10/05/2025
لولا دفعُ اللهِ الناسَ بعضَهم ببعض، لفسدت الأرض، ولطغى الجبّارون، ولانتهكت الحرمات. فكما توجد قوى تهدّد، وعيون تطمع، توجد أيضًا قوى تردع، وأُممٌ تقف سدًّا أمام الطغيان. هذه هي معادلة التوازن التي بُني عليها العالم منذ القدم: لا يبقى القوي قويًّا إلى الأبد، ولا يهنأ الظالم بسلطانه طويلًا، لأن في الأرض من يقف له، وفي السماء من يُمهل ولا يُهمل. قوى الردع ليست دائمًا جيشًا وسلاحًا، بل قد تكون تحالفًا، أو رأيًا عامًا، أو حتى دولةً صغيرة تُشعل صرخة الحقّ في وجه الغطرسة. بهذا الدفع الإلهي المتوازن، يبقى ميزان الدنيا قائمًا، حتى لا تأكل نار الظلم كل شيء.