روايات ميام

روايات ميام أكتب لأن الكلمات تُضمّد ما لا يُقال...
ولأن بعض الحكايات لا تُفهم إلا حين تُروى
روايات وقصص بقلم ميام

رواية: قتلوا ربيعي (ربيع اليمان)بقلم: ميامالفصل39................................خرجت من المستشفى لا تدري أين تذهب فالحي...
31/08/2025

رواية: قتلوا ربيعي (ربيع اليمان)
بقلم: ميام
الفصل39................................
خرجت من المستشفى لا تدري أين تذهب فالحياة بأسرها باتت سوداء أمامها ولا ترى خلاصًا لها سوى الموت. انطلقت بسيارتها حتى وصلت ذلك الجرف الصخري المطل على البحر، فتوقفت هناك وانهارت بالبكاء.
تارة تضرب المقود بيديها وتارة أخرى تضرب على صدرها فوق موضع قلبها من شدة الألم والحزن الذي تشعر به. خرجت من السيارة واقتربت من حافة الجرف وتدافعت ذكرياتها مع يمان أمام عينيها، فابتسمت رغم الدموع التي تنهمر على وجنتيها وقالت: أحبك.. أحبك جدًا.. رغم كل شيء ورغم كل ما حدث..
أغمضت عينيها ورفعت ذراعيها تنوي رمي جسدها عن الجرف غافلة عمن يراقبها إلا أنها تراجعت في اللحظة الأخيرة وهمست قائلة: لا.. لا يسعني تركك يمان.. لن أدعهم يحققون مرادهم ويفرقوا بيننا.. لن أموت وأنت تظن بي السوء بسببهم.
مسحت دموع واختفت نظرات الانكسار والحزن من عينيها ليحل محلها لمعة التحدي رغم التعب والشحوب البادي على وجهها. عادت نحو السيارة وقبل أن تغلق بابها عليها وجدت يدًا تقبض عليه تمنع إغلاقه. رفعت بهار رأسها واستهجنت من تصرف ذلك الغريب الذي كان برفقته أربعة آخرين يحيطون بسيارتها والمكان لمنع تطفل أحد.
- من أنت؟ ابتعد عن الباب؟
- كنتِ تنوين الانتحار؟ لماذا لم تكملي وتريحينا؟
- ماذا؟
- يجب أن تموتي، لذا كان من الأفضل لكِ أن تكملي ما بدأته بنفسك بدلًا من أن نجبركِ عليه.
- ما الذي تهذي به يا هذا؟ ابتعد ودعني وشأني.
- هذا لن يحدث أبدًا.
جذب الباب بقوة حتى أفلتت يدها، ثم أشار لرفيقه بالتقدم الذي أخرج حقنة وما أن رأت هي ذلك حاولت الهرب من الباب الآخر، فجذبها من ساقها ومن ثم ذراعها وثبتها على الكرسي مكانها، ليقول الآخر: جيد أن جسدها مليء بالكدمات كي لا تترك مقاومتها أثر.
صرخت وبكت وتوسلت دون جدوى حتى ثبتها من يحمل الحقنة من فكها وحقنها بها خلف أذنها، فصرخت بقوة من شدة الألم والذعر حتى شعرت بتمزق حنجرتها. بدأت تردد اسم يمان لعله يأتي وينقذها كعادته، ولكنه لم يأتِ هذه المرة.
بدأت تفقد سيطرتها على جسدها الذي زحف الشلل لأطرافه حتى لسانها الذي توقف حتى عن ترديد اسم محبوبها، ولم يبقَ سوى دموعها التي تنهمر دون توقف.
ابتسم الأول وترك يديها أخيرًا وشرع يمرر يديه اللتين يغطيهما بقفازات جلدية على جسدها بوقاحة تامة وقال: تبدين أجمل وأنت هادئة.. لحسن حظك أنكِ أننا لا نترك أثرًا لنا وفي الوقت ذاته أنكِ خارجة من عملية إجهاض.. لولا ذلك لما تركتك.
اعتصر نهدها بقبضته، فخرج منها أنين متألم مع دموعها وهي لا حول لها ولا قوة؛ فهناك من يستبيح جسدها ويلمس مفاتنها وهي لا تقوى حتى على الاعتراض بلسانها.
اقترب منه الذي حقنها وقال بحنق: توقف عما تفعله.. هيا لننهي الأمر ونغادر.
هتف الآخر ببرود: انتظر.. ألا يكفي بأنه لا يسعني الاستمتاع بها؟! ألا ترى مدى جمالها؟!
استمر بما يفعله وهي تبكي وتئن؛ فهذا كل ما تستطيع فعله في هذه اللحظة وفي داخلها تدعو الله أن يرسل لها يمان لينقذها من أيدي هؤلاء الوحوش.
ازداد النزيف بين ساقيها، فأبعد يده قائلًا: هذا مقزز.. لو كان الأمر بيدي لانتظرت لبضعة أيام حتى أستمتع بجمالكِ قبل قتلك.. ولكن.. ليس لي نصيب.
جذبها من شعرها وألقاها خارج السيارة، فهتف أحدهم بغضب: على رسلك.. لا نريد ترك أثر.. ما خطبك؟
أجاب الآخر ببرود: ساعدني بحملها قبل أن أجرها من شعرها حتى الجرف.
اتسعت عينا بهار بهلع وهي تراهما يتحدثان عن كيفية قتلها كما لو أنها محض جماد وليست إنسانة ذات روح وقلب ومشاعر.
حملها الأول من يديها والآخر من ساقيها ومشيا حتى الجرف، ثم شرعا بأرجحتها مع العد حتى ألقيا بها وتأكدوا من سقوطها في الماء.
سقطت بهار في الماء وبقيت تنازع لالتقاط أنفاسها حتى خرجت روحها إلى بارئها، وكل ما تمنته في لحظاتها الأخيرة لو أنها ترى يمان وتخبره بأنها لم تخنه أبدًا.
كان يمان يغمض عينيه يستمع لما يقوله ذلك المقيد بصوت مرتجف وقد علم بأنه هو من حقنها بالمخدر ويتخيل كل ما مرت به محبوبته من ألم وحزن وفوق ذلك خوف ورعب بسبب هؤلاء الأوغاد الذين لم يقتلوها وحسب، بل عذبوها وتحرشوا بها وأذاقوها الرعب حتى آخر أنفاسها.
فتح يمان عينيه اللتين باتتا كالجمر المشتعل وقال بهدوء مرعب: من الذي كان يتحرش بها؟
أشار الرجل لقائدهم الصامت، ليرد الآخر بوقاحة وقوة يحاول التظاهر بها: أنا فعلت.. هل ستقتلني؟.. تفضل.. لست خائفًا منك.
