روايات وكتابات بقلم سهى ناصر

روايات وكتابات بقلم سهى ناصر كاتبة سودانية | أكتب لأفهم وأتمرّد
أخلق عوالم بين الخيال والواقع
أهوى القراءة وتأمل المشاعر
تابعني إن لامسك حرفي 🧡

10/07/2025

أحببتكِ
لأنكِ نصف إنسان
والنصف الآخر منكِ:
شمسُ شِتاءٍ شُجاعة..
ومن أطرافكِ تتطاير شرارات المودَّة.
لأنَّ حبكِ وحده
القادر على إحداثِ طفرة جينية بحزني الشرِّير
وتحويله إلى حزنٍ ودود.
لأنكِ مهووسةٌ بالصَّمت،
وفي نفسِ الوقت
مجنونةٌ في الثَّرثرة.
لأنكِ عبقريةٌ في الحنان،
وفي الوقتِ ذاته
مُباركةٌ في الحكمة.
لأنكِ انبعاثٌ لمُخيِّلةٍ غزيرة الأُفُق،
وبيئة مُنتجة للحُبّ
في آنٍ واحد.
لأنكِ الوحيدة
القادرة على إنقاذي مني،
ومنكِ..
لأنكِ الخلاص ♥️♥️

‏🎉‏ ربحت شارة موهبة ناشئة هذا الأسبوع، والتي تم منحها تقديرًا لي على إنشاء محتوى جذاب يثير اهتمام معجبيني 😍😍♥️
15/06/2025

‏🎉‏ ربحت شارة موهبة ناشئة هذا الأسبوع، والتي تم منحها تقديرًا لي على إنشاء محتوى جذاب يثير اهتمام معجبيني 😍😍♥️

15/06/2025

الفصل الرابع 💙💙

جلستُ في غرفتي، أراقب وجهي في المرآة. عيناي العسليتان كانتا تطفوان فوق بحر من القلق. شعري الأسود الطويل مسترسلٌ على كتفيّ، لكن لم أعد أرى فيه جمالًا. كنتُ أرى فتاةً مُنهكة، تائهة بين واقعٍ لا يُطاق وحلمٍ بعيد.

دخلت أمي الغرفة، وجهها يحمل مزيجًا من الحنان والخوف.

سألتها بصوتٍ خافت: "أمي... لماذا لا نغادر هذه المدينة؟ لماذا لا نسافر إلى إيلاريا أو إندالين؟ ربما هناك أجد إجابة."

نظرت إليّ بحزن وقالت: "ليرا، العالم ليس كما تتخيلينه. ليس من السهل أن نرحل."

قلت بإصرار: "لكنك تعلمين أنني مختلفة، تعلمين أنني لا أستطيع الاستمرار هكذا. الأصوات لا تهدأ، إنها تلاحقني حتى في أحلامي."

اقتربت مني وجلست بجانبي، أمسكت بيدي وقالت: "أعلم، صغيرتي... ولكننا نخشى عليك. لقد... لقد حدثت أمور لأشخاص آخرين قبلك."

نظرت إليها بدهشة: "ماذا تقصدين؟"

تدخل أبي في تلك اللحظة، وكان يقف على الباب يسمع حديثنا.

قال بجدية: "ليرا، أنت قوية، ولكن العالم في الخارج لا يرحم. هناك من كانوا مثلك... وانتهى بهم الأمر إلى الجنون، أو... الأسوأ."

قلت وأنا أرفع صوتي قليلًا: "أنا لا أريد أن أكون مثلهم! ولهذا أريد أن أبحث عن حل. عن علاج. أريد أن أعيش، لا أن أختبئ في الظل!"

سادت لحظة صمت، تبادل فيها والدي نظرات قلقة. ثم قال أبي: "سنفكر في الأمر، لكننا لا نعدك بشيء. سلامتك أهم من كل شيء."

خرجتُ من الغرفة بعد لحظات، قلبي يخفق بقوة. لم يكن رفضًا مباشرًا، لكنه لم يكن قبولًا أيضًا.

في طريقي إلى الحديقة الخلفية، وجدتُ ألّين تنتظرني. كانت تقرأ كتابًا، وعندما رأتني، ابتسمت.

