17/07/2025
الحادي عشر..
أثناء ما نحن قاعدين جانا عامر ولد فتح الرحمن جارنا، اللي ابوه استشهد دفاعًا عن أبوي، بقينا في لحظة صمت كلنا قعد معانا وسلم علينا وانا حقيقي رغم انه قضاء وقدر بس انا مكسوف أعاين ليه بم انه نحن جرحنا واحد والأتنين فقدنا ابائنا، برضه ما غادر اعاين ليه بطريقة مباشرة، سألنا قال لينا اها أبوكم إن شاء الله جمعتو بيهو، قلت ليهو جمعنا بيهو بس للأسف فقدناه برضو ق.تلوه قدامنا زي ما ق.تلو ابوك قدام امي، قال لا حولا ولا قوة إلا بالله وحسبي الله ونعم الوكيل، قال لينا يعني انتو برضو فقدتو أبوكم؟
قلنا ليه اي والله بس أبوك برضو واجعنا لأنه بدون سبب
قال لينا عاينو، نحن جيران وحارتنا وحده وقبل ما نكون جيران لعبنا طفولتنا مع بعض واكلنا وشربنا مع بعض، وانا إنسان مؤمن جدًا بقضاء الله وقدرة وانت ما تشيلو في قلبكم، هنا وقتها انا بديت أسخن وكأنه نزل مني هم، افتكرتة ح يقول لينا انتو كنتو سبب في موت ابوي ويتحسبن فينا بس الحمدلله كان راجل وصابر ونحن صبرنا عشان هو صابر، نادا لينا امه وأخوانه، قعدو معانا وسبحان الله لما عرفو ابونا مات برضه ما زادو علينا الهم بالعكس بقو يخففو مننا ويطمنونا ويقولو لينا الجاية من الله فعلاً واصلة والحمدلله علي كل حال، وبقينا نحكي في طريقة مروقنا من بيوت وقدر شنو نحن عانينا وصبرا عشان نشوف مكان أمن والفي النهاية جمعتنا مدرسة.
هسي في قعادنا داك، جونا متطوعين من ضمنهم سوهندا عبد الوهاب ومهاد عصام وود الصول ورزقة ملك الإبتسامة، وكانو شايلين وجبة الفطور، لما تشوف الأطفال شايلين المواعين الفاضية وواقفين صف قلبك يتقبض من الزعل والحزن، الناس تجي اول ما المتطوعين ديل يدخلو المدرسة الناس تقوم جارية عليهم الوضع يحنن والحال يغني عن السؤال بس حقيقي المتطوعين ديل ربنا يجزيهم عنا الف خير، حقيقي ما قصرو معانا ووقفو معانا ربنا يتقبل منهم الأعمال الصالحة
انا ومعاي عامر ود فتح الرحمن مشينا وقفنا في الصف داير نشيل فطور لي أهلنا، المدرسة كانت هائجة وصراخ الأطفال المرضى والجوع واللي بيعانو من سوء التغذية، شلنا فطورنا ومشينا قعدنا الأسرتين علي فراش واحد انا ومصعب وعامر قعدنا نفطر برانا وامي وسمر وأسرة عامر يفطرو مع بعض، شبعنا وغسلنا يدينا وقلنا الحمدلله وذلك الفضل من الله، في قعدتنا علي الفطور دي كنا بنتونس ونضحك وكأنه ابواتنا ما ماتو عرفنا انه قدر ومكتوب ومنها لي عدمنا الإحساس وقعدتنا دي طلعت مننا سلبيات كتيرة وحصل تكاتف بين الاسرتين تكاتف عجيب
امي قاعدة ولابسة ابيض، وفترة العدة حقتها عايزة تقضيها في المدرسة والحتة دي ما راضي فيها بحاول افتش بيض سماء وأرض عشان امي تاخد راحتها، وقتها سمر بي رجلها ديك حلفت قال الا تعمل شاي الفطور للأسرتين ديل، عملت الشاي شربنا الشاي ومع ونستنا ديك
فجأة تلفون مصعب بقا يرن، قال دي الوالدة يا إبراهيم، قلت ليهو يا سلام ياخ رد ليها وقول ليها يسلم عليها
مصعب رد ليها وكان صوت امه عالي وباين انها سمعت بالوضع في السودان بقى خطير وخائفة عليه، قالت ليهو يا مصعب الليلة وقبل بكرة تطلع من السودان دا وتجينا بس، وقالت ليهو انا قلبي داير يتقطع وراك، قال ليها امي والله ولا بكذب عليك ولا بجمالك انا قاعد مع ابراهيم صحبي في (***) ولو قلت ليك انا بخليهو في حالة زي دي أكون كذبت عليك صراحة، قالت ليهو يا ولدي خائفة أفقدك، قال ليها
الزول بموت كم مرة؟
ومن متين الموت بهربو منه؟
امي عليك الله بس عفوك وانا ما بخلي ابراهيم واسرتة براهم
قال ليهو لو ما جيت انا ما عافية منك!
يتبع..
ُحمد_علي
متابعه فضلاً»» سوداننا ² ♡♡