هنا المحس , Nubian civilization , Kush Kingdom

31/10/2024

من اجندتي الخاصة :
(هيوان اوشينتتي) أي (لطشة البرد) التي نعاني ويعاني منها الكثيرين عند دخول الشتاء ..لا اتذكر اطلاقا احدا كان يلازم الفراش في النوبة الغريقة من جراء تلك (اللطشة) وكان الذين يعانون من المرض ويلزمون الفراش دائما كانوا من كبار السن .. لذا اذا سمعنا ان فلانا مريضا وملازم الفراش كنا نتيقن انه طاعن في السن وغالبا ما يكون المرض مرض الموت !!..اما صغار السن فكانوا ( اما يا اما ) اما فلتوا بأجلهم من يد ملك الموت واما اقتادهم الي حيث مأوي الجميع !!..وذلك لانعدام الرعاية الصحية في النوبة الغريقة حيث المستشفي الوحيد كان يبعد عن قريتنا بحوالي عشرين كيلو متر في ظل عدم توفر وسائل النقل السريعة وعدم وجود طرق مسفلته او ممهدة ..حيث كانت وسيلة النقل اما المراكب الشراعية او الدواب !!..واتذكر اكثر من عشرين طفلا بأسمائهم ماتوا اما قبل ان يكملوا العام او بعده بقليل !!..واتذكر بيوتا حرمت من الذرية من جراء موت الاطفال وهم لايزالوا في المهد !!..ولم تعرف النوبة الغريقة الامراض المستعصية التي نسمع عنها الان !!.. وقد تكون تلك الامراض كانت موجودة ولكن لم تكن معروفة وتتم علاجها بالعلاجات المتاحة من اعشاب طبية وتشريط ساق (ورتاب) او حجامة (اورتيتي) او كي !!..وتشريط جانب الاذن كان لعلاج الرمد !! ..وتشريط الساق (ورتاب) كان لحالات التسمم اما الحجامة (اورتيتي) كان العلاج الناجع لحالات ضغط الدم .!!..وكي العنق من الخلف او الظهر عند العمود الفقري كان لعلاج بعض حالات الانزلاق .. ولا تستغرب حينما تسمع من احدهم من يقول (انا مش مختوم علي قفايا) كناية عن الجهل وعدم الفهم !!..واقسم بالله لم يكن جهلا ولكن شفي منه الكثيرين ولم ينل مشرط الجراح من (قفاهم)..والحصبة (هاسباد) كان من اكثر الامراض شيوعا في الاطفال ..وكان العلاج بالاعشاب وعدم (طبخ) المأكولات التي تهيج المرض وتأخر البرء منه !! وكان الجيران يتكاتفون في هذا العمل فلم تكن تشم رائحة (التقلية) في أي بيت مجاور!!..اما البلهارسيا فقد كانت هناك عوامة طبية تطوف قري النوبة لعلاج الصبية منه بواسطة حقن مؤلمة في الوريد .!!..وحالات ارتفاع الحرارة بترطيب المكان بوضع ما يتسرب في قعر الازيار من الغرين او الطمي !!..هكذا كنا نعيش فلم نكن نعرف المضادات الحيوية ولا المسكنات الا اذا استثنينا اقراص (الريفو) التي كانت تباع لدي محلات البقالة !! واتذكر ان جدي كان يبيع ثلاثة اقراص بقرش صاغ !!..والشئ الذي اتوقف عنده كثيرا انه لم يكن هناك حالات تلوث للجروح وحتي تلك العمليات البسيطة مثل الختان وازالة اللوز لم يشتكي احدا بتلوث مكان الجرح واتذكر ان سيدة من قريتنا كانت عند المزرعة حينما جاءها المخاض فأدخلوها تحت كوبري الترعة الجافة ووضعت مولودتها التي تعيش بيننا حتي الان !! وعدم تلوث الجروح هل كان ناتجا من نقاء الجو ام من قوة جهاز المناعة المخلوق فينا ؟..