حدق به يمان بنظرات مليئة بالوعيد والحقد أدخلت الرعب لقلبه وقال: ستخاف.. وتصرخ كالنساء.. ولن أدعك تموت قبل أن تتوسل لي ولا قبل أن أشعر بالراحة.
نظر يمان لأحد رجاله وأشار لعائلات الرجال قائلًا: خذوهم للداخل وجهزوا لي حفلًا يليق بهذا الوغد.
سارع الرجال لتنفيذ أوامره في حين شعر البقية بخوف وتساءلوا عن مصير عائلاتهم بعد أن وعدهم بتركهم، ولكنه قاطع كلامهم قائلًا: ستخرجون.. لا تقلقوا.. لكن بعد الحساب.. أنتم لا شيء عليكم.. لكن أنت..
أشار لمن حقنها وقال: ستخرج وتعود لبيتك مع عائلتك، ولكن مشلولًا جزاء الحقنة التي شلت جسدها.. أما أنت..
مشى خطوتين حتى توقف أمام المتعجرف الذي يأبى الاعتراف بالخوف أو الهزيمة رغم أن عينيه تقولان الكثير، وابتسم بشر قائلًا: سترى الكثير والكثير معي.. سأريك كل أصناف العذاب.. وسأداويك وأعذبك من جديد.. وسأستمر على هذا الحال حتى تموت.. هل تؤمن بالله؟
بات تنفسه عالي وصدره يعلو ويهبط ورد على سؤال يمان الأخير بحنق: كلا، لا أؤمن بإله ولا غيره.. أنا..
قاطعه يمان بسرعة قائلًا: جيد.. حتى لا تدعوه أن يأخذ روحك ويريحك مني.. لأن لدي مخطط جميل وطويل جدًا من أجلك.
هم يمان بالذهاب، فزحف الرجل الذي توعده بالشلل يرجوه أن يعفو عنه، فركله يمان بقوة وقال: أنا لا أعفو ولا أصفح.. والجزاء من جنس العمل.. كن شاكرًا أنني سأجعلك قعيدًا من خلال عملية جراحية وليس بالتعذيب على يدي.. بعد ذلك ستغادر مع عائلتك.
غادر يمان وقد خلف وراءه من يشعر ببعض الراحة، وآخر يبكي من سوء عاقبته، وهناك من ينهار داخليًا بسبب ما هو مقدم عليه من مصير أسود خاصة بعد أن رأى كل ما يخص فنون التعذيب يتم إدخاله للغرفة أمام عينيه وأشياء لم يسبق له حتى رؤيتها، ولكنه سيجربها لا محالة.
بعد دقائق أتى بعض الرجال فكوا وثاق الرجلين اللذين لم يشاركا في قتل بهار واقتادوهما للخارج حيث وجد كل منهما عائلته في سيارة، وتم زج كل منهما في واحدة استعدادًا للمغادرة.
كان يمان يقف في غرفة وحده مقابل الجدار ويضرب قبضة يده به وجسده يهتز من شدة الانفعال وهو يتخيل بهار التي كانت تنتظره لينقذها في الوقت الذي كان فيه غاضبًا منها ويبحث عن الرجل الذي كان له علاقة بها قبل زواجهما. غاضب من نفسه وبشدة وصدره يكاد يطبق على قلبه من شدة الألم حتى أنه لا يقوى على التنفس. إحساس بشع ومؤلم للغاية لا يمكن وصفه.
فتح عينيه عندما شعر بها وإذا بها تقف بحانبه تبكي بصمت ليبكي هو الآخر ويهمس لها قائلًا: خذلتكِ.. ظلمتكِ.. تعذبتِ كثيرًا يا حبيبتي وأنا غافل عن كل ما أصابك.
هزت رأسها نافية وقالت: ليس ذنبك.. لقد انتهى أجلي وحسب.
ضم شفتيه وأغمض عينيه بندم وخجل، ثم قال: سامحيني.. على كل شيء.. أرجوكِ سامحيني يا حبيبتي.
اقتربت منه وابتسمت من بين دموعها قائلة: إن كان على الضرب وسقوط الجنين فقد سامحتك عندما أدركت أنه لا يسعني العيش من غيرك، وبأن حبي لك أكبر من غضبي منك.. عدا عن هذا لا يوجد شيء لأسامحك عليه يا حبيبي.. كنت سأعود إليك وأواجهك من جديد حتى تسمعني وتفهم كل شيء.. لكنهم.. لم يسمحوا لي.
قالت جملتها الأخيرة بألم وحرقة، فمد يده يحاول لمس طيفها قائلًا: بهاري.. حبيبتي الجميلة.. لن يهنأ أحد تسبب ببعدك عني يا روحي..
هزت رأسها برفض وهي تبكي إلا أنه أردف قائلًا: لن يعيشوا.. والمنظمة التي كنت أجمع الأدلة كي أخرج منها بسلام سأبيدها عن بكرة أبيها.. قتلوكِ خشية أن أتركهم ويتأثر عملهم.. أنا الآن سأنهي أمرهم.
هتفت باسمه بخوف ورفض لما يقوله إلا أنه أشار برأسه نافيًا وعيناه تشتعل بالغضب وكأن حممًا بركانية على وشك الانفجار منهما لتبيد كل من يقف أمامه. كيف لا وهناك من قتل محبوبته وعذبها وحرمه منها وحرمها منه ومن السعادة التي كانت ستعيشها معه.
تم اقتياد من حقن بهار إلى غرفة أخرى بعد حضور الطاقم الطبي الذي سيجري له العملية وسط صراخه وتوسلاته، ولكن قضي الأمر.
أما الآخر الذي شارك بالقتل، فأمر يمان بضربه وكسر ساقيه بطريقة لا تجعله يمشي بشكل طبيعي من جديد ومن ثم تركه يغادر مع عائلته.
حان دور المتعجرف الذي بدأ يفقد هدوءه ويحاول المقاومة، لكن دون جدوى فقد قاموا بربطه بكرسي خاص أشبه بالسرير حيث كان جسده ممدد عليه، وهناك أماكن خاصة لتقييد يديه ورجليه ومن الوسط وحتى الرأس بحيث يتم تثبيت جسده بالكامل.
دخل يمان وقد شمر عن ساعديه وتساءل ببرود وتهكم: ألم تشعر بالخوف بعد؟ جيد.. فأنا أريدك أن تكون قويًا كي تحتمل لأطول فترة ممكنة.. لا تمت بسرعة.. لنبدأ بإحماء بسيط.
لاح شبح ابتسامة خبيثة على شفتيه وقام بوصل بعض الأسلاك به وضغط على جهاز بجانبه، فشرع الآخر بالصراخ وجسده يرتجف نتيحة التيار الكهربائي الذي ضرب جسده بلا رحمة. بعد بضع مرات توقف يمان وقال: لا تفقد وعيك الآن.. هذا محض ترحيب فقط.
