
29/07/2025
كتب الصحفي عمرو طبش : غادرت مشرحة الموتى في مجمع ناصر الطبي مثقلًا بالحزن، عاجزًا عن وصف ما رأيت، ليس فقط من كثرة الجثث والدماء والروائح، بل من قسوة مشهد لا يمحى من ذاكرتي، لم تكن الصدمة في الأعداد، بل في صوت أب مكلوم يودع ابنته، أبناءه يسحبونه خارج المشرحة بالقوة، ودموعه تسبق خطاه، يصرخ برجفة وانكسار: “كيف يا يابا بدكم تسيبوا أختكم جوا الثلاجة لحالها؟ عيب عليكم… كلها شباب جوّا، كيف بيهون عليكم؟ هاي أختكم المدللة… حبيبتي… بتخاف من العتمة، بالله عليكم رجعوها، بالله!”
كان يحدق بثلاجة الموتى كأنها حفرة لا قرار لها، وعيونه تكاد تخرج من مكانها من هول الصدمة، قبل أن يغادرها باكيًا، مكسورًا، وقد ترك ابنته خلفه.
هذه ليست قصة واحدة… بل واحدة من مئات آلاف القصص التي نعيشها نحن الصحفيون، لا نسمعها فقط، بل نحملها في ذاكرتنا، وننزف بها كل يوم.