28/10/2024

من اجندتي الخاصة :
(.... سامال ايديغ اودومو samal edegh odommo.) والمعني حرفيا لا يضع يده في الجاف ..وهذه العبارة تطلق علي الذي لا يشارك المجتمع في الواجبات التي تتطلب جهدا مضاعفا .. فالمجتمع النوبي معروف انه قائم علي تكافل وتعاون الجميع .. عند الموت تجد مجموعة من الشباب يتجهون الي المقابر ومعهم ادوات الحفر ويتعاونون في حفر القبر في جميع الاجواء ..في عز الصيف تحت وهج الشمس وايضا في عز الشتاء حيث يتم دفن المتوفي فور الوفاة وفي أي وقت حتي لو كان في منتصف الليل !!..وممكن احدهم يشارك في اوقات تناسبه ولكنه يتحاشي الاشتراك مثلا في الصيف تحت وهج الشمس والحرارة التي لا تحتمل فتطلق عليه تلك العبارة ..وايضا في الافراح حيث يتعاون الجميع في صناعة الشعيرية والطبخ والخبز .. وخاصة النساء حيث يقمن بالخبز بكميات كبيرة تكفي القرية والضيوف .. وفي الماضي كن يقمن بتنظيف القمح من الشوائب قبل الطحن وكذلك الارز !!..ويقمن بغسل الصحون والاطباق التي تكفي لحوالي الف مدعو علي الاقل !! ..
ويبدو ان هذه العبارة مشتقة من طبيعة وعادة تربينا عليها حيث كنا نأكل من قصعة واحدة احيانا وكانت القصعة (فالكا) توضع فيها الغموس او الطبيخ في القاع ثم يغطي بالخبز المسمي (كابد) او القراصة كما يطلق في السودان .. وحينما يكون الطبيخ قليلا بعض الشئ ويكون الخبز كثيرا وبالتالي يقل (الغموس) فكان البعض يتجنب ذلك .. لذا نشأت تلك العبارة من تلك الحالة ..

27/10/2024

من اجندتي الخاصة :
بمناسبة الامطار ...النوبة الغريقة لم تكن ممطرة ..وغالبا كانت الامطار البسيطة تأتي في الصيف وهذا من لطف الله..ولكن علي فترات زمنية متباعدة كانت تغمرنا امطارا غزيرة وعاصرت تلك خلال تواجدي بها التي امتدت لحوالي خمسة عشرة عاما مرتين او ثلاثة ..وكانت غزيرة لدرجة انها كانت تنتج السيول الجارفة .. والمذهل ان بيوتنا التي كانت مبنية من الطين بطريقة (الجالوس) كانت تصمد ولم اشاهد بيتا انهار من جراء تلك الامطار الغزيرة ..سبحان الله..والمذهل ايضا ان النوبة الغريقة لم يكن فيها أي نوع من انواع شبكات الصرف حيث كانت التربة الرملية تبتلع وتتشرب مياه الامطار مهما كانت الكميات ..وكانت هناك مخرات طبيعية من صنع المولي عز وجل كانت السيول تاخذ طريقها منها الي النيل ..وكنا ونحن صغار نخلع ملابس و(نتنطط) والامطار تغمرنا ونقول (امبر(بضم الباء) سوككي شاووين امن )..اي انهمري يا امطار ..ولا ادري هل كلمة (شاووي) تعني الرسالة او الخطاب ..كما قال الفنان (وويويو شاووي كيرونا..مصرتون شاووي كيرونا) أي اماه لقد وصلت الرسالة المنتظرة من مصر ..واذكرقبل الهجرة المشئومة ان هطلت امطار غزيرة في قرى النوبة ..وفي قرية (فريغ) ابوسنبل كان هناك احدهم وكان اسمه (زاكي )ولم يكن نوبيا يقوم بشراء محصول البلح ويخزنه في منطقة او نجع اسمه (حماية) حيث بها مخر للسيول فاجتاحت السيول اجولة البلح وحملتها الي النيل وطبعا ابناء ابوسنبل المعجونين بماء الفن لم تفتهم تلك فانشدوا ( سيدولغ سيل سوكو حماية لوغ سيل سوكو ..اسطي زاكي لاغ ارويجنا ..اه يامالي ياغ ارويجنا..عبدوغو محمودتو استا زاكي ادومينو..اوستازاكي ادومينو مالتنغا جو دوييا)..حيث يناشدون عبده ومحمود وهما يملكون المراكب الشراعية كي يساعدوا الاسطي زاكي الذي يبكي ــ و(ارويج ) تعني بكاء الرجال ــ ..يناشدونه لانقاذ ما يمكن انقاذه من ماله ..واذكر ان كان هناك لنشا يحمل السائحين من اسوان الي معبد ابوسنبل كنا نطلق عليه اللنش الطائر لانه كان يقطع المسافة من اسوان الي المعبد في ست ساعات وحينما علقت بمروحة اللنش بعض اجولة البلح الخاصة بعم زاكي تباطأ اللنش حتي وصل الي قرية عنيبة حيث تم ازالة الاجولة ...

