مركز المريود للإنتاج الثقافي و الاعلامي

مركز المريود للإنتاج الثقافي و الاعلامي مركز المريود للانتاج الثقافي والاعلامي
Marioud Cente المركز مختص في التراث و الانتاج الاعلامي

*بسم الله الرحمن الرحيم*﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُ...
16/10/2025

*بسم الله الرحمن الرحيم*
﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾

نعي فقيد

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، ننعي وفاة المغفور له بإذن الله *جدي حامد شرف الدين محمد سالم بقربة ابودقل* ، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء والمواقف النبيلة.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويغفر له، ويسكنه فسيح جناته، ويبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، ولا يحرمهم أجره، ولا يفتنهم بعده.
شقيق مكين شرف الدين محمد سالم ، وإبن عم الفقيد *أحمد مركز ومحمد مركز محمد سالم* ، سائلين الله أن يربط على قلوبهم، ويجعل البركة في أعمارهم وأعمالهم.
إنا لله وإنا إليه راجعون،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الحرف الندي-----------              (1)من بذرة حلم إلى عطاء بلا حدود: حكايتي مع مركز المريود للإنتاج الثقافي والإعلامي✍️...
16/10/2025

الحرف الندي
-----------
(1)

من بذرة حلم إلى عطاء بلا حدود: حكايتي مع مركز المريود للإنتاج الثقافي والإعلامي

✍️ صلاح ابراهيم مريود

اليوم، لا أحكي لكم قصة مؤسسة إعلامية فحسب، بل أحكي لكم قصة كفاح، قصة فكرة وُلدت في قلبٍ يؤمن بأن الإعلام ليس مجرد صوت، بل رسالة، وأداة لبناء السلام، وجسر يصل بين الناس مهما تباعدت المسافات واختلفت اللهجات.

في عام 2015، كنت واحدًا من المتدربين في دورة نظمتها وزارة الثقافة والإعلام في عهد الوزير الإنسان الأستاذ محمود حامد، الذي يشهد له الجميع بأنه من أفضل من تولوا هذه الوزارة في غرب كردفان. كانت دورة "الإعلامي الشامل" نقطة تحول في حياتي، لا لأنها كانت تدريبًا تقنيًا فقط، بل لأنها أيقظت في داخلي شيئًا كان نائمًا... الحلم.

تدربت على يد قامات إعلامية مثل الأستاذ جمال الدين مصطفى والدكتور أمين علي، وكانوا كمن يفتح لي نوافذ جديدة على عالم الإعلام. وفي إحدى المحاضرات، تحدثوا عن المنصات الرقمية: يوتيوب، فيسبوك، وكيف يمكن أن تكون منابر لخدمة المجتمع. تلك اللحظة لم تمر مرور الكرام، بل علقت في ذهني، ورافقتني حتى عدت إلى منزلي.

جلست، جلبت ورقة وقلم، وبدأت أكتب. لم تكن الكتابة سهلة، لكنها كانت صادقة. كتبت عن السلام، عن التعايش، عن غرب كردفان التي كانت تضج بالمشاكل القبلية والاجتماعية. وقررت أن أؤسس منصة إعلامية تحمل رسالة محبة وسلام، تكون صوتًا للناس، خاصة أن الإذاعة كانت الوسيلة الوحيدة، ورغم ذلك كانت تعاني من محدودية الإرسال.

أنشأت قناة على يوتيوب باسم _مركز المريود للإنتاج الإعلامي_. بدأت أرفع المواد التي صورناها في الدورة، وبعض المقاطع التي التقطتها بهاتفي المحمول، دون مونتاج، دون خبرة، فقط بشغف. استمريت لعام كامل، أتعلم وأحاول، حتى اقتربت من تحقيق شروط الانضمام إلى استوديو شركاء يوتيوب. لكن فجأة، وبخطأ تقني، تم حذف القناة بالكامل.

