قدوتنا رسول الله

قدوتنا رسول الله كل خير في اتباع من سلف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( 3680 )اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .  رحمهما الله.تَحْرِيمِ ال...
28/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( 3680 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله.
تَحْرِيمِ الظُّلْمِ

الحديث : 1666
عن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما. عن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ».

الشرح :
قال سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلف رحمه الله تعالى: "باب تحريم الظلم والأمر برد المظالم"؛ يعني إلى أهلها. هذا الباب يشتمل على أمرين:

الأمر الأول: تحريم الظلم.
والأمر الثاني: وجوب ردِّ المظالم.
واعلم أن الظلم هوالنقص، قال الله تعالى: ﴿ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ﴾ [الكهف: 33]، يعني لم تنقص منه شيئًا، والنقص إما أن يكون بالتجرُّؤ على ما لا يجوز للإنسان، وإما بالتفريط فيما يجب عليه، وحينئذٍ يدور الظُّلمُ على هذين الأمرين؛ إما ترك واجب، وإما فعلُ محرَّم.
والظلم نوعان: ظلم يتعلَّق بحقِّ الله عز وجل، وظلمٌ يتعلَّق بحق العباد، فأعظَمُ الظلمِ هوالمتعلِّق بحق الله تعالى والإشراك به؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أيُّ الذنب أعظَمُ؟ فقال: ((أن تجعل لله نِدًّا وهوخلَقَك))، ويليه الظلم في الكبائر، ثم الظلم في الصغائر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( 3679 )اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .  رحمهما الله.ثَوَابِ المُ...
28/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( 3679 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله.
ثَوَابِ المُؤْمِنِ فِيْمَا يُصِيبُهُ مِنْ مَرَضٍ أَوْ حُزْنٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا

تكملة شرح الحديث 1665 : أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ؟ .....الخ
خيَّرَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيْن أنْ تَصبِرَ ويكونَ جَزاؤها الجنَّةَ، وبيْن أنْ يَدْعوَ لها فيَذهَبَ عنها المرضُ، فاختارتِ الصَّبْرَ على المرضِ رَجاءَ الجنَّة، ولكنَّها طلَبتْ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يَدْعوَ لها ألَّا تَتكشَّفَ؛ حِفاظًا على جَسدِها وعَورتِها من الظُّهورِ أمامَ النَّاس وهي لا تدري، فدَعا لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ألَّا تَتكشَّفَ أثناءَ صَرَعِها.
وأخبر عطاءُ بنُ أبي رباحٍ أنَّه رأى هذه المرأةَ، وكُنيتُها أُمُّ زُفَرَ، وكانت امرأةً طويلةً سَوداءَ البَشَرةِ، رآها حالَ كَونِها جالِسةً مُعتَمِدةً على سِترِ الكَعبةِ. وقيل: كانت إذا خَشِيَت أن يأتيَها الصَّرعُ تأتي أستارَ الكَعبةِ فتتعَلَّقُ بها. وقيل: إنَّ أُمَّ زُفَرَ هذه امرأةٌ أُخرى غيرُ المرأةِ المذكورةِ في الحَديثِ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ فضْلِ الصَّابرينَ على البلاءِ والمرَض، وجَزاءِ اللهِ الذي يَنتظِرُهم مُقابلَ صَبْرِهم واحتسابِهم، وأنَّ الصَّبرَ على البلاء يُورِثُ الجنَّةَ.
وفيه: أنَّ الأخذَ بالشِّدَّةِ أفضَلُ مِنَ الأخذِ بالرُّخصةِ لِمن عَلِمَ مِن نَفْسِه أنَّه يُطيقُ الشِّدَّةَ، ولا يَضعُفُ عن التِزامِها.
وفيه: عِفَّةُ نِساءِ السَّلَفِ الصَّالحِ، وحِرصُهنَّ على السَّترِ.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( 3678 )اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .  رحمهما الله.ثَوَابِ المُ...
28/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( 3678 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله.
ثَوَابِ المُؤْمِنِ فِيْمَا يُصِيبُهُ مِنْ مَرَضٍ أَوْ حُزْنٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا

الحديث : 1665
عن ابْنِ عَبَّاسٍ. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: هاذِهِ المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَلَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتكَشَّفُ، فَادْعُ الله لِي. قَالَ: «إِنْ شِئْتِ، صَبَرْتِ؛ وَلَكِ الجَنَّةُ. وَإِنْ شِئْتِ، دَعَوْتُ الله أَنْ يُعَافِيكِ» فَقَالَتْ: أَصْبِرُ. فَقَالَتْ: إِنِّي أَتكَشَّفُ: فَادْعُ الله أَنْ لاَ أَتكَشَّفَ. فَدَعَا لَهَا.