17/10/2024

https://youtu.be/Yt12VSx7aT0
شياطين امريكا - USA's Satanists
بارك الله فيك يا ابني

شياطين امريكا وتجارة البشر و الاطفال.

12/10/2024

ربنا يحفظك يا ابني :

اسف على الغلط فالفيديو..قلت الامبراطورية اليونانية مش الرومانية

02/10/2024

من اجندتي الخاصة :
ولقد ساعد علي الحياة التكافلية في النوبة الغريقة ..طبيعة الحياة هناك وطبيعة العلاقات التي تربط بين ابناء القرية الواحدة ...فكما ذكرت سابقا فتقريبا جميع اهل القرية اقارب وينتسبون لقبيلة واحدة ..وحتي ملابسنا هناك كانت تقريبا واحدة فلم يكن هناك فرق بين ما يلبسه العمدة او الغفير وحتي الطعام تقريبا كان واحدا وكان مألوفا ان تجد العمدة يتناول طعامه مع الخفر ..فلم تكن هناك فوارق اجتماعية ظاهرة ..وممكن وكما اسلفت طبيعة الحياة هناك ساعد علي ترسيخ التكافل حيث المجتمع كان مجتمعا فطريا يجبرك علي التأقلم فيه فلا كهرباء وبالتالي لااجهزة ..فمن كان يحلب بقرته لايستطيع الاحتفاظ بالحليب فترة طويلة فكان يقوم بتوزيعها علي جيرانه ومن كان يذبح كان يحتفظ ببعض اللحم علي هيئة ما كان يسمي (اسللاد) اي طهي اللحم بطريقة خاصة كانت تتحدي العفن والفساد ..والباقي كان يتم توزيعه ...واذكر ان اسرتي (الوالد والوالدة وشقيقاتي) كانت تقيم في القاهرة وكانوا يرسلون لي طرد يحتوي علي كل شئ وخاصة تلك التي لم تكن متوفرة في النوبة الغريقة واذكر ان جدتي كانت تقوم بتوزيع محتوي الطرد للجيران الذين هم اقاربنا وتحتفظ بالجزء اليسير ..وكذلك كان يفعل جيراننا نفس الشئ حينما يرد لهم طرد من القاهرة او الاسكندرية .واذكر ان جدي رحمه الله لم يكن يرد احدا يدخل دكانه سواءا كان معه نقودا ام لا واذكر انه كان يقبل المقايضه واتذكر ان سيده جاءت ومعها ثلاث بيضات لشراء جاز او كيروسين وقولت لجدي عندنا بيض كتير في البيت فنهرني بشده رحمه الله...حياتنا كانت قائمة علي محبة وتعاون وتكافل كاملة.

01/10/2024

من اجندتي الخاصة :
والدتي رحمها الله لم تكن تمل من تذكيرنا بموقف حدث من والدها جدي الشيخ امام رحمه الله ..ويبدو ان تلك الواقعه كانت تحدث في قريتنا بصفة خاصة وكل قري النوبة بصفة عامة حيث انني لمست وقائع بعينها تشبه مثل تلك الواقعة ..فالقري النوبية بصفة عامة قري مترابطه قوية ومتينه تشعر فيها بالتكافل الحقيقي ..فالاسر كلها تقريبا تربطهم صلة القرابة او النسب علي الاقل وبينهم قلة ممن هم من الافارقة او الصعيد او عرب البشارية والعبابده واندمجوا معنا واصبحوا نعم الاهل ايضا ..ويبدو ان تكرار الوالدة لتلك الواقعة كانت لهدف تربوي بحت ولترسيخ مبدأ التكافل وحب الاخرين فينا ..والواقعة كما ذكرتها الوالدة رحمها الله انها مع اخوالي خديوي وابراهيم وكانوا لايزالوا صغارا كانوا يتناولون طعام العشاء مع جدي الشيخ امام رحمه الله..حينما قال خالي خديوي رحمه الله (نحن نتعشي و.......ــ وكان صديقه ــ واخوانه ليس لديهم عشا)وكان العم ..... من اسرة افريقية عاشوا معنا وكانوا خير الجيرة ..وتقول والدتي هنا وقعت (اللقمة ) التي كانت في يد جدي ويهم بالتهامها ثم قام بتغطية السفرة وقال لخالي خديوي (شيل الاكل ده واعطيهم ..... )..وهو يقول لا اله الا الله ..لا حول ولاقوة الا بالله وكأنه يعاتب نفسه كيف لم يستفسر عن احوال جيرانه ...هكذا كنا في النوبة الغريقة فهل لانزال محتفظين بتلك العلاقات التكافالية في النوبة المستنسخه؟....