كانت لحظة صعبة، لكنني لم أستسلم. بعد أسبوع فقط، عدت من جديد. أنشأت قناة جديدة، وصفحة على فيسبوك، وقررت أن أمتلك كاميرا. لكنني كنت بلا إمكانيات. فخطرت لي فكرة مجنونة: أن أزرع لأشتري كاميرا.

سافرت إلى منطقة الحماري، قرب إدارية المجرور، وزرعت خمسة مخمسات فول بيدي، بمساعدة الأهل في النفير. وفي موسم الحصاد، اشتريت أول كاميرا، وكانت تلك اللحظة بداية مشوار الكفاح الحقيقي. ومن يومها، صار شعار مركز المريود: *"عطاء بلا حدود"*.

كل ما أنتجته منذ ذلك الحين كان من جهدي الخاص:
- أفلام وثائقية عن محليات الولاية
- زيارات للعرب الرحل في فصل الخريف، سيرًا على الأقدام
- رقصات شعبية ومناسبات عامة وخاصة
- تغطية الفعاليات الشبابية والرياضية
- برامج تدعو للسلام والتعايش
- لقاءات مع رموز وكبار شخصيات الولاية

لم يكن لدي فريق، ولا دعم، فقط كاميرا، وإيمان لا يتزعزع بأن الإعلام يمكن أن يكون جسرًا بين القلوب، لا مجرد وسيلة لنقل الخبر.

*💡 رسالتي*

مركز المريود ليس مجرد منصة إعلامية، بل هو امتداد لروحي، لرحلتي، لكفاحي. هو صوتي حين لم يكن لي صوت، ويدي حين كانت الإمكانيات شحيحة. واليوم، أروي هذه القصة لا لأتفاخر، بل لأقول لكل من يحمل حلمًا: لا تنتظر أحدًا، لا تخف من البداية، ولا تيأس من السقوط. فالنور لا يأتي دفعة واحدة، بل يتسلل من بين الشقوق، لمن يؤمن به.

ما بين الامس واليوم حكايات والروايات وذكريات وحاجات تانيه حامياني
16/10/2025

ما بين الامس واليوم حكايات والروايات وذكريات وحاجات تانيه حامياني

بسم الله الرحمن الرحيم  (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا...
15/10/2025

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
صدق الله العلي العظيم

انتقلت الي رحمة مولاها الحاجة عزيزة عبدالرحمن الكرسنى والدة الزميل الصحفي *لازم ابراهيم اللازم ( السفير )* اللهم ارحمها رحمة واسعة وادخلها مدخل مباركا مع النبيين والصديقين والشهداء واجعل قبرها روضة من رياض الجنة والتعازى للاخوان حسن وعبدالله وسيف ووليد ابراهيم اللازم والاهل بودبندا .
انا لله وانا إليه راجعون

الحرف الندي ---          (2) بليلة... حين يتكلم القلب✍️ صلاح ابراهيم مريودقرية بليلة ليست مجرد مكان على خارطة الوطن، بل ...
15/10/2025

الحرف الندي
---
(2)

بليلة... حين يتكلم القلب

✍️ صلاح ابراهيم مريود

قرية بليلة ليست مجرد مكان على خارطة الوطن، بل هي وطن داخل القلب، تسكنني منذ الصغر، وتنبض في داخلي كلما اشتقت للبساطة، للضحكة الصافية، ولرائحة الطين بعد المطر.
أذكر جيدًا كيف كنت أنا وشقيقي الصادق نمشي ونلعب معًا، نركض في الطرقات وكأن الأرض تعرف خطواتنا، وتبتسم لنا الأشجار. أمام منزلنا، كانت تقف شجرة *قرضة* شامخة، كأنها حارسة طفولتنا. كنا نتسلق فروعها، نصنع لنا ركنًا خاصًا بين الأغصان، نختبئ فيه من المارة، نضحك، ونحلم، وننسج مغامراتنا الصغيرة.
وحين يأتي إلينا الحبيب العزيز سكوجه، رد الله غربته، يتحول ذلك الركن إلى حلبة مصارعة، لا قوانين فيها سوى الضحك، ولا حدود لها سوى السماء. كانت لحظات لا تُشترى، ولا تُنسى.
وفي العصريات، حين تبدأ الشمس في التثاؤب، تخرج القرية بكامل زينتها. ترى الرجال والنساء في الشوارع، في زيارات للأهل، والهواء مشبع بروائح العطور والطيب، وكأن الأرض نفسها تتعطر من فرط المحبة. كل بيت يفتح قلبه، وكل وجه يبتسم، وكل شارع يروي قصة.
الشباب يلعبون الكرة في ميدان المدرسة، والصيحات تعلو، والفرح يُكتب على وجوههم. هناك، لا أحد غريب، ولا أحد وحيد. الجميع أهل، والجميع قلب واحد.