قالت بصوتٍ دافئ: "ليرا، وجهك يخبرني أن الأمور لم تسر كما أردتِ."

جلست بجانبها، وسردتُ عليها ما جرى. استمعت لي بانتباه، ثم قالت: "أعتقد أنهم لا يرفضونك، بل يخافون من المجهول. لكنك تستحقين أن تعرفي. وسنجد طريقة... سويًا."

"كانت ألّين دائمًا النسمة التي تهدئ عاصفتي. لم تفهم تمامًا ما أمر به، لكنها لم تحاول الهروب. وهذا كان يكفيني."

في تلك الليلة، حدّقتُ في السماء طويلًا. لم أكن أعرف ما ينتظرني، لكنني كنتُ أعلم أنني لن أبقى كما أنا. هناك عالم كامل ينتظر أن أكتشفه، وأسرار عليّ أن أواجهها، مهما كان الثمن.

كانت ليرا تتأمل وجهها في المرآة. عيناها العسليتان تنظران في عمقٍ كأنهما تبحثان عن شيءٍ لم يُخلق بعد. مضت أشهر على محادثتها الأخيرة مع والديها عن الرحيل، لكنها لم تتوقف عن المحاولة، بل زاد إصرارها.

"لا يمكن أن أظل هنا للأبد. هذا المكان يخنقني... وأنا... أنا لا أريد أن أُجن مثلهم،" تمتمت لنفسها.

خرجت من غرفتها تتجه نحو المطبخ، حيث كانت والدتها تعد الإفطار.

"صباح الخير، أمي."

نظرت إليها والدتها بحنان، وقالت: "صباحك نور يا ليرا."

ترددت ليرا قليلاً ثم جلست على الطاولة.

"أمي، أنا... أريد أن أعود للحديث عن السفر."

وضعت والدتها الملعقة على الطاولة بهدوء، ثم قالت: "يا ليرا، ألم نتحدث في هذا الأمر من قبل؟"

دخل والدها في تلك اللحظة، وكأنه شعر بما يُقال. جلس على الكرسي المقابل، وقال بصوت حازم: "لن نسمح لك بالمخاطرة بنفسك، يا ليرا."

رفعت رأسها نحو والدها، وقالت بثبات: "أنا لست طفلة يا أبي. لقد بلغت السابعة عشرة، وأفهم جيدًا ما يدور من حولي."

صمت للحظة، ثم قال: "ما تدعين أنك تفهمينه، يا ابنتي، أخطر بكثير مما تظنين."

قاطعته ليرا بنبرة فيها حزن وغضب: "لكنني أعيشه كل يوم! هل تعلمان كم من الوقت أقضيه وأنا أسمع ضجيج الناس في رأسي؟ لا أستطيع النوم، لا أستطيع التفكير بحرية، لا أستطيع أن أكون أنا!"

نظرت والدتها إلى زوجها، ثم قالت: "إننا فقط نخشى عليك، يا ليرا. رأينا من قبلك من لم يتحمل هذا العبء."

تنهدت ليرا وقالت: "لكنني لا أريد أن أكون نسخة من قصص الفشل. أريد أن أبحث عن طريقة، عن علاج... حتى إن فشلت، أريد أن أفشل بمحاولتي، لا بسكوني."

عمّ الصمت الغرفة للحظات.

ثم قالت والدتها بهدوء: "إن كنا سنسمح لك، سيكون بشروط صارمة... وسنرافقك في كل خطوة."

اتسعت عينا ليرا بدهشة، "هل تقصدين ذلك حقًا؟"

قال والدها: "لن نتركك وحدك، ولكننا سنختار الوجهة، وسنتأكد أنها آمنة."

ابتسمت ليرا، لأول مرة منذ أسابيع، شعرت بأن النور يتسلل إلى جدارٍ كان مغلقًا.

