
11/06/2025
عيل هريري: مسيرة الصمود في البوابة الشرقية في جنوب هيران
عيل هريري، قرية صغيرة تقع في منطقة هيران الصومالية، وتحديدًا ضمن مديرية موقوكوري. تمثل هذه البلدة أهمية استراتيجية بالغة، إذ تعتبر البوابة الشرقية لجنوب ولاية هيران، وتحديداً من جهة بلدة آدن يبال التي وقعت في يد حركة الشباب 16 أبريل 2025، وتبعد عنها حوالي 15 كيلومترًا فقط، ورغم كل هذه الظروف ما زالت عيل هريري صامدة أمام وحشية حركة الشباب الإرهابية ما يقارب شهرين كاملين من القتال المستمر.
مواجهات شرسة وشجاعة لا تلين!
في الآونة الأخيرة، شهدت عيل هريري هجمات شرسة من قبل "الخوارج" (حركة الشباب)، الذين حاولوا إخضاع السكان المحليين والسيطرة على المنطقة، إلا أن "المعاوِسْلي" المقاومة أظهروا شجاعة منقطعة النظير وبسالة فائقة في مواجهة هذه الهجمات. لقد صمدوا في وجه "الخوارج" وأجبروهم على التراجع وصولًا إلى آدن يبال، حيث سجلت هواتفهم الذكية وكاميرات التصوير أطراف آادن يبال. جاء هذا الانتصار في 20 مايو 2025، كرد فعل على سقوط قتلى من "المعاوِسْلي" في معركة سابقة وقعت في 18 مايو 2025.
انتصارات متكررة وأسئلة حول الصمود:
ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها دحر "الخوارج" من عيل هريري، فلقد خسرت الجماعة الإرهابية الكثير من مقاتليها وأسلحتها هناك وتلقت ضربات موجعة في عام 2022. ومع إصرار "الخوارج" على استهداف عيل هيري، نظرًا لموقعها كمدخل رئيسي إلى هيران، وفي ظل الصمود الأسطوري لـ "المعاوِسْلي"، يثار تساؤل مهم: ما سبب عدم تقدم "المعاوِسْلي" إلى ما بعد عيل هيري؟
تحليل الخبراء لأسباب عدم التقدّم؛
يربط العديد من الخبراء العسكريين هذا الأمر بعدة عوامل رئيسية:
1. ضعف الدعم الحكومي: ترى "المعاوِسْلي" أن الدعم الحكومي المقدم لهم غير كافٍ، خاصة فيما يتعلق بالمعلومات الاستخباراتية الدقيقة والضربات الجوية ضد مواقع "الخوارج".
2. ارتباط القتال بالأرض: يعتقد مقاتلو "المعاوِسْلي" أنهم لا ينبغي أن يقاتلو في أماكن خارج مناطقهم الأصلية. وبما أن آدن يبال ليست جزءًا من أراضيهم، فإن حافزهم للتقدم إليها يقل.
3. تهاون أهالي آدن يبال: هناك شعور بأن سكان آدن يبال الأصليين لم يبدوا اهتمامًا بالقتال، بل رضخوا للاستعباد من قبل "الخوارج" بلا رحمة.
4. وجود تذمر شعبي بين صفوف المقاومة من تعاطي الحكومة معهم، حيث يشعرون بأنهم يدفعون ثمن المواجهة وحدهم، بينما تغيب الدولة عن تقاسم الأعباء والمكاسب، لدحر هذه الجماعة الإرهابية من المناطق التي احتلتها مؤخرًا، هناك خطوتان أساسيتان لا بد منهما:
1. تحفيز السكان المحليين: يجب حشد وتجهيز السكان المحليين للمناطق المهددة، ممن لديهم الاستعداد للتضحية من أجل دينهم وأرضهم وكرامتهم، ويجب تعبئتهم روحيًا وفكريًا.
2. استعادة القوات النظامية التي انسحبت من آدان يبال، وتوفير دعم حكومي نوعي ومستدام للمقاومة الشعبية، يشمل الجوانب الاستخباراتية واللوجستية والمعنوية.
Geeljire Times | Darka Ogaalka