مجلة الزمان للسودانيين

مجلة الزمان للسودانيين المعركة

نذكر ان الميل اربعين كانت معركة عسكرية عكس التوقعات والحسابات تمكن خلالها مائة وعشرون مقاتلا من مجاهدي السودان ايقاف اندفاع قوات الحركة الشعبية المندفعة من اقصي الجنوب حيث استولت علي كايا وياي وكان الجيش السوداني هناك بالاف ولكن كيف تسنى لمائة وعشرين ايقاف زحف جيش قهر الالاف من الجيش و اعتي تسليحا كان ذلك في ايام 17و18 و19 من شهر مارس عام 1997

16/01/2023

كتب :عثمان عكرة استمعت قبل ايام للدكتورة اماني الطويل الخبيرة المصرية في الشان السوداني، طبعا بما أن

11/01/2023

بؤرة نيوز.. رصد عثمان عكرة قال الأستاذ نبيل أديب القانوني المعروف لدي استضافته مساء الأربعاء على الج

10/01/2023

خاص :بؤرة نيوز كتب عثمان عكرة تعاني عملية التطبيع التي ازيح عنها السرية بلقاء البرهان بنتياهو في كمب

30/12/2022

نجح النصر السعودي، الحصول على توقيع، نجم مانشستر يونايتد السابق، البرتغالي كريستيانو رونالدو. في صفق

30/12/2022

بؤرة نيوز حذرت المذيعة اسراء عادل من محتال أنشأ حساباََ في فيسبوك بنفس الصورة ومقلداََ شكل حسابها يق

الاتفاق الاطاري.. حل اخير بعد أكثر من عام من محاولات الحلول.. منذ 25 أكتوبر اي ما يزيد عن 13 شهر اي منذ انقلاب البرهان و...
05/12/2022

الاتفاق الاطاري.. حل اخير بعد أكثر من عام من محاولات الحلول..



منذ 25 أكتوبر اي ما يزيد عن 13 شهر اي منذ انقلاب البرهان والبلاد تحاول أن تجد طريق للخروج من الأزمة، تعطلت خلالها مؤسسات وتوقف دعم دولي كان معلن للسودان، حتى المواطن الذي كان يستلم كاش وانتعاشة الدعم المباشر توقفت، وكثير من الجوانب الاقتصادية من صادر وإنتاج اما توقفت أو تراجعت بنسب عالية بدأ العالم كله يهرب من التعامل مع وضع غير محدد في السودان، في البدء كان في حماس دولي لإيجاد حلول سريعة توقف التدهور الأمني والاقتصادي والمظاهرات والضحايا، افتقدت الحلول للعمق، وتعاملت بسطحية شديد وتبني مباشر لبعض الأفكار مثل إعادة حمدوك للسلطة وفعلا عاد، ولكنه لم يستطع إعادة البعض من الجماهير إلى صفه، وتواصلت التظاهرات، والي درجة بدأ الملل يصب الجميع، وتراجعت الحركة السياسية وتأثرت الاقتصادية بكل ذلك وفق أرقام وبدأ احساس من اليأس يدب في أذهان الكثيرين وبدأ الوطن طاردا والشباب يزداد عطالة وبطالة بل ويتراجع النمو عكسيا بأرقام سلبية وكل ذلك مع توقف الأمل في حل شامل للأزمة، ودخلت الأمم المتحدة عبر بعثتها الخاصة بقيادة فولكر ومعهم الاتحاد الأفريقي والايقاد، وكلما لاح بريق امل في حل تمسكت أطراف أخرى بتلابيب البلد. وعادت الأمور إلى إطارها المازوم وحاولت االالية الثلاثية إنتاج حوار وطني، سرعان ما تغيبت منه القوى السياسية الثورية.. وان كان البعض وصف ذلك بتدخلات خارجية لجهة فرض وصايا معينة، وفي مناخ متصاعد وجد قادة الجيش أنفسهم مرهقين من هذه الأوضاع وقرروا تسليم السلطة للمدنيين بقرار البرهان في 4 يوليو الماضي وبدلا أن يحدث ذلك انفراجة سريعة، أيضا تمسكت قوي سياسية ورفضت ذلك واعتبرته مراوغة بل بدأت ترسل مطالب تشدد فيها الخناق على المكون العسكري القائم بالسلطة الانتقالية، كأنها تدعوه للاستمرار في سلطته.. وتكاثرت وتأثرت البلاد بمظاهرات من اطراف عديدة.. وبرزت صدامات بين مختلف المكونات.. وبدلا أن تؤدي التسوية لإسكات الجميع من أسلوب الصراع والتظاهر.. وبدأ البعض كالحزب الشيوعي ونداء السودان وغيرهم مستعدون لمزيد من التصعيد السياسي والمظاهرات