وقف يمان بجانب طاولة مليئة بالأدوات الحادة المختلفة والتقط إحداها بعد تفكير وهو يقول: لنأخذ الأمور بالتدريج.
أمسك بخنصره ونزع الظفر من اللحم بقوة جعلت الآخر يصرخ بقوة مما جعل يمان يبتسم باستمتاع وهو يكرر الأمر مع بقية أصابع يديه وحتى قدميه. صفعه يمان على وجهه وقال: لا تفقد الوعي.. سأبدأ بتقطيع أصابعك الآن وأريد أن يصل صراخك عنان السماء.. سأقطع جسدك بأكمله، ولكن قطع صغيرة للغاية فأنا لست متعجلًا.. سأخلع أسنانك وأقطع لسانك وأقتلع عينيك.. وسأخلصك مما بين ساقيك.. وفي النهاية عندما أشعر بأنك ستموت سأشق صدرك دون تخدير وأخرج أعضاءك.. لن أبقي شيئًا.. ومن ثم أطعم لحمك للكلاب التي ستكون قد اعتادت على طعم لحمك الذي سأذيقها إياه بالتدريج.. وأول ما ستتذوقه هو أصابعك التي سأطعمها إياها أمامك.. كيف سيكون شعورك يا ترى وأنت تراها تأكل قطعًا من جسدك؟.. اليدين اللتين لمست بهما زوجتي، وعيناك اللتين نظرتا لها، وقدميك اللتين مشيت بهما لقتلها.. لسانك الذي خاطبها.. عقلك لا يمكنه تخيل ما سأفعله بك.
حدق به يمان بشر ووعيد وصرخ بأحد رجاله ليحضر الكلاب دون أن يحيد بنظره عن ذلك المقيد المذعور. شرع يمان بتقطيع أصابعه إلى أجزاء صغيرة وجمعها في طبق والآخر يصرخ حتى شعر بأن حنجرته تنزف دمًا، ولكن لم يعد هناك رحمة ولا خلاص فاليوم هو يوم الحساب.
بعد مدة تخلص يمان من كل أصابع ذلك الوغد ورفع الطبق أمام عينيه ليريه أصابعه المقطعة لأجزاء صغيرة، ثم وضعها أمام الكلاب التي شرعت بتناولها لينهار الآخر بالبكاء من هذا المشهد وقد بدأ يستسلم للظلام الذي يزحف نحوه.
توقف يمان وأدرك بأن هذا كافٍ لليوم وأمر رجاله بتضميد جراحه وإيقاف النزيف، ثم غادر.
بعد تلك الليلة كان يمان يعمل نهارًا على خطته لإنهاء تلك المنظمة بأسرها، ولم يترك أحدًا يمكنه الاعتماد عليه دون أن يحادثه حتى أنه دفع الكثير من الأموال لقاء الحصول على كل من يستطيع مساعدته في القضاء عليهم، بل واستعان بأعدائهم، ولكي يكسب ثقتهم أخبرهم بأنهم قاموا بخيانته وقتلوا زوجته، والانتقام أمر مشروع في هذا العالم الذي يعاقب الخيانة بأبشع الأشكال. هؤلاء الذين ينتقمون من كل من يتجرأ على إيذاء آخر من عالمهم أو ما يملكه حتى لو مسَّ كلبهم بسوء سيشعلون حربًا لأجله، ليس من أجل الكلب، بل من أجل تفكير الغير بالاعتداء على ما يخصهم وجعله عبرة لكل من تسول نفسه المساس بشيء له.
بالكاد يتذوق طعم النوم في تلك الغرفة الباردة الموحشة ضمن هذا المبنى في قلب الغابة. يمضي وقته بالاتصالات، والتخطيط، والتفكير، ويعد الكثير من الخطط على أمل أن تكون نهايتها سلامته ليعود لعائلته. لقد اشتاق إليهم كثيرًا، لابنته وأخيه والجميع وخاصة صاحبة العيون الزرقاء الجميلة والتي تكون آخر ما يره قبل نومه، ولكنها دومًا ما تحمل نظرات الحزن والغضب كما رآها في المرة الأخيرة عندما ودعها قبل مغادرته. لم يرَ بهار طوال هذه الفترة، ربما لأنه أطفأ ضميره ولا يريد أي إزعاج منها لما يقوم به؛ فلقد عاد لحالته السابقة قبلها ببساطة من أجل الانتقام لها ورغم ذلك يحارب شياطينه كي لا يريق الدماء قدر المستطاع التي لو انصاع لها لما ترك أحدًا يغادر هذا المكان على قيد الحياة. لقد كان في داخله رغبة بقتلهم جميعًا مع عائلاتهم ودفنهم هنا في الغابة، ولكنه لم يشأ أن يصبح أسوأ من ذي قبل ويقتل أبرياء لا ذنب لهم. لن يعود لأهله كوحش ملطخ بدماء الأبرياء؛ فهو يريد إغلاق هذا الباب للأبد.
استيقظ ليلًا من نومه وعلم بأنه لن يتمكن من العودة للنوم، فنهض ليسلي نفسه بالشيء الوحيد الذي يفرغ به غضبه ومقته ويتلذذ بعذابه.
دخل تلك الغرفة التي يقبع به ذلك المقيد الذي لم يعد له ملامح من كثرة التعذيب الذي يطاله يوميًا. استنفر رجاله فور رؤيتهم له يدخل المكان ويسألهم عن حال ذلك الوغد في حين أن الآخر استيقظ من نومه وارتعد جسده ما أن سمع صوت يمان وقد علم بأنه أتى من أجل جولة جديدة.
اقترب يمان بخطواته المتمهلة منه وكأنه يلعب بأنفاسه التي باتت تتثاقل تدريجيًا مع اقترابه منه وصدره يعلو ويهبط بشكل ملحوظ مما جعل يمان يبتسم بزهو خاصة عندما رأى دموعه تنساب رغمًا عنه.
وقف يمان بجانب الكرسي المقيد به وتأفف باشمئزاز قائلًا: ما هذه الرائحة النتنة؟ ألم تأخذوه للحمام؟
رد رجله قائلًا: لا سيدي، بعد آخر جولة تعذيب تغوط في ملابسه وفقد الوعي من شدة الألم، لذا تركناه على حاله.
امتعض وجه يمان وقال: نظفوه ونظفوا الكرسي جيدًا .. لا أريد أثرًا لهذه الرائحة الكريهة.. وقيدوه عاريًا .. بسرعة .. لا أريد أي تأخير.
