15/12/2024
تحرير سوريا: 14 عامًا من النضال والنصر
في عام 2011، خرجت أولى أصوات الثورة في سوريا، أصوات كانت تحمل أحلامًا بالحرية والكرامة. حينها، لم يكن أحد يتخيل أن هذا الحلم البسيط سيقود إلى واحدة من أعقد الحروب في التاريخ الحديث. كانت البداية مظاهرات سلمية تطالب بالإصلاح، لكنها قوبلت بالعنف والقمع، لتتحول تدريجيًا إلى صراع طويل الأمد، يحمل في طياته مآسي إنسانية وانقسامات دولية، ولكن أيضًا قصصًا لا تُنسى عن الصمود والتحدي.
خلال 14 عامًا، مرت سوريا بمراحل مختلفة من الصراع. بدأت الثورة بآمال التغيير، ثم تحولت إلى مواجهة عسكرية، وصولًا إلى حرب متعددة الأطراف، كان فيها الشعب السوري هو الضحية الأكبر. شهدنا خلالها نزوح الملايين، مدنًا تحولت إلى أنقاض، وألمًا خيم على كل بيت. لكن على الرغم من كل هذا، لم تفقد الثورة روحها.
في كل لحظة مظلمة، كان هناك أمل يولد من جديد. في ساحات القتال، في مخيمات اللاجئين، وفي المنافي البعيدة، استمر السوريون في الحلم بالحرية. كان تحرير سوريا بعد هذه السنوات الطويلة بمثابة شهادة على إصرار الشعب، على تضحيات الآباء، وأحلام الشباب الذين لم يتوقفوا عن الإيمان بمستقبل أفضل.
اليوم، وبعد 14 عامًا، نستطيع أن نقول إن الحلم لم يمت. تحرير سوريا هو قصة عن الإنسان الذي لا يقهر، عن الإرادة التي لا تنكسر. هو ليس فقط انتصارًا عسكريًا، بل استعادة للكرامة، حقّقها شعب دفع أغلى الأثمان ليرى بلاده حرة ومستقلة.
الآن، يبدأ فصل جديد. فصل إعادة بناء الإنسان قبل العمران، فصل تداوي الجراح وتوحيد الصفوف، فصل أمل لكل من آمن أن الحرية تستحق النضال.
ختامًا، قصة تحرير سوريا هي درس للعالم: مهما اشتدت المحن، فإن شعلة الحرية لا تنطفئ، والأحلام العظيمة تتحقق بالصبر والإيمان.
بقلم وائل خلوف