12/07/2025
✍️ صورة واحدة... وطفلة جائعة
في زمن الكاميرا...
لم تعد الرحمة هي الغاية، بل الصورة.
لم تعد الإنسانية حاضرة، بل تمثّلٌ مؤقتٌ أمام عدسة، ثم انسحابٌ بارد بعد الضغط على زر الالتقاط.
انتشر فيديو قصير – لكنه موجع بطول الحياة – يُظهِر موظفًا في إحدى الجمعيات الخيرية في "غرْة"، وهو يناول طفلة فقيرة وجبة طعام... ليأخذها منها مجددًا بعد أن تُلتقط الصورة.
لقطة واحدة فقط... كانت كافية لخلع آخر ما تبقى من الثقة في فعل الخير.
الطفلة لم تبكِ، لم تتوسل، لم تحتج.
كأنها تعوّدت أن تُعطى لثانية، وتُسحب منها الحياة بعدها بلحظة.
أما الموظف، فابتسامته كانت تؤدي دورًا لا أكثر، وكأننا في مشهد تمثيلي سخيف... لا في موقف إنساني.
نتساءل:
منذ متى صار المحتاجون أدوات لتلميع الصور؟
منذ متى أصبحت الطفولة تُستخدم كواجهة لمشاريع كاذبة؟
ومن قال إن الخير يُفقد معناه إن لم يُصوَّر؟
إن ما حدث ليس زلة فرد… بل نتيجة ثقافة كاملة ترسّخت، تخلط بين العمل الخيري والشو الإعلامي، وتستبدل النية الخالصة بعبارات دعائية، والرحمة الحقيقية بفلتر "إظهار المساعدة".
هذه الصورة التي رُوّجت على أنها "مشهد من الميدان"، لم تكن سوى فضيحة للضمير...
فالصورة التقطت، لكن الإنسان ضاع.
📌
📌