خرج يمان مشمئزًا من الرائحة وانتظر لبعض الوقت حتى أتاه رجله يخبره بأن كل شيء قد تم حتى أنهم رشوا بعض المعطرات في الجو لعلمهم بأن زعيمهم يكره القذارة ويحب النظافة والترتيب في كل الأمور حتى في التعذيب.
دخل يمان وهو يبتسم بخبث عند رؤيته لذلك المقيد وجسده العاري يرتعد بقوة، ثم همهم قائلًا: هذا أفضل.. في المرة القادمة اطلب منهم دخول الحمام.. لست طفلًا لتفعلها على نفسك.. عيب.. أنت رجل كبير.. هل تصدق أنني أستمر بنسيان اسمك.. آه تذكرت.. مارتن الوغد.. أفكر لك باسم أنثوي فقد خطرت لي فكرة فظيعة للغاية.. أفكر بتحويلك إلى أنثى.. سأحضر لك فريق طبي تجميلي من أعلى طراز ليقوموا بتحويلك لامرأة جميلة للغاية.. هل تعلم لماذا؟!
انحنى يمان نحوه وهمس له قائلًا: كما ترى رجالي يمكثون لفترة طويلة في مكان موحش دون امرأة.. لذا فكرت بأن أحولك لامرأة وأجعلك ترفه عنهم.. فما زال لدي وقت حتى أنفذ خطتي بالقضاء على المنظمة كما تعلم.. وهؤلاء لن يحتملوا البقاء بعيدين عن النساء كل هذه المدة.. ما رأيك؟!.. هل توافق على مساعدتنا؟
صرخ مارتن من بين دموعه: لا.. أرجوك لا .. توقف عما تفعله بي.. سأفعل أي شيء من أجلك.. يمكنني الذهاب لقتل الرجل الذي أمرني بقتل زوجتك.. لكن لا تفعل شيئًا كهذا بي.. أتوسل إليك.
قلب يمان شفتيه وقال: لست بحاجة لعرضك هذا فأنا يمكنني قتله متى شئت وبكل سهولة، لكنني لا أود قتله وحده، بل تدمير المنطمة بأكملها التي من أجلها فكروا بقتل زوجتي كي لا أبتعد عنهم. لا تقلق لن أفعل ذلك الآن.. سأتسلى بتعذيبك أكثر بعد.. والليلة سنجرب الحرق، ما رأيك؟ لا تقلق لن أجعل حروقك عميقة حتى يتمكن أطباء التجميل من علاجها.. لا أريد لرجالي الاشمئزاز من جمال المرأة التي ستكون بين أيديهم.. فمن المفترض أن ترفه عنهم.
تأكد مارتن من أنه يتحدث بجدية ولا يهدد وحسب، فشرع يصرخ ويتوسل دون جدوى ويمان شرع بكي جلده بقضيب حديدي ذو رأس مدبب بعد أن قام بتسخينه في نار معدة خصيصًا لهذا الغرض ولم يتركه حتى فقد مارتن الوعي من شدة الألم.
رمى يمان القضيب من يده ونظر له بتهكم قائلًا: ظننته أقوى من ذلك وسيتحمل أكثر.
هتف وهو في طريقه للخروج قائلًا: عالجوا حروقه.
وقف يمان في الخارج يتأمل سكون المكان من حوله، فاقترب منه المسؤول عن مجموعة الرجال الذين معه وتساءل بهدوء: سيد يمان، هل حقًا ستحوله لامرأة؟
رفع يمان زاوية شفتيه بسخرية دون النظر إليه وأجاب قائلًا: لم أحسم قراري بعد..
ثم التفت لرجله وأردف بابتسامة ماكرة: إن كان يعجبك سأحوله من أجلك.
اتسعت عينا الآخر باستهجان وتقزز، فهز يمان رأسه مبتسمًا على ردة فعله، ثم قال: الأمر سيستغرق وقتًا ولا أدري كم سيحتمل، وأخشى إن حولته لامرأة أن يعجبه الأمر.. ماذا لو كان ممن يعجبه الجنسين؟!
حمحم الآخر وقال: أنا فقط تساءلت لأنه سيكون من الصعب الحصول على فريق طبي في هذا المكان، وهذا يحتاج لكثير من المعدات وغيرها لتهيئة المكان للعمليات الكثيرة.
هز يمان رأسه مؤكدًا وقال: أجل، وهو لا يستحق كل هذا الجهد والمال. أريد دفعه للجنون فقط عندما يرى أنني أتحدث بجدية. حاول التحدث عبر الهاتف أمامه وتظهر له بأنك تبحث عن الأطباء والمعدات وما إلى ذلك.
أومأ له الآخر قائلًا: أمرك سيد يمان.
جعد يمان وجهه قبل انصراف الآخر مظهرًا رغبته بقول شيء آخر، ولكنه متردد، فتوقف رجله وتساءل قائلًا: أهناك أمر آخر؟
أخذ يمان نفسًا عميقًا وقال بحيرة: لا أدري، أفكر بشيء لأزيد عذابه بما أنني ربما لن أحوله لامرأة.
عقد رجله حاجبيه وتساءل بفضول وحيرة: ما هو؟
أغمض يمان عينيه وقال: الأمر ليس أخلاقيًا وكنت أعاقب من يفعله بالموت، لكن من يعلم على كم امرأة اعتدى هذا اللقيط؟! أريده أن يجرب هذا الشعور قبل أن يموت.
ازدادت حيرة الرجل وتساءل قائلًا: هل عدت لفكرة تحويله؟
نظر له يمان وتأفف بضيق قائلًا: قلت لك لا.. لأنه لا يستحق.. ألم تفهم قصدي بعد؟
رمقه الآخر بقلة حيلة وحيرة حقيقية، فامتعضت ملامح يمان من غبائه وقال موضحًا: اسأل الرجال الجدد الذين أحضرناهم إن كان أحدهم يفضل الرجال.. هل فهمت ما أقصده؟!
هتف الآخر باستدراك: آه.. فهمت.. فهمت.. تريدهم أن..
اشمأزت ملامح يمان وقاطعه بسرعة قائلًا: لا تكمل فمجرد ذكر الأمر مقزز للغاية.. اسأل ودعهم يذيقونه الويل.. أود سماع صراخه من غرفتي، هل فهمت؟
أومأ له رجله بطاعة وانصرف من أمامه بينما كان يمان يشعر بالضيق من نفسه، ولكنه همس لنفسه قائلًا: يستحق ذلك.. يجب أن يجرب ما كان يفعله بغيره.
بهذه الكلمات كان يحاول إطفاء بصيص النور بداخله، وصوت ضميره الذي يستنكر عليه فعلته هذه، ولكن هيهات؛ فالنار المشتعلة في صدره تحرق كل ما يقابلها من ذرات الشعور بالذنب وهمس الضمير بمجرد أن تعود صورة جثة بهار أمامه...........................................