"في تلك اللحظة، لم يكن الأمر عن السفر فقط... بل عن الاعتراف. اعترفوا أخيرًا بأنني لست بخير، وأنني بحاجة للمساعدة. وكانت تلك بداية الرحلة."💙💙

15/06/2025

الفصل الثالث 💙💙

كنت في السابعة عشرة من عمري، وقد خَبت في قلبي بذورُ الشك منذ الطفولة. لم أعد أطيق ذلك الضجيج، ضجيج العقول. لم يكن الأمر مجرد أصوات تتردّد في رأسي، بل كانت أفكارًا حقيقية، صريحة، لا تعرف المجاملة ولا الستر. كنت أسمع ما لا ينبغي سماعه، ما لا يُقال علنًا، وأتحمّل فوق طاقتي.

كانت أمي تراقبني كثيرًا. أحسّ بها تحاول أن تقرأ تعبير وجهي كما أقرأ أنا أفكار الآخرين. لكنها لم تكن تعلم أنّني كنت أسمع صوت قلقها الداخلي: "هل ستنتهي مثلهم؟ هل ستحترق؟"

وفي أحد الأيام، لم أعد أحتمل.

"أمي... لماذا أسمعهم؟ لماذا أسمع كل شيء؟"

نظرت إليّ، وفي عينيها ارتباك لم تعهده من قبل.

"ليرا، صغيرتي، إنك فقط حساسة قليلاً... إنها مرحلة وستمر."

صرخت: "بل لا تمر! إنها تكبر! أنا لا أنام! لا أصمت! ولا أحد غيري يعاني بهذا الشكل!"

دخل أبي فجأة إلى الغرفة، وقد سمع الحوار.

"ليرا، كفى. أنتِ بخير، وما تمرين به طبيعي. الكثيرون يسمعون أفكار الآخرين، لكنها لا تؤذيهم كما تؤذيك."

نظرت لهما في صمت، وأنا أعلم أنهما يكذبان. يعلمان الحقيقة ويخفونها.

"كنت أعلم منذ سنين أنهما يخفون شيئًا. أن ما أعانيه ليس عاديًا. لكنني أردت التصديق... أردت فقط أن أكون طبيعية."

في تلك الليلة، قررت أن أبحث بنفسي. تسللت إلى المكتبة القديمة في بيتنا. كنت أعلم أن والدي يحتفظ بكتب نادرة ومخطوطات ممنوعة. وهناك... وجدت اسمهم.

"الذين سمعوا أكثر مما يحتملون."

كان كتابًا صغيرًا، مغطى بطبقة من الغبار، فيه قصص عن أشخاص مثلي. جميعهم انتهى بهم الحال إمّا إلى الجنون أو إلى الانتحار.

لكنني لم أرتعب. لم أبكِ. فقط أمسكت بالكتاب بقوة وقلت لنفسي:

"لن أكون مثلهم. سأجد طريقة. سأحيا، وسأفهم."

كانت الشمس تميل للغروب عندما قابلت إلين في الحديقة القريبة من المعهد.

قالت وهي تراني: "لقد غبتِ عن الحصص اليوم، كنت قلقة."

أجبتها وأنا أجلس بجانبها: "كنت بحاجة لبعض الوقت، لأفهم... أو لأتظاهر أني أفهم."

نظرت إليّ ملياً ثم قالت: "أتعرفين يا ليرا؟ أحيانًا أظن أن داخلك مدينة كاملة... يسكنها كل شيء، ما عدا الراحة."

ضحكتُ بمرارة: "مدينة؟ بل أرواندا كلها في رأسي."

قالت بهدوء: "هل... هل تفكرين في البحث عن حل؟"

نظرت نحو السماء ورددت: "لا، أنا قررت. سأجد علاجًا لهذا. لن أكون مجرد ضحية أخرى."

سألتني: "وأين ستبدئين؟"

أجبتها: "هناك معهد في مدينة "إيلاريا"، يعمل على دراسات لفهم طاقة التفكير. قالوا إن هناك حالات مشابهة لي. سأذهب."

قالت: "ووالداكِ؟"

"سأقنعهما... أو على الأقل، سأمضي سواء اقتنعا أم لا."

"في تلك اللحظة، عرفت أنني لست وحدي تمامًا. ربما لم تكن ألين مثلي، لكنها كانت تراني. ترى الألم خلف عيني."

