31/08/2025
وانا أحاول فهم طبيعة هذه الحياة أتبين أنها لا تحب الطفولة ولا الأطفال ، هذا ما تحاول إيصاله دائما لآبائنا من قبلنا ولنا عندما أصبحنا آباء ،
فالطفولة: هي اللامسؤولية والبراءة والعفوية و التلقائية و اللاإدارك و المرح و اللاعقلانية والأنانية غالباً و الحاجة و الضعف و الطيش ....والكثير من الصفات التي ترفضها الحياة رفضاً قاطعاً
لذا كانت تلقن آبائنا دروس بالقسوة التي تجعل منهم أشداءو تزجهم بالامتحانات التي تجبرهم أن يكونوا عقلانيين ، ثم تعلمهم آلية الرحمة واللطف لتجعلهم متزنين و لتنزع منهم كل ما يتعلق بالطفولة فطرية التكوين ،
ومن هنا يفهم الآباء الحياة ، لكنهم يقاومون إرادتها و يعزلون أطفالهم عنها و يحيطوهم بهالة كبيرة واسعة تسمح لهم بممارسة الطفولة و يتحملون مسؤولية هذا القرار ، ثم يؤهلونا لمرحلة الأبوة هذه المقدرة التي تستطيع أن تجاري طبيعة الحياة و هذه هي السلسلة التي يتوجب علينا أن نكمل عليها لبناء أطفالنا ،
لا أقول: أن الحياة قذرة وإن ما تطلبه من البشرية مستحيل أو غير جميل ،
فقد كانت الحياة في بدايتها أقل قسوة و أكثر رحمة ولطف، وتركت الإنسان على سجيته، فتمادا بفطرته الطفولية و أغضبها، ثم ألقى عليها اللوم عندما لم يفهمها وأرهقها بالتذمر الطفولي الفطري،
ربما رحمةً منها و رأفة ً بالبشرية حزمت أمرها و قررت أن تكون على هذه الطبيعة لتفجر في الإنسان مقدرة يجهلها و تجعل منه صانع للمعجزات أو بمعنى أصح لتقويه على ما كان يعجز عنه،
أطلق هذا الحوار الداخلي لأتصالح مع نفسي و لأكف عن التذمر و لأعي أن ما أنا عليه الآن هو نتيجة ما اطلبه دائما من نجاح و تطور و أن لكل مطلب تبعات على الشخص تحملها حتى يصل
وشكراً.