وجوه لا تُنسى

من بليلة خرج رجالٌ لا يُنسون، أسماءهم محفورة في الذاكرة، وإن حاول الزمن أن يسرق بعضها:
-المرحوم فضل مرجب الحاكم المعروف بـ"أبودقشانة"، رجلٌ كان حضوره يُشبه حضور الحكمة.
- محمد أم بدة بليلة ، صاحب الجوديات، وحلال المشاكل، الذي كان إذا تكلم، صمت الجميع احترامًا.
- عمر منفل بليلة ، التاجر الذي يعطي بلا تكلف، وكأن الكرم يسكنه.
- محمدي ماهل ، الرجل الكريم المضياف، الذي لا يُسأل مرتين.
- عبد الله محمد منفل ، صاحب الابتسامة الدائمة، الذي يوزّع الطمأنينة أينما حلّ.
- الأستاذ موسى فرحنا ، و الأستاذ عبد السلام إسماعيل* ، و الأستاذ آدم فضل المولى، منارات علم وتربية، تركوا أثرًا لا يُمحى.
ومن بين الوجوه التي لا تُنسى، والتي ساهمت بأموالها وفكرها من أجل نهضة المنطقة، يسطع نجم رجالٍ حملوا همّ بليلة في قلوبهم، وسعوا بكل إخلاص لرفعتها:
حاج أحمد عيسى ماهل ، الرجل الذي لا يذكر اسمه إلا مقرونًا بالعطاء،
إبراهيم سالم موسى ، صاحب الفكر النير والرؤية الواضحة،
مدني موسى ماهل ، الذي كانت خطواته تسبق الكلام،
حماد أم بده ، وله الرحمة، كان من الذين زرعوا الخير بصمت،
محمود إبراهيم ، من الذين لا يتحدثون كثيرًا، لكن أفعالهم تملأ المكان.
هؤلاء وغيرهم، لا على سبيل الحصر، هم منارات مضيئة في تاريخ بليلة، رجالٌ لم يكتفوا بالكلام، بل جعلوا من أفعالهم جسورًا تعبر بها القرية نحو مستقبلٍ أجمل.

بليلة... حيث تنام الأرواح مطمئنة

في بليلة ، لا ينام الإنسان على وسادة من قطن، بل على وسادة من الكرم والجود والطيبة. هناك، لا تُقاس المحبة بالكلمات، بل بالأفعال. كل بيت هو بيتك، وكل وجه هو وجهٌ مألوف، حتى لو لم تقابله من قبل.
بليلة ليست فقط مكانًا، بل حالة وجدانية، تُشبه الحنين، وتُشبه الوطن حين يكون في أجمل حالاته.

