
03/07/2025
في عام 1863 ، حين صدر قرار حظر العبودية في الولايات المتحدة الأمريكية، بلغ الخبر أحد الأثرياء الأمريكيين، فخرج من منزله باحثًا عن خادمه من أصل إفريقي. وما إن لمحه الخادم حتى سبقه بالكلام:
▪️ الخادم: سيدي، أود أن أطلب منك شيئًا...
▫️ السيد: دعني أولًا أخبرك بشيء مفرح!
▪️ الخادم: في الحقيقة، كنت أود أن أطلب راحة قصيرة اليوم.
▫️ السيد: حسنًا، والخبر الذي لديّ يصبّ في نفس السياق وسيفرحك! لقد تم إلغاء العبودية رسميًّا في الولايات المتحدة، ومن الآن فصاعدًا، أنت إنسان حر.
▪️ الخادم (مندهشًا): غير معقول! أهذا صحيح؟! يا له من أمر رائع... هل يعني هذا أنني لم أعد مجبرًا على العمل؟
▫️ بالضبط، أنت الآن أمريكي حر.
▪️ هذا يوم تاريخي فعلًا، يا سيدي.
▫️ في الحقيقة، لم أعد سيدك. الآن يمكنك الرحيل إلى حيث تشاء.
▪️ الرحيل؟! إلى أين؟
▫️ لا أدري... لكنك حر في اختيار طريقك.
▪️ لكن غرفتي هنا، في بيتكم!
▫️ لم تعد كذلك، يمكنك أن تشتري بيتك الخاص.
▪️ لكن مالي كان يأتي من عملي عندكم، والآن أصبحتُ بلا عمل!
▫️ بلا عمل؟ يا لها من صدفة! فأنا بحاجة إلى عامل في المنزل والحديقة!
▪️ هل تقبل أن أعمل لديك مقابل أجر؟
▫️ بالتأكيد.
▪️ وهل يمكنني أن أستأجر غرفة في البيت؟
▫️ طبعًا، مرحبًا بك مجددًا!
وهكذا، بعد أن نالت الولايات المتحدة "تحررها" من العبودية، شهدت ارتفاعًا غير مسبوق في عدد العاطلين عن العمل من ذوي البشرة السوداء. ولم تجد سوى نسبة ضئيلة منهم سبيلًا سوى العودة إلى حيث كانوا، ولكن بشروط "أفضل" ظاهرًا، وأجور أقل واقعًا.
ما حدث في أمريكا و العالم الغربي عموما لم يكن نهاية للعبودية، بل كان انتقالًا من عبودية السوط إلى عبودية الأجر. قد تغيّر اسم العلاقة، وتبدّلت قوانينها، لكن الجوهر بقي ذاته: استغلال الإنسان، والسيطرة على حاجته، وتحويل حريته إلى وهم يُباع ويُشترى.
فلا فرق كبير بين الرأسمالية الغربية والعبودية القديمة؛ فكلاهما نظام يُبقي الأغنياء في القمة، ويمنح الفقراء حرية محدودة داخل دائرة مغلقة.
فيزداد الأغنياء غنًى، ويزداد الفقراء فقرًا.
اللهم اعتق رقابنا ورقاب آباءنا وأمهاتنا وإخواننا وازواجنا وذرياتنا من النار