29/08/2025
بيان مشترك من غرف الطوارئ
غرفة طوارئ محليات الطينة، أمبرو كرنوي
حول الأوضاع الإنسانية التي تعيشها مدينة الفاشر المحاصَرة وضرورة الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية
نتابع بقلق بالغ الوضع الإنساني المأساوي الذي تمر به مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، حيث بلغت المعاناة مراحل خطيرة وغير مسبوقة تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين المحاصَرين منذ أكثر من عام ونصف. لقد باتت أصوات الجوعى وأنينهم تعلو في الطرقات والمساكن، فيما يواجه الأطفال والنساء وكبار السن خطر الموت جوعاً وعطشاً ومرضاً في ظل انعدام الغذاء والدواء.
إن استمرار الحصار المفروض على الفاشر ومنع وصول المساعدات الإنسانية جعل المدينة ساحة مفتوحة لكارثة إنسانية بكل المقاييس، في وقت يقف فيه العالم صامتاً أمام معاناة المدنيين الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم عالقون في أجواء هذه الحرب.
وعليه، فإننا نطالب ونناشد الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية والإقليمية وكل أصحاب الضمائر الحية بضرورة الآتي :
1/ فتح ممرات إنسانية آمنة وعاجلة لإدخال الغذاء والدواء إلى مدينة الفاشر فوراً ودون أي تأخير .
2/ ضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بعيداً عن أي اعتبارات عسكرية أو سياسية.
3/ تنفيذ عملية إسقاط جوي عاجلة ومنتظمة للغذاء والدواء إلى مدينة الفاشر، باعتبارها الوسيلة الوحيدة والآمنة حالياً لإنقاذ حياة المدنيين المحاصَرين. إن أي تأخير في بدء عمليات الإسقاط الجوي يعني ترك مئات الآلاف لمصير الجوع والمرض والموت، وهو أمر لا يمكن القبول به تحت أي ذريعة .
إن ما يجري في الفاشر يُعَد جريمة إنسانية مكتملة الأركان ، ومخالفة واضحة وصريحة للقانون الدولي الإنساني . وما يدور من قصف وقتل الممنهج للمدنيين ، إلى جانب سياسة التجويع الممنهج التي تنتهجها مليشيات الدعم السريع وأعوانهم المحليين والدوليين، هو جريمة ضد الإنسانية بكل المعايير. إنه اختبار حقيقي للأمم المتحدة والمنظمات والدول التي تدّعي الإنسانية وتؤمن بمبادئها .
نؤكد أن كل دقيقة تمر دون تحرك عاجل لتنفيذ الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية تعني فقدان المزيد من الأرواح البريئة . ونحمّل كافة الأطراف المعنية المسؤولية الكاملة عن أي تدهور إضافي للأوضاع. كما نؤكد أن الصمت في مواجهة هذه الكارثة ليس فقط تخاذلاً، بل هو جريمة كبرى في حق الإنسانية وانعدام لروح التضامن .
الجمعة 29 أغسطس 2025م