يمكن الفصل ثقيل ومليان تعذيب لكن يمان بفرغ وجع سنين في شخص حرمه من حياته وسعادته

يمان رغم كل اللي بعمله إلا أنه في تغيير عن قبل ما يتعرف ببهار

صار عنده مشاعر وضمير وهاد اللي بحاول أوصله لكم، لكن رغم هيك مش قادر يسامح أو يوقف انتقامه

لا أبرر أفعال يمان لأنه أصلًا اللي قرأ من البداية (رواية إيلين) عارف إنه غير سوي نفسيًا وعنده عقد ومشاكل كثير لكن بدأ يتغير

31/08/2025

مع اقتراب النهاية .. ماذا سيحدث؟
هل سيكمل يمان انتقامه ويعود لأهله أم ستنتهي حياته بانتهاء انتقامه؟
الفصل الجديد بعد قليل 🔥🔥

رواية: قتلوا ربيعي (ربيع اليمان)بقلم: ميامالفصل38................................في سكون الليل كان في سيارته ينتظر خبرًا...
19/08/2025

رواية: قتلوا ربيعي (ربيع اليمان)
بقلم: ميام
الفصل38................................
في سكون الليل كان في سيارته ينتظر خبرًا من رجاله يخبرونه بأنهم أمسكوا بذلك الوغد المدعو جاكوب. بينما كان يغمض عينيه يسترجع شريط حياته بأكمله حتى لحظة وداعه لهيلين قاطعه رنين هاتفه. أجاب على الهاتف واستمع للطرف الآخر، ثم همهم بهدوء وأنهى الاتصال.
حدق بصورة بهار على هاتفه وقال: سأنهي كل شيء وبعدها لن أؤذي أحدًا أبدًا .. إن بقيت حيًا.
بعد نحو نصف ساعة توقفت سيارتان أمامه وخرج منهما رجاله يجرون اثنين مقيدين وعلى رأس كل منهما كيس أسود يحجب الرؤية. اقتادوهما إلى داخل مبنى قيد الإنشاء في منطقة نائية.
تبعهم يمان بصمت حيث توزع رجاله حول المبنى للمراقبة عدا عن الذين رافقوه للداخل. أشار لهم يمان بعينيه لنزع الغطاء الأسود عن رأسيهما وما أن اتضحت الرؤية لهما هتف جاكوب بلغته التركية الركيكة: سيد يمان! ما الذي يحدث؟ هل أزعجتك بشيء لتحضرني بهذه الطريقة؟
جذب يمان كرسيًا ووضعه مقابل جاكوب الملقى على الأرض مقيد اليدين وبجانبه صاحبه، ثم جلس عليه بشكل معكوس، وأسند مرفقيه على ظهر الكرسي وقال ببرود وجمود: لو أزعجتني لقضيت عليك على الفور.
ازدرد جاكوب ريقه، ولكنه حاول تصنع الثبات وعقب قائلًا: حسنًا، لقد استغربت الأمر .. لأنني لم يحدث وأن تدخلت بعملك.
امتعضت ملامح يمان بضيق وقال: اصمت .. أحضرتك لأسألك سؤالًا فقط .. قبل وفاة أبي بفترة قام باستدعائك وأرسل معك رسالة ما لإحدى عائلات المافيا الروسية .. ما هي ولمن أرسلتها؟!
جالت عينا جاكوب محاولًا التذكر للحظات، ثم هتف قائلًا: آه .. كان هذا منذ سنوات .. لا أعلم ماذا كان محتوى الرسالة، ولكنه طلب مني إيصالها للعائلة التي كنت أعمل لديها من قبل .. أقصد عائلة "زاروفيسكي".
ضيق يمان عينيه وقد تأكد من أنها عائلة بهار وكذلك إيلين وهيلين فهز رأسه بهدوء، ثم قال: أخبرني محتواها قبل أن أبدأ بتقطيع جسدك شيئًا فشيئًا، ولا تكذب وتقل بأنك لا تعلم فأنت تعرف كل شيء.
لاذ جاكوب بالصمت ورغم محاولته التظاهر بالثبات إلا أن الرعب بات واضحًا على جسده المتعرق.
أشار يمان لأحد رجاله الذي هرع على الفور يجر عربة معدنية كالطاولة عليها الكثير من الأدوات الحادة، فاتسعت عينا جاكوب ومن معه وهتف جاكوب مذعورًا: سيد يمان! أرجوك .. أنا حقًا لا أعرف شيئًا.
ابتسم يمان بتهكم، ثم نظر لأحد رجاله وقال ببرود: المرحلة الأولى مملة بالنسبة لي كما تعلمون .. يمكنكم البدء بتقطيع أصابعه تدريجيًا حتى يقرر التحدث .. في حال استمر على عناده سأتدخل بنفسي لأزيد المتعة.
كان الرجل الآخر يلوذ بالصمت رغم الرعب الذي يشعر به ولا يريد استفزاز أحد من هؤلاء المجانين، فيكفيه بأنهم سيعذبون جاكوب وحسب ريثما يجد لحظة مناسبة ليهرب أثناء انشغالهم به.
اقترب أحد رجال يمان الضخمين من جاكوب وهو يحمل بين يديه ما يشبه المقص والذي يبدو بأن سيقطع به عظام أصابعه بكل سهولة مما جعل جسده يرتعش بقوة، فهتف بصوت مهتز: سأخبرك .. سأخبرك بكل ما أعرفه، ولكن لا تؤذني أرجوك.
ابتسم يمان في داخله؛ فهو يعلم بأن جاكوب رغم مكره وخبثه والصورة المخيفة التي رسمها أمام الجميع إلا أنه محض نذل، وجبان، واستغلالي إلا أنه جعد وجهه وقال بضيق مصطنع: ما هذا؟ لم نبدأ الحفلة بعد .. يا للخسارة! .. حسنًا، تكلم.
ازدرد جاكوب ريقه وقال: والدك لم يكن راضيًا عن زوجتك ولا أعلم ما السبب، لذا كان هدفه من هذه الرسالة هو التخلص منها، ولكن على أن يبقى هو بعيدًا عن الأمر. أعطاني ملفًا وطلب مني إيصاله لعائلة "زاروفيسكي". كان يعلم بأنني على وشك الانفصال عنهم، لذا استغل الأمر وقال بأنه بهذا يمنحني فرصة للانتقام. في البداية لم أفهم، ولكنه طلب مني رؤية محتويات الملف وحينها أدركت بأن زوجتك هي حفيدتهم وأمها هي ابنتهم التي هربت مع الرجل التركي وكانوا يبحثون عنها لقتلها، لكن ما لا يعلمه والدك بأنهم توقفوا عن البحث عنها منذ سنوات ونسوا أمرها. عدا عن أنه أضاف بأنها تعمل مع الشرطة وتزوجت بك لتكشف عملك مع المافيا وتوقع بالمنظمة بأكملها مستغلًا بذلك ترددها على مراكز الشرطة وتقديمها لبلاغات عديدة بشأن قضايا تخص استغلال الأطفال في تجارة المخدرات والأعضاء والسرقة وغيرها. الأمر بالطبع سيفسد ما أن تتحقق عائلة "زاروفيسكي" منه؛ فهم لن يتحركوا بناء على معلوماته وحسب، وأنا حقًا لا يهمني أي انتقام وإثارة أي عداوة مع هذه العائلة، وكنت أود الانتهاء من بعض المهام العالقة كي يسمحوا لي بتركهم فقد عانيت كثيرًا بسببهم. أثنيت عليه كي أريح رأسي وأخذت عمولتي وغادرت. سلمت الملف لهم لاحقًا وقالوا بأنهم سيتحققون منه ولم أسمع شيئًا منهم عقب ذلك، ومن ثم تركت العمل معهم ولاحقًا سمعت بخبر انتحار زوجتك كالبقية.
أغمض يمان عينيه للحظات محاولًا السيطرة على نفسه، ثم قال: ما الذي يثبت لي بأنهم لم يقتلوها وزيفوا الأمر على أنه انتحار؟!
