
16/09/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( 3601 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله.
من فضائل الأشعريين رضي الله عنهم
الحديث : 1626
عن أَبِي مُوسى، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ، فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ .
الشرح :
المُواساةُ والتَّكافُلُ بيْن النَّاسِ عِندَ الأَزماتِ مِن أَخلاقِ الأنْبياءِ، ولقدْ تَميَّزَ بِها الأَشعريُّون، وهمْ قَبيلَةٌ مِن أَهلِ اليمَنِ، ومنها الصَّحابيُّ أبو مُوسى الأشْعريُّ رَضيَ اللهُ عنه راوي الحديثِ، وقد مدَحَهُم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذه الصِّفةِ، حيثُ قال في هذا الحديثِ: «إنَّ الأشعريِّينَ إذا أرمَلُوا»، أي: فَنِيَ زادُهُم أو قلَّ، أَثناءَ خُروجِهِم لقِتالِ الأَعداءِ، أو قَلَّ طَعامُ عِيالِهِمْ بالمَدينةِ حالَ إقامتِهم؛ جَمَعُوا القليلَ الَّذي بَقيَ عندَ بَعضِهم في ثَوبٍ واحِدٍ، «ثمَّ اقتَسَمُوه بيْنَهُم في إناءٍ واحِدٍ بالسَّويَّةِ»، أي: يَأخُذُ كلُّ فَرْدٍ مِثلَ أخيهِ، وفي هذا يَتجلَّى الإيثارُ والمُواساةُ؛ لأنَّ بَعضَ هؤلاء لَيس عندَه شَيءٌ، وبَعضُهم عندَه قَليلٌ. ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فهُمْ مِنِّي وأنا مِنهُم»، أي: مُتَّصِلُونَ بِي في الأَخلاقِ والمُواساةِ فيما بيْنَهم، وكأنَّه يقولُ: هذا العمَلُ مِن عَمَلي، وهمْ على طَريقَتي وسُنَّتي وهَدْيِي، وفي هذا تَنْبيهٌ على مَكارمِ أخلاقِهم، للحثِّ على التَّأسِّي بهم والاقتداءِ بأَفعالِهم.
وفي الحديثِ: مَنقَبةٌ عَظيمةٌ للأشعريِّين لإيثارِهم ومُواساتِهم، وأعظَمُ ما شَرُفوا بِه كونُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أضافَهم إلَيهِ.