
27/08/2025
إنتر يكتسح تورينو بخماسية في انطلاقة قوية ومباشرة لعاشقه
افتتح إنتر موسمه في الدوري الإيطالي بأفضل صورة ممكنة، بعدما سحق ضيفه تورينو بخماسية نظيفة على أرضية جوزيبي مياتزا، في لقاء حضره أكثر من 72 ألف مشجع ملأوا مدرجات الملعب الكبير، ليكونوا شاهدين على بداية قوية للعهد الجديد مع المدرب كريستيان كيفو. النيراتزوري لم يكتفِ فقط بالنتيجة، بل قدّم عرضًا هجوميًا متنوعًا ودفاعًا صلبًا، ليبعث برسالة واضحة إلى جميع منافسيه بأنه عائد هذا الموسم للمنافسة بقوة على لقب السكوديتو.
الكأس – وائل فطوش
منذ صافرة البداية، بدا واضحًا أن إنتر تحت قيادة كيفو يملك نفس الشخصية القوية التي عرفها جمهوره في السنوات الأخيرة، مع إضافة حماس جديد وجرأة تكتيكية تعكس بصمة المدرب. البداية المدوية بخماسية وضعت الفريق في صدارة المشهد منذ الجولة الأولى، وفتحت الباب أمام الكثير من التوقعات بأن النيراتزوري سيكون أحد أبرز العناوين في الكالتشيو هذا الموسم.
بداية بثبات وأسلوب واضح
دخل إنتر المباراة بخطة 3-5-2، وهي التشكيلة التي رسخت هوية الفريق في المواسم الماضية. لم يجرِ كيفو تغييرات كبيرة، بل اعتمد على ركائز الفريق بقيادة لاوتارو مارتينيز الذي حمل شارة القيادة وأكد مكانته كزعيم الهجوم. الانضباط التكتيكي كان حاضرًا منذ الدقائق الأولى، حيث فرض إنتر أسلوبه الهجومي وضغطه العالي، في وقت اكتفى تورينو بمحاولات خجولة لم تشكّل خطورة تُذكر.
هجوم إنتر الضارب
الخط الأمامي للنيراتزوري كان كلمة السر في الانتصار الكبير. ماركوس تورام قدّم نفسه نجمًا أول للمباراة بتسجيله هدفين متنوعين بين القوة واللمسة الفنية، بينما واصل القائد لاوتارو مارتينيز تألقه بهدف جديد وصناعة رائعة. دخول الوافد الجديد بوني في الشوط الثاني أضاف لمسة أخرى، حيث تمكن من تسجيل هدف هو الأول له بقميص إنتر، ما زاد من فرحة الجماهير وأكد فعالية كل خيارات الخط الأمامي.
تبادل الأدوار ومرونة تكتيكية
من أبرز مشاهد اللقاء كان الهدف الثاني لتورام، الذي جاء من عرضية دقيقة من المدافع أليساندرو باستوني. هذه اللقطة لم تكن عابرة، بل تجسيدًا لمرونة تكتيكية متقدمة، حيث يغطي لاعبو الوسط مواقع المدافعين عند تقدمهم، ليمنحوا إنتر ديناميكية هجومية ودفاعية نادرة. باستوني أثبت مرة أخرى أنه مدافع عصري بامتياز، يجمع بين القوة الدفاعية والقدرة على صناعة اللعب، وهو ما جعل النيراتزوري أكثر صعوبة في التوقع بالنسبة لخصومه.
الأظهرة.. سلاح هجومي إضافي
اعتمد كيفو على أسلوب يرفع من قيمة الأظهرة، حيث تحوّل دومفريس ودي ماركو إلى أجنحة هجومية صريحة عند امتلاك الكرة، ما ضاعف من العرضيات والاختراقات الجانبية. في المقابل، يعودان بسرعة عند فقدان الكرة ليتحول الفريق إلى كتلة دفاعية من خمسة لاعبين مدعومين بصلابة ثلاثي الخط الخلفي: باستوني، أتشيربي، وبافار. هذا التوازن بين الدفاع والهجوم جعل إنتر يسيطر على إيقاع المباراة دون أن يمنح تورينو أي فرصة للتنفس.
سوتسيتش.. موهبة كرواتية واعدة
أحد أبرز مفاجآت المباراة كان الظهور الأول للموهبة الكرواتية الشابة سوتسيتش، الذي عوّض غياب التركي هاكان. اللاعب أبدع في الربط بين الخطوط وقطع الكرات، كما صنع هدفًا لماركوس تورام بلمسة فنية رائعة، عكست ذكاءه الكبير وجودته العالية رغم صغر سنه. هذا الظهور المبكر يفتح الباب أمامه ليكون أحد أعمدة المستقبل في خط الوسط.
باريلا وضبط رتم اللقاء
كما هو معتاد، كان نيكولو باريلا العقل المدبّر في وسط الميدان. قدرته على الخروج بالكرة تحت الضغط والتحكم في الرتم منحت زملاءه توازنًا مستمرًا بين الدفاع والهجوم. باريلا لعب دورًا مزدوجًا بين لاعب ارتكاز صلب وصانع لعب متحرك، وهو ما سمح بمرونة تكتيكية عالية في خط الوسط.
التحولات السريعة.. السلاح الفتاك
إنتر أثبت مرة أخرى أنه فريق قاتل في التحولات السريعة. بلمسات قليلة فقط، كان الفريق قادرًا على قلب الطاولة والهجوم المباغت، وهي خاصية جعلته واحدًا من أكثر الفرق إثارة في أوروبا خلال السنوات الماضية. تورينو كان ضحية هذا الأسلوب، حيث فشل في مجاراة سرعة الهجمات المرتدة للنيراتزوري.
حلول هجومية متنوعة
أهداف إنتر جاءت عبر طرق متعددة: ركنيات وعرضيات (باستوني)، لمسات فنية (تورام)، ضغط عالٍ وافتكاك مباشر (الخامس)، وتكتيك جماعي منظم. هذا التنوع الهجومي جعل إيقاف الفريق مهمة شبه مستحيلة، وأكد أن إنتر يملك واحدًا من أكثر الهجومات تكاملًا في إيطاليا وأوروبا.
كيفو ورقم تاريخي
المدرب الجديد كريستيان كيفو كتب اسمه في تاريخ النادي من الجولة الأولى، بعدما أصبح أول مدرب يحقق انتصارًا بخماسية نظيفة في أول مباراة له بالدوري. هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل إشارة إلى بداية قوية وثقة متبادلة بينه وبين لاعبيه.
إنتر يعلن نفسه منافسًا على السكوديتو
بعد هذا العرض الكبير، أثبت إنتر أنه ليس مجرد فريق مستعد للمنافسة، بل مرشح جدي للظفر بلقب السكوديتو. الفريق حافظ على أبرز نجومه في الصيف، ودعم صفوفه بصفقات مدروسة مثل سوتسيتش وبوني، ما جعله أكثر قوة وتوازنًا. ورغم أن نابولي يبقى المنافس الأول بحكم لقبه السابق، ومع وجود يوفنتوس بدرجة أقل، إلا أن النيراتزوري أرسل رسالة قوية منذ الجولة الأولى: هذا الفريق جاء ليفوز.