
18/07/2025
ما فسد بين الرجل والمرأة، هو سوء الفهم العميق لمعنى القوة والاحتواء
ظنّ الرجل أن القرب يُنقصه،وظنّت المرأة أن الصبر يُهينها،فأخفى هو حاجته خوفًا من الاتكاء،
وأخفت هي حنانها خوفًا من الذل.
لم نَخُن الفطرة فقط…
بل شوّهناها بما تعلّمناه من عالمٍ يقدّس الانفصال،ويخاف التواكل،ويُسيء فهم التكامُل.
لم نُخلق لنكفي أنفسنا…
بل لنُعيد لبعضنا ملامحنا المطموسة،حين نتقابل بصدق،لا بأقنعة.
ما كان يجب أن نكون خصمين…
كنا بداية الخلق حين اجتمعنا،كنا مرآة تُكمل ملامح الآخر، لا تُنافسها.
لكننا بدل أن نكون اتّحادًا،تحوّلنا إلى جزرٍ منفصلة،كلٌّ يُدافع عن أنانيته باسم “الكرامة”،
ويخاف من عطائه باسم “القوة”.
نسينا أننا نقطة تكامُل، لا ساحة صراع،
وأن مشاعرنا خُلقت لتلتقي، لا لتتصادم.
صرنا نحارب بعضنا…
ونحارب أنفسنا في ذات الوقت،نُكابر على الشوق، ونُخرس الحنين،ونقف على أنقاض العلاقة،
كلاّنا يتظاهر بأنه لا ينكسر،مع أننا انكسرنا…
منذ اللحظة التي اخترنا فيها الانفصال على الاتّصال.