
11/05/2025
التخاطر… حين تتحدث الأرواح عبر العصور"
في لحظة صمت… تشعر أن هناك من يفكر بك، تتقلب في نومك، ينقبض صدرك دون سبب…
إنه ليس وهماً، بل رسالة… قادمة من بعيد، من روح تعرف طريقها إليك.
التخاطر ليس خيالاً… إنه أحد أعمق ظواهر الميتافيزيقا، حيث تتجاوز الطاقة حدود الجسد، وتغدو الفكرة تردداً يخترق الزمان والمكان.
بل هو أداة قديمة، استُخدمت في حضارات سادت ثم بادت… وعلى رأسها الحضارة المصرية القديمة.
في معابد حورس وأوزيريس، لم يكن الكهنة يتحدثون بالكلمات، بل كانت عقولهم تتلاقى في صمت.
كانوا يطلقون العنان لقواهم الداخلية، فيمارسون ما نسميه اليوم: التخاطر عن بعد، وربما حتى السيطرة على العقول الضعيفة عبر الطاقة النقية الموجهة.
عين حورس لم تكن مجرد رمز حماية…
بل كانت تمثل "العين الثالثة"، بوابة البصيرة…
هي تلك القدرة التي يوقظها العارفون حين يُغلق العالم الخارجي أبوابه، ويبدأ التواصل في الأثير.
كان المصريون يدرّسون علوم "الكا" و"البا" — طاقة الروح ووعي الذات — ويدركون أن كل روح لها صدى، وصوت، ونداء، يمكن أن يصل لروح أخرى… إذا كان الرابط بينهما حقيقيّاً.
لم يكن الكهنة مجرد خدام معابد… بل كانوا حُراس الأسرار الكونية،
يفهمون لغة النجوم، ويراقبون حركة الكواكب، ويمارسون التأمل العميق لساعات
حتى تصل أرواحهم إلى حالات وعي أعلى
يستطيعون من خلالها إرسال الأفكار، أو حتى الدخول في وعي شخصٍ آخر دون أن يشعر.
التخاطر ليس لعبة… بل علم قديم، مخبّأ بين جداريات المعابد وداخل برديات الأسرار
علمٌ خافه الجهلة، وخبّأه العارفون، لأن في تفعيله قوة لا يضاهيها سلاح.
اليوم ... ونحن نغرق في ضجيج التكنولوجيا
ما زالت الأرواح تتحدث…
تخاطبنا من بعيد… من عالمٍ لا يُقاس بالمسافات، بل بالنية.