
01/04/2025
قصة من ظُفار: نائمون بأعماق ذواتنا، خائفين أن نصحو | مريم سعيد
«السماء تبدو جميلة في الشتاء، تبدو أكثر زرقة نهارا، وأكثر لمعانا ليلا.. لا أعلم حجم الخسارة التي كانوا سيتكبدونها لو غفروا، لو أخذ أحدهم بيدي قبل أن أضيع»؛
اعتدلت جالسة وضَمّت يديها، تبدو وكأنها تحتضن نفسها، همست قائلة: لستُ مستعدة للتبعثر في الفضاء.
استلقت لتنام بوضع الجنين، وأخذت تُتَمتم: أتمنى ألا أستيقظ غدا..
اقترب أحدهم يهمس في أذنها: «أليس عار أن الكثير من الأشخاص اللطيفين ماتوا ولا يزال شخص عديم الفائدة مثلكِ على قيد الحياة؟». لم تلتفت للصوت، ولم تقم بالرد عليه، استمرت بالتحديق مطولا نحو النافذة..
«لقد نجوتُ من الجحيم ليوم آخر، أتمنى ألا استيقظ غدا»، أغمضتْ عينيها ونامت.. وحدها السماء تجعلني أغفر للشتاء برده، ولياليه التي لا تكاد تنتهي.
ّاص
جسدُ السرد - منصة قنّاص الثقافية