
31/05/2025
في مشهد يختزل الصراع الأبدي بين الهيبة والرعب، يطبق الأسد بفكيه الغليظين على عنق الضبع، وكأن عقارب الزمن قد توقفت، معلّقةً اللحظة بين همسة الحياة وزفرة الموت. أنيابه، كأنها قدر لا مفر منه، انغرست في جسد الضبع المرتجف، بينما عيناه الجامدتان تلمعان ببرود ملكي لا يعرف للرحمة سبيلاً.
الضبع، الذي طالما عجّت خطواته بالغرور وضجّت ضحكاته بصخب القطيع، لم يبقَ منه سوى ظلٌ خافت. عيناه الجاحظتان، تائهتان بين سيقان الأعشاب، تتلفتان يمنة ويسرة، وكأنهما تبحثان عبثاً عن مخرج من هذا الجحيم، أو تلقيان النظرة الأخيرة على عالم تجرد من الشفقة. في تلك اللحظة الفارقة، تمتزج رهبة الرحيل بيقين السقوط، وكأن الضبع يهمس بصمتٍ موجع: "أهكذا تكون النهاية؟ أبهذا الحضور يغيب كل شيء؟"
أما الأسد، فلا يرتعش له جفن. فهو سيد الغابة، وكلمته لا تُرد، ولا حكمه يُنقض. وفي هذا العناق الغارق في الدم، تتجلى الطبيعة في وحشيتها النقية، حيث لا يُمهل الضعيف، ولا ينجو سوى من خُلق ليكون الأقوى.
مواضيع