28/09/2025
مرضى السرطان بين انقطاع بعض الأدوية وغلاء بعضها الآخر
*متابعة عمرو المحيثاوي
يعيش مرضى السرطان في السويداء، أوضاعاً صحية متدهورة، منذ اجتياح قوات الحكومة المؤقتة وحصارها للسويداء، وسط صعوبات متزايدة في تأمين الأدوية الأساسية للعلاج.
وتشير تقديرات محلية إلى أن أكثر من 1500 مريض يواجهون خطر انقطاع العلاج، فيما سُجّلت حالات وفاة بسبب تعذر الحصول على الدواء، كان آخرها وفاة السيدة "شهيرة الطرودي عزام".
رئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان في السويداء، الدكتور "عدنان مقلد" ، أكد لشبكة #الراصد؛ إن كمية من الأدوية وصلت في وقت سابق إلى المشفى الوطني ومقر الجمعية، عبر تبرعات أبناء المحافظة المغتربين ومساهمات بعض المتبرعين.
وأوضح أن هذه المساعدات "خففت العبء عن الجمعية خلال الشهر الماضي، وقللت عدد المراجعين؛ إلا في الحالات الضرورية
كتأمين أكياس "الكروستمي" لحوالي أربعين مريضاً".
وأشار "مقلد" إلى أن الوضع عاد ليتأزم منذ نحو عشرة أيام، مع تزايد أعداد المراجعين لمقر الجمعية نتيجة نفاد بعض الأدوية الضرورية من مستودعات المشفى الوطني.
وأضاف: هذه الأدوية ما تزال متوفرة في القطاع الخاص، إلا أن أسعارها مرتفعة جداً، حيث تصل كلفة بعض الجرعات إلى "400 دولار أمريكي"، في حين لا يتجاوز سقف المساعدة التي تقدمها الجمعية 200 دولار.
ووفق" مقلد" ، لم تصل أي شحنات دوائية إلى المشفى الوطني منذ أكثر من 25 يوماً، ما عمّق معاناة المرضى، رغم استمرار تأمين بعض الأنواع المتوفرة من قبل المشفى الوطني.
وطالب بضرورة تدخل المجتمع المدني والجمعيات الخيرية للمساعدة في تأمين الأدوية بشكل عاجل.
المعاناة الصحية لمرضى السرطان تتزامن مع ظروف إنسانية صعبة فرضها توقف حكومة دمشق عن إرسال الدعم المعتاد للمشافي، إضافة لصعوبة حركة المرضى وذويهم في البحث عن الدواء أو تلقي العلاج في مراكز خارجية.
ويرى ناشطون محليون أن هذه الأزمة الصحية تمثل وجهاً آخر من وجوه التداعيات الإنسانية للحملة العسكرية على السويداء.