
07/06/2025
في البدء كانت الكلمة .....
تعرف على سبق #الطباعة عربيا .
ظهرت الطباعة في العالم العربي متأخرا مقارنة بظهورها في أوربا ، حيث تمكن الأوروبيون على يد يوهان جوتنبرغ الألماني من تطوير آلة الطباعة بالحروف المتحركة في منتصف القرن الخامس عشر ، حيث افسح الطريق أمام ثورة هائلة احدثت طفرة كبيرة في عالم النشر والطباعة .
أما في العالم العربي فقد بدأت الطباعة في القرن السابع عشر وتحديدا سنة 1706م عندما أنشأ المسيحيون الأرثوذكس أول مطبعة في مدينة حلب وكان من اوائل مطبوعاتها كتاب المزامير (الزبور) على يد البطريرك دباس ، وظهرت بعدها مطبعة أخرى في دير شوير في لبنان سنة 1734م . وبذلك تكون حلب سباقة العرب الى شرف الطباعة ، وبعد 114 سنة عرفت مصر الطباعة ، وبعد ذلك انتشرت الطباعة في البلدان العربية فعرفت العراق الطباعة عام 1856م وفي فلسطين دخلت الطباعة عام 1830م ، وفي الأردن لم تدخل الطباعة قبل عام 1922م .
وبهذا تكون بداية الطباعة في المنطقة العربية على أيدي الإكليروس حيث كانت هناك عدة مبررات دفعت المسلمين الى التحفظ تجاه الطباعة ، حيث اعتبرت عند انتشارها ، رجسا من أعمال الشيطان . ومن ناحية ثانية لأن الآلاف من الناسخين الذين كانوا يكتسبون قوتهم عن طريق نسخ الكتب ، رأوا أن مهنتهم أصبحت في خطر ، وهكذا تضافرت متطلبات العقلية الدينية السائدة حينئذ ودواعي المصلحة ، للحيلولة دون ادخال الطباعة الى البلاد الإسلامية . لذلك لا غرابة إذا كانت الطباعة قد وجدت انتشارها سواء في سورية او لبنان على ايدي السلطة الدينية من الإكليروس .
ولم تتحرر الطباعة من ايدي الإكليروس في سورية الإ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، فبفضل حركة التنوير والتجديد توصل السوريون الى مختلف ميادين الثقافة والعلم وأخذت دور الطباعة بنشر الكتب غير الدينية .
أ. د
و أستاذ علم المعلومات في