العــقــل الـبــاطـن و تحـفـيـز الـتـفـكـير

العــقــل الـبــاطـن و تحـفـيـز الـتـفـكـير حول مقادير الفكرة منذ نشوئها ، قنوات التفكير، العمليات العقلية ، تغييرات الكيميائية للسعادة والحزن للخلية الدماغية ،
البرمجة اللغوية العصبية N.L.P

لـيـس العقل الباطن فقط وإنما منظومة المجموعة الإدراكية كاملة( العقل - الروح - القلب -النفس - الذات ) ، ودراسة البرمجة اللغوية العصبية ليست الايجابية فقط ! ولكن السلبية أيضاً لتجنب خطورتها وانتشارها كعدوى .. دراسة التوجه النفسي الإيجابي بمفهومة على انه الأخلاق الحميدة، - التركيز ، الذاكرة ، التذكر .

أدب الأختلاف . . .عن / كتاب استمع إليّ .. استمع أليك ( آنى كوتزمان + ماندي كوتزمان ) إن ّ النظرة الإيـجـابـيـة للاختلاف ...
12/10/2025

أدب الأختلاف . . .
عن / كتاب استمع إليّ .. استمع أليك ( آنى كوتزمان + ماندي كوتزمان )
إن ّ النظرة الإيـجـابـيـة للاختلاف بين الإنسان و أخيه الإنسان لهوَ اخـتـلاف في غاية الـجـمـال وهو ضرورة حتمية يجهل كثير ٌمن الناس حقيقتها وكنهها وما يترتب عليها من النتائج، و لك أن تتخيل لو أن الناس جميعاً يختارون لونا ًواحداً لملابسهم ولبيوتهم و لو أنّ لهم ذوقاً واحداً و رأياً واحداً فمن الروعة ان يكون هذا الإختــلاف في الأذواق و الرؤى و الألوان و من الطبيعي اختلاف المزاج و بصمات الأصابع و أن يكون الانسان بطبيعته متخصص انتقائي له اعتباراته الخاصة وله تميزه، و لا يمكن أبدا ً لأحد أن يطلب من أحد أن يكون نسخة طبق الأصل عنه مهما كان هذا الشخص قريب منه !!! إذا لا مشكلة ابداً في هذا الاختلاف، بل على العكس إن هذا الاختلاف هذا يضفي على الحياة متعة و جمالاً . . . و لكن . . . و لكن ّالرقي و النجاح في العلاقات واستدامتها يكمن في كيفية إدارة هذا الاختلاف و تقبله في عقلانية و رحابة وقبول الآخرين واحترام كافة وجهات النظر والتعايش معها .... لذلك كان من الضروري التركيز على مهارات التعايش و الثقة بالنفس و احترام ( الأنا ) و عدم الـشــــعور بالتهديد وتدني قيمة الذات وترك فرصة للاستماع للطرف الأخر .. بتفعيل مهارة الاستماع بإذن واعية كل هذا يسمى فن إدارة الإختلاف 🌹 .

د. ويلسون فان دوسين :  " لقد كنت أراقب ســــاحة َ الـطــبّ النفـسي منذ الوقت الذي كان فيه "فرويد" فقط هو المرجعالأول للط...
12/10/2025

د. ويلسون فان دوسين :

" لقد كنت أراقب ســــاحة َ الـطــبّ النفـسي منذ

الوقت الذي كان فيه "فرويد" فقط هو المرجع

الأول للطب النفسي، وبعد ذلك كان العلاج

النفــسي الـمـخـتـصر يستغرق 6 أشهر ...

على أقل تقدير ! و لكن الآن لدينا جــلســات

علاج عن طريق البرمجة اللغوية العصبية الــ ( NLP )

ما يسمى(( Neuro-Linguistic Programming )) والتي

قد تستغرق فقط 30 دقيقة و ربما أقل.

لأنهاء عطب نفسي معين و ليســت الـقـضـيــة

الحقيقية هي قضية الوقت و الـســـــرعة،

و إنما هي تحقيق مزيدا ًمن الاقتراب

للتصميم الداخلي الفعلي القعلي للإنســـان،

- وكيفية تشكيل المشاعر و نشأتها –

و أن هذا الكتاب ( قـلــب الـعـقـل )

يعد عرض تقدمي ممتاز للكثير من

هذه الـــــطــرق الأكثر فعالية. وكـم

هـو مبهج بالنسبة لي أن أجد هكذا

كتاب على قدر من البسـاطة والسهولة

و الحقيقةً أنه يزيد عما كنت أحلم به. "

(( د. ويلسون فان دوسين، رئيس الأطباء النفسيين

الســــــابق بمستشفى مندكينوستات، كاليفورنيا،

ومؤلف كتاب : The Natural Depth in Man ))

قلب العقل

د. كونيرا أندرياس
ســــتيف أندرياس

من جديد... ومن القصائد الخالدة التي حفظها الدهر في وجدان الشعراء، قصة نادرة... قصة القوس العذراء، قوسٌ مرهفة الحس، ندية ...
09/10/2025

من جديد... ومن القصائد الخالدة التي حفظها الدهر في وجدان الشعراء، قصة نادرة... قصة القوس العذراء، قوسٌ مرهفة الحس، ندية الروح، ودودٌ رقيقة، صارت معشوقة شاعر الفروسية والوجد الشماخ بن ضرار الغطفاني، ذاك الصحابي الجليل الذي أدرك الجاهلية ثم أسلم، وكان من فحول الشعراء، وعلى الرغم أنه من عوران قيس الخمسة، لكنه كان أدقّ الناس وصفاً وأرهفهم قلباً.
قصة قوسه ليست مجرد صناعة أداة للحرب أو الصيد، بل هي حكاية عشق عذري نادر، قصة حب عفيفة عاش فصولها العاطفية بكل رومانسية؛ فهمسُه مع محبوبته قوسه، وحديثه ومشاعره وتأثره بحزنها ودلالها وتفاعله معها... لم يكن نسجاً من خيال، بل كان واقعاً يعيشه بكل صدق وتعلق وسكن.
فقصته تضاهي قصص بني عذرة الذين نسجوا للحب العفيف عرشاً من الطهر والروح، حبّاً يترفع عن الجسد ليلتحم بالروح. كان مع قوسه كالفرقدين في السماء لا يفترقان. لقد رآها أول مرة بين أفرع شجر النبع الملتوية المشهورة بصناعة القوس، فإذا ببصره يقع عليها كما يقع قلب العاشق على حبيبته من النظرة الأولى. اختارها من بين مئات الأغصان المتشابكة، فتسلل من بين الأشواك ليقطفها، قطعها بيديه، هذبها وجففها وصبّ عليها ماء لِحاها عامين كاملين لتأخذ شكلها. عامين تراه وتراه، وكأنه يجد نفسه حين يراها. كان يرقبها بعين الصبر حتى أخذت قوامها وليونتها، يكسوها بنظرة حانية، ويمنحها من صبره ما لا يمنحه العاشق إلا لمحبوبته.
ولما بدأ بجهازها كساها بالذهب والفضة، وألبسها من أديم الماعز المقروظ ما زادها حسناً وهيبة. فأي فرحة غمرت قلبه حين امتلكها، وأي طرب كان يملأ روحه وهو يستجيب لنداها ويذوق من هواها! أي طرب يختاله حين يفارق السهم حشاها! "أي ثكلى أعولت إذ فارق السهم حشاها..."
تمضي الأعوام، والقوس مطواعة، وفية، لا يُذكر لها زلة، يُسبّح حين يراها، وكل ما في قلبه لها رضا وامتنان. لكن دوام الحال من المحال؛ فقد أصاب الشماخ فقرٌ وحاجة دفعاه مرغماً أن ينزل بها موسم الحج علّه يجد من يشتريها. هنالك اجتمع عليه الناس يسومونها: هذا يزايد بفضة، وذاك بذهب، وآخر بمال وفير، وابل حمر من أرض هرقل... لكن قلب الشاعر لم تطاوعه نفسه فراقها، ولم تهن عليه العشرة، فلم تكن الليالي إلا عمره الغالي. لقد أودعها ذاكرته وأيامه، فكيف يطيب له أن يبتعد عنها؟
أخذ يهلوس بها وكأنه جنّ لها، ولم يقوَ على اتخاذ القرار وإعطائها كلمتها... الابتعاد عنها أضحى اقتلاعاً للروح من الجسد، ولكن لا يغادر مخيلته فقره وحاجته، ولا تلك الذئاب الغبر في طلب الفريسة، فقد ثقلت ديونه. بلحظة ضعف باعها وهو يسمع في داخله بكاءها وعويلها، ورأى كفيه صفراً ورأى المال فداها! لحظة ثم تجلّى الشك عنه فبكاها ورثاها بدموعه! ويحه... كيف رثاها بعد أن كانت ملء كفيه؟ باعها وعاد مثقلاً بهموم لا تقل عن حاجته وفقره، عاد يجرّ روحه خلفه جراً، كمن يخشى أن يلتفت فينهدّ قلبه حين يلمح ابتعادها...
هنالك قال قصيدته، عصارة قلبه، قصيدة حيّرت سامعيها: أهو يتغزّل بها؟ أم يرثيها؟ أم يرثي نفسه وهو يودّع قطعة من روحه؟