الشرح :
الصَّبرُ ضِياءٌ يُضيءُ للإنسانِ الظُّلماتِ، ويُهوِّن عليه الشَّدائدَ والكُرباتِ، ويَهدِيه سَبيلَ الحَقِّ، ويُيسِّرُ له الطَّريقَ إلى الجنَّةَ، ومِن ثمَّ فهو مِن أهمِّ الأخلاقِ الَّتي يَنبغي للمُسلِمِ أنْ يتَّصِفَ بها.
وفي هذا الحَديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ امرأةً سَوداءَ -قيل اسمُها: سعيرةُ الأَسديَّةُ، وقيل شقيرة- كانتْ مُصابةً بِداءِ الصَّرَعِ -وهو مَرَضٌ في الجِهازِ العَصَبيِّ تَصحَبُه غَيبوبةٌ في العَضَلاتِ- فأتتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَشْكو مَرضَها وحالَها، وأنَّها عندَ إصابتِها بنَوْبةِ الصَّرعِ تَتكشَّفُ، فيَظهَرُ جَسدُها، وطلَبَتْ منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يَدْعوَ لها بالشّفاءِ مِن مَرَضِها هذا، فخيَّرَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيْن أنْ تَصبِرَ ويكونَ جَزاؤها الجنَّةَ، وبيْن أنْ يَدْعوَ لها فيَذهَبَ عنها المرضُ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( 3677 )اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .  رحمهما الله.ثَوَابِ المُ...
28/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( 3677 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله.
ثَوَابِ المُؤْمِنِ فِيْمَا يُصِيبُهُ مِنْ مَرَضٍ أَوْ حُزْنٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا

الحديث : 1664
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمِّ، وَلاَ حُزْنٍ، وَلاَ أَذًى، وَلاَ غَمِّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا؛ إِلاَّ كَفَّرَ الله بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».

الشرح :
ما يُصاب به المسلم من أمراض وهموم وأحزان وكروب ومصائب وشدائد وخوف وجزع إلا كان ذلك كفارة لذنوبه وحطا لخطاياه. وإذا زاد الإنسان على ذلك: الصبر والاحتساب، يعني: احتساب الأجر، كان له مع هذا أجر. فالمصائب تكون على وجهين: تارة : إذا أصيب الإنسان تذكر الأجر واحتسب هذه المصيبة على الله، فيكون فيها فائدتان: تكفير الذنوب، وزيادة الحسنات. وتارة يغفل عن هذا ، فيضيق صدره، ويصيبه ضجر أو ما أشبه ذلك، ويغفل عن نية احتساب الأجر والثواب على الله، فيكون في ذلك تكفير لسيئاته، إذًا هو رابح على كل حال. فإما أن يربح تكفير السيئات، وحط الذنوب بدون أن يحصل له أجر؛ لأنه لم ينو شيئًا ولم يصبر ولم يحتسب الأجر، وإما أن يربح شيئين: تكفير السيئات، وحصول الثواب من الله عز وجل كما تقدم. ولهذا ينبغي للإنسان إذا أصيب ولو بشوكة، فليتذكر احتساب الأجر من الله على هذه المصيبة، حتى يؤجر عليها، مع تكفيرها للذنوب. وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالي وجوده وكرمه، حيث يبتلي المؤمن ثم يثيبه على هذه البلوى أو يكفر عنه سيئاته. تنبيه: الحط للخطايا يحصل للصغائر، دون الكبائر التي لا ترفعها إلا التوبة النصوح.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( 3676 )اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .  رحمهما الله.ثَوَابِ المُ...
28/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( 3676 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله.
ثَوَابِ المُؤْمِنِ فِيْمَا يُصِيبُهُ مِنْ مَرَضٍ أَوْ حُزْنٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا

الحديث : 1663
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ المُسْلِمَ، إِلاَّ كَفَّرَ الله بِهَا عَنْهُ. حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا».