معلمون من نور... بصمتهم لا تُمحى

في قرية بليلة ، لم يكن التعليم مجرد حروف تُلقّن، بل كان رسالة تُغرس، وأخلاق تُنقل، وفنٌ يُمارس. هناك، وُجد معلمون لم يكتفوا بالشرح داخل الفصول، بل امتد أثرهم إلى كل بيت، وكل قلب.
منهم محمد عبد السلام أم بده ، له الرحمة والمغفرة، الذي لم يكن مجرد معلم، بل كان أبًا روحيًا، يزرع القيم كما يزرع العلم.
ومنهم الأستاذ رمانة زمانه، عبد السلام إسماعيل ، الذي كان حضوره في أي مكان كافيًا ليبعث في النفوس الطمأنينة.
الأستاذ آدم فضل المولى ، الذي جمع بين الحزم والحنان، وبين المعرفة والتواضع.
الأستاذ إبراهيم حمد إبراهيم ، الذي كانت كلماته تُشبه النور، تُضيء الطريق ولا تُطفئ أحدًا.
الأستاذة أميرة سليمان سالم ، التي كانت مثالًا للمعلمة الحنونة، التي تُعلّم بعين الأم وقلب الأخت.
الأستاذة حليمة حمد إبراهيم ، التي تركت في كل طالبة وطالب أثرًا لا يُنسى، وعلّمتهم أن العلم لا يكتمل إلا بالأدب.
هؤلاء وغيرهم، هم منارات بليلة، من علموا الأجيال كيف يكون الإنسان إنسانًا، وكيف يكون للعلم طُهر، وللأدب ظل، وللفن روح.
بليلة ليست مجرد قرية، بل هي ذاكرة حيّة، ووطن صغير يتوسد القلب، ويظل معي مدى الحياة. كلما ابتعدت، أعود إليها في خيالي، أتنفس عبيرها، وأسمع صوتها في داخلي.

الحرف الندي---الحنين الذي لا يشيخ✍️ صلاح ابراهيم مريود في زوايا الذاكرة، هناك أماكن لا تُنسى، وأشخاص لا يغيبون، ومشاهد ت...
14/10/2025

الحرف الندي
---

الحنين الذي لا يشيخ

✍️ صلاح ابراهيم مريود

في زوايا الذاكرة، هناك أماكن لا تُنسى، وأشخاص لا يغيبون، ومشاهد تظل عالقة كأنها كُتبت بالحبر على القلب.
هناك قرى لا تُعرف بالخرائط، بل تُعرف بالحب، وهناك طفولات لا تُقاس بالسنوات، بل تُقاس بالضحكات التي لم تُسجلها الكاميرات، لكنها سكنت الأرواح.
كلما ابتعدت، شعرت أنني أقترب أكثر من تلك اللحظات.
كلما كبرت، أدركت أنني لم أغادر طفولتي، بل حملتها معي، كوشمٍ لا يُمحى، كأغنيةٍ لا تنتهي.
في المساء، حين يهدأ العالم، أسمع صوت الأرض التي أحببتها، وأشم رائحة الرمال بعد المطر، وأتذكر كيف كانت الحياة بسيطة، لكنها مليئة.
مليئة بالحب، بالناس الذين كانوا يضحكون من القلب، ويعطون بلا حساب، ويعرفون كيف يصنعون من القليل فرحًا لا يُنسى.
أحن إلى الطرقات التي كانت تعرف أقدامنا، إلى الأشجار التي كانت تظلل أحلامنا، إلى البيوت التي كانت تفتح أبوابها قبل أن نطرقها، وإلى الوجوه التي كانت تبتسم لنا قبل أن نسألها شيئًا.
أحن إلى زمنٍ لم يكن فيه الهاتف يُخبرنا من نحب، بل كانت القلوب تفعل ذلك.
إلى زمنٍ كانت فيه الرسائل تُكتب باليد، وتُقرأ بالقلب، وتُحفظ في الصدور.
الحنين ليس ضعفًا، بل هو امتدادٌ للحب.
هو اعترافٌ صامت بأن هناك شيئًا جميلًا لا يُنسى، وأننا مهما تغيرنا، هناك جزء فينا لا يزال طفلًا، لا يزال يركض في الطرقات، ويضحك تحت الأشجار، ويؤمن أن العالم بخير.

