08/10/2025
اليوم عيد ميلادها…
ولا أدري لماذا أكتب، ولا لمن، ربما أكتب لها، أو عني، أو عن شيءٍ سقط بيننا ولم نلتقطه في الوقت المناسب.
تعرفتُ إليها صدفة، كأن القدر ألقى بي في طريقها ليمتحن قلبي.
لم تكن جميلة فحسب، كانت حاضرة… كأنها تعرف كيف تملأ الفراغات في حديثي، وكيف تُسكت ضجيج رأسي بكلمة.
كانت تشبه الأغاني القديمة التي لا تملّ منها مهما كررتها، لأن في كل مرة تُصغي فيها، تكتشف معنى جديدًا.
أحببتها كما لم أحب أحدًا.
كانت في حديثها دفءٌ يُشبه النجاة من مطرٍ مفاجئ، وفي صمتها حزنٌ لا يُشبه إلا الحنين. ظننت أني أخيرًا وجدت من يفهمني دون أن أشرح، ومن يطمئنني دون أن أسأل.
ثم جاء ذلك اليوم…
يوم قالت لي الحقيقة، أو ما تبقّى منها.
لا أذكر ملامحي وقتها، لكني أذكر أن شيئًا في داخلي انكسر بصوتٍ لم يسمعه سواي.
لم أغضب وقتها، فقط شعرت أنني غريب داخل قصة لم أعد أعرف بدايتها.
قلت لها بهدوءٍ لم يشبهني: "سأعتبر نفسي ما سمعت شيئًا."
لكن الهدوء لم يكن إلا ستارًا، خلفه غضبٌ كان يكبر في الظلّ.
مرّت الأيام، وكنت أهرب منها لأتخلّص من وجعي، ثم أعود لأتذكّر أني لا أستطيع النجاة منها.
كانت تشبه الجرح الذي يُؤلمك لو تركته، ويؤلمك أكثر لو لامسته. نبتعد، ثم نشتاق، فنعود. حتى آخر مرة، حين تركت لي رسالة قصيرة قالت فيها:
"أعرف أنك لن تسامحني، لذلك سأرحل قبل أن تكرهني."
ورحلت فعلاً.
ومنذ ذلك الحين، لم أعرف لها أثرًا… إلا فينيّ.
لا أملك سوى أن أكتب..
بأنَّ الحب مثل الزجاج، إذا انكسر، يمكنك أن تُلصقه، لكنه لن يعكس وجهك كما كان.
هي لم تخدعني حين أخفت ماضيها، بل خافت أن تفقد حاضرها معي.
وأنا لم أتركها لأنني لم أحبها، بل لأنني لم أعرف كيف أعيش مع صدى الخديعة.