22/08/2025
الإعلامي يكتب عن حفل الفنانة #أحلام بمهرجان قرطاج الدولي :
ضغط كبير عاشته المطربة أحلام قبل حفلها في قرطاج...لم يكن سهل عليها هذا اللقاء بعد غياب 25 سنة...وقد جاءت إلى قرطاج قبل ربع قرن وهي في بدايتها وعادت إليه اليوم وهي نجمة الخليج الأولى منذ سنوات ونجمة عربية متوهجة...ورغم ذلك كانت متخوفة ومتوجسة ومهووسة بالنجاح في هذا الحفل وكأنه إمتحان تخوضه بروح طفلة صغيرة...وبشغف البدايات...وبنضج المحترفين...وقد تعرضت إلى حملة تنمر دنيئة حاولت إرباك الحفل قبل بدايته...لكن جمهورها أفشلها وأصبح جيشها الذي يدافع عنها بمحبة ووفاء وتعاطف !!!
الحملة المنحطة وضعف الدعاية من طرف المهرجان والغياب الطويل...كلها عوامل شككت في النجاح الجماهيري...وخوفت عشاق أحلام...لكن جمهور قرطاج أنصف أحلام...وكافئها على وفائها لقرطاج وحبها لتونس وإحترامها لجمهورها وحرفيتها العالية...فرغم نجوميتها ومكانتها وخبرتها لم تستخف بهذا المسرح...ولم تستسهل الغناء فيه...بل إستعدت له بكل طاقتها وشغفها وإمكانياتها...وأنفقت من جيبها على حفلها لتبدو أنيقة ومتوهجة ومختلفة...واهتمت حتى بالتفاصيل الصغيرة حيث وفرت 10 آلاف سوار ضوئي للجمهور ثمنها 10 آلاف دولار...وحاولت توفير مراوح يدوية لكل جمهورها لتخفيف الحرارة لكن الوقت خذلها !!!
نعم كانت أحلام مختلفة جدا...وأهدت لقرطاج أفخم حفل وأمتع إختتام...بفرقة عتيدة تتكون من 60 عازفا يقودهم المايسترو المحترم وليد فايد...بتغطية إعلامية عربية مباشرة وكتيبة إعلامية عربية عتيدة تتصدرها قناة أم بي سي بأغلب قنواتها توهج بها قرطاج...وبفستان فخم ومجوهرات فاخرة ثمنها يساوي نصف ميزانية المهرجان...بأغان يحفظها جمهورها ورددها معها...بوفاء وتواضع وإعتراف نبيل و راقي بفضل قرطاج عليها في بداياتها عندما جاءته مغمورة وعادت إليه مشهورة...بحب رهيب إحتضنها به جمهورها طيلة ثلاثة ساعات دون أن يغادر مقاعده أو يضعف تفاعله أو ينطفئ شغفه...وهو أطول حفل في قرطاج...!!!
لقد عرفت أحلام كيف تتجاوز حملة التنمر بذكاء إتصالي رهيب...واجهت الحقد بالحب...وهزمت التنمر بالوفاء...فجعلت حملة التعاطف معها تكبر وتتضخم حتى سيطرت وهيمنت وانتصرت...وأصبح المتنمرون مجرد فئة صغيرة منبوذة تبرأ منها التوانسة وتنصلوا من مرضها النفسي...وأصبح المشهد عاطفيا راقيا بين أحلام وجمهورها...مطربة متواضعة ووفية ومحبة لتونس حولت نجاحها في قرطاج إلى بداية أخرى جديدة...ورهان آخر أقوى...وإمتحان كبير متجدد...ورسالة وفاء ومحبة لتونس...تتجاوز الفن الى السياسة والديبلوماسية والسياحة...!!!
كان حفل أحلام من أجمل وأرقى حفلات قرطاج هذا الموسم...كان ختاما فخما و راقيا وفرجة فاخرة وجمهور لم تأت به الحافلات والإستدعاءات بل جاء به الحب والشغف والتعاطف...لم يخذل الجمهور الفنانة التي تنازلت من أجله وإحترمته وإستعدت للقائه بحرفية وكأنها ستقف أمامه لتنال منه شهادة مصيرية...وقد تجندت سفارة بلادها لإنجاح حفلها باعتبارها من رموز وطنها...وأشرفت سعادة سفيرة الإمارات بتونس الدكتورة إيمان السلامي على ذلك لتشرّف أحلام بلدها كالعادة...وليكون حفلها رسالة ديبلوماسية أخرى تعبر عن عمق العلاقات التاريخية بين تونس والإمارات...منذ تعاهدا القائدان الحبيب بورقيبة والشيخ زايد بن سلطان رحمهما الله على المحبة والوفاء...!!!
ولتكون الرسالة أقوى...حضر الحفل وزراء ومسؤولون كبار تونسيون منهم وزير الخارجية ووزيرة الثقافة ووزيرة المالية ووزيرة البيئة ومستشارون رفيعي المستوى...وغنت أحلام في حضن جمهور وفي لن تنساه وفي حفل تاريخي لن تعادل حجمه وقيمته كل نجاحاتها السابقة...نحن سعداء بأن أحلام ستعود من تونس سعيدة جدا...لأنها تستحق كل هذا الحب المتبادل...وتستحق أن تحقق أحلامها السعيدة...!!!
مشاهير تونس Stars Tunisiens