في تلك الليلة، جلست أكتب في دفتري الصغير:

"كل فكرة تُسمع، كل شعور يُفضح، وكل سرٍّ يُكشف، هو حبل حول عنقي. لكن ربما... فقط ربما، أستطيع أن أكون أول من يقطع هذا الحبل، لا ليهرب، بل ليحرر الآخرين."

أغلقت الدفتر ونظرت إلى السقف، إلى تلك الزاوية التي طالما حدقت فيها وأنا صغيرة.

لكن الليلة، وللمرة الأولى، لم أشعر بالخوف... شعرت بالتصميم.💙💙

05/06/2025

الفصل الثاني 💙💙

سبعة عشر عاما من الصمت 💙

مرّت السنوات كظلّ هارب، وها أنا ذا في السابعة عشرة من عمري. لم يعُد صوت الآخرين داخلي محض صدى، بل جلبة لا تهدأ، همسات تلاحقني في اليقظة والمنام. ظننتُ أنني سأعتاد، لكنني لم أفعل. بل، ازداد كل شيء سوءًا. الهدوء الذي كنت أبحث عنه، تحوّل إلى أمنية بعيدة.

كنت أجلس في ركن غرفتي، على الأرض، وظهري مستند إلى الحائط، أراقب انعكاس ضوء الشمس يتسلل من النافذة عبر الستائر، بينما تتعالى الأفكار في رأسي. لم تكُن أفكاري وحدها، بل مزيجاً من أصواتهم... أصوات الجميع. حتى الجيران. حتى الغرباء في الشارع.

دخلت أمي فجأة.

"ليرا، لماذا لا تأتين لتناول الفطور؟ لقد ناديتك مرتين."

نظرت إليها مطولًا، ثم تمتمت: "أشعر بالتعب يا أمي."

اقتربت وجلست جواري. "من ماذا؟ هل حدث شيء في المدرسة؟"

ترددتُ، ثم قررت أن أتحدث، أن أبدأ...

"أمي... لماذا أسمع كل هذه الأفكار؟ لماذا أنا؟"

تغيّر وجهها. للحظة، رأيت الخوف فيه. لكنها سرعان ما استقامت وقالت بنبرة هادئة مصطنعة:

"كلنا نسمعها يا ليرا. إنه أمر طبيعي."

"لكنكم لا تبدون منزعجين! لا أستطيع النوم، لا أستطيع التركيز، إنهم يصرخون داخلي طوال الوقت!"

دخل أبي إلى الغرفة. "ما الأمر؟"

ردّت أمي بسرعة: "حديثٌ عابر."

لكني لم أعد أطيق.

"أبي... لماذا لا تقولون لي الحقيقة؟ أنا أعرف أن هناك شيئًا مختلفًا فيّ. أسمع أكثر منكم. أشعر بكل شيء... وكأنني عارية أمام هذا العالم."

نظر إليّ مطولاً. كان صامتًا، ثم جلس أمامي وقال:

"هناك من يمتلك حساسية عالية. أنتِ منهم يا ليرا. البعض يُدعى بـــ 'الحساسين العقليين'... قليلون جدًا."

سألته: "وما الذي يحدث لهم؟"

سكت، ثم نظرت أمي إلى الأرض.

"بعضهم... لم يحتمل."

"يعني؟"

أمي قالت: "انتهي بهم الأمر إلى... الجنون، أو اختاروا الرحيل."

جلست في صمت، كأنني تلقيت ضربة على رأسي.

"لماذا لم تخبراني؟ لماذا تركتماني وحدي؟"

رد أبي: "كنا نخاف أن يؤذيكِ ذلك. كنا نأمل أن تختلفي."

"لكنني لم أكن مختلفة. بل أسوأ."

أدركت حينها أنني لست وحدي. وربما هذا ما يخيفهم. أن أكون مثل أولئك الذين فقدوا عقولهم، لأن عقول الآخرين لم تتوقف عن ملاحقتهم. ولكنني لست مثلهم... أريد أن أقاتل.

خرجت من الغرفة وتركتهم خلفي. قررت وقتها أنني لن أعيش ضحية. لن أكون كمن انتهى بهم الأمر إلى الجنون أو الموت.

خرجت إلى شرفة المنزل، أتنفس بعمق، أنظر إلى سماء إيفيرا، مدينتي، محاولًا أن أستمد منها قوة ما.