03/12/2022

رغم الاهتمام الذي نبديه للأخبار والحراك السياسي الا انه حراك سياسي ضعيف حيث يتدخل الجيش كثيرا في العملية السياسية بإرادة الأحزاب وتتابع الانقلابات العسكرية والثورات لم تتح للسودان الفرصة لبناء نظام سياسي مستقر

مما أدى إلى إضعاف الجبهة الداخلية على الدوام وارتهان القرار للخارج، والذي لأسباب جيوسياسية وأهمية السودان وما يملكه من قدرة على النهضة بموارده يعطله الكثيرون من الأعداء الذين لا يريدون له الخير، ومع ذلك فإن هذا كله لم يقطع عليه إلا أنانية القوى السياسية وتطلعها الدائم لكراسي السلطة..

إننا في هذا الموقع الذي سيطل عليكم في الويب خلال الأيام القادمة لن نكون جزءا من النخبة السودانية المتواطئة مع أعداء السودان بحثا عن غنائم السلطة بل سنتجه إلى شعبنا ونعلم كل النقاط التي يستثمر فيها الآخرين، ولكننا سنوظف ذات النقاط لتكون مصدر قوة وثورة وبناء واستقرار..

وسوف نجعل العالم كله يخدم السودان ليس من أجل مصالحه هو فقط بل للمصالح المشتركة للجميع.. ستكون لدينا ثوابتنا الوطنية التي نريد أن تكون ثوابت الشعب فنحن ننتقي كل ما يحفظ تماسك الشعب وقوته ووحدته، ونحارب كل تجار المناصب والسياسية مهما رفعوا من شعارات يخادعون بهم الشعب الكريم ويستغلون قيمه وأخلاقه

23/11/2022

دعاة المدنية ..
هل تريدون هذا لمجتمعاتكم ولأسركم؟..
محمد المجذوب

لابد لنا من الاستمرار في نقد الخطابات النسوية المدنية التي تصدر عن مستشارة النوع لدى الاقلية العلمانية السودانية من خارج المقاصد الأخلاقية، بملحظ أن الحركة النسوية الام التي تقلدها الحركة النسوية العلمانية السودانية ، قد ولدت معبّأة ضد فكرة الحياة الزّوجية والأسرة بوصفها أدوات قهر ذكوري مورست ضد الأنثى، وقد عبَّرت عن ذلك عرابة الحركة الأنثوية "سيمون دي بوفوار" قائلة: "ستظل المرأة مستعبدة حتى يتم القضاء على خرافة الزوجية وخرافة الأمومة والغريزة". وهو تصور يظهر مكامن الخلل في الخطاب الغربي الأنثوي، كونه يركِز على طرف واحد في الحياة الزوجية وهو طرف المرأة على وجه الخصوص مع المبالغة في الحديث عن التزاماتها أكثر من تميزها واختلافها، وإهمال بقية أطراف الحياة الزوجية بما فيها الرّجل الذي اعتبر عدّواً أبدياً، في حين أن الخطاب الديني يعمل على إعطاء الاستقرار اللّازم للزوجية نظراً لاهتمامها بكل أطرافها ببيانه للعلاقات والمسؤوليات فيها.

فالخطابات ما بعد الأنثوية قد أغفلت شروط استقرار الحياة الزوجية التي ألح عليها الخطاب الديني فكانت النتيجة – العملية - هي انهيار الحياة الزوجية في الغرب انهياراً كاملاً او شبه كامل واستبدالها بعلاقات غير سوية، حيث بلغ عدد الزيجات التي تعيش من دون أي رباط قانوني أو شرعي في أوروبا النِصف وقارب عدد الأطفال غير الشرعيين نتيجة لذلك نصف المواليد الذين يولدون في كل عام.

