28/03/2025
صحيح أن تصريحات رافينها زعزعت أداء المنتخب البرازيلي، حيث ورط اللاعب زملاءه بتصريحاته وأحرجهم قبل المباراة لكن اللوم لا يجب أن يلقى على رافينها لوحده، عندما يخرج أحد لاعبي المنتخب بتصريحات صبيانية كتلك قبل مباراة كلاسيكية هي الأشهر في تاريخ كرة القدم فهذا يعني أن اتحاد الكرة في البرازيل قد تحول إلى مسخرة،
إضافة لذلك، في البرازيل يترحمون على أيام نايمار ويعتبرونه جزء من الحل، وهذا يجعلني أتساءل هل نسي البرازيليون كيف لعبوا كرة القدم ؟ حيث من بين جميع أساطيرهم يترحمون على نايمار والذي هو أصلا جزء كبير من المشكل ..
صحيح نايمار لاعب موهوب، ونجح في مسيرته مع برشلونة نعم، ولكن ما الذي قدمه نايمار للمنتخب البرازيلي ؟ وإياك أن تقول لي كوبا أميركا لأنهم في البرازيل لا يعتبرون التتويج بها إنجازا أصلا وهي بالنسبة لهم دورة ودية في كثير من الأحيان، عام 2004 توجوا بها بالفريق الثاني للمنتخب حيث تمت إراحة جميع نجوم المنتخب في تلك الصائفة،
نايمار هو اللاعب الذي قضى على ثقافة البرازيل الكروية، اللاعبون الذين كانوا بالأمس يحلمون ببيليه وغارينشا حيث المهارة والفن والكرة الهجومية الكاسحة، أصبح نايمار قدوتهم اليوم، لاعبين مدللين يعشقون الأوشام والأموال وعارضات الأزياء وقصات الشعر الغريبة واستفزاز الخصوم دون أي نتيجة تذكر على أرض الواقع ..
أتذكر نجوم ريال مدريد فينيسيوس ورودريغو وصبغات الشعر التي قاموا بها مع المنتخب في مونديال قطر (قلدوا نايمار طبعا)، والتي نزعوها فور عودتهم لمدريد، وهذا يعطيك لمحة عن الفرق الكبير في الإنضباط بين ريال مدريد النادي والبرازيل كمنتخب !
السباعية الألمانية على ما يبدو لم تكن كافية ليفهموا في البرازيل أن المشكل في منتخبهم ليس فنيًّ أو إداريا فحسب، بل هو أخطر من ذلك، المشكل ثقافي ذهني، ولو تستمر الأمور بهذا التسيّب فالبرازيل في طريقها لأن تكون كإيطاليا والمجر والأوروغواي ، لا تسمع عنهم إلا تاريخهم !