12/12/2025
صدر حديثاً
الإلهيات «من كتاب الشفا»
لابن سينا
الحكيم الفيلسوف الرئيس شرف الملك أبي علي الحسين بن عبد الله ابن سينا البلخي البخاري (370 - 428 هـ)
قدم له: فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف – رئيس مجلس حكماء المسلمين
تحقيق: يوسف بن أحمد رضوان المقداد
https://alminhaj.com/eQZlpGv
كتاب «الإلهيات» هو (القسم الرابع) من الموسوعة الفلسفية الشهيرة «الشفاء» للرئيس ابن سينا رحمه الله تعالى، وهذه الموسوعة - كما لا يخفى - بناها رحمه الله تعالى على أربعة أقسام؛ هي: (المنطق، والطبيعيات، والرياضيات، والإلهيات)، وهو النهج الذي اعتمده في تقسيم العلوم وتعلُّمها.
والعلمُ الإلهيُّ هو قمَّةُ العلوم قاطبةً، بل هو أعلاها مكاناً ومكانةً؛ فلمَّا كان شرفُ العلم من شرف المعلوم، وكان غرضُ العلم الإلهي البحثَ عن الحقيقة، ثم معرفةَ الحقِّ - وهو الله سبحانه وتعالى - وصولاً إلى سعادة الدنيا والآخرة.. كان هذا العلمُ أشرفَ العلوم على الإطلاق.
وتدور «إلهيات الشفاء» حول عشر مقالات؛ فمنها ما تناول مباحثَ فلسفيةٍ عميقةٍ؛ كالجوهر وأقسامه، ونظرية المقولات، والتقدم والتأخر، والقوة والفعل، ومنها ما تناول مباحثَ مشتركةٍ بين العلمَينِ الإلهي والطبيعي؛ كمباحث العلة وأقسامها، ويمكن أن تُسمَّى هذه المباحث: العلمَ الكلِّيَّ، ومنها ما اختصَّ بالعلم الإلهي؛ كـ (المقالة الثامنة) التي تبحث في الوجود الإلهي، وصفات الله تبارك وتعالى، أو كما يُسمَّى في لغة الفلسفة الأرسطية: المبدأ الأول.
واختصَّتِ (المقالة التاسعة) ببيان الصِّلة بين الله تعالى وبين العالَم، وما يتعلق بذلك من حديث عن نظرية الفيض، أو كيفية صدور العالم عن الله تعالى، والجواب عن الاعتراض الذي يَرِدُ على هذه النظرية؛ وهو أن العالَم إذا كان قد صدر عن الله تعالى الذي هو خير محض.. فكيف دخل الشرُّ في القضاء الإلهي، وما يستلزمه جوابُ هذا الاعتراض من ضرورة التعرُّض لنظرية العناية الإلهية، ويُنهي الشيخ الرئيس رحمه الله تعالى هذه المقالة بالبحث في أمر المعاد أو البعث بعد الموت، وهل هو بعثٌ لأرواحٍ فقط بعدما عُدِمَتِ الأجسام وتلاشَتْ أو تفتَّتَتْ إلى ذرَّات مختلطة بذرات التراب، أو هو بعثٌ للأرواح مع إعادة الأجسام إلى حالتها الأولى.
وجاءَتِ (المقالة العاشرة) الأخيرة تبحثُ في قضايا إسلامية خالصة؛ كالوحي والإلهام، والأنبياء والملائكة، والعبادة وما يترتَّبُ عليها من نفع في الدنيا والآخرة، والخلافة والإمامة وأحكامهما.
وكما قال الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حفظه الله تعالى: (أحسَبُ أن تدريس الفلسفة الإلهية في تراث الشيخ الرئيس ابن سينا مع غيرها من عقليات هذا التراث العظيم.. أصبح ضرورة قُصوى لا مَفرَّ منها لتكوين وعيٍ شرقيٍّ أصيلٍ يُواجِهُ الثقافة الغربية الوافدة التي لا تقنع بالعمل داخل حدودها في الغرب الأوروبي والأمريكي، بل راحت تفرضها فرضاً وفي تدرُّجٍ ماكرٍ خبيثٍ على الأسرة المسلمة في الشرق، وعلى أبناء المسلمين ونسائهم ورجالهم).
نسأل الله تعالى قَبول هذا العمل، وأن ينفع به؛ إنه على كل شيء قدير.
والله تعالى المُوفِّق للصواب
#كتاب #جديد #إصدارات ً #فلسفة #الفلسفة #العقيدة