30/09/2024

من اجندتي الخاصة :
وقبل الهجرة بسنة واحدة كان زفاف ابن عمنا مصطفي وكان يكني باسم مصطفي دارية ..وكان بيتهم ملاصقا لبيتنا من الناحيةالجنوبية ..ولسنوات لم يكن هناك احدا من نجعنا قد تزوج وان كان النجع الملاصق لنجعنا (هاج نيركي) كان قد احتفل قبل سنوات قليلة بزواج استاذنا عبدالعظيم عبدالله وبعده اخيه المرحوم ابراهيم عبدالله ..وكما اسلفت سابقا حينما يتزوج احد في القرية يكون هناك حركة دائبة فالسيدات يقمن بتنظيف القمح والذرة التي ستطحن لعمل الدقيق اللازم للخبز ...وايضا كن يقمن بعمل الشعيرية الفلاحي ولم يكن المكائن قد انتشرت بعد حيث كن يقمن بترفيع الشعيرية بايديهن ..وكانت السيدة سيدة ابونا متخصصة في عمل الفشار من الذرة الرفيعة الحمراء ...حيث السيدات كن يتحملن الجزء الاكبر من اعداد الاحتفال بالزواج ..والذي كان يقوم بالطبخ هو المرحوم عبدالرحمن الاسكافي بمساعدة بعض الشباب ولكن السيدات ايضا هن من كن يقمن بتقشير البصل والخضروات وتنظيف الارز وغسيل الاواني قبل الاكل وبعد الاكل ..واذكر ان اخونا مصطفي حينما تزوج كان مطربنا الوحيد في القرية وكان اسمه فؤاد مبروك رحمه الله كان قد التحق بالجيش واحي الليلة الاخ حسن بسري ولكن في الصباحية اضطررت مع ابن عمي شهاب بمسك (الطار) او الدف والتغني ببعض الاغاني التي كنا نحفظها ومصاحبة اهل العريس الي حيث بيت العروسة لتهنئة العروسين ..وكسبنا الاشادة والتحية من الشباب والاستهجان من بعض الحرس القديم ومنهم جدتي رحمها الله التي قالت لي (هسارا ووتركمان ووكاشوبابين اسي) طبعا معروف معني تركمان وهسارا تعني خسارة و(كاشوبابين اسي) اي سليل الكشاف .علي اساس ان مجرد الغناء ومسك الدف كان عيبا ..ولا شك ان كان هناك بعض العنصرية في الحرس القديم تلاشت مع الزمن .

23/09/2024

من اجندتي الخاصة:
واقترب وقت الهجرة الي الشمال اقترب الرحيل عن ارض الاباء والاجداد ومع اقتراب الوقت بدأت الوجوه التي لم تكن تفارقها البسمة تتبدل واسنانهم اللامعة الشديدة البياض باتت تختفي داخل الفم وكانت اياما قاسية علي الكبار بصفة عامة وانتقلت البسمة من وجوههم الي وجوه اخري ليسوا من ابنائها فلم يكونوا يملكوا شيئا لابيتا ولا ارضا ولكنهم سيصبحوا ملاكا فكان من الطبيعي ان تعتلي البسمة وجوههم اما نحن فكان البكاء في صمت والنحيب داخل الصدور وجاء البعض من اهلنا كي يلقوا النظرة الاخيرة علي مسقط رؤوسهم وبيوتهم وقبورابائهم واجدادهم والباسقات من نخيلهم واذكر من اقاربنا عمنا خليل فراج (خال الوالد) وكذلك عمنا محمد حسين الشهيربـ(دلوكة) جاؤوا املا في ان يحصلوا علي حقهم الطبيعي ولكن خطة الدولة التي جعلت حصر 1960 مرجعا للحقوق منعتهم واعتبروا من المغتربين ..وهل يكون المرؤ مغتربا داخل وطنه؟ ثم الم يكن علية القوم من الوزراء يسكنون القاهرة ولهم بيوتهم في الارياف فهل كانوا مغتربين ..انها المأساة بعينها ..انه الظلم الذي لبس ثوب العدل في صورته القميئة ..ان الشرع الالهي يحرم ذلك حيث يقول نبينا الكريم الذي لاينطق عن الهوي لاضرر ولاضرار ولكن كان كل الضرر وبلا ضرار ..ويبدو ان الجهات الرسمية لاتريد ان يهنأ ابناء النوبة بالتعويضات المخزية التي صرفت لهم (نصف التعويضات) حيث قرروا ان يتم تخييش الامتعة التي ستنقل الي النوبة المستنسخة ــ ويبدو ان مصنع الخيش كان علي حافة الهاوية ــ وذلك قبل ان يتم الاجهاز علي البقية الباقية من التعويضات وذلك بنقلنا الي منطقة صحراوية كانت مؤهولة بغير البشر وانصرف الاهالي يبتاعون ما يقتاتون بها بعد ان كانوا يأكلون ما ينتجون وبدأوا يعرفون رغيف العيش بعد ان كنا نخبز في البيوت من طحين ما تنتجه اراضينا الزراعية فقاموا بصرف البقية الباقية من التعويضات الهزيلة ..وللحديث بقية طالما بقينا علي الفانية.