في اليوم التالي، ذهبت إلى ألين. ( الين ليست فقط صديقتي، إنها مرآتي الوحيدة في هذا العالم المقلوب. عندما تتكلم، أسمع صوتها. وعندما تصمت، أسمع عقلها. ومع ذلك، لم تخذلني يومًا)

"ألين... هل شعرتِ يومًا أن الأفكار تخنقك؟"

قالت لي: "أحيانًا، لكنك ليرا... دائمًا مختلفة. كأنك تسمعين طبقات من الحقيقة نحن لا نصل إليها."

"وأنا سئمت ذلك، ألين. أريد أن أجد علاجًا، طريقة، أي شيء... لأتوقف عن هذا العذاب."

أمسكت يدي وقالت: "سأكون معك. مهما قررتِ."

ابتسمتُ لأول مرة منذ زمن. ربما... ربما هناك أمل. فقط، علي أن أبدأ.

ولأول مرة، شعرت أنني لست وحدي.💙💙

الفصل الأول:💙💙 تلك الأصوات التي لا تنام💙💙منذ كنت في السابعة من عمري، كنت أسمع كل شيء.ولست أعني بكلمة "كل شيء" ما يسمعه ا...
01/06/2025

الفصل الأول:💙💙

تلك الأصوات التي لا تنام💙💙

منذ كنت في السابعة من عمري، كنت أسمع كل شيء.
ولست أعني بكلمة "كل شيء" ما يسمعه الآخرون — الأصوات، الضحكات، أو حتى الموسيقى التي تنبعث من النوافذ المفتوحة...
أنا كنت أسمع الداخل.
كنت أجلس بين أطفال الحي في ساحة اللعب، لكن عقلي لم يكن هناك.
كلما نظرت إلى وجه، تسللت الكلمات التي لم تُنطق.
“لماذا لا يحبني والدي؟”
“هل سأفشل في الامتحان؟”
“أتمنى لو كنت جميلة مثلها…”
أفكار، همسات، جروح مخفية... كلها تنسكب في رأسي دون إذن.
في البداية، ظننت أن الجميع يعيش هكذا.
كنت أظن أن “العقل المفتوح” هو الشيء العادي... حتى بدأت أسأل.
لم أكن أفهم تمامًا، لكني كنت أسمع.
أسمع ما لا يُقال.
كأن رأسي وُلد ببابٍ مفتوح على عقول الجميع.

كان عمري عشر سنوات حين بدأت أميز بين صوتي الداخلي... وصوت الآخرين.
في البداية، حسبته مجرد خيال. أو ربما لعبة عقلية طريفة، كأن أحدهم يتحدث داخل رأسي دون أن يفتح فمه.
كنت أركض في ممرات بيتنا بمدينة "إيفيرا"، حيث الأشجار تتمايل مثل الأفكار، لا تُرى... لكن تُحس.
وحين نظرت نحو جاري العجوز، سمعت في رأسي جملة قالها دون أن يتفوه بها:
"ما بال هذه الطفلة تحدق هكذا؟ هل اكتشفت سرّي؟"
تجمدت. لم يكن يتحدث. فمه مغلق، لكنه... قالها.
شيء بداخلي قال: "أنتِ لستِ مثلهم."
في الليالي التالية، لم أنم بهدوء. كنت أسمع والديّ يتحدثان في أفكارهما بينما يبتسمان لي.
"علينا أن نراقبها جيدًا... لا يجب أن تعرف الحقيقة الآن."
"إنها صغيرة جدًا لتفهم."
كنت أراهم يتكلمون دون صوت، وأتظاهر أنني لا أفهم.
لكن... كيف لا أفهم؟ وأنا أسمعهم حتى حين يصمتون؟