وشاهد ذلك طبيعة الاحصائيات التي جرت في فرنسا التي تعد أكثر الدول تماهياً وتطبيقاً لخطابات الأنثوية وللمواثيق الدولية الخاصة بالمرأة، كونها تعبر عن أوضاع حرجة فيما يخص أوضاع الحياة الزوجية حيث تضاءل فيها الاقبال على الزواج في سنوات قليلة، ففي سنة 1984م سجل 472 ألف زواج وانخفض العدد سنة 1992م الـ280 ألف زواج فقط في حين وصل عدد المخادنات أو العلاقات غير الشرعية الى 400 ألف مخادنة ثلثها بين الشواذ جنسياً. كما أن ثلاث نسوة من بين كل عشر ممن ولدن عام 1965م لم يتزوجن حتى عام 2000م.

ويعتبر الخبراء الفرنسيون ان السنوات ما بين 1990م و1998م من أخطر السنوات على مؤسسة الزواج، حيث ارتفع معدل العلاقات غير الشرعية بنسبة 62 في المائة وانخفض معدل الزواج بنسبة 2.6 في المائة ووصل معدل النساء اللواتي أنجبن خارج مؤسسة الزوجية إلى 52 في المائة، ومن جهة أخرى ارتفع عدد الأطفال غير الشرعيين من 6 في المائة عام 1967م إلى 40 في المائة عام 1997.
أما في التقارير في المجتمعات الأمريكية الأكثر معاصرة فإنها تشير الى معلومات حول أوضاع المرأة والأسرة في الولايات المتحدة يندي لها الجبين، اذ بشير تقرير المراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض ان: متوسط عدد النساء اللاتي يقيم معها الرجل الأمريكي علاقات جنسية هو سبع نساء، بل إن 29 % من الرجال قد أقاموا علاقات جنسية مع أكثر من 15 امرأة في حياتهم. فهل يراد للعلاقات بين النساء والرجال في المجتمعات السودانية الوصول إلى هذه النتيجة المؤسفة؟. التي عمادها علاقات عابرة دون أي أمان مادي أو عاطفي، على خلاف الزواج الإسلامي، فللرجال في المجتمعات الغربية الحرية في استغلال النساء بدون زواج ولا ضمانات ولا حقوق ولا أمن مادي أو عاطفي.

والمعنى إن معظم الرجال يعاملون النساء كالبغايا وإن كانت البغي أحسن حالاً إذ تحصل على مقابل أما هؤلاء النساء فدون مقابل. وإذا حبلت إحداهن من هذا الزنا فهو عبؤها وحدها وعليها أن تختار إما أن تتحمل مسؤولية تربية هذا الابن غير الشرعي أو قتله وهو ما يسمى بالإجهاض: فحسب دائرة الإحصاءات الأمريكية فان 10.4 مليون أسرة تعيلها الأم فقط دون وجود أب. وحسب المراكز الحكومية الأمريكية للسيطرة على الأمراض، فان في أمريكا فقط بقتل أكثر من مليون طفل سنويا بالإجهاض. وان ٤٢ مليون جنين تم إجهاضه من عام ١٩٧٣ إلى ٢٠٠٢، بحسب السي ان ان CNN. أما إحصائيات الاغ**اب فهي نزير خطر آخر بحسب وزارة العدل الأمريكية، إذ يتم اغ**اب ٦٨٣ ألف امرأة في السنة أي بمعدل اغ**اب ٧٨ امرأة في الساعة و١٦% فقط يتم الإبلاغ عنها. في حين ترتفع معدلات العنف ضد المرأة في أمريكا إلى أرقام مخيفة بحسب تقارير وزارة العدل الأميركية، إذ يتم قتل ١٣٢٠ امرأة سنويا أي بمعدل ٤ نساء يوميا بواسطة أزواجهن أو أصدقائهن.

