
13/07/2025
📜 قنطرة الصقالة ببنزرت: ذاكرة تاريخية اندثرت مع الزمن
في قلب مدينة بنزرت، كانت قنطرة الصقالة تُعد من أبرز المعالم المعمارية التي جمعت بين الأصالة والوظيفة. شُيدت هذه القنطرة خلال فترة حكم عثمان داي (ما بين 1610 و1637) إبان العهدين الداياتي والمرادي، وكانت تربط بين حي العطارين الحالي وشبه جزيرة الربع التي كانت تحتضن جامع الربع التاريخي.
امتدت القنطرة بطول 8 أمتار وعرض 4 أمتار، وكانت تتميز بعقدٍ واحد يشكل ممرًا مائيًا يسمح بمرور القوارب والمراكب الصغيرة داخل القنال القديم الذي كان يربط بين مدخل القنال البحري قرب القصيبة وبحيرة بنزرت، على مسافة تقدّر بحوالي 2000 متر.
لكن هذه القنطرة لم تصمد أمام التحولات العمرانية الكبرى، فقد قامت السلطات الفرنسية بهدمها سنة 1898، ضمن مشروع توسعة المدينة وردم جزء كبير من القنال القديم انطلاقًا من 28 ماي 1893، وهو المشروع الذي شمل قرابة 750 هكتارًا من المناطق المحيطة مثل البياصة وباب الجديد وباب الرمل (باب تونس).
وجاء هذا التغيير في إطار إنشاء القنال الجديد الرابط بين البحر الأبيض المتوسط وبحيرة بنزرت، والذي أصبح يضم اليوم جسر بنزرت المتحرك، الذي افتُتح رسميًا في جوان 1980 ليربط بين منطقة جرزونة ووسط مدينة بنزرت.
وهكذا، طُويت صفحة من ذاكرة بنزرت المعمارية، وبقيت قنطرة الصقالة رمزًا من رموز المدينة التي تحفظها الذاكرة الجماعية، رغم اختفائها الفعلي منذ أكثر من قرن.