✒️ أبو هشام راتب

@متابعين

و إليكم القصيدة :

قصيدة القوس العذراء !! للشاعر " محمود محمد شاكر "  يشرح فيها القصيدة الام للشاعر الشماخ معقل بن ضرار الغطفاني :فَدَعِ ال...
09/10/2025

قصيدة القوس العذراء !!

للشاعر " محمود محمد شاكر " يشرح فيها القصيدة

الام للشاعر الشماخ معقل بن ضرار الغطفاني :

فَدَعِ الشَّمَّاخَ :

يُنْبِئْكَ عن قَّواسِها البَائِس في حَيْثُ أَتاَهــاَ

أيْن كاَنتْ فيِ ضَمِير الغَيْبِ منْ غِيلٍ نَماَهاَ

كَيْف شـــــــقَّتْ عينُهُ الحجْبَ إليْها، فاجْتَبَاهَا

كَيْفَ يَنْغَلُّ إلَيْهاَ فيِ حَشـــــــــاَ عِيصٍ وقاَهَـا

كَيْفَ أَنحى نَحْوَها مِبْرَاتَهُ، حتى اخْتَـــــالاهَـــا

كَيْفَ قَرَّتْ فيِ يديه، و اطْــــمــأنَّتْ لِـفَــتَــاهَا

كَيْفَ يَسْتَودِعُها الشَّمْسَ عَامَيْن تَرَاهُ وَيَرَاهَا

كَيْفَ ذَاقَ البُؤْس حـتى شَـــــربَتْ ماَء لِحاَها

كَيْفَ نَاجَتْهُ .. وَنَاجَاها .. فَلاَنَتْ .. فَـــــــلوَاهَــا

كَيْفَ سَوَّاهَا وَسَــــــــوَّاهَا فَقَامَتْ فَـقَضَاهَا

كَيْفَ أَعــطَتْـهُ منَ الِّليِن، إذَا ذَاقَ هَـــوَاهَــــــا

أيُّ ثَكْلَى أَعَــولَتْ إذْ فَارَقَ السَّــــــهْمُ حَشَاهَا

كَيْفَ يُـرْضِيهِ شَـجَاهَــا كَيْفَ يُصْغِي لبُكاَهَــا

كَيْفَ ريعَ الوَحْشُ مِن هَاتِفِ سَهْم إِذْ رَمَاهَا

كَيْفَ يَخْشَى طَارِقاً، فيِ لَيْلةٍ يَهْمِـي نَـدَاهَـــا

كَيْفَ رَدَّاهَــــا حَريرَ البَزِّ حِرْصاً وَ كسَـــــــاهَــــا

كَــيْـــفَ هَـــزَّتْهُ فَــتَـــاهَــــا وَ تَعالَى وَ تَــبَـاهى

كَيْفَ وَاَفى مَوْسَـــم الَحج بِهَا ! مَاذَا دَهَــاهَـا

أيُّ عَيْن ٍلَمَحَتْ سرَّهُمَا المُضْمَرَ بَلْ كَيْفَ رَآهَا

انْـبَرَى كَالصَّقْـرِ يَنْقَضُّ إلَـيـهَـا ... فَـــأَتَــــاهَـــــا

مَسَّــهَا ذُو لَهْفَة تَخْفى وَإنْ جَـازَتْ مَدَاهَـــــا

قَالَ : سُـبْحَانَ الذيِ سَوَّى وأَفْدِي مَنْ بَرَاهَــا

أَنْتَ : بِـعْنِيهَا نَعَمْ إن شِــــئْتَ تعْسَا وَسَفَاهَا

قَالَ بِالتِّبْرِ وَبالفِضَة بالخزِّ وَمَا شِئْتَ سِوَاهَا

بِثِيَاب الخالِ بِالعَصْبِ المُـــوَشَّى ، أَتَـراهَـــــــا

وأدِيِمِ الماعزِ المَقْرُوظِ ، أرْبَى مَنْ شَراهَــــــا

كَيْفَ قَالَ الشَّيخُ كَلاَّ، إنَّهَا بعْضِي وَالمَالُ بَل ِالمالُ فَدَاهَا

إنّها الفاقةُ والبُؤسُ نَعَمْ هذا غِنًى كَلاَّ وشَاهَا

بَلْ كَفَاني فَاقَةً لاَ كَيْفَ أَنْساهَا وَأَنَّى وَهَوَاهَـا

لَمْ يَكَدْ حَتَّى رَأَى نَاسَا، وَ هَمْســاً، وَ شِـــفَاهَــــا

بَايِع الشَّـــيْخَ، أَخَاكَ الشَّــــيْخَ ، قَـدْ نِلتَ رِضَـاهَــا

إنَّهُ رِبْــح ٌ فَـــلاَ يُـفــلـتْـــكَ أَعـــطَى، و اشْــــتَرَاهَا

وَ رَأْى كَـــفَّــيِـــه صـــفْــراً، وَ رَأَى الـــمَــالَ فَــتَـاهَا

لَـــمْحـــة ً ثُـمَّ تَـجَـلى الشَــــكُ عَنْهُ ، فَـــبَـــكَــاهَـــا

وَ رَثَــاهــــــــا بـدُمُـــوع ٍ، وَيــــحَــــه ُ! كَيْفَ رَثَاهَــــا

فَـــتــــوَلَّـــــى ... وَ سَـــعِـيرَ النَّارِ يُخْفِي وَلظَاهَـــا

حَــــــسْرَةٌ تُــطْوَى عَلَى أَخْرَى فأَغْضْى وَ طَوَاهَـا

تَجَـــاوبُ عَنْـــهُ كُـهُـوفُ الـــقُرُونِ تَرَدَّدَ فِيها كَأنْ لم يَزَلْ

وَأوْفَى عَلَى القِمَم الشَّامخَات جبَالٌ مِنَ الشِّعْر مِنْهَا اسْتَهلْ

تَحَدَّرُ أَنْغْامُـه الـمُـرْسَــلاَتُ، أَنَغَامَ سَيْل طَغْى وَاحتَفَلْ

رَأَى حُمرَ الوَحْشِ، فَابْتَــزَّهَا بِــلاَبِلَها مـنْ حَدِيِث الوَجَلْ

رَآهَا ظَمَــاءً إلَى مَــوْرِدٍ، فَفَزَّعَها عَـــنْـــه خَــــوْفٌ مَثَـــلْ

فَطَارتْ سِــــراعَا إلى غَيِرِه، بِعَدْوٍ تَضَرَّمَ حَتى اشتَعَل

فَلَم تَدْنُ حَتَّى رَأتْ صَائِدَينِ فَصدَّتْ عَنِ المَوْتِ لما أَهَـلّ

فَكَالبَرْقِ طَارَتْ إلى مَأمَنٍٍ ٍ عَلَى ذِي الأرَاكَةِ صافيِ النَّهَلْ

لَوَاهَـــــا عَنِ الَّريِّ عِرْفَانَهَا أَخَا الخُضْرِ، عرْفَان مَن قَدْ عَقَـلْ

