30/11/2025
ضمن حملة مناهضة العنف ضد المرأة
لسلام… أن تكون إنسانًا لا سلاحًا
نابلس – سهير سلامة
العنف ليس مجرد ضربة أو صراخ، بل يبدأ غالبًا بكلمة قاسية لا ننتبه لها، ثم يكبر ليجرح الروح قبل الجسد. يشبه العنف حجرًا يُلقى في ماءٍ هادئ، فيعكّر صفوه ويُربك سكونه.
وعندما ينتشر العنف، نشعر بأن الأمان يختفي من حولنا، ونصبح غرباء حتى عن أنفسنا. وليس هناك ما هو أشدّ ألمًا من إنسان يؤذي إنسانًا، فآثار العنف تبقى في القلب طويلًا، حتى وإن لم يَرَها أحد.
العنف ليس قوة؛ بل هو ضعف يتنكّر في صورة بطش. فالقوي الحقيقي لا يحتاج إلى الصراخ ولا إلى القسوة، بل يملك الحكمة ليطفئ غضبه بالكلمة الطيبة، ويختار الحوار بدل الصدام.
وعندما نقول "لا للعنف"، فنحن نرفض أن يعيش الإنسان بالخوف، أو أن تُورَّث القسوة للأجيال. نرفض أن تتحوّل الكلمة إلى سلاح، والنظرة إلى طعنة، والصمت إلى جدار يفصل بين القلوب.
إن مناهضة العنف هي دفاع عن الإنسان، وتذكير بأننا خُلقنا لنكمّل بعضنا، لا لنؤذي بعضنا. ولهذا أصبح نشر ثقافة احترام الإنسان وحقوقه، محليًا وعالميًا، ضرورة لا بدّ منها.
ورغم كل ما في العالم من صخب، ما زال اللطف يجد طريقه. فكلمة طيبة، أو يدٌ تُمدّ للمساعدة، أو ابتسامة صادقة… كلّها قادرة على إصلاح ما تسبّبه القسوة من وجع. وكل خطوة نحو التسامح تبني عالمًا أهدأ وأجمل.
وباختصار… إذا أردنا عدالة ومحبة وبُعدًا عن العنف، فعلينا أن نؤمن بأن السلام يبدأ من داخلنا، من قرار بسيط: أن نكون بشرًا… لا أسلحة