الحرف النديبليلة... حين تتكلم الأرض بلغة الحنين✍️ صلاح ابراهيم مريود في أقصى الشرق من مدينة غبيش، وعلى بعد ثلاثين كيلومت...
13/10/2025

الحرف الندي

بليلة... حين تتكلم الأرض بلغة الحنين

✍️ صلاح ابراهيم مريود

في أقصى الشرق من مدينة غبيش، وعلى بعد ثلاثين كيلومترًا من ضجيج المدن، تنام قرية بليلة على وسادة من الرمل والذكريات. ليست مجرد رقعة جغرافية، بل هي ذاكرة حيّة، تنبض بالحكايات، وتتنفس عبق الطفولة، وتغزل من تفاصيلها نسيجًا من المحبة والتسامح والكرامة.
في مطلع الثمانينات، حين كانت الحياة أكثر بساطة، فتحت عيناي على هذا العالم الصغير، الكبير في معناه. كنت طفلًا لا يعرف من الدنيا سوى خطواته الأولى على رمالها، وصوت أمي وهي تردد اغنيات الحبوبات القديمة، ورائحة الفول والدخن وهي تُطهى على نار الحطب. كانت بليلة آنذاك، وما زالت، حضنًا دافئًا لا يشيخ، وملاذًا من ضجيج العالم.
كنت طفلًا صغيرًا لا يعرف من الحياة سوى اتساع السماء فوق بليلة، ورائحة التراب بعد أول مطر، وصوت امي وهي تروي الحكايات تحت ضوء القنديل. كانت خطواتي الأولى على رمالها، أتعثر تارة وأضحك تارة، لكنني كنت دائمًا أشعر أن الأرض تعرفني، وتحتضنني كلما وقعت.
في صباحات الشتاء، كنت أركض خلف الطيور وهي تحلق فوق أشجار الهشاب، أظنها تعرفني، وأظنني قادر على الطيران مثلها. وفي مواسم الحصاد، كنت أرافق والدي إلى الحقول، أحمل في يدي الصغيرة سنابل الدخن، وأشعر أنني أشارك في صناعة الحياة.
أيام السوق كانت مهرجانًا بالنسبة لي، أتشبث بثوب أمي وهي تتنقل بين الباعة، أراقب الألوان والوجوه، وأحفظ أسماء التجار كما أحفظ أسماء أصدقائي. كنت أظن أن السوق هو قلب القرية، ينبض كل أحد وأربعاء، ويجمعنا كما تجمعنا صلاة الجماعة في المسجد الكبير.

*الصين الشعبية... اسمٌ ودلالة*

يطلق أبناؤها عليها اسم "الصين الشعبية"، لا تشبيهًا بسياسة أو اقتصاد، بل لكثافتها السكانية التي تفوق الوصف. هي قرية تنمو كما تنمو الأشجار في الخريف، متشابكة الجذور، متعانقة الأغصان. وقد جاءها الوالي بشير آدم رحمه الله، وقال قولته الشهيرة: "سميت بليلة البترول على بليلة حلتكم"، فصار الاسم حكاية تُروى، ومصدر فخر لأهلها.

*الناس... نسيج من الطيبين*

في بليلة، لا يُقاس الإنسان بما يملك، بل بما يمنح. الكل يعرف الكل، والقلوب مفتوحة كما الأبواب. شيخ القرية، عثمان محمد حامد أم بده، المعروف بـ"الشيخ"، هو امتداد لروح الشيخ محمد حامد الجزولي، رجلٌ لا يُذكر اسمه إلا وتُذكر الحكمة والوقار. وهناك وجوه لا تُنسى: الأستاذ إبراهيم يوسف عيسى، المهندس نزار السيد محمدي، موسى إبراهيم ماهل، وغيرهم ممن تركوا بصماتهم في وجدان القرية.

*المكان... معالم تنطق بالحياة*

في قلب القرية، ينتصب مسجدها الكبير، مبنيٌّ من الطوب الأحمر والحجر، كأنه يحرس أرواح المصلين ويحتضن دعواتهم. وعلى مقربة منه، النادي الوطني، الذي افتتحه معتمد المحلية عثمان الزاكي، يشهد على طموح الشباب وحيوية المجتمع. أما المدارس، فهي أربعة: اثنتان ثانوية للبنين والبنات، واثنتان أساس، تخرّج منها من صاروا اليوم أعمدة في المجتمع.