وَعَلَّمهـــاَ أَيْن تُــكْــــوى اُلُـجــنُــوب بنَــــارِ الطَّبِيبِ لِدَاءٍ نَزَلْ

وَأَنَّ اَلخَصَاصَة قَوْسُ البَئِيسِ إذا انْقَذَفَ السَّهْمُ عَنْها قَتَلْ

يُسَــــــــــابِقُ مُسْــتَـنْـهِــضَـــاتِ الفِرَارِ فَيَقْتُلُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَقِلْ

فَيُدرِكُهَا الَموتُ مَغروسَـــــــة قَـــوائِـمُـهـا في الثَّرى لَمْ تَزُلْ

وَ عَــــرَّفَـــهَـــا أَنَّــهُـــنَّ السِّـــــــــهَامُ: زُرْقٌ تَـلأَلأُ أَوْ تَــشْـــتَـعِـــلْ

وَ صَــفْـــرَاءُ فَـــاقِـــعَـــة ٌ أَذْ كَـــرَتْ مَـــصَــــارِعَ آبآئِهِن الأول

سِـــــهَامٌ تَرَى مَقْتَلَ الـحَـــــائمَاتِ وقَوسٌ تُطلُّ بِحتْفٍ أَظَلّْ

تَخَّيرهَــــا بَـائِـــــــسٌ، لَـــمْ يزل يُمَـــــارِسُ أَمْـثَـــالهَــا مُذْ عَقَلْ

تَبَيَّنَهَا وَهْيَ مَحْجُوَبةٌ، وَمِنْ دُونِهـا سِــــــتْـــرُهَا المُنْسَـــــدِلْ

حَـــمَـــاهَــا الــعُــيُــونَ فـأَخْطَأنَهَا، إلىَ أنْ أَتَاهَا خَبِيٌر عَـضِلْ

رَأَى غَادَةَ نُشَّئَتْ في الظِّلاَل، ظِلالِ النعيِم، فَصَلَّى وهَلْ

فَنَادَتْه مِنْ كِنِّهَا فَاسْــــــتَجَــابَ: لَــبَّــيْــكِ! يَاقَـدَّها المُعتَدلْ

سُــــــــــتُورٌ مُـــهَـــدَّلَةٌ دُونَـــهَــا، وَ حُـــرَّاسُــــهـا كَرِمَاِح الأَسَلْ

يَـبـيـــسٌ و رَطْــبٌ وَذُو شَـــوكة فأَشَــرطَها نَفْسَهُ.. لمُ يَبلْ

وَســــلَّ لِـسَـــاناً مــن الـبـاتِـــرَاتِ وَ انَغلَّ عاشِقُها اُلمخْتَبَلْ

يَحُتُّ اليَبِيسَ ويُرْدِي الرِّطَابَ ويُغْمِضُ في ظُلَمات تُضِلْ

فَهَتَّكَ أَسْـــــتَارَهَــــــا بَارِزاً إلى الشَّــــمْــــسِ قد نَالَها! حَيَّـهَلْ

فَأَنْحَى إلَيْـــها الِّلـسَـــان الــحَدِيـدَ يَبْرُقُ وَهْـــوَ خَصِيمٌ جَـدِلْ

عَــدُوٌّ شـــرِيـــس ٍلَــــه سَـــــــطْوَةٌ بكُلِّ عَتِيٍ قَــدِيِــمِ الأَجَــلْ

فَأَثْـكل أُمّــــا غـــذَتْــهـــا النَّعيمَ، ورَاحَ بِهاَ وَ هْوَ بَادِي الجَذَلْ

فَلَــمَّـــا اُطْــمَـأَنَّتْ عـلى رَاحَـتَـيِـهِ وَ عَـيْـنَـاهُ تَـسْتَرِقَانِ القَبَلْ

(( رَقَاهَــا، فأَحْيَى صَــبَــابَاتِهــا بتَعْوِيذَةٍ مِــنْ خَــفِـيِّ الـغَـزَلْ

فَــنَـاجَـتْه ُفَـاهتَّز من صَبْوةٍ وَمِن فَرَح بِالغِنَى المُقْتَـبَـلْ ))

وَأَعْــرَضَ عَــنْ كُلّ ذِي خَــلّةِ غِـنـىً بالّتيِ حَـازَهَا ... وَانْفَتَــلْ

مَعَ الشَّمْسِ عَامَيْنِ حَتَّى َتِجفَّ وَتَشْرَبَ مَاءَ لِحَــــاءِ خَضــلْ

وَفِي البُؤسِ عَامَيْنِ يَحْيَى لَهَا وَيُحْييه منها الغنَى وَالأَمَلْ

تَردَّدَ عَــــامَيْنِ مِنْ كَـهْـفِــهِ إلَــى مَهْدِهَا عِنْدَ سَـــفْحِ الجَبَلْ

(( يُغَنِّي لَهَا وَهُوَ بَادِي الشَّـقاءِ، بَادِي البَذاذةِ حَتَّى هُـــزِلْ

يُقلبها بِيَديْ مُــشْـــفِــقٍ لَــهِــيــفٍ لــطِيفٍ، رَفِـيــقٍ، وَجِــــلْ

يُعَرِّضَــــها لِلَــهـيـبِ الـهَــجِــيِــر، رَؤُوفـــاً بِهَا، عَـــاكِفاً لا يَمَلْ

فَلَمَّا تَمَحَّصَ عَنْهَــا النَّعِيمُ، وَاْشْـــــــتَدَّ أُمْــــلُودُهَا، وَ اْنْفَتَلْ

عَصَتْهُ، وَ سَــاءتْهُ أَخْـــلاَقُــهَا نُشُوزا فَلَمَّا اْلتَوَتْ كَالمُدلْ ))

أَعَـــدَّ الـثِّــقَــافَ لَـهَــا عـاشِـــــقٌ يُـــؤدِّبُها أَدَبَ الـمُـمْـتَـثِــلْ

(( وَعَضَّ عَلَيْها ، فَصَاحَتْ لَهُ، فَأَشْــفَـق إشـفاقةً و انجَفل

فَـجَــسَّ، فَـغَـاظَـتْهُ وَاْسْتَغْلَظَتْ، فَعَضَّ بأُخْرَى فَلَمْ تَمْتَثِلْ

فَأَلْـقَـى الـثِّـقَــافَ وَ أَوْصى الطَّرِيدَةَ أَنْ تَسْتَبِدَّ بِهَا، لاَ تَكِلْ

وَألْـقَــمَــهَـــا قَــــدَّها، فَــــانْـبَـرَتْ تُـخَـــاشِـــــنُـهــا بغَلِيظٍ مَحِلْ

يُجَرِّدُهَا مِنْ ثِيَابِ العِنَادِ، وَمِنْ دِرْعِهـــا الصَّعْبِ، حَتَّى تَذِلْ

فَلمَّا تَــعَـرَّتْ لَهُ حُـــرَّةً وَ مَمْشُــــــوقَـــةَ الـقـدَّ رَيَّـــا، جَـــفَـــلْ

وَسَــــــبَّـــحَ لَــمَّــا اسْـــتَــهَـــلَّـتْ لَـهُ، وَلاَنَ لَهُ ضِغْنُهَا وَابْتَهَلْ

أَطـاعَـتْــهُ مِــنْ بَـعْـدِ أَنْ لَــوَّعَــتْـهُ بَالوجْدِ عَامَيْنِ حَتَّى نَحلْ

يُــزَلْــزِلُــــهُ أَمَـــــلٌ يَسْـــــتَــفِزُّ فِي قَـيْـدِ بُـؤْسٍ يُـمـيِـتُ الأَمَـلْ

فَــلَــمَّـــا أَذَاقَــتْـــهُ، إذْ ذَاقَــــهَـــا هَـــوى ً أَضَـمَرْتهَ لَهُ لَمْ يَزَلْ

