكَيفَ بِهَذا وَالمُشيرونَ غُيَّبُ
وَإِن كُنتَ بِالقُربى حَجَجتَ خَصيمَهُم
فَغَيرُكَ أَولى بِالنَبِيِّ وَأَقرَبُ
لا اجد افضل من لامية السموأل لأحتفل بها بكل فخر وعز, ففي وقت ظننا به أننا امسينا في ظلمة نهايتنا, وفي عصر توهمنا خلاله انقراض ما تبقى لنا من رمق دروس سيدنا و أميرنا أبا الحسن علي (ع), الا ان الامر الالهي يأتي ليدحض سوء ظننا, فيخرج من بيننا بطل يحتفل امام قافلة ركبنا, تلميذ من تلامذة مدرسة الحق, شهيد على طريق سلفه من الاطهار.
ذلك الرجل, لم يقدم نفسه شهيدا ليكسرنا, بل ليذكرنا بما نملك من قيم لا تملكها اشباه الرجال الذين يرون اخوتهم يُذبحون وهم يحتفلون بما هم عليه. إنه النصر من الله, ان يجعلنا نرى من خلال دماء الأطهار, حقيقة الأمور التي لطالما ظننا السوء فيها. نعم, ربما هناك من يحاول التلفيق بأنه من هذه المدرسة الولادة, والذي شوه بشكل بسيط بعض معالمها, لكنه لم ولن يستطيع هدم جزءا من جدرانها العتيدة.
مدرسة علي تكبر كل يوم بوداع نجم من ركبها, وتعلو كل يوم بتسليم الراية لبطل لا يقل فعلا وشأنا من سالفه, انها مدرسة الشرف فعلا فأما أن تكون سائرا على ضفاف حدائق عطائها, واما ان تكون مع هؤلاء الذين يرون بأنها ليست كذلك, أولئك الذين طالما برهنت لهم الدماء, بأن تلامذة هذه المدرسة هم الرجال الرجال. وعكس ذلك هم.
فبوداع ذلك الشهيد, قد نكون خسرنا شخصا, ولكن كسبنا جيلا جديدا سباقا للشهادة الكبرى من أجل الحياة. فنحن لا نموت من أجل الموت فحسب, بل لنجعل للحياة حياة. كيف لا وكل ما نزف بطلا الى جنان الخلد, تبدأ أصوات الأبطال مرددة:
إذا سيد منا خلا قام سيد**** قؤول لما قال الكرام فعول
فالأمم المعطية لا تموت, والدماء لا تغير من عزيمة المقدام, والموت لا يهبط عزيمة المؤمن بالختام الحتمي. فهل من عظمة اجمل من ان يترك الإنسان فراغا بعد رحيله لا تملأه صناديق الاقتراع, ولا تستبدله افضل ديمقراطيات العالم المدعي بالتقدم؟!
فيأتي السموأل مرة اخرى ليحكي حالنا اليوم قائلا:
وإنا لقوم ما نرى في القتل سبة *** إذا ما رأته عامر وسلول
وما مات منا سيد حتف أنفه *** ولا طل منا حيث كان قتيل
تسيل على حد الظبات نفوسنا*** وليست على غير الظبات تسيل