*الطبيعة... لوحة من الجمال*

حين يأتي الخريف، تتزين بليلة بأشجار الهشاب والتبلدي، فتبدو كأنها ترتدي ثوبًا أخضر من صنع السماء. الهواء يحمل رائحة المطر، والأرض تهمس للحالمين: هنا تنبت الأحلام. الزراعة هي نبض القرية، من الفول إلى الدخن، ومن الكركدي إلى البطيخ، وكل محصول يحمل قصة، وكل حبة تُروى بعرق الفلاحين.

*النبض الاقتصادي والاجتماعي*

يوم الأحد والأربعاء، يتحول سوق بليلة إلى مهرجان شعبي، حيث تختلط الأصوات والروائح، وتُعقد الصفقات على بساط الثقة. السوق ليس فقط مكانًا للبيع والشراء، بل هو ملتقى الأرواح، حيث تُروى الأخبار وتُنسج العلاقات.

*القرى المجاورة... وشائج قربى*

تحيط ببليلة قرى مثل شقرو، غبيش، عريس، وأبوراي، وكل منها يحمل طابعًا خاصًا، لكن الرابط بينها هو الدم والتراب. هي شبكة من القرى التي تتبادل الحياة كما تتبادل النسائم.

الخدمات... بين الواقع والطموح

رغم وجود ثلاث محطات مياه فاعلة، إلا أن الوحدة الصحية ما زالت تنتظر من ينهض بها، لتكون كما أرادها أهلها: ملاذًا للمرضى، وبيتًا للشفاء. هي دعوة مفتوحة لكل من يملك القدرة على العطاء، أن يمد يدًا لبليلة، لتنهض كما تنهض الشمس كل صباح.
*بليلة ليست مجرد قرية... إنها وطنٌ صغير، تنام فيه الأحلام وتصحو فيه الذكريات. هي المكان الذي إن ابتعدت عنه، ظل يسكنك. وإن عدت إليه، احتضنك كما الأم تحتضن طفلها بعد غياب.*

12/10/2025

تمكنت من ‏‏‏اكتساب ‏٣٦١٬٠٨٣‏ متابع‏، و‏إنشاء ‏١٢٤‏ منشور‏‏ و‏تلقي ‏٦٤٬٤٠٥‏ تفاعل‏‏! شكرًا لكم جميعًا على دعمكم المستمر. لم يكن بإمكاني تحقيق ذلك دونكم. ‏

مبادرة أبناء غرب كردفان لدعم مركز الولاية الأول          كلنا المريودإلى أهلنا الكرام، أبناء كردفان والسودان عامة،تحية ط...
12/10/2025

مبادرة أبناء غرب كردفان
لدعم مركز الولاية الأول
كلنا المريود

إلى أهلنا الكرام، أبناء كردفان والسودان عامة،
تحية طيبة ملؤها التقدير والاحترام،

في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، وفي أعقاب الحرب التي طالت كل شيء جميل، تعرض مركز المريود الإعلامي للنهب والتدمير، وهو المركز الذي لطالما كان صوتًا يوثق تراثنا، وينشر ثقافتنا، ويدعم السلام المجتمعي.

اليوم، نعود إليكم بنداء صادق:
فلنقف جميعًا خلف مبادرة _كلنا المريود_ ، لإعادة تأهيل هذا المركز الحيوي، وشراء المعدات اللازمة وعلى رأسها الكاميرات، ليعود المركز إلى نشاطه الإعلامي ويواصل رسالته النبيلة.

إن دعمكم، مهما كان حجمه، هو مساهمة في الحفاظ على ذاكرة مجتمعنا، وفي بناء مستقبل يسوده التعايش والمحبة والسلام.

فلنكن يدًا واحدة، فالمركز ملك لنا جميعًا، وعودته مسؤوليتنا المشتركة.

