01/09/2022
ملعب المرحوم البشير بن كوسة لكرة السلة الذي طالما امتلأ حياة وصخبا وفرحا صار اليوم يمثل خطرا على المنطقة المحيطة بالبلدية في الليل وفي النهار فضلا عن العبث بالمكونات التي تم إصلاحها منذ 2018 بمئات الآلاف من الدنانير وأقصد بذلك حجرات الملابس وتوصيلات الكهرباء وبعض المرافق من توصيلات صرف مياه الأمطار والمياه المستعملة .لقد صدمت اليوم السبت 27 سبتمبر 2020 حين مررت بالمكان للاطلاع الفضولي فوجدت ما ترون على بعض الصور التي التقطتها جدران غرفة الحراسة محروقة إلى حد ذوبان خزانة حديدية وتفتت جدران الآجر .المفارش والكراتين في كل ركن والعفن والبراز و الروائح الكريهة تشل الأبصار قبل أن تسد الأنوف.. عالم به كل بقايا الموت والعفن والدمار فيها كل ما يدمي القلب عن مشروع صرفت فيه ميزانية محترمة وانتظره الجميع على أحر من الجمر ولكن ... ومهما يكن من أمر التأخير الذي حصل في الإنجاز لم أكن أتصو ر أن يهمل بتلك الطريقة وتتلف تلك المكونات المركزة التي كانت معلقة على جدرانه وجنباته باب مفتوح بالليل والنهار للجميع كل الجميع حتى أنني وأنا أقترب من إحدى حجرات الملابس طلعت علي هامة طويلة بلحية شعثاء وعينين لامعتين اقشعر لطلوعها بدني وتسارعت لها دقات قلبي للحظات قبل أن أستعيد توازني المصطنع حين خرج الرجل من الغرفة دون أن يؤذيني رجل شوارع كان يكمل نومه هناك قبل أن أفسد عليه نومته بقدومي .. وقد ترددت كثيرا قبل أن أنشر هذه التدوينة لكنني لم أتمالك نفسي وقلت لعل في ذلك تنبيها مباشرا لتفادي كارثة بشرية وبيئية قد تطل علينا ذات يوم بجوار البلدية والمسجد وفي فضاء هو بالأحرى معد للحياة أكثر مما هو اليوم محطة للصمت المبهم و الدمار المؤلم.
بقلم منصف عجرودي
سبتمبر 2020