
14/09/2025
أختي المحترمة... سامحك الله وأصلح حالك.
أنتِ أختٌ وعزيزة، وإن جرفك الغضب لحظةً فأظهرتِ ما يؤذي. وإن كان نطق 'القاف' يزعجك، فوالله الذي أنزل القرآن، كل كلمة فيه لا نستطيع نطقها إلا بـ 'قاف' أصيلة. هذه هي الحقيقة التي لا مراء فيها.
فاستهزاؤك بهذه الكلمة ليس منبراً للذكاء، وقد تتذكرين سورة 'ق' التي لا تُنطق إلا بقافٍ واضحةٍ جليّة. وأضيفي إلى ذلك أن كل قرى الغاب وإدلب ونحن ننطقها بلهجتها الأصلية، فهي لغتنا وهويتنا.
ثانياً، إن كان انزعاجك لأجل المخالفة، فلا تشغلي بالك، نحن مستعدون أن نرسل لكِ مبلغها من عند إخوتك العلويين، ولا نريد لفتاة راقية مثلكِ أن تظهر في هذا المشهد القاسي. أنتِ في صورة الغضب، ولا يُلام الإنسان وهو في سورة غضبه.
ثالثاً، لو أخطأ الشرطي، فهناك جهات قانونية نلجأ لها، بغض النظر عن العرق أو الطائفة. هذا شرطي سوري، وهناك جهة تحاسبه إن أخطأ. ليس من اللائق خروجك بهذا المشهد، وليس حلوًّا بحقكِ، ولا بحق شعبكِ وأهلكِ. فأنتِ ابنة عالم وناس، وأنا على علم أنكِ لستِ بحاجة لمن ينصحك.
"رابعا مثلما لسوريا وجه واحد ولكن نقشه متعدد (ساحلي، بدوي، حلبي، درعاوي...)، لغتنا العربية هي واحدة، ولكن طرق نطقها متنوعة. 'قمر' التي تنطق في البادية و 'ئمر' التي تنطق في دمشق، كلاهما يشيران إلى ذلك الجرم الجميل في السماء. الاختلاف هو نقش جميل على وجه هويتنا، وليس عيباً فيها."
خامسا، أهل الساحل هم أهلك وناسك.
وإنه لو جيتِ بزيارتنا، يا مرحباً وسهلاً. وإن ما سعتك العيون، منحطّك بقلوبنا، لأن بيوتنا مفتوحة لأخواتنا،السوريين جميعا وقلوبنا أوسع.
خامساً وأخيراً... سامح الله أختنا، وجمع شملنا، وسنظل إخوةً ونسعى لتجاوز هذه العثرات.
((جل من لا يخطئ))
تقبلي منّا فائق الاحترام والتقدير."