22/09/2024

من اجندتي الخاصة :
والنجع الذي كان يضم بيوتنا كان اسمه الرسمي (نجع ابودافع) ولكن الاهالي لم يكونوا يعترفون بالاسماء العربية الرسمية حيث ان اسم نجعنا بالنوبية كان (فنتي كوديه fenty kodeh ) والمعروف ان (فنتي) بالنوبية تعني البلح او النخل اي مجمع النخيل... وذلك لكثرة اشجار النخيل ..وكان يلي نجعنا نجع (هاج نيركي) اي بلد الحاج ورسميا كان مسجل نجع (جديد) وكانت تلك المنطقة تضم المدرسة الابتدائية ومقر العمودية والمحكمة الجزئية والجمعية التعاونية وكان يديرها العم محمد صالح العمده ثم العم احمد مكي ثم العم عبدالله فتحي رحمهم الله وفي الجهة الشرقية منها قبل الجبال كانت توجد نقطة هجانة تتبع حرس الحدود وكل منسوبيه كانوا اما سودانيين او من دراو !! ثم خور كبير يفصل منطقتنا عن منطقة نجع (البوستة) حيث يقع مكتب البريد والتلغراف وكنا نطلق عليه بالنوبية (كجن كوديه kajen kodeh ) وطبعا معروف ان كلمة (كج) تعني حمار .. اي مجمع الحمير وذلك الباخرة كانت ترسو في تلك المنطقة وبالتالي كان اهل القرية من شمالها وجنوبها كانوا يأتون بحميرهم ويعقلونها قرب الشاطي فتبدو المنطقة وكأنها مزرعة حمير !! ثم شمالا كان هناك نجع (ابزوغان) ونجع (دابري) الدي يضم بيوت الدبابية ثم نجع (الكلتود) مشتقة من كلمة (كول) اي الحفرة حيث كان يضم اثرا فرعونيا لم تنتبه الدولة لوجوده الا قبل الهجرة بسنوات قليلة حينما قاموا بتركيب باب حديد في بوابته وكان يطلق عليه بالنوبية (كيد نوفي ) اي ثقب الصخرة وكان هذا الاثر عبارة بهو منحوت في جبل ذو بوابة فرعونية جميلة وكان مأوي للخفافيش وكان هناك من يقصدونه واذكر منهم واحدا كان اسمه محمود فوجي والثاني حسن فوجي ولم يكونا من ابناء القرية وكانا يسكونان عند غابة النخيل بجوار الطاحون للحصول علي مخلفات الخفافيش وبيعه للمزراعين وكان يسمي (فوجي) وايضا يطلق علي الخفاش (فوجي )حيث انها تستخدم لتسميد الاراضي الزراعية وقد قال لي العم رضوان عبدالغفور اذا تم تسميد الاراضي بذلك السماد الطبيعي يبقي لمدة خمس سنوات تعطي انتاجا عالي الجودة ..سبحان الله .. وبعد المعبد الفرعوني يوجد نجع الفركي اي الخور منطقة الطوبجية ....اما (فركين كاللو farkean kallo ) او توشكي بحري فكان هناك نجع (امكي) و(ابد) و(حيلة) وكانت قريبة من قرية الجنينة وتوشكي بحري كانت تواجه قرية مصمص التي تقع غرب النيل .