"لماذا قالت إنها بخير، وهي تفكر في البكاء؟"
سألت أمي ذات مرة، بعد زيارة جارتنا.
نظرت إليّ بصمت، ثم ابتسمت:
"الناس تقول أشياء كثيرة يا ليرا، لا تفكري في الأمر."
لكني فكّرت...
ثم سألت أبي يومًا:
"أبي... لماذا أسمع ما لا يتكلمون به؟ لماذا يدخلني كلام لم يقولوه؟"
اقترب مني، مسح على شعري وقال:
"أنت فقط ذكية، تتخيلين الأمور... هذا شيء طبيعي، لا تخافي."
لكنني كنت خائفة.
كلّ ما حولي بدا صاخبًا، رغم سكونه.
حتى عندما أغلق الباب، كانت الأصوات تتسرّب من بين جدران العقول.
كنت أحاول أن أكون مثلهم.
أن ألعب كطفلة، أضحك، أركض...
لكنني دومًا كنت أسمع ما يجعل الضحك ثقيلاً، واللعب باهتًا.
لماذا أنا؟
كنت أرددها، بيني وبين نفسي، كأنها نشيد حزين.
أراقب نظرات أمي وهي تخفي قلقها،
أستمع لصوت أبي في داخله يقول:
"يجب ألا تعرف، يجب أن تبقى عادية."
لكنني لم أكن عادية، ولم أرد أن أكون.
كنت أسمع الألم، الخوف، الأسرار.
وكل ما أردته هو الصمت
و استوعبت انه كلما كبرت، زاد الثقل في رأسي.
كنت أسمع أكثر... وأعمق.
لم يكن صوتًا واحدًا، بل آلاف...
كلّهم يتحدثون في الوقت ذاته، وكلّهم ينادونني.
مرت سنوات... وأنا أكتم كل شيء.
أتظاهر أني لا أسمع.
أجرب أن أكون طبيعية.
لكني أفشل كل مرة.
كلما حاولت الصمت...
ازدادت الأصوات وضوحًا.
وأذكر تلك الليلة — كنت في غرفتي، أنظر للسقف، أُحصي أنفاسي.
كانت جملة واحدة تدور في رأسي:
"أنا لا أريد أن أجن."
سألت نفسي سؤالًا جديدًا:
"متى سأتوقف عن الهروب؟"
كل القصص التي أخفوها عني بدأت تظهر،
عن أولئك الذين كانوا مثلي...
قصصًا تُروى همسًا...
عن فتياتٍ اختفين، عن رجالٍ فقدوا عقولهم، عن صرخات لا يسمعها أحد.
ومن ذلك اليوم... بدأت أدوّن.
بدأت أكتب في أوراق صغيرة، ثم أخبئها تحت سريري:
"أنا أسمع."
"الناس لا يملكون أسرارًا."
"الصمت لم يعد صمتًا."
كبرت وأنا أبحث عن لحظة واحدة... لا أسمع فيها شيئًا.
جربت أن أضع وسادات سميكة على أذني، جربت الغناء بصوتٍ عالٍ، لكن الأفكار لا تُقفل... الأفكار لا تسكت.
وصار كل يوم يمر... يُثقل رأسي أكثر.
وكلما أخبروني أنني بخير، كنت أصدّقهم أقل.

وبينما كنت في الخامسة عشر من عمري كنت أرتب في عقلي خطة صغيرة:
"حين أكبر... سأبحث عن علاج. لا أريد أن أصير مثلهم... الذين فقدوا عقولهم من كثرة الأصوات."
أبي كان يقول دومًا حين يراني شاردة:
– "هل تسمعين شيئًا الآن، ليرا؟"
وأضحك، رغم الألم، وأرد:
– "أبدًا يا أبي... فقط أفكر."
ولم يكن يعلم... أنني أسمع أفكاره، قبل أن ينطقها.💙💙

#يتبع

31/05/2025

ي حلويين💙💙

بكرا ح ننزل الفصل الأول من الرواية 💙💙

وح نثبت يوم الاحد والخميس من كل أسبوع ح ينزل فصل واحد💙💙

ليرا – الشخصية الرئيسية💙العمر: 17 عاماً ، عمر م بين الطفولة والنضجالملامح: عيونها بلون العسل، لكنها ليست مجرد عيون جميلة...
31/05/2025

ليرا – الشخصية الرئيسية💙

العمر: 17 عاماً ، عمر م بين الطفولة والنضج

الملامح: عيونها بلون العسل، لكنها ليست مجرد عيون جميلة... بل مرآة تعكس ضوءاً داخلياً غريباً، كأنها ترى ما خلف الكلمات. شعرها أسود طويل، ينسدل كظلٍ هادئ على كتفيها، ونظراتها غالباً ما تُربك من حولها. لم تُخلق ليرا لتكون الأجمل، لكنها تحمل في ملامحها شيئاً لا يُنسى؛ ندبة صغيرة قرب حاجبها الأيسر، وآثار حيرة قديمة في ابتسامتها.