كما تظهر التقارير الغربية أوضاعا مزرية للمرأة العاملة في الغرب، تقرير وزارة العدل الأميركية: إن معظم النساء في الغرب يعملن في الوظائف ذات الأجور المنخفضة والمكانة المتدنية. وحتى مع الضغوط التي تبذلها الحكومة في تحسين وظائف النساء فإن 97 % من المناصب القيادية العليا في أكبر الشركات يشغلها رجال، واثبت ذات التقرير إن ٨٩% من الخدم وعمال النظافة نساء، وبالمحصلة فان المرأة الغربية عكس المرأة السودانية التي لا تعمل إلا إذا أرادت ذلك بإرادتها لان نفقتها على والدها أو زوجها أو أخيها، أما المرأة الغربية فهي تعمل لتنفق على نفسها.

وهكذا فان التصورات المدنية التي انطلقت منها خطابات تحرير المرأة، قد انتهت إلى استغلال النساء في أمريكا وأوروبا، حيث انتشرت في أمريكا وأوروبا مطاعم تقدم الطعام على أجساد النساء العاريات فبحسب صحيفة نيويورك تايمز عدد 18 -4- 2007، وعدد 24 -8- 2008 وأعداد أخرى، إن نساء عاريات يغسلن السيارات، وان حوالي خمسين ألف امرأة وطفلة يتم تهريبهن إلى الولايات المتحدة سنوياً لاسترقاقهن وإجبارهن على ممارسة البغاء.

والحقيقة إنّ هذه التقارير التّحليلات والنّقد لها ما يؤيده ويدعمه بما ورد من معلومات أخري اشد بشاعة وردت في كتاب موت الغرب، الذي ينتهي إلى النتيجة ذاتها، حيث يذكر مؤلفه "باتريك جيه" - في سياق تناوله لحالة الأسرة في أوروبا وأمريكا-، يقول: "أنه مثلما كان تنامي عدد السكان طوال وقت مديد علامة على أن الأمم تتمتع بالصحة، فإن هبوط عدد السكان صار سمة للأمم والحضارات التي تعيش حالة انحطاط، وإذا ما كان هذا صحيحاً، فإنّ الحضارة الغربية تكون مع وضع القوة والثروة جانباً في حالة حرجة.

أما التنبؤ بالحالة المحتملة للوضع فمتجهم، وبين العام 2000 والعام 2050 سوف ينمو عدد سكان العالم بأكثر من ثلاثة بلايين نسمة ليصل إلى ما يزيد على تسعة بلايين نسمة، ولكن هذه الزيادة التي تبلغ 50% من سكان المعمورة سوف تأتي بكاملها في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، بينما سوف يتلاشى عن ظهر الأرض مائة مليون نسمة من الأصول الأوروبية. ففي العام 1960 كان السكان المنحدورن من أصول أوروبية يشكلون ربع سكان العالم، وفي العام 2000 كانوا يشكلون السُدس، أما في العام 2050 فسوف يشكلون عُشر سكان العالم. هذه هي الإحصاءات عن جنس يتلاشى، وقد حرّض الوعي المتنامي بما تعنيه هذه الحالة من نذر مشؤومة إحساساً بتوجس البشر، بل بالذعر في أوروبا.

ثم يناقش الكاتب مسألة انهيار النّظام الأخلاقي بفضل الحياة المدنية العلمانية، باعتبار أن ما يعتقده النّاس حقيقة حول الصواب والخطأ يمكن أن يتحدد من خلال الكيفية التي يعيشون بها حياتهم على نحو أفضل مما يتحدد ويعرف من خلال ما يقولونه باستطلاعات الرأي، فإذا كان الأمر كذلك، فإن النّظام الأخلاقي القديم في حالة موت. وحتى وقت متأخر في الخمسينيات من 1950 كان الطلاق فضيحة، وكان "العيش معاً بلا زواج" يوصف بأنه الكيفية التي تعيش بها " القمامة البيضاء"، وكان الإجهاض مقززاً، وكان اللواط هو "الحب الذي لا يجرؤ أحد على أن ينطق باسمه".

