06/09/2025
رسالة إلى صانع القرار.!🙏
بقلم دكتور/ عمرو حسن الحسني
تعلمت في مدارس الحكومية بجنيهات زهيدة والتحقت وتخرجت في كلية الطب بقصر العيني جامعة القاهرة بمصاريف بسيطة ونلت درجة الماجستير والدكتوراه بمصاريف قليلة جدا.
والآن أصبحت أستاذ مخ و أعصاب بكلية طب قصر العيني
قاومت عبر السنوات إغراء السفر إلى الخارج إلى الخليج حيث الريالات وإلى أمريكا وأوروبا حيث الدولارات واليوروهات والعلم الغزير.💸💷💶
والآن بعد أن أصبحت أتمتع بفضل الله وتوفيقه بسمعة جيدة يأتي لي المرضى بالأسم من الدول العربية المحيطة تقديرا حوالي 30 إلى 40 مريض شهريا ذلك بخلاف المرضى اللي يزوروني خلال إقامتهم ولكن هناك على الأقل 40 أو 30 مريض يأتون لي بالإسم كل شهر لو حسبنا المتوسط ما يصرفه كل واحد منهم 1000 إلى 2000 دولار شهريا يبقى أنا بأدخل لمصر حوالي 60 إلى 80 ألف دولار شهريا يصرفهم السائح العلاجي ما بين إقامة ومواصلات وأكل وشرب وتحاليل وأشعات وخلافه.
قاومت إغراء السفر إلى الخارج رغم أنه أصبح حاجة ملحة في السنين الأخيرة؟ ولا ألوم أبداً من اتخذ قرار السفر ربما كان أكثر جرأة مني.
ولكن هل تعتقد سيدي الفاضل أنك استثمرت استثماراً سيئاً عندما صرفت على طبيب مصري يحقق لك هذا الدخل شهريا؟
تخيل أني استجبت لمحاولات التطفيش المستمرة التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة وفي السنوات الأخيرة وسافرت إلى الخارج.
معدل مرتبي في الوقت الحالي في الخليج حوالي 50 ألف ريال سعودي والذي يساوي تقريباً حوالي 15 ألف دولار.
نفترض أني قرصت علي نفسي وأكلت بيض مسلوق كل يوم واتعشيت ونمت خفيف وربطت على بطني وقلت أحد أحد سأصرف 1000 وأحول 13000 دولار لمصر.
الفرق كبير بين ال14000 اللي هحولهم وبين الـ$80,000 اللي صرفهم السائح اللي جاي للعلاج هنا في مصر.
هو صرفهم عند التاكسي والفندق والبقال والسوبر ماركت والمطعم وانا حولت الـفلوس غالبا عشان احطهم في كرش المست.عمر (المستثمر) الاماراتي عشان اشتري فيلا جامدة اوي في الكومباوند الجامد اوي فالفلوس زي ما دخلت زي ما خرجت.🙃
ناهيك عن أنه أصلاً أصلاً معظم الدكاترة بيتجاوزوا دكتورات وغالباً هيجيبها معاه الخليج وغالباً مش هيحولوا فلوس لأنه خلاص هما هيقيموا بالكامل خارج الأراضي المصرية وبالتالي فرصة التحويل هتكون أقل بكثير.
تخيل أنك تركت هذا الاستثمار القوي وضحيت به في مقابل استثمار ضعيف هش بتدخل فيه طلبة متوسطة المستوى كليات الطب الخاص بمجموع 70% كي تصدر أطباء للخارج وأنت لا تعلم أنك تنهي صناعة الطب المصري وتدمرها بتخريج مستوى غير لائق لا للتصدير ولا حتى للاستهلاك المحلي.
عزيزي صانع القرار، فكر لقدام شوية نتيجة ما تفعله لن تجنيها أنت وربما سيجنيها أولادك وفي يوم من الأيام سيأتي أولادك ويقول لك بعد أن تنتهي فرص علاجهم في مصر " أيها الأب ..عندما كنت مسؤول قرارك لم يكن مسؤول".