تَــبَّــيــنَ إذْ رَامَـــهَــــــا، حـُــــرَّةً حَــصَـــاناً، تَـعِـفُّ فَـــــلاَ تُـبْـتَذلْ

تَلِـــيــنُ لأِنْــبــــلِ عُشَّـــــــــــاقِــهَــا، وَ تَأْبَى عَلَيْهِ إذَا مَـا جَـهِـلْ

فَــأَغْــضى حَـيَـاءً ، وَ أَفْضَى بِهَا إلَى كَهْفِهِ خَاطِفًا، قـدْ عَجِلْ

فَأَهْـدَى لَـهَـا حِـلْـيـةً صَـاغَـهَـا بِـكَـفَّيْهِ، وَهْوَ الرَّفِيقُ العَمِلْ ))

تَــخَـيَّـرَهَــــــا مِـنْ حَـشَــا أَذْؤبٍ رَآهَــــا لَدى أَمِّــهـــا تَسْـتظِلْ

(( أَعَـــــدَّ لَـــهَـــــا وَتَـــراً كَالـشُّــعاعِ حُــرَّا عَلَى أَرْبَعٍ .. قد فُتل

فَــلَـمَّــا تَـحَــلــتْ بِــهِ، مَـسَّهَا فَحَنَّتْ حَنِينَ المَشُوقِ المُضِلْ

فَــكَــفَّــلَــهَـا مِـنْ بَـنِــي أُمِّــها صَـغِـيـراً، تَرَدى بِرِيشٍ كَمَلْ ))

لَــــهُ صَـــلـعَــةٌ كَـبَـصِـــيــصِ الَّلهِيبِ مِنْ جَمْرةٍ حَيَّةٍ تَشْتَعِلْ

فَـــضَـــمَّـــتْ عَـلَـيْـه الَـحشَـــا رَحْمَةً وَكَادَتْ تُكَلِّمُهُ.. لَوْ عَقَلْ

فَـجُـــنَّ جُــنُـــونُ الـمُـــحـــبِّ الـغَـيُـورِ فَأَنْبَضَ عَنْها أَبِيٌّ بَطَل

أرَنَّتْ تُبَكِّي أَخَــاهَـــا الـصَّــغِـيـرَ وَيْـحِي أَخِي وَيْلَهُ أَيْنَ ضَلّْ

فَـــظَـــلَّ يُــفَــجِّــعُــهـــا أَنْ تَــــرى جَــنَــائِــزَ إخْـوَتِها... وَآ ثَـكَلْ

فأَعْــرَضَ ظَـبْـيٌ فَـنَـادَى بِـهِ أَخُـوهَـــا وَ نَـادَتْــهُ: هَا قد قُـتل

(( وَقَفَّــاهُ ظَبْـيٌ فَــصَـاحَـتْ بِــهِ. فَخَارَتْ قَوَائِمُهُ فَاضْمَحَلّْ

فَــآبَــا يَـسَـــــائُـلـهَــا: هَلْ رَضِيتِ بثُكلِ الأَحَبَّةِ؟ قَالَتْ : أَجَلْ

فَــبَـاتَــا بـلَـيْـلِـة مَــعْـشُــــوقَــةٍ تُـبــاذِلُ عَــاشَــــقَــها مَا سَـأَلْ

يُــغَـــازِلُـــــهَـــــا وَ هْـــيَ مُـصْــفَـرَّةٌ، عَـلَـيْـها بَقِيَّةُ حُـزْنٍ رَحَـلْ

تُـنَــاسِـــــــمُهُ عِــطْـــرَهــا، وَالشَّذَا شَذَا زَعْفَرانٍ عَتِيقِ الأَجَلْ

تَـــوَارَثْـــنَـــهُ الـغِـيـــدُ يَـكْـنِـــزْنَــهُ لِــزِيـنَـتِـهــنَّ، خَـفِـيَّ الـمَـحَلّْ

فَـسَــاهَــرهَـا يَـزْدَهِـيِـه الجَـمَالُ وَيُسكِرُهُ العَرْفُ حَتَّى ذَهَلْ

فَـــنَــــادَتْــــهُ : وَيْـحَكَ! أَهَلَكْتَنِي! أَغِثْنِي َهَذَا النَّدَى قَدْ نَزَلْ

فَــطَــارَ إلَــى عَـيْـبَــة ضُــمِّـنَتْ حَـرِيــرًا مُوَشَّى نَـقِيَّ الخَمَلْ

كَــسَــاهَــا حَـفِــيّ بـهَــا عَـاشِـقٌ! إذَا أَفْـرَطَ الـحُبُّ يَوْمًا قَتَلْ

فَــأَلْـبَــسَـــــهــا الـدِّفْءَ ضِـنَّـا بِـهـــا وَبَاتَ قَرِيـرًا عَلَيْه سَـمَلْ

تَــمَـتَّـع دَهْــــرًا بـأَيَّـــامِـــهَـــــا وَ لَـــيْــــلاَتِــهَا نَـاعِــمــاً قِـدْ ثَـمِلْ

يَــرَاهَــــــا عَـلَى بُـــؤْسِـــــهِ، جَنَّـة تَـدَلَّـتْ بِأَثْـمَارِهَا، فَاسْـتَظَلّْ

تُصَاحِبُهُ فِي هَجِير القِفَارِ، وَ فِــي ظُلَـــم الَّلـيْـلِ أَنَّـى نَـــزَلْ

فَــيَـحْـرُسُهَا وَ هْو فِي أَمْـنَـةٍ وَتَحْرُسُـهُ فِي غَوَاشِي الوَجَلْ ))

يَجُوبُ الوِهادَ ويعلو النجاد، ويأوي الكهوف َويرقى القلل

و يُفْضي إلَى مُسْتَقَّر الحُتُوفِ فِـي دَارِ نِمْرِ، وَ ذِئْبٍ، وَصِلّْ

مَنَازِلَ عَادٍ، وَأَشْــــقـى ثَـمُـــودَ، وَ حِــمْــيَـرَ، وَ البَائِدَاتِ الأُوَلْ

مَجَاهِلَ مَا إنْ بِهَا مِنْ أَنِيــسٍ، وَ لاَ رَسْـم دَارٍ يُــرَى أَوْ طَـلَـلْ

(( يُـعَـلِّـمُـهَـا كَـيْـفَ كَانَ الـزَّمَانُ، وَمَجْدُ القَدِيم وَكَيْف انَتَقَلْ

وَ كَــيْــفَ تَـسَــاقَـى بِـهَـا الأَوَّلُونَ رَحِـيـقَ الحَيَاةِ وَخَمْرَ الأَمَلْ

وَ أَيْـنَ الأَخِــــلاَّء كَــانُوا بِـــها يَـجُّــرونَ ذَيْــلَ الـــهَــوَى وَالغَزَلْ

وَ مــلْكٌ تَـعَـالَى، وَ طَــاغٍ عَـتَــا، وَ حُــر أَبَى وَ حَــرِيصٌ غَـفَـلْ

فَـــدَمْـــدَمَ بَـيْـنَــهُـــمُ صَـــارِخٌ: بَــقَـــاء قَــلِـــيـــلٌ !! وَ دُنْيَا دُوَلْ

فَــعَــرْشٌ يَــــخِــــرُّ، وَ سَـــاعٍ يَـقَـرُّ وَ سَـــــاقٍ يَـمِـيـلُ وَنَجْمٌ أَفَلْ

زَهِـــدْتُ إلـــيْـــك وَ فَــارَقْـــتُــهُمْ أَخِـلاَّءَ عَـهْـدِ الـصِّـبَـا وَالجَذَلْ

فَــنِــعْــمَ الـصَّــدِيقُ وَنِـعْمَ الخَلِيلُ وَنِعْمَ الأَنِيسُ وَنَعْمَ البَدَلْ

صَـــدِيـــقٌ صَـــدَاقَـــتُـــهــــا حُـــــــرَّةٌ، وََ خِـــــل خِـــلاَلَـتُهَا لاَ تُمَـلّْ

