14/05/2025
#انتباه
*عندما يصبح الصياد فريسة: معركة الخوي نموزجاً ...*
في ساحة المعارك، تتبدل الأدوار بسرعة مذهلة، فمن كان بالأمس صياداً يلاحق فريسته، قد يجد نفسه اليوم فريسة تُطارَد. هذا ما حدث بالضبط في معركة الخوي الاستراتيجية التي شهدتها ولاية غرب كردفان السودانية، حيث تحوّل "متحرك الصياد" من قوة هجومية متقدمة إلى فريسة سقطت في كمين محكم نصبته قوات الدعم السريع، في معركة ستبقى في ذاكرة الحرب السودانية. كان "متحرك الصياد" قد تشكل منذ أكثر من عام من قوات الجيش في ولاية النيل الأبيض والقوات التي انسحبت من نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، بالإضافة إلى قوات من فرقة الهجانة وقوات مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات.تمت اضافة القوات المشتركة والكتائب الإرهابية له مؤخرا. وقد حقق المتحرك عدة انتصارات في الأشهر الماضية، بما في ذلك السيطرة على مدينتي أم روابة والرهد إضافة الي مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان.
كانت القيادة العسكرية قد كلفت المتحرك بمهمة فتح الطريق الذي يربط كوستي بولاية النيل الأبيض مع الأبيض حاضرة شمال كردفان في طريقه إلى دارفور، وفك الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر. وكان المتحرك يتقدم بثقة نحو أهدافه حتى وصل إلى منطقة الخوي. في بلدة الخوي الاستراتيجية بولاية غرب كردفان، اتبعت قوات الدعم السريع استراتيجية محكمة لاستدراج المتحرك إلى كمين دقيق. بدأت المعركة باستخدام المدفعية بعيدة المدى التي أمطرت مواقع المتحرك بوابل من القذائف، في خطة منسقة لإرباك تشكيلاته وإضعاف قدرته على المناورة. ثم جاءت المرحلة الثانية من الهجوم عبر استخدام الطيران المسير الاستراتيجي، حيث قامت الطائرات المسيرة برصد تحركات قوات المتحرك وتوجيه ضربات دقيقة لمراكز القيادة والتحكم ومستودعات الذخيرة. أظهرت هذه المرحلة تفوقاً تقنياً ملحوظاً لقوات الدعم السريع في استخدام التكنولوجيا الحديثة في ساحة المعركة. بعد أن أنهكت المدفعية والطائرات المسيرة قوات المتحرك، بدأت المرحلة الثالثة والحاسمة من المعركة وهي الاكتساح البري. انقضت قوات الدعم السريع على مواقع المتحرك من عدة محاور في هجوم خاطف، مستغلة حالة الإرباك والتشتت في صفوف العدو. استمرت المعركة قرابة تسع ساعات، تحولت فيها أرض المعركة - كما وصف أحد المتحدثين العسكريين - إلى "مقبرة ج**عية" لقوات المتحرك. وتشير المعلومات المتضاربة إلى سقوط ما بين 800 إلى 1000 قتيل من قوات المتحرك، وبينهم عدد من المرتزقة الأجانب. وفقاً لبيان قوات الدعم السريع، فقد تمكنت من الاستيلاء على عدد من المركبات العسكرية والأسلحة الثقيلة. وتذكر المصادر أن قوات الدعم السريع استولت على نحو 80 سيارة بحالة جيدة، بالإضافة إلى تدمير 43 مركبة عسكرية أخرى. تبرز أهمية معركة الخوي من كونها نقطة تحول استراتيجية في مسار الحرب في السودان. فمدينة الخوي تمثل موقعاً حيوياً في غرب كردفان، وهي تشكل محطة مهمة في الطريق نحو النهود التي كانت ستتخذ كنقطة انطلاق لاجتياح مناطق غرب كردفان الخاضعة لسيطرة الدعم السريع أو التحرك لفك الحصار عن الفاشر بشمال دارفور. لقد مثلت هزيمة متحرك الصياد ضربة قوية للاستراتيجية العسكرية للجيش وحلفائه، وأثبتت قدرة قوات الدعم السريع على التكيف مع تكتيكات الخصم وتطوير استراتيجيات مضادة فعالة. كما أظهرت المعركة أهمية التكامل بين المدفعية والطيران المسير والقوات البرية في تحقيق النصر الحاسم...