عبد القادر إبراهيم الزين

رابط قروب المبادرة https://chat.whatsapp.com/H6wvjHi7h5v8sFM09mIyTa?mode=ems_wa_t

الصورة التي بدأت الحكايةفي العاشر من أكتوبر عام 2020، لم تكن الصورة مجرد لقطة عابرة، بل كانت توثيقًا لبدايةٍ لا تُنسى. ه...
09/10/2025

الصورة التي بدأت الحكاية

في العاشر من أكتوبر عام 2020، لم تكن الصورة مجرد لقطة عابرة، بل كانت توثيقًا لبدايةٍ لا تُنسى. هناك، في منطقة الحماري، حيث تمتد الأرض الخضراء بلا نهاية، وقفتُ وحدي، أزرع الأمل بيدي، وأحمل في قلبي فكرةً لم تكن واضحة المعالم، لكنها كانت قوية بما يكفي لتدفعني للمضي.
كنتُ أفكر في تأسيس مركز "المريود"، بمعدات جديده ولم يكن لدي سوى الإيمان بالفكرة، والرغبة في أن أبدأ من الصفر. حملتُ أمتعتي، وتركتُ خلفي كل شيء، وذهبتُ للزراعة. أردتُ أن أحصد شيئًا، أي شيء، أبيع محصولي، وأشتري كاميرا. الكاميرا كانت حلمًا صغيرًا، لكنها كانت المفتاح لتوثيق الحلم الأكبر.
وفعلًا، كانت هذه البداية. من أرض الحماري، من العرق والتعب، من لحظةٍ كنتُ فيها وحدي تمامًا، بدأت أول خطوة نحو مشروعٍ صار اليوم يحمل اسمًا، ورسالة، وذاكرة.

الصورة لا تزال تحتفظ بذلك الشعور. كلما نظرتُ إليها، أتذكر أن الأحلام لا تحتاج إلا إلى قلبٍ مؤمن، ويدٍ لا تخاف أن تتسخ بالتراب.

بسم الله الرحمن الرحيم مركز المريود للإنتاج الثقافي والإعلامي قروب "كلنا المريود": مبادرة لإحياء مركز السلام المجتمعيفي ...
07/10/2025

بسم الله الرحمن الرحيم
مركز المريود للإنتاج الثقافي والإعلامي

قروب "كلنا المريود":
مبادرة لإحياء مركز السلام المجتمعي

في زمنٍ تتعاظم فيه الحاجة إلى التماسك والتعاون، يسطع نور من قلب ولاية غرب كردفان، حيث أطلق شباب قروب *"كلنا المريود"* مبادرة نبيلة لإعادة الحياة إلى مركز *المريود للإنتاج الثقافي والإعلامي* ، الذي لطالما كان منبرًا للسلام المجتمعي، والتواصل بين مكونات الولاية دون تمييز أو تفريق.

تحية تقدير لصاحب الفكرة

نتوجه بتحية ود واحترام إلى جميع أعضاء القروب، وعلى رأسهم صاحب الفكرة الأولى، الأخ *عبد القادر إبراهيم الزين* ، الذي بادر بتأسيس هذا التجمع ليكون صوتًا للمحبة والعمل المشترك. لقد أثبتت هذه المبادرة أن الإرادة الشعبية قادرة على إعادة البناء، حتى بعد أن عصفت الظروف بالمركز، وتسببت في فقدان الكاميرات، الاستوديو، والسيارة.

المركز القومي: رسالة تتجاوز الحدود

لطالما كان مركز المريود مركزًا *قوميًا* يعمل من أجل *السلام المجتمعي* ، ويُجسد روح الوحدة بين أبناء الولاية. لم يكن يومًا حكرًا على فئة أو قبيلة، بل كان مساحة للجميع، يعملون معًا من أجل البناء والتعمير، ونشر ثقافة الحوار والتسامح.