وَغَابَا مَعًا عَنْ عُيُونِ الخُطُوبِ وَعَنْ كَلِّ وَاشٍ وَشى أَوْ عَذَلْ

وَ عَنْ فِـتْـنَتةٍ تُذْهِلُ العَاشِقَيْن تُضِيءُ الدُّجَى لِدَبِيبِ المَلَلْ))

وَ طَـــــالَ الــــزَّمَانُ، فَــــحَـــنَّـتْ بِهِ إلى الـحَــجِّ دَاعِيَةٌ تَسْتَهـلّ

آَذَانٌ مِـــنَ اللّْهِ كَـــيْـفَ الـقَـــرَارُ وَ أَيْنَ الــفِــرَارُ وَ كَيْفَ المَهَلْ

تُرَدِّدُهُ الــبَـيـدُ بَـيْـنَ الـفِـجَاجِ، وَ فَوْقَ الجِـبَــالِ، وَ عِنْدَ الـسُّـبُلْ

أَصَاخَ لَهُا وَ أصَــاخَــتْ لَـــهُ، وَ لَـبَّـتْــهُ فَـاْمْـتَـثَـلــتْ، وَ امْـتَـثَـلْ

وَ طَــــــارَا مـعًـــا ً كَـــظِـمَـــاءِ الـقَــطَـا إلَى مَوْرِدٍ زَاخِرٍ مُحْتَفِلْ

فَـوَافـــــى المَوَاسِــم. فَاسْتَعْجَلتْ تُسَائلُهُ مَنْ أَرَى أَيْن ضَلْ

أَسَــــرَّ إلَـيْــهـــــا أولاَكِ الـحَــجِــيــجُ فَــلَــبَّــى لِـرَبٍ تَعَالَى وَجَلْ

وَ نَـــادَتْـــهُ جَــــافِــــلَــة ً مَـــا تَـرَى! أَجَــــذْوَة نَــارٍ أَرَى أَمْ مُـقـل

فَــمَــــا كَـــادَ حَـتَّــى رَأَى كَـاسِــرًا تَقَاذَف مِن شَعَفَاتِ الجَبّلْ

يُــدَانِـــي الـخُـــطَا، وَ هْــوَ نَارٌ تَؤُجُّ وَيُبْدِي أَنَـاةً تَـكْـفُّ العَجَلْ

وَ مَــــدَّ يَـدا لا تَــرَاهـــا العُيُونُ، أَخْـفَـى إذَا مَا سَرَتْ مِنْ أجَلْ

وَ نَـظْـــــرَةَ عَـيْــنٍ لَـهَـــا رَوْعَـــةٌ، تُـخَــالُ صَلِيلَ سُـيُـوفٍ تُسَلّْ

فَـــلَــمَّــا أَهَلَّ وَ أَلْـقَـى السَّـــلاَمَ، و اْفـتـر عَنْ بَسْمِة المخْتَتِلْ

وَ قَـــالَ : أذِنْتَ ، وَ يُــمــنَــى يَـدَيْه تَـمَــسُّ أَنَـامِــلُهَا مَـا سَأَلْ

رَأَى بَــائـســــــا مَـالـهُ حُـرْمـــةٌ تَـكُـفُّ أَذىً عـنــه..، بُؤْسٌ وذُلْ

وَ قَــــالَ : فَــدَيْــتُــكَ! مَــاذَا حَمَلتَ وَ مَاذَا تَنَكَّبْتَ ياَذَا الرِجُلْ

وَ أَفْــــــدِي الَّـذِي قَــدْ بَرَى عُـودَهَا، وَ قَوَّمَ مُنْآدَها وَاعْتَمَلْ

فَــهَـــزَّتْـهُ مَـا كِـرَةٌ ، لــم يَـــزَلْ يَـتِـيـهُ بِـهَـا السَّمْعُ، حَتَّى غَفَلْ

(( فَــأَسْـــلمَـهَا لِـشَـدِيد المِحَالِ، ذَلِيقِ الِّلسَانِ، خَفِيِّ الحِيَلْ

فَـلَـمَّــا تَـرَامَـتْ عَـلَى رَاحَـتَـيْــه، وَرَازَ مَــعَــاطِـفَــهَا وَ اتلـثِّقَلْ

دَعَتْ: يَاخَلِيليَ! مَاذَا فَعَلْتَ؟! أَأَسْلَمْتَني؟! لِسَوَاكَ الـهَبَلْ

فَــخَـالَـسَـــهَا نَـظْـرَةً خَـفَّـضَـتْ غَوَارِبَ جَأْشٍ غَلاَ بِالوَهَلْ))

وَ قَـــالَ : لَكَ الــخَــيْـرُ فَـدَّيْـتَـنِـي بـنَـفْسِكَ بَارِي قِسِيّ! أَجَلْ

فَـبِـعْــنِـي إذَنْ هِــيَ أغْــلَى عَلَّي، إذَا رُمْتَهَا، مِنْ تِلاَدٍ جَلَلْ

فَقَالَ نَعَمْ لَكَ عِنْدِي الرِّضى وَفَوْقَ الرِّضَى وَيْلهُ مَنْ مُضِلْ

فَـهَـلْ تَشْتَرِيهَا نَعَمْ أَشْتَرِي! لَكَ الوَيْلُ مِثْلُك يَوْمًا بَـخِلْ

فَــدَيْتُكَ أَعْــطَـيْـتُ مَـا تَـشْــتَهِيهِ مَابِيَ فَـقْـرٌ ولا بِي بَخَلْ

(( فَـنَادَتْـهُ وَيْـحَكَ هَـذَا الَخِبيثُ خُذْنِي إَليْكَ وَدَعْ مَا بَذَلْ

فَـبَـاسَـمَـهـا نَـظْـرَةً ثُـمَّ رَدَّ إلَى الشَّيْخِ نَظْرَةَ سُـخْرٍ مُطِلّْ

بكَمْ تَـشْتَرِيها :فَصَاحَتْ بِهِ : حَذَارِ، حَذَارِ دَهَاكَ الخَبَلْ))

لَــهُ رَاحَــةٌ نَـضَـحَــتْ مَـكْـرهَـاَ عَلَي، فَدَع عَنْكَ! لاَ تُغْتَفَلْ

(( فَـقَـالَ : إزَارٌ مِـنْ الـشَّـرْعَبِيِّ وَأَرْبَعُ مِنْ سِـيَـرَاءِ الـحُـلَلْ

بُـرُودٌ تَـضِـنُّ بِـهِــنَّ الـتِّــجَــارُ إذَا رَامَــهُـــنَّ مَــلِـيـكٌ أَجَـــــلّْ

وَمِنْ أَرْضِ قَيْصَرَ حُمْرٌ ثَمَانٍ جَلاَهَا الهِرَقْلِيُّ مِثْلُ الشُّعَلْ

ثَمَان تُضيءُ عَليكَ الدُّجَى! إذا عَمِيَ النَّجْمُ، نعمَ البَدلْ

وَبُرْدَانِ من نَسْـجِ خَالٍ أَشَـــف وَأَنْعَمُ مِنْ خَدِّ عَذْرَاءَ بَلْ

إذَا بُسِطَا َتْحَتَ شَمْسِ النَهارِ فَالشَّمْسُ تَحْتَهُمَا لَيْسَ ظِلّْ

وَ تِـسْـــعُون مِثْلُ عُــيُـونِ الـجَــرَادِ بَـرَّاقَــةٌ كَغَدِيرِ الوَشَلْ

كَمِرْآةِ حَــسْـــنَاءَ مَـفْـتُـونـة ٍ، كَـرَأْسِ سِنَانٍ حَدِيثٍ صُقِلْ

أَجَلْ، وَأَدِيمٌ كَمِثْلِ الحَرِيرِ يُطْوَى وَيُرْسَلُ مثْلَ الخَصَلْ

وَ حَـوْلَـهُـمَـا زَفَرَاتُ الـزِّحَـامِ، وَأَذْنٌ تَمِيلُ، وَرَأْسٌ يُـطِلّْ ))