الشرح :
للصَّبرِ على المَرضِ والابتلاءاتِ ثَوابٌ عَظيمٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلك أنَّ اللهَ جعَل الابتلاءاتِ كفَّاراتٍ لذُنوبِ المُؤمنِ ورِفعةً لدَرجاتِه.
وفي هذا الحديثِ تَسليةٌ للمؤمنِ فيما يُصِيبُهُ مِن مَصائبِ الدُّنيا، ومِن الأمراضِ والأوجاعِ؛ فكلُّ ما يُصيبُ المؤمنَ خَيرٌ له؛ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ما مِن مُصيبةٍ»، وتَنكيرُ كَلمةِ (مُصِيبة) يُفيدُ العُمومَ والشُّمولَ؛ أيْ: أيُّ مُصيبةٍ، كَبيرةً كانتْ أو صَغيرةً؛ تُصيبُ المسلمَ، إلَّا كانتْ تَكفيرًا لذُنوبِه، وفي حَديثٍ آخَرَ مُتَّفَقٍ عليه تَفصيلُ هذه الأشياءِ التي تُصيبُه، فسَواءٌ كانتْ تَعَبًا، أو هَمًّا، أو غَمًّا، أو حُزنًا، فما مِن مُصيبةٍ تُصيبُ العبدَ المؤمنَ إلَّا ويَرفَع اللهُ بها دَرجتَه، ويحُطُّ عنه خَطاياهُ ويُطهِّرُه بها مِن ذُنوبِه ومَعاصِيه، حتَّى لو كانتْ هذه المصيبةُ شَوكةً تُصيبُ العبدَ فتُؤلِمُه، فيَصبِرُ على أذاها ووَجعِها احتسابًا للهِ تعالَى دونَ تَسخُّطٍ وشَكوَى لأحدٍ؛ فإنَّ اللهَ سُبحانَه يُكفِّرُ بها مِن خَطايا العَبدِ تَفضُّلًا وتَكرُّمًا منه جَلَّ وعلَا على عَبدِه المُسلمِ.
وفي الحَديثِ: بيانُ فَضلِ اللهِ على عِبادِه المؤمِنينَ ورحمتِه بهم بغُفرانِ الذُّنوبِ بأقَلِّ ضَرَرٍ يُصيبُهم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( 3675 )اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .  رحمهما الله.ثَوَابِ المُ...
27/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( 3675 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله.
ثَوَابِ المُؤْمِنِ فِيْمَا يُصِيبُهُ مِنْ مَرَضٍ أَوْ حُزْنٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا

الحديث : 1662
عن عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! إِنَّكَ تُوعَكُ وَعْكًا شَدِيداً. قَالَ: «أَجَلْ. إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رجُلاَنِ مِنْكُمْ» قُلْتُ: ذالِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ. قَالَ: «أَجَلْ. ذالِكَ كَذالِكَ. مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلاَّ كَفَّرَ الله بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا».

الشرح :
للصَّبرِ على الابتلاءاتِ عُمومًا والمَرضِ خصوصًا ثَوابٌ عظيمٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلك أنَّ اللهَ جعَل الابتلاءاتِ كفَّاراتٍ لذُنوبِ المُؤمنِ ورِفعةً لدرجاتِه، والأنبياءُ هم أشَدُّ النَّاسِ بلاءً، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُبتلى ويَصبِرُ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي عبْدُ الله بنُ مَسْعُودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه دَخَل على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يزورُه في مَرْضِه وهو يُوعَكُ وَعْكًا شَديدًا، والوَعْكُ: الحُمَّى، أو ألَمُها وتَعَبُها، فمَسَّه بيَدِه، وقال: يا رسولَ الله، إنَّك تُوعَكُ وَعْكًا شَديدًا! قال: نَعَمْ، إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رَجُلانِ منكم، أي: أُصابُ بالحُمَّى كما يُصابُ رجُلانِ منكم، أو أتعَبُ وأتألَّمُ كما يتألَّمُ رجلانِ منكم، قال ابنُ مَسْعُودٍ رَضيَ اللهُ عنه: ذلكَ أنَّ لكَ أَجْرَيْنِ؟ فأجابه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: نَعَمْ، ثم أخبَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه ما مِن مُسلِم يُصِيبُه أذًى؛ مَرَضٌ فما سواه، أي: مِن مَصائِبَ كَبيرةٍ أو صَغيرةٍ، جَليلةٍ أو حَقيرةٍ، إلَّا كانت سببًا أن يَغفِرَ اللهُ له بها مِن ذُنوبِه، وتساقَطَت ذُنوبُه كما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَها، أي: تُلْقيه بَعْدَ جَفافِه؛ فشَبَّه مَحْوَ السَّيِّئاتِ عنه سَريعًا بحالةِ الشَّجرةِ، وهُبوبِ الرِّياحِ الخريفيَّةِ، وتَناثُرِ الأوراقِ منها سَريعًا، وتجرُّدِها عنها.
وفي الحَديثِ: فَضلُ الصَّبرِ على الأمراضِ والأعراضِ، وأنَّها تُكفِّرُ السَّيِّئاتِ، وتَحُطُّ الذُّنوبَ.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( 3674 )اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .  رحمهما الله.ثَوَابِ المُ...
27/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( 3674 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله.
ثَوَابِ المُؤْمِنِ فِيْمَا يُصِيبُهُ مِنْ مَرَضٍ أَوْ حُزْنٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا

الحديث : 1661
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ عَلَيْهِ الوَجَعُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.

الشرح :
أشدُّ النَّاسِ بَلاءً همُ الأنبياءُ، ثمَّ الأَمْثَلُ فالأمْثلُ؛ فإنَّ المرءَ يُبْتلى على قَدْرِ دِينِه، فإنْ كان في دِينِه صَلابةٌ اشتَدَّ بَلاؤه، وإنْ كان في دِينِه رِقَّةٌ ابتُلي على حسَبِ ذلك، ولا شكَّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكْمَلُ النَّاسِ دِينًا، وأَتْقَى الخَلْقِ وأقرَبُهم إلى اللهِ سُبحانه وتعالَى؛ ولذلك ابتُلِي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بجَميعِ أصنافِ الابتلاءِ.
وفي هذا الحَديثِ تخبرُ عائِشةُ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها لم ترَ أحدًا يَأتيه المرَضُ أشدَّ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولعَلَّ من أسبابِ زيادةِ الوَجَعِ على أنبياءِ اللهِ عزَّ وجَلَّ ما امتازوا به من قُوَّةِ اليَقينِ، وشِدَّةِ الصَّبرِ والاحتِسابِ؛ لِيَكونوا قُدوةً لأتباعِهم في ذلك، وليَكمُلَ لهم الثَّوابُ ويَعُمَّ لهم الخَيرُ.
وفي الصَّحيحينِ عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه: «دخلتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يُوعَكُ، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّك لتُوعَكُ وَعكًا شَديدًا! قال: أجَلْ، إنِّي أُوعَكُ كما يُوعَكُ رَجُلانِ منكم. قلتُ: ذلك أنَّ لك أجرينِ؟ قال: أجَلْ، ذلك كذلك».

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( 3673 )اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .  رحمهما الله.تَحْرِيمِ ال...
27/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( 3673 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله.
تَحْرِيمِ الظَّنِّ وَالتَّجَسِّسِ والتَّنَافُسِ والتَّنَاجُشِ وَنَحْوِهَا

تكملة شرح الحديث 1660 : إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ. .... الخ
ونَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن التَّجسُّسِ فقال: «وَلَا تَجَسَّسُوا»، والتَّجسُّسُ: البحثُ عَنِ العَوراتِ والسَّيِّئاتِ، والسَّعيُ في كشْفِ سَترِ اللهِ عن عِبادِه، ويُستثنَى منه ما لو تَعيَّنَ ذلك طَريقًا لإنقاذِ إنسانٍ مِن هَلاكٍ أو نحْوِه؛ كأنْ يُخبِرَ أحدُهم بأنَّ فلانًا خَلا برجُلٍ ليَقتُلَه. ثمَّ قال: «وَلا تَحَسَّسُوا» والتَّحسُّسُ: هو طَلَبُ مَعرفةِ الأخبارِ والأحوالِ الغائبةِ، «وَلا تَباغَضُوا» والمرادُ: النَّهيُ عن تَعاطي أسبابِ البَغضاءِ والكراهيةِ، والانسياقِ وَراءَها، وفِعلِ ما يُسبِّبُ العَداوةَ بيْنهم؛ لِمَا في تَباغُضِهم منَ التَّفرُّقِ المذمومِ، «وكُونوا إخوانًا» كما أراد اللهُ لكم؛ حيث جعَلَكم إخوةً في الدِّينِ، وهي رابِطةٌ تلتَئِمُ بها العلاقاتُ بين النَّاسِ، وتَزيدُ المحبَّةَ والأُلفَةَ بيْنهم، كما قال اللهُ تعالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].
وفي الحَديثِ: دعوةٌ إلى الأُلفةِ والتَّآخي بيْن المسلِمين، مع التَّحذيرِ والنَّهيِ عن وُقوعِهم في الحِقدِ والحسَدِ، والتَّنافُرِ؛ وهذا كلُّه أساسٌ للمُجتمَعِ السَّليمِ.
وفيه: التَّحذيرُ مِن تَغليبِ سُوءِ الظَّنِّ، ولكنْ على المؤمنِ أنْ يكونَ كيِّسًا فَطِنًا ولا يَنخدِعَ.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( 3672 )اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .  رحمهما الله.تَحْرِيمِ ال...
27/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( 3672 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله.
تَحْرِيمِ الظَّنِّ وَالتَّجَسِّسِ والتَّنَافُسِ والتَّنَاجُشِ وَنَحْوِهَا