دعوة للمساهمة: لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها

اليوم، وبفضل الله ثم بفضل جهودكم، بدأت خطوات إعادة المركز إلى الحياة، ولو بشكل بسيط. ومن هنا، نُناشد جميع الإخوة والأخوات بالمساهمة بما يستطيعون، فكل دعم مهما كان حجمه يُحدث فرقًا، ويُعيد الأمل في استمرار هذا المشروع الذي يخدم المجتمع بأكمله.

الخاتمة: المريود ليس مجرد مركز، بل رمز

إن مركز المريود ليس مجرد مبنى، بل هو رمزٌ للتعايش، والتكاتف، والعمل المشترك. وما تقومون به اليوم هو امتداد لتاريخ من العطاء، ورسالة للأجيال القادمة بأن البناء يبدأ من الناس، وأن الخير لا يُنسى.

---

تحياتي للجميع

أمانة الإعلام والعلاقات العامه

‏رابط القروب https://chat.whatsapp.com/H6wvjHi7h5v8sFM09mIyTa?mode=ems_wa_t

الحرف الندي---*الزاجل... حين يُطفأ الضوء ويظل الأثر*✍️ صلاح ابراهيم مريود في السادس من أكتوبر، كانت النهود ترتدي ثوب الف...
06/10/2025

الحرف الندي
---

*الزاجل... حين يُطفأ الضوء ويظل الأثر*

✍️ صلاح ابراهيم مريود

في السادس من أكتوبر، كانت النهود ترتدي ثوب الفرح، وتغني للزاجل كما تغني الأم لطفلها في يوم ميلاده. لم يكن مجرد مركز للإنتاج الإعلامي والفني، بل كان قلبًا نابضًا في جسد المدينة، يوزع النور على أطرافها، ويزرع بذور الإبداع في تربتها الطيبة.

منذ عام 1999، حين أطلق الدكتور الحاج علي آدم أبو عاقلة شرارة الزاجل الأولى، لم يكن يدرك أن تلك الشرارة ستتحول إلى شعلةٍ لا تنطفئ، وأن المركز سيغدو منارةً تُهتدى بها في ليالي الإعلام السوداني الحالكة. على مدى أكثر من ربع قرن، ظل الزاجل يكتب تاريخه بحبر الصبر، ويُنقش اسمه على جدار الزمن، لا بالاحتفالات، بل بالعطاء.

لكن هذا العام، تمر الذكرى السادسة والعشرون في صمتٍ موجع، كأن المدينة فقدت صوتها، وكأن الزاجل نفسه يحدّق في الفراغ، يبحث عن أهازيج النهود التي غابت، وعن الوجوه التي كانت تملأ أروقته ضحكًا وحلمًا.

لقد صمد الزاجل في وجه العواصف، واحتضن الإعلاميين والفنانين، وخرّج أجيالًا من "الزاوجل" الذين حملوا رسالته في حقائبهم، ونثروها في كل منبر. لم يكن مجرد مركز، بل كان بيتًا، وطنًا صغيرًا للإبداع، ومأوىً للذين آمنوا بأن الكلمة الصادقة قادرة على التغيير.

في زمنٍ شحّت فيه الكهرباء، وتقطّعت فيه شبكات الإنترنت، ظل الزاجل يصدر صحيفته الإلكترونية من قلب النهود، متحديًا كل المعوقات، كأنما يقول: "أنا هنا، لا أنطفئ." وكان مقرًا للإذاعة والتلفزيون، وملاذًا لكل من أراد أن يصنع فرقًا في عالم الإعلام.

واليوم، حين تُطفأ شموع الزاجل قسرًا، لا تنطفئ ذكراه. فالأثر لا يُمحى، والضوء الذي أشعله في القلوب لا يخبو. تبقى النهود مدينةً للعلم والعلماء، وتبقى أمنيتنا أن يعود الزاجل كما كان: صوتًا، حلمًا، ورايةً ترفرف في سماء الإبداع.

Address

جده
Jeddah
الرمزالبريدي23541

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when مركز المريود للإنتاج الثقافي و الاعلامي posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share