وَ غَـمْــغَــمَــةٌ وَ حَدِيثٌ خَـفِـيٌ وَ نَـغْـيَـةُ زَارٍ و آتٍ سَـأَلْ

وَعَاشِقةٌ في إِسَارِ السوَامِ وَعَاشقُها في الشَرَاكِ اُحْتُبِلْ

(( تُنَادِيه مَلْهُوفَة تَسْتَغِيثُ ضَائَعَةُ الصَّوْتِ عَنْهَا شُغِلْ ))

أَعُـوذُ بِرَبِّي وَ رَبّ السَمَاء وَ الأرْض مَـاذَا يَقْولُ الرَّجُلْ

أَجُــنَّ؟ نَعَمْ لاَ أَرَى سُورةً مِنْ العَقْل، لاَخَـلـجَاتِ الخَبَلْ

وَعَيْنَيْ صَفَاءِ كَمَاء القلاَتَ وَعِرْنِينَ أَنْفٍ سَمَا وَاعتَدَلْ

وَجَبْهَةَ زَاك، نَمَـاهُ النَّعِيمُ في سُـــــؤْدُدٍ وَ سَــرَاءٍ نَـبُـلْ

أَيُعْطِي بِهَا المَالَ هَذَا الخَبَالُ قَوْس وَمَالٌ كَهَذَا ثُـكِلْ

وَيَارَبِّ! يَارَبِّ! مَــاذْا أقَولُ؟ أقَولُ نَعَمْ لا فَـهَذَا خَــطَلْ

أَبِيعُ! وَكَيْفَ! لَقَدْ كَادَنِي بِعَقْلِي هَذَا الخَبيثُ الَـمِحْــل

أُفَارِقُها؟ وَيْكَ هَذَا السَّفَاهُ! قَوْسِيَ كَلاَ ! خَدَيني وَخِــلّْ

أَجَلْ بَلْ هُوَ البؤْسُ بَادٍ عَليَّ فأَغْراهُ بي وَيْحَهُ مَا أَضَلّْ

يُسَاوِمُنِي المَالَ عَنهَا؟ نَعَمْ؟ إذَا لَبِسَ البُؤْسُ حُرَّا أَذَلّْ

إذَا مَا مَــشَـى تَزْدَرِيِه العُيُونُ، وَإنْ قَالَ رُدّ كَأَنْ لَمْ يَقُلْ

نَـعَـمْ ، إنَّهُ البُؤْسُ ، أَيْنَ المَفَـرُّ مِنْ بَشَرٍ كَـذِئَاب الجَـبَلْ

ثَـعَـالـبُ نُــكْـرٍ ٍ تُـجِـيـدُ النِّفَاقَ حَـيْـثُ تَـرَى فُـرْصةً تُهْتَبَلْ

كـلاَبٌ مُـعَـوَّدَةٌ لِلـهَـوَانِ تُـبَـصْــبِـصُ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ بَـذلْ

فَوَيْحِي مِنَ البُؤْسِ وَيْلٌ لَهُمْ أَرى المَالَ نُبْلاً يُعَلي السِّفَلْ

فَــخُـــذْ مَــا أَتَيِتَ بِـهِ ، إِنَّــه مَــلِــيــك يُـخَــافُ، وَ رَبٌ يُجَلّْ

وَ سُـبْحَانَ رَبِّي يَدِي! مَا يَدِي بَرِيْتُ القِسِيَّ بها لم أَمَـلْ

حَبَاني به فاطِرُ الـنَـيِـرِّات وَ بَاري النَّباتِ وَمُرْسِي الجَبَلْ

وَ أَوْدَعَــهَــا سِـــرَّهَــا عَـــالِــم خَبِيرٌ بَــمــكْـنُـونِـهـا لَـمْ يَزَلْ

وَفي المَالِ عَوْنٌ عَلى مِثْلِها وَفِي البُؤْسِ هُونٌ وَذُلٌّ وَقُلّْ

(( تَنَادَوْا بِهِ : أنْتَ مَاذَا دَهَاكَ مَالكَ يَا شَيْخُ قُلْ يَا رَجُــلْ

وَآتٍ يَصِيحُ، وَكَـــفٌّ تُشِيرُ، وَ صَوْتٌ أَجَشُّ وَصَوْتٌ يَصِلّْ

وَ طَـنَّـتْ مَـسَـامِـعُــهُ طَـنَّـةً. وَ زَاغَــتْ نَـــوَاظِـرُهُ وَ اخْـتُـبِلْ

وَأَفْضَى إِلَيْهِ كَهَمْسِ المَرِيضِ أَشْفَى عَلَى المَوْتِ مَا يَسْتَقِلّْ

تُنَادِيِه: وَيْحَكَ! وَيحِي!! هَلَكْتُ!! أَتَوْكَ بَقَاصِمَةٍ! وَآثَكَلْ

تَلَفتَ يَصْغِي وَمِثْلُ الَّلهيبِ ضَوْضَاءُ وَعْوَعَةٍ فِي زَجَلْ

فَـهَـذَا يُـؤُجُّ، وَ هَــذَا يَـعَــجُّ ،وَ هَـذَا يَـخُورُ ، وَ هَـذَا صَـهَلْ

وَ دَان يُسِــــرُّ ، وَ دَاعٍ يَـحُـثُّ، وَ كَـفٌّ تُـرَبِّـتُ : بِـعْ يَا رَجُلْ

لَقَدْ بَاعَ بْع بَاعَ لاَ لَمْ يَبِعْ غِنَى المالِ وَيْـحَكَ! بعْ يَا رَجْل

وَحَشْرجَةُ الموْتِ خُـذْنِي إلِـيكَ ،لَبِّيْكِ! لَبِّيْكِ ،بِعْ يَا رَجُلْ

أَغِـثْـنِـي أَجَلْ بَاعَ مَاذَا : أَبَـاعَ؟ نَعْم بَاعَ. قَدْ بَاعَ حَقّاً فَعَلْ

أَغِثْنِي! أَغِثْنِي! نَعَمْ قَدْ رَبِحْتَ ،بُورِكَ مَالُكَ! أَيْنَ الرَّجُلْ

مَضَى أَيْنَ لاَ، لَسْتُ أَدْرِي! مَتَى لَقَدْ بِعْتَ كَلاّ وَكَلاّ أَجَلْ

لَقَدْ بِعْتَ قَدْ بِعْتَ كَلاّ كَذَبْتَ لَقَدْ بِعْتَ قَدْ بَاعَ وَيْحِي أَجَلْ

لَقَدْ بِـعْتُـهَا .. بِعْتُهَا .. بِعْتُهَا .. جُزِيتُمْ بَخْيرِ جَزَاء، أَجَلْ

أَجَلْ بِعْـتُهَا، بِــعْـتُـهَا بِعْتُهَا أَجَلْ بِـعْـتُهَا لا أَجَلْ لا أَجَلْ

أَجَــلْ لاَ أَجَـلْ بِعْتُهَا! بِعْتُهَا أَجَلْ بعتها بِعْتُهَا لاَ أَجَلْ

وفَاضَتِ دُمُوعٌ كَمِثْلِ الحَمِيم، لَذَّاعَةٌ، نَارُها تَسْتَهِلّْ

بُكَاء مِنَ الجَمْرِ جَمْرِ القُلُوبِ، أَرْسَلهَا لاَعِجٌ مِنْ خَبَلْ ))

