26/10/2024
مفاجأة "أكسيوس":
إسرائيل أخبرت إيران بموعد الردّ والأهداف.. ماذا بعد؟
التقرير "حصري" للموقع الأمريكي المعروف، وكتبه الصحفي الإسرائيلي الأمريكي ذو الصلات الواسعة (باراك رافيد).
قال إن "إسرائيل بعثت برسالة إلى إيران يوم الجمعة قبل ضرباتها الجوية الانتقامية تحذّرها من الردّ، حسبما صرّحت ثلاثة مصادر مطّلعة على الأمر لموقع Axios".
"وقالت المصادر إن الرسالة الإسرائيلية (نُقلت عبر عدّة أطراف) كانت محاولة للحدّ من تبادل الهجمات المستمر بين إسرائيل وإيران ومنع تصعيد أوسع".
"وقال أحد المصادر للموقع: "أوضح الإسرائيليون للإيرانيين مُسبقا ما الذي سيهاجمونه بشكل عام وما لن يهاجموه".
وقال مصدران آخران إن إسرائيل حذّرت الإيرانيين من الردّ على الهجوم وشدّدت على أنه إذا ردّت، فإن إسرائيل ستشنّ هجوما آخر أكثر أهمّية، خاصة إذا قُتل أو أصيب مدنيون إسرائيليون".
وقال أحد المصادر إن وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب، كان من قنوات نقل الرسائل.
"وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يتوقّعون أن تردّ إيران على الهجوم الإسرائيلي في الأيام المقبلة، ولكن بطريقة محدودة ستمكّن إسرائيل من وقف دورة الانتقام". (انتهى تقرير أكسيوس).
ليس من العسير القول إن الكلام أعلاه لا يبدو مُستبعدا في ظل الظروف العامة التي تحيط بالمشهد الإقليمي راهنا، وحاجة نتنياهو لشراء المكاسب من واشنطن مقابل عدم التصعيد، بخاصة قبل الانتخابات، لكن ذلك لا يعني حسم الموقف على نحو نهائي، لأن أحدا لن يمنع نتنياهو من تكرار العدوان بعد ذلك، بخاصة إذا فاز ترامب ومنحه الضوء الأخضر.
أما الجانب الآخر، فيتمثل في حاجة "الكيان" لبعض الوقت حتى يواصل حربه في غزة وجنوب لبنان، على أمل تحقيق الأهداف هناك.
النتيجة هي أنه إذا لم تردّ إيران على العدوان الجديد، وواصلت منع حزب الله من ضرب أهداف أهمّ في الكيان ردّا على استباحته الأهداف المدنية للحزب وحاضنته، فستكون قد قبلت بواقع تحجيم الحزب، في ذات الوقت الذي تخلّت فيه عن غزة بعد أن تركتها عاما كاملا في ظل "إسناد" لم يغيّر شيئا في معادلة الحرب عليها، وكل ذلك ضمن حسابات الخوف من تداعيات الحرب الشاملة.
هل سيحميها ذلك من التداعيات اللاحقة؟
أبدا.. إذا نجح "الكيان" في مخطّطه الأولي، فسيُواصل ملاحقة مشروعها النووي بطرق شتّى، وحتى قدراتها "الباليستية"، ولن يقبل بما دون تغيير نهجها السياسي برمّته لأجل رفع العقوبات عنها (بسطوة أمريكا التي أسرفت في الصهْينة كما لم يحدث من قبل).
بذلك تكون قد انضمت لانبطاح النظام الرسمي العربي، وعزّزت شهية "الكيان" للهيمنة، مع بقاء الصراعات السابقة على حالها، بل ربما شجّعها "الكيان" وداعموه على نحو أكبر، لكونها تصبّ في مصلحتهم.
معادلة شيطانية لن توقفها سوى تطورات دولية استثنائية، والأهم غير جهود جبارة وصحوة عارمة من قبل جماهير الأمّة، تفرض نفسها على الأنظمة وتفرض تفاهمات تواجه الغطرسة الصهيونية لمصلحة الجميع، وهي صحوة متوقّعة من أمّة مرّ عليها غزاة بلا حصر، وتمكّنت من مواجهتهم؛ وإن بأثمان باهظة