الحديث : 1660
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ. وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَبَاغُضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا. وَكُونوا عِبَادَ الله إِخْوَانًا».

الشرح :
حثَّتِ الشَّريعةُ على الإصلاحِ بيْن المسلِمينَ وتَوطيدِ الأُخوَّةِ والاجتماعِ بيْنهم، ونَهَتْ عَنْ كلِّ ما يَدْعو لِلفُرقَةِ والتَّباغُضِ والعَداوةِ.
وفي هذا الحديثِ يَنْهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويُحَذِّرُ مِن بعضِ ما يُؤدِّي إلى هذه الفُرقَةِ والعَداوةِ والتَّباغضِ؛ فحذَّر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ الظَّنِّ، وهو تُهمةٌ تقَعُ في القَلبِ بلا دَليلٍ، يعني سُوءَ الظَّنِّ بِالمسلِمين، والحديثَ بما لم يُتيقَّنْ مِنَ الأخبارِ، وقال: «إنَّ الظَّنَّ أكذبُ الحديثِ»، أي: يَقعُ الكذبُ في الظَّنِّ أكثرَ مِن وُقوعِه في الكلامِ، وقيلَ: المرادُ بأكذَبِ الحديثِ: حَديثُ النَّفْسِ؛ لأنَّه يكونُ بإلْقاءِ الشَّيطانِ في نفْسِ الإنسانِ. وقيل: إنَّ إثْمَ هذا الكَذِبِ أزْيدُ مِن إثمِ الحديثِ الكاذبِ، أو إنَّ المَظنوناتِ يقَعُ الكذِبُ فيها أكثرَ مِن المَجزوماتِ.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( 3671 )اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .  رحمهما الله.تحريم الهَجْ...
27/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( 3671 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله.
تحريم الهَجْرِ فَوْقَ ثَلاَث بِلاَ عُذْرٍ شَرْعِيِّ

تكملة شرح الحديث 1659 : لاَ يَحِل لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ
ثمَّ بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ خَيرَهُما وأفضَلَهُما الَّذي يَبدَأُ بالسَّلامِ؛ فَالسَّلامُ يَقطَعُ الهِجرَةَ، ويُزيلُ الحَرَجَ.
وذِكرُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لثَلاثِ لَيالٍ يدُلُّ على إباحتِها في الثَّلاثِ لعارِضٍ، وإنَّما عُفِيَ عنها في الثَّلاثِ؛ لأنَّ الإنسانَ قد يَغضَبُ أو يَسوءُ خُلقُه بسَببِ مَوقفٍ، فعُفِيَ عنِ الهَجرِ في الثَّلاثةِ؛ ليَذهَبَ ذلك العارِضُ. قيل: في اليَومِ الأوَّلِ يَسكُنُ غَضَبُه، وفي الثَّاني يُراجِعُ نَفْسَه، وفي الثَّالثِ يَعتَذِرُ، وما زاد على ذلك كان قَطْعًا لحُقوقِ الأُخوَّةِ.
وفي الحَديثِ: ذَمُّ هَجرِ المُسلمِ أخاهُ فَوقَ ثَلاثِ لَيالٍ، إذا لم يَكُن لمصلحةٍ شرعيَّةٍ أو لدَفْعِ مَضرَّةٍ.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( 3670 )اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .  رحمهما الله.تحريم الهَجْ...
26/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( 3670 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله.
تحريم الهَجْرِ فَوْقَ ثَلاَث بِلاَ عُذْرٍ شَرْعِيِّ

الحديث : 1659
عن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَحِل لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ. يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هاذَا، وَيُعْرِضُ هاذَا. وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ».

