26/09/2025
الثورة المصرية 01
وعد الغرب، وأقصد هنا أمريكا تحديدًا، أنور السادات بتطوير مصر اقتصاديًا ودعمها أسوة باليابان وألمانيا الغربية وكوريا الجنوبية وبعض بلدان آسيا.
المقابل كان توقيع اتفاقيات سلام مع الكيان وتهدئة الأوضاع. نفذ السادات ما طُلب منه، وقع الاتفاقيات وفتح الاقتصاد، ووعد الشعب المصري بمستقبل مشرق، وقال جملته الشهيرة: "من لم يغتنِ في عهدي فلن يغتنِ أبدًا."
الرجل كان صادقًا فيما يقول ويعتقد، لكن فاته شدة المكر الغربي.
الغرب بدأ بنقل الصناعة والتكنولوجيا إلى مصر، لكن ليست نفس التكنولوجيا التي قُدمت للدول السابقة.
تم نقل الصناعات الخفيفة مثل الغذائيات والأدوية وبعض الأمور التي لا تحدث أي فارق حقيقي. شعر السادات بالخديعة وهدد بالتمرد على المحور الغربي والعودة إلى المحور الشرقي القديم (الاتحاد السوفيتي فقط).
قضت أمريكا على السادات بشكل غير مباشر؛ فقط أرخت القبضة الأمنية حوله وسهلت دخول المسلحين الذين قضوا عليه. لاحظ شدة المكر ومدى تطور العلوم الإنسانية التي وصلت إليها الأجهزة الغربية. لم تأمر أو تطلب من أحد قتله، فقط علمت بالأمر وسهلت وصولهم إليه.
فترة حكم حسني مبارك:
استلم بعدها حسني مبارك، صبي أمريكا، والرجل الذي دمر مصر حرفيا.
سمح حسني لأجهزة الاستخبارات الأمريكية بالتحكم الكامل بالاقتصاد المصري والجيش والأمن.
أصبح الأمريكان هم من يقومون بتعيين وتسريح وترفيع ضباط الجيش المصري بالكامل.
النتيجة: صهينة الجيش المصري طوال فترة حكم مبارك.
الثورة المصرية:
حدثت الثورة المصرية، درست أمريكا الوضع وتريثت ثم تأكدت أنه من الصعب دعم مبارك.
الوضع كان دقيقًا جدًا، ومصر دولة هامة جدًا لأمريكا؛ السيطرة عليها تعني السيطرة على كامل المنطقة والتحكم بالعالم (بحرين وقناة مائية تربط العالم).
قررت أمريكا التضحية بمبارك بسرعة قبل تدخل باقي الدول وفقدان مصر للأبد.
أوعزت للجيش المصري بدعم الثورة والوقوف مع الشعب، وأجبرت مبارك على التنازل.
وتم وعده بسجن مخفف وبحلول ما بعد تهدئة الشارع.
مرحلة محمد مرسي والانقلاب:
حدثت الانتخابات وفاز محمد مرسي رغم التزوير.
أمريكا وجدت فرصة ذهبية لاستثمار الإخوان وتمرير قرارات تحت حكمهم بحيث يحملون عارها إلى الأبد.
رفض الإخوان لعب هذا الدور وبدأوا العمل لصالح البلاد والعباد.
تجاوز مرسي الخطوط الحمراء، وهدده أوباما بالجيش المصري (ابحث عن مكالمة أوباما مع مرسي).
الجيش المصري، الذي تم صهينته بالكامل، تلقى الأوامر بالانقلاب.
رفض مرسي التهديد الأمريكي لانه رجل مخلص ولجهله او قلة خبرته بالعلوم الإستخباراتيه ولشدة تقمص السيسي للدور الذي أسند له... (برأي السبب الأهم هو عدم وجود ناصح حقيقي.... وهذا سر انتصار الثورة السورية)
صدرت اوامر الانقلاب إلى الجيش الخائن.... وحدث
لاحظ التالي:
- في المرة الأولى، الجيش دعم الثورة والثوار.