السمات الشخصية:
ليرا ذكية، ذات ذاكرة حادة، تلتقط التفاصيل الصغيرة وتقرأ ما بين السطور. هادئة... لكن هدوءها ليس استسلاماً، بل مراقبة وصبر. شجاعة، لا تتردد في قول ما تؤمن به، وتمردها لا يأتي من فراغ، بل من رفضها العيش على هوامش الصدى. لا تبحث عن المشاكل، لكنها لا تهرب منها حين تأتي.

الخلفية:
نشأت ليرا في منزل بسيط في أحد أطراف مدينة "إيفيرا"، حيث كانت الجدران مليئة بالأحاديث التي لا تنتهي. لم تكن طفولتها مأساوية، لكنها لم تكن مثالية أيضاً. كان والدها يحاول كبح أفكاره بصمتٍ غير مُجدي، وكانت أمها تخبئ مشاعرها تحت قناع من الرضا. أما ليرا، فقد ولدت وهي تتساءل:
"لماذا نسمع أفكار بعضنا؟ ومتى سنسمع أنفسنا؟"
منذ صغرها، كانت تحاول اختراع طرق لعزل صوتها الداخلي، تضع أوراقاً فوق رأسها، ترتدي قبعات ثقيلة، وتجرب التأمل. لكنها لم تجد الصمت أبداً.

العلاقات:
ليرا ليست منغلقة، لديها صديقة مقرّبة "آلين" وهي علاقتها الوحيدة التي تشبه الهدوء. لا تكره الناس، لكن لا تثق فيهم بسهولة. تبني حول نفسها دائرة من الأسئلة قبل أن تسمح لأحد بالدخول.

هدف ليرا لا يتجزأ:

تريد أن تفهم لماذا وُلدت في عالم لا يعرف الخصوصية.

تريد أن تهرب من صدى الآخرين وتسمع نفسها أخيراً.

وربما، فقط ربما... تحرر أرواحاً مثلها.

أكبر مخاوفها:
أن تُمحى هويتها وسط صخب العقول. أن تفقد نفسها وتتحول إلى مجرد صدى لا يحمل معنى.
وما يكسرها: أن تعرف أن الصمت مستحيل.

💙💙💙💙💙

30/05/2025

منو أنا؟

سؤال بسيط... لكن وراه رحلة طويلة.

أنا اسمي سهى ناصر
أحب الهدوء... لكن داخلي عاصفة من الأسئلة والأفكار.

بعشق القراءة،
بتسرقني من الواقع وتوديني لعوالم تانية
فيها شخصيات بتشبهني... أو بتحلّ لي الغازي.

بكتب عشان أتنفّس،
وعشان أترجم الصمت الجواي لحروف.

بشتغل في المجال المصرفي،
لكن دايمًا عندي جزء داخلي بيحن للفن والكلمات.

بكتب رواية اسمها "ليرا: في أرض الصدى"،
عن بنت بتسمع أفكار الناس... وبتفتش عن الصمت والمعنى.

بودكاستي "نغمات الحياة"
هو صوتي العالي في عالم مزدحم،
بحاول أفتح بيه نوافذ للنقاش، للتفكير، وللأمل.
مرات بنكون عايزين نقدم نفسنا للناس،
لكن ما عشان نثبت ليهم منو نحن...
بل عشان نفتّش مع بعض عن المعنى.

دي أنا... سهى،
بين البودكاست، القراءة، والكتابة...
أحاول أخلي البوست دا مساحة تعرّف، وافتتاحية لرحلة صادقة.