أما اليوم فإن نصف كل الزواجات تنتهي بالطلاق، والعلاقات هي ما تدور الحياة حولها والحب الذي لا يجرؤ أحد على أن ينطق باسمه لا يغلق فمه، ويقول عالم السكان البلجيكي "رون لسثايغي" إن انهيار الزواج والخصوبة الزوجية يعود إلى "تحول في نظام تشكيل الأفكار الغربية"، ابتعد على أمد طويل عن القيم التي أكدتها النصرانية ـ التضحية، والإيثار، وقدسية الالتزام ـ وتوجه نحو "فردية علمانية" محاربة تركزت على حرية الذّات. وعندما أصدر البابا بول السادس في العام 1968 تعميمه الكنسي ضد منع الحمل، فإن العداوة الشاملة التي أُستقبل بها ذلك التعميم، حتى بين الكثيرين من الكاثوليك أعطت شهادة على التغيير الهائل في المجتمع.

لكن مع انتشار الزنا المتعدّد غير المنضبط والطلاق على نطاق واسع وانفجار الكتابة العارية وشيوع فلسفة الانحلال والعبث في التيار العام، وقيام دافع الضرائب بتمويل الإجهاض، وفي يوم نستطيع فيه أن نقرأ في أمريكا عن فتيات في العشرية الثّانية من أعمارهن يرمين مواليدهن الجدد في حاويات القمامة وسط الجليد، تُذكرنا بالعالم القديم لروما الوثنية حيث تُترك المواليد غير المرغوب فيها على سفوح التل ليموتوا من التعرض للعوامل الطبيعية.

والحقيقة انه إذا كان الغرب منتج الحياة المدنية في نظره هو أكثر حضارة متقدمة في التاريخ وأمريكا هي أكثر أمة متقدمة، فهي الأوّلى في الاقتصاد وفي العلم والتكنولوجيا والقوة العسكرية، ولا توجد قوة عظيمة أخرى تنافسها. فأوروبا واليابان وأمريكا تتحكم بثلثي ثروة العالم ودخل العالم والقدرة الإنتاجية في العالم. وفي العلم والتكنولوجيا والاقتصاد والصناعة والزراعة والتسليح والحكم الديمقراطي، ما تزال أمريكا وأوروبا واليابان متقدمة بأجيال للأمام، ولكن العالم الإسلامي يحتفظ بشيء قد فقده الغرب: وهو الرغبة في أن يكون لديه أطفال والإرادة لمتابعة حضارتهم وثقافتهم وعائلاتهم وإيمانهم

وهو يرى أن الغرب لا تعوزه القدرة أو القوة على صد هذه المخاطر، ولكن الغرب على ما يبدو، تعوزه الرغبة أو الإرادة لاستدامة نفسه بوصفه حضارة حيوية، منفصلة، فريدة. ومثلما كتب السياسي والمفكر الكبير "جيمس بيرنهام" منذ ما يزيد على ثلث قرن مضى: " لا أعرف سبب انحطاط الغرب بسرعة غير عادية، وهو ما يظهر أبعد ما يكون غوراً في تعميق فقدان قادة الغرب ثقتهم بأنفسهم وبالصفة الفريدة لحضارتهم الخاصة، ويظهر بتلازم ضعف الإرادة الغربية للبقاء. السبب أو الأسباب لها صلة بانحلال الدين وبالإفراط بالترف المادي والحياة المدنية اللا دينية، وأفترض لها علاقة بالوصول إلى التعب والإعياء، مثلما يحدث للأشياء الدنيوية" .... ومن الصعب اليوم أن تجد أمة غربية لا يموت فيها السكان المحليون، ومن الصعب على الغرار نفسه أن تجد أمة إسلامية لا ينفجر فيها عدد السكان المحليين، قد يكون الغرب تعلم ما لا يعرفه الإسلام، ولكن الإسلام يتذكر ما قد نسيه الغرب: " ليس هناك رؤية إلا بالإيمان".