وَغَامَتْ بِعَيْنَيْهَ وَاْسْتَنْزَفَتْ دَمَ القَلْبِ يَهْطِلُ فِيما هَطَل

وَخَانِـقَـةٌ ذَبَحَتْ صَوْتَهُ، وَهيضَ اللِّسَانُ لَهَا وَاعْتقِلْ

وَأَغْضَى عَلى ذِلَّة مُطْرِقًا عَلْيه مِنْ الهَمِّ مِثْلُ الجَبلْ

أَقَامَ وَمَا إِنْ بِهِ مِنْ حَرَاكٍ، تَخَاذلُ أَعَضَاؤُهُ كَالأَشَلّْ

وَفِي أُذَنْيهِ ضَجِيجُ الزِّحَامِ وَ بعْ بَاعَ بعْ بَاعَ بعْ يَا رَجُلْ

وَأَخْلَدَ فِي حَيْثُ طَارَ السوَام السوام بمهجته، كأروم مثل

كَأَنْ صَخْرةٌ نَبَتَتْ، حَيْثُ قَامَ، تِمثَال حُزْنٍ صَلُودٍ عُتُلْ

وَمِنْ حَوْلِهِ النَّاسُ مِثْلُ الدَّبَى عِجَالاً تَنَزى، دَهَاهُنَّ طلْ

فَـمِنْ قَـائِـلٍ : فَـازَ ؟ رَدَّت عَلَـيْــهِ قَـائِـلَـةٌ : لَيْتَهُ مَا فَـعَــلْ

وَمِنْ هَامِسٍ وَيْحَهُ مَادَهَاهُ وَمِنْ مُنْكِرٍ كَيْفَ يَبْكِي الرَّجُلْ

وَمِنْ ضَــاحِــكٍ كَرْكَرَتْ ضَحْكَةٌ لَهُ مِنْ مَزُوحٍ خَبِيثٍ هَزَلْ

ومِنْ سَاخِر قَالَ : يَا آ كِلاً! تَلَّبسَ فِي سَمْتِ مِنْ قَدْ أُكِلْ

وَ مِنْ بَاسِـطٍ كَفَهُ كَـالـمُــعَزِّي وَهَيْنمَةٍ غَمْغَمَتَ لَمْ تُقَلْ

وَ مِنْ مَشْــفِـقٍ سَـاقَ إِشْفَاقَهُ وَ وَلَّى، وَ مُلْتَفِتٍ لَمْ يُوَلّ

وَسَالَت جُمُوعُهُمُ فِي الرِّمَالِ وَمَاتَ الوَغَى غَيْرَ حِسّ يَصِلّْ

وَأَسْفَرَ وَانْجَابَ دَاجِي السَّوَادِ عَنْ مُخْبتٍ خَاشِع كَالمُصَلّْ

وَ ظَـــلَّ طَـــوِيــــلاً لَــــهُ سَــبْـتَــةٌ وَ إطْــرَاقَةٌ، وَ أَسىً يَنْهَمِلّْ

أَفَــــاقَ وَ قَــيــذَاً بَـطِــيءَ الإِفَاقَةِ يَرْفَعُ مِنْ رَأْسِهِ كَالـمُطِلّْ

وَ قَـــلّــبَ عَـيْـنِـيـهِ : مــاذَا يَرى؟ وَأَيْنَ الـزِّحَامُ؟ وَ أيْنَ الرَّجُلْ

رَأَى الأرْضَ تَـمْـشِـي بِـهِـم كَـالخَيَال أَشَبْاحُهُمْ خُشُبٌ تَنْتَقِلْ

وَ هَـــــــامٌ مُـحَّــلــقَــةٌ رُجَّفٌ، و أُخْــــرى بَدَـتْ كَـنَـزِيعِ البَصَلْ

وَ أَغْــربــةٌ بَـعْـضُــهــا جَـــاثِم يُـحَــرِّك رَأْســـا ً، وَ بَعْضٌ حَـجَلْ

وَ حَيَّاــتُ وَادٍ، لِــشَمْـسِ الـضُّـحَـى تُـلـوّي حَيَازَيمَها والقُلَلْ

وَ أَزْفَــــلَـــةٌ مِـنْ ضِبَــاع الـفَـلاَة تَخْمَعُ مِنْ حَوْلِ قتْلَى هَمَلْ

وَ هَــنــا وَ هَــنــا ضِبَابٌ مَرَقْن مِــنْ كُــلّ جُـحْـر لسَـيْل حَفَـلْ

وَ ثَـــوْبٌ يَــطِــيـرُ بِـلاَ لاَبِـسٍ، يَـمِـيــلُ مَــعَ الرِّيحِ أَنَّـى تَـمِـــلْ

تَــمَــطّــى بِـهِ الـبـعْثُ مِنْ نَعْسَةٍ ومِنْ سِنة كَفُتُورِ الكَسَلْ

وَ دَبَّــتْ إِلـــيْـــــه بَـــقَـــايَــا الـحَـيـــاةِ، فَرَفَّعَ أَعْطَافَهُ وَ اعْتَدَلْ

وَ ظَـــلَّ يُـنَــازِعُ كَـبْـلَ الذُّهُول وَيَحْتَلِجُ النَّفْسَ مِنْ أَسْرِ غُـلْ

كَنَاشِــطِ ثِقْلٍ طَوِيلِ الرِّشَـاِء مِنْ هُوّة في حَضِيض الجَبَلْ

رُوَيْــــــــدَا رُوَيْــــــدَا فَــثـابَـتْ لَــــهُ مُــلَــجْــلَــجَـةً يَعْتَرِيهَا هَلَلْ

وَمِثْلَ الحَمَامَة بَيْنَ الضّلُوعِ قَدْ انْتَفَضَتْ مِنْ غَواشِي بَلَلْ

يُــقَــلِّــبُ جــمْــجُــمَــةً، خَـالــهَــا كَــجُـلـمُودِ صَخْرٍ رَكين ٍ حَمَلْ

فَــلأيــاً بِــلأَي ًٍ وَ آبَـتْ لَـــــهُ مُـبَـعْـثَـرَة مِــنْ أَقَــاصِــي العِـلَـلْ

وَ نَــفَّــــسَ عَــنْ صَــدْرِهِ زَفْرَةً، وَ خَــامَــرَهُ الـبُــرْءُ حَـــتَّى أَبَــلّْ

أَحَـــــــسَّ بـكَـالجَمْر فِي رَاحَـتَـيْـه سَــعِير تَـوَقّـد مَـاذَا احْتَمَل

وَ يَـبْـسُـــطُ كَـفَـيــهِ: مَـــاذَا أَرى جَــوَابٌ حَـثِـيثٌ وَلوْ لَمْ يَسَلْ

عُــيُـــونٌ تُــحَــمْــلِــقُ فِـي وَ جْـهِه، مِنْ الخُبْثِ تَزْهَرُ أَوْ تأتَكِلْ

أَجَـــــلْ بِـعْــتُــهَــا! بِــعْــتُــهَــا بِــعْــتُــهَـا بَـقَاءٌ قَلِيلٌ وَدُنْيَا دُوَلْ

وَ ألْــقَـى الـغَنىِ لِلثَّرى وَانَتَحَى وَنفَّض كَفَيْهِ: حَسْبي! أَجَلْ

وَ ألْــقَــى إلَـى غَـالِـيَــاتَ الـثِّـيَــابِ وَ الــبَــزِّ نَـظْرَةَ لاَ مُحْتَفلْ

وَ وَلـــى كَـــئــيــبــا ً ذَلِـيـلَ الـخُطَا، بَـعـيدَ الأَنَاةِ، خَفَّيِ الغُلَلْ

وَأَوْغل فِي مُضْمرَاتِ الغُيُوبِ يَطْوِي البَلاَبلَ طَيَّ السِّجِلّْ

أرَادَ لِــيَــنْــسَى وَ بَـيْـنَ الــضُّـــلوُعِ نَـوَافِـذ مِـــنْ ذِكَرٍ تَـنْـتَضِلْ

فَــأَحْـيَــتْ صَــبَـابـتَــهُ، وَ الـجِـــــرَاحُ دِمَـــــاءٌ مُـفَـزَّعَـةٌ لَمْ تَسِلْ

تُــرِيــهِ الرُّؤَى وَ هْـــوَ حَـيُّ النَّهارِ، وَتسْري بِهِ وَهْوَ لَمْ يَنْتَقِلْ

وَ يَـبْـسُــــطُ كَـفَّــيـــه مُـسْـتَــغْــرِقًــا، فَـتَـحْـسَبُهُ قَارِئًا قَدْ ذَهِلْ