♥️♥️♥️

ي حلوين 🔥♥️♥️عملت ليكم الصفحات جاهزة للمتابعة ورضيتكم كلكم 😍العايز الواتس عملنا قناة في الواتس🔥🔥والعايز تلجرام برضو جاهز...
30/05/2025

ي حلوين 🔥♥️♥️

عملت ليكم الصفحات جاهزة للمتابعة ورضيتكم كلكم 😍
العايز الواتس عملنا قناة في الواتس🔥🔥
والعايز تلجرام برضو جاهزة 🔥🔥
والعايز فيسبوك جاهزة 🔥🔥

يلا تشرفونا ♥️♥️♥️

ح اخلي ليكم روابط الصفحات ✅

رابط صفحة فيسبوك
https://www.facebook.com/profile.php?id=100064654843735&mibextid=ZbWKwL

رابط صفحة تلجرام
https://t.me/sohanasir44

رابط صفحة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029Vb92bcAATRSpXeVdf62F

بسم الله أبدأ خطوة جديدة 💙💙💙اسأل الله التوفيق فيها 💙💙مسيرة جديدة واتجاه جديد في الكتابة نحو تأليف رواية لأول مرة ، رواية...
30/05/2025

بسم الله أبدأ خطوة جديدة 💙💙💙

اسأل الله التوفيق فيها 💙💙

مسيرة جديدة واتجاه جديد في الكتابة نحو تأليف رواية لأول مرة ، رواية من الخيال 💙💙

اسم الرواية *ليرا _ في ارض الصدى*💙💙

من وين جاتني فكرة الرواية؟

"فكرة الرواية جاتني من تأملاتي في العلاقات الإنسانية وكيفية تأثير الأفكار على سلوكياتنا. تخيلت عالم لا توجد فيه خصوصية للأفكار، حيث يسمع الجميع ما يدور في عقول الآخرين. وعندما بدأت أستعرض هذا العالم في مخيلتي، خطرت لي فكرة عن بطلة ترفض هذا الواقع وتحاول إيجاد طريقة للتمرد عليه. من هنا بدأت رحلة خلق عالم أرواندا الخيالي ، عالم مليء بالصوت والصدى، حيث يُجبر الناس على التعبير عن أفكارهم بشكل علني."🥹💙

ذليه اخترت اسم الرواية "ليرا: في ارض الصدى"؟

"اسم ليرا اخترته لأنه يعكس شخصية البطلة التي تحمل روح التمرد . اسم بسيط، لكنه في نفس الوقت يحمل سرًا بداخله. أما "في بلاد الصدى", فيعكس العالم الذي تدور فيه الأحداث، حيث لا تُسمع إلا الأفكار والمشاعر التي تخرج من عقول الأشخاص مثل الصدى، دون أن يكون هناك مجال للخصوصية أو الصمت. الصدى في هذا السياق هو تمثيل لعالم يُساق فيه الناس إلى التعبير عن كل ما يخطر في ذهنهم، وهو ما تقاومه ليرا."🥹💙

الرواية خيال ولا واقعية؟

"الرواية هي خيال، لكن في ذات الوقت تحمل رسائل واقعية. هي ليست مجرد سرد لحدث خيالي، بل هي دعوة للتأمل في مدى تأثير الأفكار على الإنسان وحرية التعبير. الرواية تناقش قضايا إنسانية عميقة مثل الحرية، التمرد، والبحث عن الهوية في عالم مليء بالضغوط."🥹💙

📚 انتهت الحكاية... وبدأت الرحلة💜اليوم أقدر أقول بفخر: "أنهيت روايتي الأولى (ليرا: في أرض الصدى)" 💜رحلة مليانة تحديات، أص...
29/05/2025

📚 انتهت الحكاية... وبدأت الرحلة💜

اليوم أقدر أقول بفخر: "أنهيت روايتي الأولى (ليرا: في أرض الصدى)" 💜
رحلة مليانة تحديات، أصوات، صمت، بحث عن الذات…

والآن جاء دوركم تختاروا معاي: كيف تحبوا تقروها؟
هل نفتح قروب تلجرام؟
ولا واتساب؟
ولا ننشرها في فيسبوك؟
أكتبوا ليا في التعليقات أو الرسائل، رأيكم مهم، ورح أختار الطريقة اللي تناسب الأغلبية 💜💜






💜💜💜💜💜💜💜💜

Address

Khartoum North

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when روايات وكتابات بقلم سهى ناصر posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share