18/09/2024

من اجندتي الخاصة :
وتركت التبة(دوكي) واتجهت داخل الشارع الذي يقع فيه بيوتنا وكلنا اقارب ومن بيت واحد ليس شارعنا فقط بل كل الشوارع في النجع ..نجع ابودافع او نجع (فنتي كوديه) كما كان يطلق عليه اهل القرية والشارع واسع تقريبا عرضه حوالي سبعة امتار والبيوت كبيرة لايقل مساحة البيت الواحد عن الف متر ..وقبل الدخول الي الشارع وفي مقابل الطريق العام وهو الطريق المواجه للساحل وكذلك المزارع وغابة النخيل تقع مضيفة جدي وكذلك دكانه 00واتحرك داخل الشارع الي ان اصل الي نهاية الشارع شرقا حيث طريق اخر يربط جنوب القرية بشمالها ثم بيت خالي المرحوم خديوي وناحيةالشمال كان هناك مقام لولي من اولياء الله وهو احد اقاربنا وكان يسمي مقام الشيخ عثمان وكان يرعي هذا المقام قريب لنا كان اسمه صالح ...ويكني بــ(صالح نييج nej) اي صالح الاصم او الاطرش لانه كان يسمع بالكاد ..وكان هناك يوم سنوي يفتح فيه هذا المقام يتبرك به الاهالي وسبحانه الله شخصيا لم اكن مقتنعا بما يفعله الاهالي وما يقدمونه من نذور ..وحينما كنت اعلن ذلك صراحة كان هناك من ينهرني بقولهم (ايكا فاسوتي كروسي eaka fasotekrosy ) اي سوف تتأذي منه بكلامك هذا ولكنني لم اكن ابالي وهذا من فضل الله ..اتأمل بيوتنا وابحث فيها عن ملامح صباي ..واتحسر واتساءل هل البيوت التي وفرتها الدولة لنا في كوم امبو ستكون مثل بيوتنا هذه ؟ هل سنجد مثل هذا (الحوش ) الواسع والدهليز والديواني ؟ ..اسئلة كثيرة تتزاحم ...واتوقف فجأة واضحك من كتابات الصبية علي جدران المنازل البيضاء وبالبنط العريض تذكار فلان الفلاني ..واضحك تذكار ..ومن الذي سوف يقرأ هذا التذكار؟.. سوف تخلو القرية بعد ايام ثم بعد سنوات قليلة ستسكن قاع البحيرة ..تذكار للاسماك والتماسيح لعلها تكون تعلمت القراءة ..لعلها .

16/09/2024

من اجندتي الخاصة :
لازلت اقف علي التبه اتذكر ...واسمع صراخ اهل القرية (مصرف دوكيجو MASRAF DUKEJO )اي انهار المصرف حيث كنا نضع اكياس الرمل لحماية الاراضي الزراعية من مياه الفيضان واحيانا كانت تصمد لو الفيضان خفيفا اما لو كان الفيضان عظيما وقويا كان يجرف ذلك الجسر الذي انشاه الاهالي باكياس الرمل ..وفي اقل من نصف ساعة تكون مياه الفيضان غضت كل الاراضي الزراعية فيما عدا منطقة (فركي) اي الخور حيث ان اراضيها الزراعية كانت مرتفعه بعض الشئ ..وبعد ايام قليلة لا تربو علي اسبوع تنحسر المياه مرة اخري بعد ان كبدت القرية خسائر مجهود عام كامل ..وتمتلئ الاماكن الواطئة بالمياه حيث تمتلئ بالاسماك علي جميع انواعها ..وكان يسهل علينا اصطياد الاسماك مباشرة بايدينا وبواسطة جلابياتنا وكانت السيدات تقمن باصطيادها بالطرح ..واذكر اننا كنا نترك السمك الصغير ونختار الكبير وكنا نوقد الحطب وسط المزارع ونقوم بشي السمك مباشرة علي الحطب ..واللهو في النيل سواءا بالاستحمام او باتيان بعض الالعاب كانت من هواياتنا المفضلة ولم نكن نترك النهر الا قبيل المغرب ..واذكر ان الكبار كانوا يفضلون السباحة بعد المغرب ..حيث النساء تعود الي المنازل قبيل المغرب ولكننا كصبية لم نكن نأبه لاننا دائما نكون داخل النهر رغم اننا كنا عرايا تماما ..وكان احدنا حينما شاهد مجموعة من السيدات يقتربن من النهر خرج خجلا ومسرعا واول شئ قام بارتدائه الطاقية والي عهد قريب كنا نذكره بتلك الواقعه .وكان يقول لنا انا (كنت عايز اخليكوا تضحكوا).