رد جاكوب بثقة: أولًا لأن هذا ليس أسلوبهم فلو قتلوها سيتباهون بذلك ويتركون علامتهم التي يعرفها أعداءهم. ثانيًا، لا حاجة لهم بقتلها فقد مضى على هرب أمها أكثر من عشرين عامًا ولا يهمهم أمر ابنتها، بل على العكس كان بوسعهم الاستفادة منها؛ فهم معروفون باستغلال فتيات العائلة وتزويجهن بعمر صغير من ذوي النفوذ والاستفادة من العلاقات بهذا الشكل، لذا من الطبيعي أن يستغلوا زواجها بك لتوطيد علاقتهم بك وبمن هم خلفك.
همهم يمان باقتناع؛ فهو من البداية لم يكن مقتنعًا بأن عائلتها قد تقتلها، وخدعة والده من السهل التحري عنها وكشفها بالنسبة لهم. ضيق يمان عينيه بخبث وتساءل بمكر قائلًا: ما الذي يثبت لي بأن كلامك صحيح؟! فربما اتفقت مع أبي على إيذاءها وتوريط عائلتها بالأمر أو ربما أنت فعلتها عندما لم تجد رد فعل من عائلة "زاروفيسكي"؟!
اتسعت عينا جاكوب بهلع وقال بسرعة: لا .. صدقني هذا لم يحدث أبدًا ولا علاقة لي بموتها صدقني.
قلب يمان شفتيه بلامبالاة وفجأة قال بفحيح مرعب: لا علاقة لك.. تمامًا كما لم يكن لك علاقة باختطاف ابنة خالتها هيلين وجعلها مدمنة؟!
اهتزت حدقتا جاكوب وازدرد ريقه برعب إلا أنه قال محاولًا إثبات صدقه: هذا ليس صحيحًا .. كان اتهامًا كاذبًا.
تجعدت ملامح يمان بملل وأشار لرجله الذي يحمل الأداة الحادة بالتقدم من جاكوب ليبدأ بالصراخ مذعورًا محاولًا نفي هذه التهمة، ولكن صراخه ومحاولته تلك لم تجد أي صدى لدى يمان وما أن بات أصبعه على وشك القطع أغمض عينيه وصرخ قائلًا: سأتحدث.. سأتحدث.
أشار يمان بعينيه لرجله بأن يتراجع قليلًا، ثم نظر لجاوب وقال بحدة: تكلم.
رطب جاكوب شفتيه المرتعشتين، ثم قال بصوت مهتز: كنت أحبها.. منذ أن أتت أمها للعيش في بيت عائلتها وهي تكبر أمام عيني.. كنت أعلم بأنها علاقة مستحيلة، ولكنها أصبحت هاجسي وهوسي.. كانت فتاة استثنائية في كل شيء.. لطالما حاولت التقرب منها وهي كانت لطيفة مع الجميع إلا أنها تضع حدودًا .. في إحدى الأيام سمعت جدها يقول بأنه يخطط لتزويجها لابن أحد زعماء المافيا كي يصبح بينهما تعاونًا وينهيا جميع المشكلات بينهما.. لم يأبه لصغر سنها أو لرغبتها ورغبة أمها؛ فهو من يقرر ولا يكترث لرأي أحد.. لم أحتمل وكان يجب علي منع هذا الزواج بأي طريقة ممكنة دون أن يعلموا بأنني السبب.. حاولت بعدة طرق إثارة المشكلات بين العائلتين لإفشال أمر الزواج، ولكنه تمسك بذلك أكثر.. لذا لم أجد سوى أن أقوم بخطف هيلين وجعلها تدمن على المخدرات وجعل الخبر يصل للعائلة الأخرى وبذلك سيرفضون الزواج برمته.. احتملت أن تتأذى، ولكن لم أحتمل أن تكون لرجل غيري.
احتدت نظرات يمان وقال بفحيح مرعب: ألم تكن تعلم أنها قد تموت بسبب إحدى تلك الجرعات السامة؟!
هز رأسه نافيًا بسرعة وعقب قائلًا: لا.. لا.. لقد استشرت طبيبًا وهو من حدد جرعات آمنة وتدريجية كي لا تتأذى.
ابتسم يمان بتهكم وقال: يا لك من حنون! وماذا فعلت بعد أن غادرت مع أمها؟
رد جاكوب بغضب دفين من ذلك العجوز وقال: جدها أبقاهما تحت المراقبة لفترة واستمرت محاولاته بإقناعهما بالعودة، ولكن دون جدوى. لأول مرة يلين قلبه لابنته وحفيدته عندما رأى انهيار الأم وابنتها فقد تغيرت هيلين كثيرًا بعدها. كانت تحب جدها لأنه كان يدللها ومتعلقة به كثيرًا، ولكن بعد أن علمت بما كان يخطط له كرهته وهو لم يحتمل ذلك، لذا تركهما تغادران.
هز يمان رأسه بتفهم محاولًا استيعاب كل ما مرت به هيلين في حياتها وشعورها بالغدر من أقرب الناس لها. صمت للحظات، ثم قال: لديك حتى الصباح لتخبرني بأي معلومة تقودني لمن قتل زوجتي. إن لم تفعل ستدفنان هنا.
ارتعدت أطراف الآخر عندما علم بأنه سيواجه المصير ذاته في حين نهض يمان وخرج من المبنى متوجهًا لسيارته تاركًا الآخرين يفكران بمصيرهما المجهول الذي على ما يبدو نهايته الموت في ذلك المكان البارد والموحش.
توجه يمان إلى كوخ صغير على مقربة من ذلك المبنى وما أن دخل حتى خلع سترته ووضعها على كرسي، ثم ألقى بجسده المنهك على أقرب أريكة واضعًا ذراعه فوق عينيه محاولًا التركيز في كل ما سمعه مؤخرًا.
مضت دقائق على هذا الصمت المطبق حتى تساءل بهدوء: ألن تظهري لي؟ أعلم بأنكِ معي الآن.. صدقيني أحتاج إليك يا بهار.
رفع ذراعه عن عينيه بهدوء وهو يخشى أن ترده خائبًا من جديد ولا تظهر إلا أنه ابتسم بحزن وشوق فور أن رآها تجلس بقربه على الأريكة تبتسم له.
- اشتقت إليكِ يا حبيبتي.
- وأنا كذلك.
- لو اشتقتِ لي لما ابتعدتِ عني طوال هذه المدة.
- لم أبتعد.. أنا دومًا معك.. لكن كان من الأفضل أن أختفي من أمامك لبعض الوقت كي تستطيع التفكير بمشاعرك بشكل أفضل.
- التفكير بمشاعري؟!
- أجل، هيلين.
- بهار.. أنا..
- أعلم.. لديك مشاعر تجاهها، ولكنك تكبح جماح عواطفك.. لا تفعل.. فقط دع قلبك يتولى زمام الأمور.
- لا أريد أن أظلمها معي.. عانت بما يكفي.. تستحق رجلًا أفضل مني ليحبها ويقدرها.. ليس لدي هذا الكم من العواطف والمشاعر الذي تحتاجه هي.. أنا بالكاد بدأت أعرف ماهية المشاعر معكِ أنتِ.
- أجل، ولكن هي ستكمل معك وستخرج أفضل ما فيك. كلاكما يستحق أن يبدأ من جديد ويترك الماضي خلفه.
- دعكِ من هذا وأخبريني.. لماذا لم تقولي بأن هناك من قتلكِ وبأنكِ لم تنتحري.
دمعت عينا بهار ولاذت بالصمت، فدمعت عينا الآخر وقال بتهكم: بالطبع لن تقولي فأنت محض خيال يعكس أفكاري ومعلوماتي أنا.. لا بأس.. سأنتقم من أجلك حتى ترقدي بسلام.
انسابت دموعها وهتفت باسمه برفض، ليسارع بمقاطعتها قائلًا: لا، هذه المرة لن يثنيني شيء. من حرمني من حبيبتي سأحرمه من كل شيء. إن كان ظني في محله سأهدم الدنيا على رؤوسهم. سأحرقهم على قيد الحياة ولن أبقي أحدًا من نسلهم.