- في المرة الثانية، الجيش نفسه قتل الثورة والثوار.
هل تسائلت عن السبب؟
السبب: الجيش أصبح يقع تحت السيطرة الغربية تماما. و مهمته فقط تنفيذ الأوامر.
مذبحة رابعة:
لجأ الغرب إلى الطابور الخامس (ممثلين، فنانين، إعلاميين، مشايخ، ومفكرين) لشيطنة الإخوان.
حدث اعتصام رابعة، وخشي الغرب من صدام مسلح وخسارة مصر كقاعدة لهم للأبد .
من شدة دهائهم طلب من مؤسسات غربية مدنية دخول الاعتصام والبحث عن وجود سلاح بين المعتصمين ولم تجده. عندها تأكدو من نجاح الهجوم.
بخديعة ماكرة ووعود كاذبة، طلبت مسؤولة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون من المرشد العام للإخوان أن يقول: "سلميتنا أقوى من الرصاص." لتضمن تحييد ايه مقاومة محتملة.... للأسف، خدعوه.
بعد التأكد من أن المواجهة ستكون بين جيش وشعب أعزل، أمروا السيسي ببدء المذبحة.
كان بإمكانه حصارهم واستسلامهم لاحقًا، لكنه أُصر على استخدام القوة.
لماذا؟
الغرب قام بتصوير كل شيء وتوثيقه كما فعل في حماة 1982 وغيرها... الغاية كانت تهديد السيسي بالولاء المطلق وعدم التفكير بالهرب للخارج لان محاكم جرائم الحرب سوف تكون بالانتظار.... وهكذا يبقى العميل تحت الخوف والابتزاز.
دعم السيسي:
قررت أمريكا دعم السيسي بالمال، لكنها لا تحب الظهور بالصورة لأسباب قانونية.
لذلك أمرت نعم أمرت ونعم أمرت حكام الخليج بدفع فاتورة الانقلاب تحت مسمى "مساعدات للشعب المصري".
المفارقة:
- الإعلام المصري وحتى المعارض منهم للانقلاب شكر حكام الخليج لدعمهم!!!! (لذا كتبت انا بوصف صفحتي هذه ان العلم سلاح في يدك، تخيل انك بسبب الجهل تشكر قاتلك!!!!)
في الواقع، المصريون شكروا من مول قاتلهم!
سياسة السيسي:
قضى السيسي على الثورة ووعد المصريين بالخير والبركة، لكنه لم ينفذ أي شيء من وعوده...
لماذا؟
على السيسي دفع رشاوى ضخمة على شكل صفقات عسكرية ومشاريع وهمية.
شخص مثله لا يمتلك ايه مؤهلات و مفروض عليك من الخارج بالقوة. فمن الطبيعي ان يكون تحت الابتزاز لكل من هب ودب.
المشروع الحقيقي الوحيد الذي أنجزه هو بناء بنية تحتية للجيش الأمريكي في مصر:
شبكة طرق ضخمة لتسهيل مرور القوات الأمريكية. خاصة في حالة الحرب.
قناة مائية فرعية لتسريع مرور الأساطيل الأمريكية.
مشاريع أخرى لا تخدم إلا أمريكا.
رشاوي لايطاليا وفرنسا وروسيا مثل المحطة النووية التي كلفت المليارات ولم تر النور.
التنازل عن جزر استراتيجية لصالح السعودية بالظاهر والكيان بالباطن.
دعم السد الإثيوبي لصالح مشاريع مائية تخص الكيان مستقبلا.
باتت اليوم الحاضنة الشعبية لا ترغب به، وأمريكا لم تعد قادرة على حمايته على المدى الطويل .
الأخطر الآن هو وجود حكومة جديدة في سوريا، لأول مرة في التاريخ لا تتبع أحدًا بل متحالفة مع أقوى الدول.
هذه الحكومة قادرة مع محورها على إسقاط نظامه لأسباب عديدة.
#السيسي #مرسي #التطبيع
والله أعلم
180