الشرح :
عَمِلَ الإسلامُ على قطْعِ دابرِ الشَّحناءِ والعَداوةِ والبَغضاءِ منَ المجتمعِ، واتَّخذَ لذلك تَدابيرَ مُتعدِّدةً.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لا يَحِلُّ لِمُسلمٍ أنْ يَهجُرَ أخاهُ في الإسلامِ، فَوقَ ثَلاثِ لَيالٍ بأيَّامِها قاصِدًا لِقَطعِ مُواصلَتِه عازِمًا عَليها، وهذا إذا لم يَخَفْ مِن مُكالَمتِه وصِلتِه ما يُفسِدُ عليه دِينَه، أو يُولِّدُ به على نفْسِه مَضرَّةً في دِينِه أو دُنياه، أو لوُجودِ بِدعةٍ في المَهجورِ، أو لتَظاهُرِه بفِسْقٍ أو نحوِه؛ فإنْ كان ذلك فله مُجانَبتُه والبُعدُ عنه، ورُبَّ هَجْرٍ جَميلٍ خيْرٌ مِن مُخالَطةٍ مُؤذيةٍ، وبَعضُ الهَجرِ زَجرٌ وتَأديبٌ. وقولُه: «يَلتقِيَانِ؛ فيَصُدُّ هذا، ويَصُدُّ هذا»، أيْ: إنَّ المتخاصِمَينِ يُعرِضُ كُلٌّ منهما عن الآخَرِ، وهو الغالِبُ مِن حالِ المتهاجِرَينِ عندَ اللِّقاءِ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( 3669 )اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .  رحمهما اللهالنَّهْيِ عَن...
26/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( 3669 )
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم . رحمهما الله
النَّهْيِ عَنِ التَّحَاسُدِ وَالتَّبَاغُضِ وَالتَّدَابُرِ

الحديث : 1658
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا. وَكُونُوا عِبَادَ الله إِخْوَاناً. وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ».

الشرح :
مِمَّا حثَّت عليه الشَّريعةُ: الأُلفةُ والمحبَّةُ بيْن المسلِمين؛ لذا جاء النَّهيُ عن كلِّ أسبابِ الفُرقةِ والتَّشاحُنِ في المجتمعِ، وقدْ أخبَرَ اللهُ تعالَى أنَّ المؤمنينَ إخوةٌ في الدِّينِ، والأُخوَّةُ يُنافيها الحِقْدُ والبَغضاءُ، وتَقتضي التَّوادُدَ والتَّناصُرَ وقِيامَ الأُلْفةِ والمَحبَّةِ فيما بيْنهم.
وفي هذا الحديثِ نَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن بعضِ ما يُسبِّبُ العَداوةَ والقطِيعةَ بيْن المسلمينَ؛ لِمَا في تباغُضِهم مِن التَّفرُّقِ، ونَهاهم عن التَّحاسُدِ، وهو تَمنِّي زَوالِ النِّعمِ عنِ الآخَرِين، ونَهاهم عن التَّدابُرِ، وهو أنْ يُوَلِّي المسلِمُ أخاهُ المسلمَ ظَهْرَه ودُبُرَه؛ إمَّا حِسيًّا فلا يُجالِسُه ولا يَنظُرُ إليه، وإمَّا مَعنوِيًّا فلا يُظهِرُ الاهتمامَ به، والمقصودُ: نَهيُهم عن التَّقاطُعِ والتَّهاجُرِ، ثُمَّ بيَّن لهمُ المنزلةَ الَّتِي يَنبغي أنْ يَكونوا عليها، وهي الأُخُوَّةُ، كَأُخُوَّةِ النَّسَبِ في الشَّفَقةِ والرَّحمةِ، والمحبَّةِ والمُواساةِ، والمعاوَنةِ والنَّصيحةِ، فأمرهم أن يَأخُذوا بِأسْبابِ كلِّ ما يُوصِلُهم لِمثْلِ الأُخُوَّةِ الحقيقيَّةِ مع صَفاءِ القلْبِ، والنَّصيحةِ بِكلِّ حالٍ.
ونَهاهم عن هَجْرِ المُسلِم وتركِه؛ زيارةً، أو كلامًا، ونحو ذلك مِن أشكالِ الهِجْرانِ، فوقَ ثلاثةِ أيَّام إنْ كان الخلافُ على أمْرِ الدُّنيا.
وفي الحَديثِ: الحِرْصُ على وَحْدَةِ المُسلِمينَ أفْرادًا وجَماعاتٍ وشُعوبًا.
وفيه: وجوبُ التآخي والتعاوُنِ بين المُسلِمين.

Address

Al `Aziziyah

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when قدوتنا رسول الله posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to قدوتنا رسول الله:

Share

Category