شردت نظراته في نقطة معينة وهو يتحدث بغضب ولم ينتبه لاختفائها من أمامه وعندما لاحظ الأمر تنهد بتعب وأغلق عينيه لعل النوم يزوره.
استيقظ يمان على صوت طرقات على الباب، فمد يده إلى سلاحه بحركة تلقائية حتى تدارك نفسه ونهض ليفتح الباب، فهتف أحد رجاله قائلًا: سيدي.. جاكوب يود رؤيتك.. يقول بأن لديه شيء ليخبرك به.
وضع يمان سلاحه على خصره وانطلق مسرعًا نحو السيارة ليتولى رجله القيادة. ما أن رآه جاكوب يتقدم نحوه بخطوات سريعة هتف قائلًا: تذكرت شيئًا .. تذكرت شيئًا.
وصل يمان بخطواته إليه ووقف أمامه قائلًا بجمود: قل ما لديك.
هتف جاكوب بذعر: تذكرت شيئًا.. في تلك الفترة طلب أحدهم مني إيجاد مجموعة من المرتزقة لتنفيذ عملية ما.. سألت حينها عن مجموعة -لا بد من أنك سمعت بها- تدعى "الجمجمة السوداء".. أخبرني حينها أحدهم بأنهم مشغولون بعملية في تركيا أتتهم فجأة رغم أنهم لا يقبلون أي مهمة سريعة.. لدرجة أنهم يضعون جدولًا لعملياتهم القادمة ويدرسونها جيدًا.. عقب مدة وصلني خبر انتحار زوجتك، ولكن لم أربط بين الأمرين مطلقًا.. هم محترفون للغاية ومختصون في اغتيال الأشخاص وجعل سبب الموت يبدو كانتحار، أو أزمة قلبية، أو حادث عادي.. ليس هناك شيء آخر في جعبتي صدقني.. أخبرتك بكل شيء.
احتدت نظرات يمان وقال: كيف أصل إليهم؟ أين مكانهم؟
أجابه جاكوب ويبدو بأنه على وشك البكاء: صدقني لا أعلم.
هتف من معه بسرعة لينقذ نفسه: أعرف شخصًا يمكنه أن يوصلك لهم، لكن أرجو منك أن تتركني وشأني؛ فأنا لدي زوجة حامل على وشك الولادة.
همهم يمان وقال: سأتركك إن تبين لي صحة كلامك ووصلت لهم.
ابتهج الرجل وأخبر يمان باسم ذلك الرجل وبالمكان الذي سيجدونه فيه، فسارع يمان للانطلاق مع رجاله نحو بيت ذلك الشخص حيث راقبوه من بعيد حتى رأوه يدخل ومن ثم باغتوه بهجومهم عليه. بعد ضرب وتعذيب لفترة من الوقت اضطر الرجل للحديث وإطلاعهم على مقر مجموعة "الجمجمة السوداء" والذي كان في جورجيا قرب الحدود الروسية.
ما أن حصل يمان على الموقع طلب من أحد رجاله باقتضاب تأمين سفرهم على الفور مع الاحتفاظ بهذا الرجل مع الرجلين الآخرين، وبالفعل تم اقتياده إلى المكان الذي فيه جاكوب ورفيقه ليبقى الثلاثة معًا إلى حين انتهاء كل شيء.
بعد فترة حطت طائرته الخاصة في جورجيا واجتمع برجاله الذين أتوا من مختلف المناطق على وجه السرعة لمجابهة قوة من المرتزقة المحترفين. وصلوا إلى مقرهم الذي كان عبارة عن مبنى محصن في إحدى الغابات قرب المناطق الحدودية مع روسيا حيث أحاط رجال يمان بالمكان خلسة وزرعوا المتفجرات ليتم تفجيرها عن بُعد ومن بعدها سادت حالة من الهرج والمرج إثر هذا الهجوم المباغت، وتحول المكان ليبدو كساحة حرب ضروس.
كان يمان يراقب من بعيد بمنظاره ويعد الدقائق، ولكن مقاومة أولئك كانت شرسة للغاية، ولديهم نظم دفاعية وأسلحة ثقيلة لدرجة أن العديد من رجاله سقطوا قتلى، لذا كان لابد من تدخله ليحسم الأمر. صعد إلى الطائرة المروحية التي كانت تحط بعيدًا عن مرأى المرتزقة وأمره بالتوجه لذلك المبنى، ثم أمسك بسلاح رشاش ثقيل بكلتي يديه وشرع بإطلاق النار بشراسة محضة.
رأى يمان مجموعة منهم تحاول الهرب بإحدى سيارات الدفع الرباعي في حين أن البقية لا زالوا يقاتلون رجاله من جهات مختلفة، فأمر الطيار بملاحقتهم وأخرج من صندوق كبير قاذف صاروخي ووضعه على كتفه بانتظار أن يثبت الطيار وضعية الطائرة بشكل مناسب وكان له ما أراد حيث سارع بتسديد الصاروخ تجاه السيارة ليحدث انفجار وتنقلب بهم السيارة ويصابوا بجروح تعجزهم عن الهرب؛ فقد تعمد ألا يقتلهم ويسدد بشكل مباشر.
شعر ببعض الراحة تتسلل لداخله لاقترابه خطوة من تحقيق انتقامه خاصة أن رجاله استولوا على المقر بعد تدخله وخمد صوت إطلاق النار تدريجيًا.
حطت المروحية في مكان بالقرب من تلك السيارة وسارع يمان وبعض رجاله للإمساك بمن يحاولون الهرب، وبالفعل قيدوهما حيث كان هناك اثنين فقط من أصل خمسة حالتهم تسمح لهم بالتحدث لأن إصابات البقية كانت بالغة.
جلس يمان على ركبته أمام أحدهم ورفع أمامه صورة بهار على هاتفه وتساءل بحدة مخيفة: من الذي أمركم بقتل هذه المرأة قبل ست سنوات؟ من الذي طلب منكم تنفيذ هذه المهمة؟
نظر الرجل في عينيه بحدة رغم جروحه النازفة وبقي على صمته كأنه لم يسمع شيئًا، فتنهد يمان وقال لرجله الذي يمسك به: يبدو بأنه لن يتحدث بسهولة.. أحضروا الأحياء منهم ولنغادر.. وجدوا لي عائلاتهم.
تم اقتياد الأحياء من مجموعة المرتزقة هذه وإشعال النيران بالمقر بأكمله بما فيه جثث الموتى ومن هم على وشك الموت، وشرعوا بعلاج جراح الخمسة الذين أسروهم؛ فهو لن يدعهم يموتون قبل أن يأخذ أجوبة لأسئلته.
تركهم يمان بلا طعام أو شراب لثلاثة أيام ولم يتحدث معهم أحد مطلقًا لأنه كان يركز على جمع المعلومات عنهم ومحاولة إحضار أي شخص لهم علاقة بهم ليضغط عليهم به.
بعد الأيام الثلاثة باتوا يدخلون لهم وجبة واحدة في اليوم، ولكن حالة الصمت مستمرة جعلت الخمسة في حالة من الترقب والخوف من مصيرهم المجهول.
على الجانب الآخر كان هناك من يموت قلقًا على يمان بعد انقطاع الاتصال به منذ تلك الليلة التي غادر فيها. كان الجميع قلقون بشأنه ولا ينفكون يسألون براق إن كان قد اتصل به أو وصله خبر عنه، ولكن الإجابة نفسها لا تتغير. هيلين منعزلة في غرفتها وقد اتخذت مرضها حجتها رغم أنها شفيت تمامًا خلال الأسبوع المنصرم الذي غاب فيه يمان.
بعد أن شكت إيلين بحالتها تلك وقلقها عليها أخبرها براق بما رآه أمامه، فبكت إيلين على حال أختها وقالت: كيف يمكنها أن تقع في حبه يا براق؟ رغم كل ما قلته لها وتحذيراتي لها منه.. لم يحدث وأن وقعت يومًا بحب رجل.. كيف؟!.. ألم تجد سوى الرجل الذي لا زال يتحدث مع طيف زوجته الميتة التي لم ولن يعشق سواها؟!