يَـــــرَى نِــعْــمَــة لَـبِسَـــتْ نِــقْـمـةً، وَنُورًا تَدَجَّى، وَسِحْرا بَطَلْ

وَ آيَـتَــهُ عَــاثَ فِــيـهَـــا الــشُّـحُـوبُ فَـأنَكَرَ مِنْ لَوْنِها مَا نَصَلْ

وَ أسَــــــــرارَهَا فَــضَّــهَـا طَـــائف لَـهُ سَطْوَة وأَذى حَيْثُ حَلْ

وَ سَــحْــقَ غِـشَــاءِ عَـلَى أَعْــظُــمُ، تَـهَّـتَـك مـثْلَ الأدِيم النَّغِلْ

وَ مَــســتْ أَنامِــــلَهُ رَجْـــفَـــةٌ، تَــسَــــاقَــطَ عَـنَــها سَنَاهَا وَزَل

وَ أَفْــضَــى بَـنــظْــرَتِهِ نَـافِـذًا إلى غَيْبِ مَــاضٍ بَهَيمِ الـسُبُل

تَـــلاَوَذُ أَشـــــبــاحُــهُ، كَـالـذَّلـيـلِ، بِــلُـغْـزِ نَـخِـيلٍ، وَدَاجِي دَغَلْ

وَأَسْـــــــــوِدَةً خَــطِــفَــتْ فِي الظلاَم هَارِبة مِنْ صَيُودٍ خَتَلْ

وَ طْــيــرًا مُـرَوَّعَــةً أَجْـفَـــلَـــت، وَ آمِــنَ طَــيْــرٍ وَ دِيــعٍ هَـــدَلْ

وَ شــقَّت لَهُ السُّــدَفَ الغَاشِيَاتِ حَسْنَاء ضالٍ عَلَيهْا الحُلَلْ

أَضَـــــاءَ الــظَــلاَمُ لَـهَـــا بَـغْــتَــةً، وَ قَــــوَّضَ خَـيْـمـتَهُ وَاُرْتَحَل

أَطَــــلَّــتْ لَـهُ مِنْ خِـــلاَل الــغُـصُــونِ عَذْرَاء مَكْنُونَة لَمْ تُـنَـلْ

رَأى غَــادَةً نُــشّـئَـتْ فِي الـظِّلاَلِ، ظِلاَل النَّعِيم عَلَيْهَا الكللْ

عَــــروسٌ تَــمَــايَــلُ مُــخْــتَــالَــةً، تُـمِـيــتُ بـدَلّ، وَ تُـحْـيِي بِدَلَ

وَ نَــادَتْــــه، فَـــاَرَتَـدَّ مُـسْــتَـوفِـــزًا بَـجُـرْحٍ تَـلَـظى وَ لمْ يَنْدمِلْ

أفِــق! قَــدْ أَفَـــاقَ بِها الـعَـاشِــقُون قَبْلَكَ، بَعْدَ أَسىً قَدْ قَـتَلْ

أَفِــقْ! يَا خَلِيلِي! أفِــق! لاَ تَكُنْ حَلِيف الهُمُومِ، صَرَيع العِلَلْ

فَــهَـــذَا الـزَّمَـــانُ، وَ هَـــــذِي الــحـيَـاةُ، عَلّمْتِِنيـها قَدِيمًا: دُوَلْ

أَفِـــقْ! لاَ فَــقَــدْتُـكَ! مَـاذَا دَهَــاكَ؟! تَمَّتعْ! تَمَتَّع! بِهَا! لاَ تَبلْ

بِــصُـنْــع يـديْــك تَــرَاني لَـدَيْــكَ، فِي قَد أخْتِي! وَنِعْمَ البَدَلْ

صَــدَقْــتِ! صَدَقْتِ وَ أَيْنَ الشبَابُ وَأَيْنَ الوَلْوعُ وَأَيْنَ الأَمَلْ

صَــدَقْــتِ صَدَقْتِ نَعْمَ قَدْ صَدَقْتِ وَسِر يَدَيْك كَأنْ لَمْ يَزَلْ

حَــبَــاكَ بِـهِ فَـــاطِر الــنَـيِّـراتِ، وَ بَارِي النَّبَاتِ، وَمَرْسِي الجَبلْ

فَــقُـــمْ وَ اسْــتَــهِــلَّ وَ سَــبِّــحْ لَــهُ ! وَ لـبّ ِلِـرَبٍ تَعالىَ وَجَلّْ

محمود محمد شاكر ... ١٥ يناير سنة ١٩٥٢م

09/10/2025

.... ليس عبثا ً الاهتمام ببعض المواضيع الادبية

في هذه الايام فللعقل لغته الخفية التي يتوجب

علينا الهتمام بها وتطويرها ...

ولا شك أن اهتمام الصفحة ينصبّ على

كل ما يتعلق بالعقل وآلية التفكير،

وعلى المراحل التي تمرّ بها الفكرة منذ

لحظة تشكّلها الأولى، إلى حين خروجها

في سيناريو نعتقد أنه يفي بالغرض

ويعبّر عنها كما ينبغي.

لغة العقل :


نظنّ أننا نفكر بلغةٍ واحدة، وأن الكلمات التي

نتداولها تحمل المعاني ذاتها لكل من ينطق بها.

لكن، حين نتأمل في أعماق العقل، نكتشف أن

لكل إنسان لغته الخاصة ومصطلحاته المكتسبة،

لغة ً لا تُكتب ولا تُسمع، بل تُنحت في صمت داخل

تضاريس التجربة والذاكرة والإحساس. هناك،

في عمق الوعي، يتحدث العقل بلسانٍ لا يعرفه

سواه. يصوغ أفكاره بمفرداتٍ صنعها من تراكمات

طفولته، و تجاربه و من من خيباته الصغيرة،

ومن الدروس التي لم يعلّمها له أحد. فالفكرة

حين تولد في ذهنك، لا تنطق بالعربية أو الإنجليزية،

بل بلغتك أنت ، تلك التي نسجها وعيك من ماضيك

كله. لهذا السبب، يظنّ كلٌّ منا أنه على حق، و يدافع

عن أفكاره بحميّةٍ تشبه الاعتزاز بالنفس. فهو لا يدافع

عن “رأي” بقدر ما يدافع عن هويةٍ لغوية خفية، عن

نَسَقٍ داخليٍّ يرى العالم من خلاله. وحين يُخالفه أحد،

يشعر أن كيانه يُمسّ، لا فكرته فقط. لكن المفارقة

أن هذه اللغة، على خصوصيتها، ليست كاملة. فقد

نبني بها قصورًا من المعاني، ثم نكتشف بعد حين

أن أساسها هشّ، لأننا لم نراجع ما ترسّب في مفرداتنا

من إرثٍ وتجاربٍ ومحدوديةٍ في الفهم. إنّ

الكلمة ليست بريئة، فهي تحمل ذاكرة صاحبها،

وماضيه، ومقدار وعيه.فالسماء، مثلًا، ليست هي

السماء ذاتها في عيني طفلٍ يحدّق في الغيوم،

كما هي في عيني فلكيٍّ يترصّد حركة المجرّات.

كلاهما يرى السماء، لكنّهما لا يريان الشيء نفسه.

لهذا، يصبح تهذيب لغة العقل ضرورة، لا ترفًا.

علينا أن نفتّش في الكلمات التي نبني بها أفكارنا،

و نفهم من أين جاءت، وإلى أين تأخذنا. فالعقل،

قبل أن يُفكّر، يترجم العالم بلغته الخاصة. وما

لم نطوّر هذه اللغة، سنبقى أسرى معانٍ صنعناها

لأنفسنا، ثم صدّقنا أنها الحقيقة.

@وشكرا للجميع

Address

المملكة العربية السعودية
Dammam
17000

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when العــقــل الـبــاطـن و تحـفـيـز الـتـفـكـير posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to العــقــل الـبــاطـن و تحـفـيـز الـتـفـكـير:

Share