والحقيقة أن ما انتهي إليه المؤلف لهو عين الصواب ذلك أنه لا توجد قوة تكافئ قوة الإيمان والتدين أو تدانيها في كفالة احترام الحياة الزوجية وحياة الإنسان، والوعي بمعنى الخلق من النّفس الواحدة، بما يضمن تماسك الزواج واستقرار نظامه، كون أن الزوج الذي يؤدي واجبه رهبة من العقاب القانوني، لا يلبث أن يهمله متى اطمأن إلى أنه سيفلت من طائلة القانون. ولكن مع الإيمان بالله تعالى الرقيب على السرائر، سيكون هو أهم أنواع الزواجر سلطاناً على العلاقات الزوجية، كونه أشدها على مخالفة الهوى وتقلبات العواطف، وأسرعهما نفاذاً في القلوب. ومن هنا كان التدين خير ضمان لقيام التعامل الزواجي على قواعد العدل والحقيقة المطلقين، وكان لذلك ضرورة إنسانية، وفوق ذلك هو فطرة إنسانية وواجب إلهي.

باعتبار أن مؤسسة الزوجية في الخطاب الديني، لا ينظر إليها كإطار اجتماعي لإشباع الشهوة الكامنة في الجبلّة الإنسانية فقط كما نظرت إليها الرؤية الحداثية انطلاقا من معني العلاقات "الحميمية"، بوصفها لمؤسسة الزوجية بكونها الطريق السليم للتنظيم الاجتماعي للشهوة الجنسية، إنما ينظر الخطاب الديني لعلاقات الزواج نظرة متقدمة، باعتبار أن الحياة الزوجية بين الرّجل والمرأة هي علاقة لها مقاصد أخرى، كمقصد التقوى والمودة والرحمة وإكمال الإيمان وبناء أهل جدد وإكساب الهوية الدّينية للجيل الجديد ... الخ، ويقول: "يَا أَيُّهَا النّاس اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"{النّساء /1}.

والحقيقة هي أننا حينما نذهب إن الخطاب الديني لا يجعل الدافع نحو الزواج هو الشهوة الجنسية فحسب، فإننا لا نعني بذلك أن الخطاب الديني ينفي أثره تماماً في هذا النوع من العلاقات الإنسانية، إنما نعني بذلك أن الشهوة الجنسية لا يجب أن تكون هي الدافع الوحيد الذي يدفع الإنسان نحو العلاقات وتكوين الزوجية. لأنه قد تنتفي حاجة الإنسان إلى تكوين الزوجية وتحمل مسؤولياتها فيما لو مرضت تلك الغريزة أو أشبعت بطريقة حرام، وعندئذ لا بد من مقصد اسمي وأكمل هو مقصد "الإيمان" و"التقوى" كمقصد أخير للعلاقات الزوجية، وهو المقصد الذي تؤكد عليه الكثير من سياقات القران الكريم عند تناولها لشان من شؤون الزوجية، يقول تعالى: نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ"{البقرة/ 223}. ويقول: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"{النساء/ 1}.

وإذا كان ذلك كذلك، فإن مقاصد الحياة الزوجية في الخطاب الديني تختلف عن مقصدها في ظل الرؤى المدنية الغربية، وذلك لاختلافهما في الرؤية الابتدائية للإنسان في نظرته لنفسه ولجلال الله وللعالم، بالمقارنة مع غيرها من النّظريات والفلسفات الزوجية ذات الجزور العلمانية الصرفة، فالزوجية في الخطاب الديني تتكفّل بمقصد الحفاظ على النّسل الإنساني، وتتسع لتشمل تهيئة البيئة الصالحة التي من شأنها أن تكون بيئة صالحة لاحتضان الأوّلاد مما يؤثر إيجاباً في إصلاحهم وتنشئتهم وتزكيتهم بالعبادات والشعائر كالصلاة وعبادة الله ... الخ، فضلاً عن انخراط أفراد الأهل في بناء حياة الأمة والتّعرف على قيمها وعاداتها، كما تمدهم بالوسائل اللاّزمة في العلم والمعرفة التي تهيئ لهم بناء ذواتهم داخل الأمة ... الخ.

ولذلك فإنه ليس من الرشد في شيء الانسياق وراء صيحات الحياة المدنية للمرأة السودانية التي تحاول سلب الزوجية دورها الاجتماعي والأخلاقي بإعلان رفض(المؤسسة) الزواجية ، وإعطاء ذلك الدور لمؤسسات أخرى كالخادمات والعلاقات المثلية التي تدمر الاسرة السودانية ، فهل تريدونها؟ .

Address

Khartoum

Telephone

+249966205389

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when مجلة الزمان للسودانيين posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share