ضمها براق بين ذراعيه وقال بهدوء: اهدئي يا حبيبتي.. ما رأيته من يمان يخبرني بأن لديه مشاعر تجاهها.. إن أحبها سيحرص على إسعادها أكثر من أي رجل آخر صدقيني.. الدليل على ذلك هو عشق بهار له..
رفعت إيلين رأسها له وقالت من بين دموعها: ماذا لو آذاها في لحظة غضب أو شك؟! ماذا لو استغل أعداءه مشاعره تجاهها وقاموا بإيذائها؟!
أمسك براق وجهها بيديه وقال: لهذا السبب ابتعد عنها وعنا جميعًا.. ذهب لينهي أعداءه وعلاقته بالمافيا بشكل تام كي نحيا جميعًا بسلام..
ضمها لصدره من جديد وهو يطمئن نفسه قبل أن يطمئنها قائلًا: عندما يعود يمان سيكون كل شيء بخير.. سينتهي كل الألم ومعه ذلك الظلام الذي يطاردنا من الماضي.. كل شيء سيكون بخير...........................
دخل أحدهم الغرفة التي يمكث فيها يمان في ذلك المكان الذي يتم فيه احتجاز الخمسة -حيث كانوا لا يزالون في جورجيا- وأخبره بأن كل شيء جاهز.
نهض من مكانه يسير باتجاه الغرفة المقيدين فيها وهو في صراع مرير بين رغبته بالانتقام وبين عدم رغبته بإيذاء أحد بريء خاصة أنه سيضطر لفعل ذلك الآن ليضغط عليهم.
تنبه الخمسة لدخوله؛ فهذه أول مرة منذ أن تم احتجازهم هنا يدخل إليهم مما أشعرهم بالخوف مما هو قادم وما زادهم رعبًا هو نظراته المتوعدة الحادة التي أعقبها دخول أشخاص مقيدين منهم رجل كبير في السن، وامرأة حامل، وأخرى معها طفل صغير، وفتاة بالكاد تبلغ السادسة عشر من عمرها.
ظهر الفزع على وجوههم الشاحبة وكل منهم يرى عائلته تبكي بخوف، ليقطع ذلك الصمت صوت يمان الذي قال: بيدكم أن تخلصوهم من العذاب الذي بانتظارهم.. أجيبوني على أسئلتي وأعدكم بأن أدعهم يرحلون بسلام، وربما إن تعاونتم معي بشكل جيد أعفو عنكم أنتم كذلك.
نظر الخمسة إلى بعضهم البعض بخوف وحيرة بينما التفت يمان لعائلاتهم وقال بجدية: هؤلاء قاموا بقتل زوجتي وما أريده منهم هو معرفة من أمرهم بذلك. أقنعوهم بالحديث بدلًا من أبدأ بكم وأنتهي بهم وفي النهاية سآخذ ما أريده رغمًا عن الجميع.
تركهم يمان وخرج ليبقوا معًا لبضع دقائق في محاولة لتحريك مشاعرهم والتأثير عليهم، وبالفعل هرع كل شخص نحو أحد الخمسة المقيدين يعانقه ويرجوه ليتحدث في حين بقي واحد منهم لم يكن له أحد ينظر لهم بغضب خشية أن يضعفوا ويتحدثوا، لينهرهم بشدة: إياكم والتحدث.. إياكم وخيانة العهد.. حتى لو ترككم هو فلن يدعوكم تعيشون في الخارج عقب أن تفشوا بأسرارنا.
رد عليه أحدهم بغضب: هو لا يريد أسرارنا وأسماء عملائنا جميعهم.. يريد شخصًا واحدًا فقط.. وهو من أمر بقتل زوجته.
اشتعل النقاش بينهم بين مؤيد ومعارض وحائر حتى قطع يمان حديثهم بدخوله هو ورجلين آخرين يحملان أدوات للتعذيب في محاولة لزيادة الضغط النفسي عليهم حيث قال متسائلًا ببرود: هل قرر أحدكم الحديث أم أبدأ بأحدهم؟
نظر الجميع لبعضهم البعض برعب، فسارع يمان بالقول: قيدوهم.
شرعت النساء بالصراخ والرجل المسن يبكي مذعورًا بينما يقتادهم رجال يمان للتقييد بسلاسل حديدية معلقة بالسقف تمهيدًا لبدء عملية التعذيب البطيئة أمام أعين هؤلاء الخمسة.
ما أن رأوا رجال يمان يحملون الأدوات الحادة ويقتربون من هؤلاء المقيدين بالسلاسل المعلقة وإذا بأحدهم يهتف: أنا سأتحدث.
ليسارع آخر قائلًا: سأخبرك بما أعرفه، لكن لا تقتربوا من زوجتي.
أشار يمان لرجاله بالتوقف، ثم اقترب حتى وقف أمام هذين الاثنين، ليقول أحدهم: أرني الصورة مجددًا.
أخرج يمان هاتفه وأراهما صورة بهار وسيارتها وموقع الحادثة كي يتذكروا فقد مر ت سنوات على الأمر ومن الطبيعي أن ينسوا.
بدا على أحدهما الجهل بالأمر في حين هتف الآخر: تذكرت.. هذه المهمة أتت على عجل دون ترتيب.. لكن لم أشارك في تنفيذها.
هتف الآخر: وأنا كذلك.. كان لدينا مهمة أخرى.
عقب يمان بغضب من بين أسنانه: من الذي نفذ إذًا؟
نظر كلاهما للثلاثة الآخرين وقالا: هم فعلوا ومعهم اثنين آخرين ماتا أثناء الهجوم.
احتدت عينا ذلك الشرس لإفشائهم بسر كهذا والذي ما زال يظهر ثباته رغم رعبه الداخلي أما الاثنين الآخرين فقد خشيا أن يطول التعذيب عائلتيهما؛ فالثالث ليس له أحد وأولئك الاثنين على ما يبدو سينجوان بما أنهما لم يشاركا بقتل زوجة هذا المتوحش المجنون.
مشى يمان بخطوات هادئة دبت الرعب في قلوب الجميع حتى وقف أمام أولئك الثلاثة وركز نظره على الاثنين اللذين لديهما عائلة هنا؛ فقد بات يدرك عناد الثالث، ثم قال: هل تنويان التحدث أم ترغبان برؤية دماء وأشلاء أحبتكم؟ كل قطعة سأقطعها من أجسادهم سأجبركم على تناولها.. ما رأيكم؟.. ستكون وجبتكم دسمة اليوم.
صرخت الفتاة الصغيرة تستغيث بأخيها، وعلا بكاء الرجل العجوز يستجدي ولده كي يتحدث ويرحمه من هذا العذاب، وأمام بكاء الصغيرة وصراخها هز أحدهما رأسه وقال: هل تعدنا بالخروج أحياء إن تحدثنا؟
أخذ نفسًا عميقًا وقال: أعلم بأنكم لستم سوى أداة وأنا أريد من أمركم بهذا، لذا إن تعاونتم معي سأخلي سبيلكم جميعًا. لا أريد سوى الانتقام ممن أمر بقتل زوجتي.
هز رأسه وقال بصوت مرتعش: سأخبرك.. سأخبرك بكل شيء.. فما زلت أتذكر ما حدث كأنه حدث بالأمس.
ضم يمان شفتيه مدركًا بأنه سيسمع أبشع اللحظات التي عاشتها محبوبة قلبه بهار، ولا يعلم هل سيتمكن بعدها من الوفاء بوعده لهؤلاء، أم سيطلقون العنان لشياطينه ويحول المكان لمجزرة دامية؟!................................
يتبع...
انتظروا أحداث حماسية مشوقة ع بداية انتقام يمان

Address

فلسطين
Tulkarm

Website

https://t.me/mayam_novels

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when روايات ميام posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share